Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معبد الكرنك يحتفل باليوم العالمي لليوغا

هدية لا تقدر بثمن من تقاليد الهند القديمة ودار الإفتاء: رياضة وليست عبادة

نشأت الـ"يوغا" في الهند القديمة ويعود اسمها إلى اللغة السنسكريتية وتعكس أحد معاني الاتحاد والوحدة (وزارة الآثار المصرية)

شهدت ساحة معبد الكرنك الفرعوني جنوب مصر تنظيم أول فعاليات سفارة الهند بالقاهرة لرياضة الـ "يوغا" بالمناطق الأثرية، في إطار الاحتفال باليوم العالمي الثامن لها الذي يوافق الـ 21 من يونيو (حزيران) من كل عام، بهدف زيادة الوعي بفوائد رياضة الـ "يوغا" التي تعتبر من التراث غير المادي للهند وتنشيط السياحة المصرية.

وقال أستاذ التربية الرياضية عبدالرحيم الهواري إن الـ "يوغا" هي مجموعة من الطقوس البدنية والعقلية والروحية من أجل الاسترخاء والتحكم في التنفس والنظام الغذائي وزيادة التفكير الإيجابي، والتأمل بهدف تحقيق الانسجام بين العقل والبيئة المحيطة.

وأضاف الهواري أن الـ "يوغا" نشأت في الهند القديمة، لافتاً إلى أن كلمة "يوغا" تعود إلى اللغة السنسكريتية وتعكس أحد معاني الاتحاد والوحدة، في إشارة إلى الوحدة الناجمة عن ممارستها في تلاحم الجسد والعقل والتأمل.

يوم عالمي للـ "يوغا"

وخلال خطاب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ 27 من سبتمبر (أيلول) 2014، اقترح تخصيص يوم عالمي للـ "يوغا" في الـ 21 من يونيو (حزيران)، الذي يمثل يوم الانقلاب الصيفي، وقال إن الـ "يوغا" هي هدية لا تقدر بثمن من تقاليد الهند القديمة تجسد وحدة العقل والجسد والفكر والعمل وضبط النفس والوفاء والانسجام بين الإنسان والطبيعة، وهي نهج شامل للصحة والرفاهية، لا يتعلق الأمر بالتمرين، بل باكتشاف الشعور بالوحدة مع نفسك ومع العالم والطبيعة من طريق تغيير نمط حياتنا وخلق الوعي الذي يمكن أن يساعد في الرفاهية، فدعونا نعمل من أجل تبني يوم عالمي للـ (يوغا)".

وللـ "يوغا" فوائد عدة ومتنوعة، فهي طريقة رائعة لتخفيف التوتر والضغوط المتراكمة في عضلات الجسم والنفس، كما تساعد في حرق الدهون المتراكمة في الأنسجة إلى جانب تحسين وظائف التفكير والذاكرة لتحقيق التصالح مع النفس، فهي بمثابة جلسة علاج طبيعي ينتج منها عدد من الفوائد الصحية للجسم والعقل معاً.

تعزز الجهاز المناعي

من جانبه، قال أستاذ صحة الأسرة بكلية طب قصر العيني سيف عبدالرحيم، إن الـ "يوغا" تعزز الجهاز المناعي وتنشط الدورة الدموية بشكل جيد، لأنها تساعد في التنفس بالشكل السليم، مما يحفز إمداد خلايا الجسم بالأكسجين.

وأضاف عبدالرحيم أن الـ "يوغا" تسهم في خسارة الوزن لحرقها المكثف للدهون والسعرات الحرارية، لتمنح الجسم مرونة ورشاقة كبيرة بالمصابرة على ممارستها، كما تحفز تقوية الذاكرة وزيادة التركيز الذهني والعقلي، لأنها تساعد في توازن الجهاز العصبي والنوم بالشكل الجيد لمن يعانون الاضطرابات أثناء النوم، بسبب الاسترخاء والهدوء الذي يشعر به الإنسان.

والـ "يوغا" على الرغم من كونها نشاطاً رياضياً غير تنافسي فإن لها أنواعاً وأشكالاً وطقوساً عدة اُتفق عليها، مثل ممارستها على معدة خالية لتحقيق الإنصات للجسد وتحديد الأهداف عبر الانتباه إلى النفس، ويفضل أن تمارس الـ "يوغا" تحت مدرب لتقويم أوجه الاستفادة والتطور لممارسيها وتسجيل الملاحظات كاملة مع نهاية كل جلسة.

أشهر أنواع الـ "يوغا"

ومن أشهر أنواع الـ "يوغا" في العالم "هاثا يوغا" وهي للمبتدئين، لأنها تعتمد على وتيرة التمارين البطيئة، "أينغار يوغا" وهي النوع الأمثل لمن يرغبون تخفيف آلام الإصابات والمفاصل، وتحتاج إلى وضعيات ممارسة دقيقة تحت إشراف مدرب متخصص، و"أشتانغا يوغا" وهو النوع الأشهر على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، إذ يعتمد على موافقة الحركات الجسدية مع النفس.

انتشرت خلال الخمسة سنوات الماضية المراكز المتخصصة في رياضة الـ "يوغا" وتعليمها في معظم المحافظات المصرية بفضل الدورات التدريبية التي يقدمها المركز الثقافي الهندي عبر مدربين متخصصين، كما انتشرت دروس الـ "يوغا" على مواقع التواصل الاجتماعي وصار لها جمهور عريض خلال جائحة كورونا خلال أشهر حظر التجوال والتباعد الاجتماعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رياضة وليست عبادة

وقال المستشار العلمي لمفتي مصر الدكتور مجدي عاشور في فتوى رسمية على موقع دار الإفتاء حول استفسار كثير من المواطنين عن حكم ممارسة الـ "يوغا"، "إن حركات الـ (يوغا) نفسها ليست حراماً، إنما الحرام في الفلسفات، بمعنى أن الشخص حينما ينفذ حركات بهدف استرخاء أعصابه وعضلاته فهذا جائز، لكن إذا دخلت تلك الحركات في عقيدة فاسدة وفلسفة مخالفة لهدي الإسلام فإنها لا تجوز".

وذكر أن التصوف الإسلامي يضم بعض الطقوس الخاصة بالخلوة مع النفس، مثل الصمت لفترات طويلة والجلوس من دون ثني الظهر للتدريب على طاعة النفس في كل شيء وعبادة الله، أما الـ "يوغا" فإذا كانت للرياضة وتقوية الأعصاب وإطالة النفس وعدم الالتفات للناس، فهذا يجوز ولو كانت حركات بهدف العبادة فهذا لا يجوز، فلا بد من أن يتعامل معها كرياضة لا عبادة.

المزيد من منوعات