Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

4 سيناريوهات تتيح للصين إخضاع تايوان من دون غزوها

التفوق العسكري الكبير يمنح بكين سطوة على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي

مدنيون تايوانيون يشاركون في تدريبات عسكرية خاصة في نيو تايبيه سيتي، السبت 18 يونيو الحالي (أ ف ب)

تعرض الصين قوتها بشكل متزايد على الساحة الدولية في ظل رئاسة شي جينبينغ، ما يصعد المخاوف من أن تشن بكين هجوماً عسكرياً على جزيرة تايوان.
وتعتبر بكين أن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي جزء من أراضيها، وتقول إنها عازمة على استعادة السيطرة عليها ولو بالقوة. لكن تنفيذ غزو واسع النطاق ليس بأي حال من الأحوال الخيار الوحيد أمام الصين لإجبار تايوان على الخضوع لها.

غزو جزر

في ما يأتي بعض السيناريوهات التي يمكن أن تنفذها بكين، يمكن للصين أن تغزو بعض أو كل جزر تايوان البعيدة عن الجزيرة الأساسية. إذ تقع جزيرتَي كينمن وماتسو على بُعد حوالى 10 كيلومترات قبالة ساحل الصين الرئيس، وتعرضتا لقصف مدفعي مستمر في العقود التي تلت نهاية الحرب الأهلية الصينية.
يمكن أن تستهدف بكين أيضاً مصالح تايوانية أخرى في بحر الصين الجنوبي، مثل جزيرة براتاس المرجانية أو حتى تايبينغ الواقعة في سلسلة جزر سبراتلي البعيدة.
وإذا أرادت التصعيد أكثر يمكنها الاستيلاء على أرخبيل "بينغو" الأقرب إلى تايوان والذي يقع على بُعد حوالى 50 كيلومتراً من الجزيرة الرئيسة.
وصرح الأدميرال المتقاعد لي هسي مين، الذي كان قائداً للقوات المسلحة التايوانية حتى عام 2019، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "أهمية بينغو الاستراتيجية تفوق أهمية الجزر الأخرى". وأضاف "إذا احتل جيش التحرير الشعبي (الصيني) بينغو فسيشكل ذلك موطئ قدم لهجمات قصيرة المدى وتحقيق تفوق جوي".
ويورد تقرير للكلية الحربية البحرية الأميركية أن هناك "عدداً من المزايا المهمة" لاستراتيجية انتزاع جزر تكون قاعدة لهجمات أخرى وتبدأ من الجزر التايوانية النائية".

الضغط النفسي

لكن يمكن للصين أيضاً أن تختار عدم مهاجمة الجزيرة الرئيسة واستخدام عمليات الضم للضغط الدبلوماسي والنفسي على تايوان.
ويمكن أن تفرض الصين "إغلاقاً جمركياً"، أي السيطرة بشكل فعال على الحدود الجوية والبحرية لتايوان ومعاينة السفن والطائرات الآتية والسماح بمرور المركبات "البريئة" وتحويل "المشبوهة" إلى الموانئ الصينية.
ويورد تقرير لمجلس العلاقات الخارجية نُشر عام 2021، أنه وفق هذا السيناريو "ستسمح الحكومة الصينية لشعب تايوان بإدارة شؤونه الخاصة في الجزيرة لبعض الوقت على الأقل مع إظهار أنها تسيطر على ما يدخل (وربما ما يخرج)".
كما سيظل مسموحاً إدخال واردات الغذاء والطاقة، وكذلك حركة الركاب عبر العبارات اليومية مثلاً.
ويذكر التقرير أن "الهدف هو إجبار تايوان على قبول فقدانها السيطرة، وقطعها على الأقل عن عمليات نقل المعدات العسكرية والخبراء الأجانب المرتبطين بها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حصار المضيق

قد تختار بكين أيضاً فرض حصار كامل على مضيق تايوان، ما يمنع إدخال وإخراج أي شيء.
تورد وزارة الدفاع التايوانية في تقرير نشرته عام 2021 أنه "في الوقت الحاضر، يستطيع جيش التحرير الشعبي فرض حصار محلي على موانئنا الحيوية ومطاراتنا ومسارات رحلاتنا الخارجية، لقطع خطوط اتصالاتنا الجوية والبحرية والتأثير على تدفق إمداداتنا العسكرية ومواردنا اللوجيستية وكذلك استدامة العمليات".
وقال ضابط الاستخبارات الأميركي المتقاعد لوني هينلي للجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأميركية- الصينية في فبراير (شباط) من العام الماضي، إن الصين ستكون قادرة على مواصلة حصارها "إلى أجل غير مسمى"، حتى باستعمال قدر محدود جداً من القوة.

ضربات جوية وصاروخية

ويمكن لجيش التحرير الشعبي الصيني أن يمتنع عن تنفيذ غزو بري كامل، ويلجأ بدل ذلك إلى الضربات الجوية والصاروخية لتدمير البنية التحتية العسكرية والمدنية الرئيسة، ما سيؤدي إلى شل دفاعات تايوان.
ويمكن أن تستخدم الصين الحرب الإلكترونية لتحقيق الهدف نفسه.
وصرّح الباحث في المجال الأمني، والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، أندرو كريبينفيتش لصحيفة "ذي تلغراف" البريطانية بأنه "إذا تصرف جيش التحرير الشعبي وفقاً لعقيدته، فمن المحتمل أن نشهد هجوماً إلكترونياً هائلاً مدعوماً بتشويش على نطاق واسع وأشكال أخرى من الحرب الإلكترونية على الجزيرة لتعطيل البنية التحتية الحيوية وروابط القيادة العسكرية".
ويمكن للصين أيضاً أن تختار قصف تايوان لإخضاعها مستغلة تفوقها الجوي لترويع سكان الجزيرة.
لكن الباحث في معهد "أس. راجاراتنام للدراسات الدولية" بسنغافورة جيمس شار، يعتقد أن احتمال التسبب بـ"إراقة دماء ودمار لدى مَن يسمونهم إخوانهم الصينيين" من شأنه أن يحول دون اتخاذ هذا القرار.

المزيد من دوليات