Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العنصرية تبعد أطباء الخدمات الصحية البريطانية السود والبريطانيين

حصري: دراسة رائدة تكشف عن أن نحو 60 في المئة من الأطباء الآسيويين و57 من الأطباء السود يعتبرون أن العنصرية تشكل عائقاً أمام التقدم المهني 

الدراسة تستعرض العوائق المؤسسية أمام التقدم المهني وتدني مستوى الإبلاغ عن وقوع حوادث عنصرية عند الأقليات (أ ف ب/غيتي)

كشفت دراسة رائدة عن أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية تواجه احتمال خسارة أعداد كبيرة من الأطباء الذين ينتمون إلى أقليات العرقية بسبب معاناتهم المستمرة من العنصرية على المستويين الشخصي والمهني.

وتبين الدراسة أن قرابة ثلث الأطباء الذين شاركوا في استطلاع الرأي فكروا إما في احتمال مغادرة الهيئة أو غادروها بالفعل خلال السنتين الماضيتين بسبب التمييز على أساس العرق، إذ فكر 42 في المئة من الأطباء السود و41 في المئة من الأطباء الآسيويين بالتحديد بالخروج من المؤسسة، أو تركوها بالفعل.

ويستعرض استطلاع الرأي الذي سمح للاندبندنت بالاطلاع عليه قبل نشره يوم الأربعاء، العوائق المؤسسية أمام التقدم المهني، والمستويات المتدنية بشكل خطير من الإبلاغ عن وقوع حوادث عنصرية وتزايد العبء النفسي على الأطباء من الأقليات العرقية.

وتعتقد الرابطة الطبية البريطانية - وهي الجمعية المحترفة التي تمثل جميع أطباء المملكة المتحدة - أن هذا الاستطلاع الذي يضم آراء أكثر من ألفي شخص من أطباء وطلاب طب من كل أنحاء المملكة المتحدة، هو من بين أكبر الاستطلاعات التي توثق تجربة العنصرية في مجال الطب، سواء في المهنة أو مكان العمل.

وقال رئيس مجلس الرابطة، الدكتور تشاند ناغبول، "تأسست هيئة الخدمات الطبية الوطنية على مبدأ المساواة في رعاية المرضى، بغض النظر عن هويتهم، ولكن هذا التقرير يميط اللثام عن فشل الهيئة المعيب في تطبيق هذا المبدأ على أطبائها، مع إبلاغ الأطباء من الأقليات العرقية عن وجود درجات مخيفة من المعاملة الظالمة وانعدام المساواة العرقية في مكان العمل".

 

وأضاف الدكتور ناغبول، "إنه لمن دواعي القلق الشديد ألا يكون عدد كبير ممن استطلعت آراؤهم قد أبلغوا عن تعرضهم للعنصرية، إما خوفاً من الانتقام، أو من تصنيفهم كأشخاص مثيرين للفتن أو لقلة ثقتهم بأن يجري التحقيق في الموضوع بشكل مناسب. وما يعنيه هذا هو أن الأطباء يعانون بصمت، بينما لا يزال حجم العنصرية الحقيقي غير واضح للعيان، ولا يجري التعامل معه".

ويصور التقرير حجم معاناة الجسم الطبي، بدءاً من تعرض أعضائه للإغفال في الترقية أو إرغامهم على تغيير الاختصاص الذي اختاروه، ووصولاً إلى شعورهم بالعزلة والإقصاء.

وفي هذا الإطار، قال مستشار من أصول أفريقية سوداء، "أبدي حماسة أقل للإبلاغ عن حوادث كهذه مجدداً لأنه لم يتخذ أي إجراء ضد مرتكبها سابقاً. أشعر بالانزعاج والقلق من الانتقام".

وأضاف رئيس الرابطة الطبية البريطانية أنه فيما يعتبر نحو 60 في المئة من الأطباء الآسيويين و57 من الأطباء السود أن العنصرية عائق أمام التقدم المهني، يحرم المرضى من الاستفادة من المهارات والمواهب الكاملة لقوة عاملة متنوعة عرقياً.

وتابع الدكتور تشاند بقوله، "ما يسفر عنه هذا الأمر في النهاية هو خسارة مؤسفة للقدرات مع إعاقة تقدم الأطباء من الأقليات العرقية أو جرهم إلى مراتب أدنى أو مغادرتهم المهنة بكل بساطة".

"تدمر العنصرية حياة أطباء كثر، وتؤثر على رعاية المرضى وتهدد الخدمات. فات أوان الحديث عن هذا الأمر. يطرح تقريرنا سلسلة من التوصيات الواضحة من أجل إحداث تغيير، تتطلب تحركاً على جميع مستويات المنظومة الصحية، بدءاً من الحكومة ومنظمات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ووصولاً إلى القادة والمؤسسات الأخرى".

وجد التقرير أن نسبة الإبلاغ عن التعرض لتجارب عنصرية أدنى بكثير من المستوى المطلوب داخل هيئة الخدمات الطبية الوطنية، إذ اختار 71 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الذين تعرضوا شخصياً لتجارب عنصرية عدم الإبلاغ عن الحادث لأي جهة كانت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن أكثر الأسباب التي ذكرها المشاركون شيوعاً لعدم إبلاغهم عن التجارب التي تعرضوا لها، عدم ثقتهم بأن يتم التعامل مع الحادث (56 في المئة) وقلقهم من اعتبارهم مثيرين للفتن (33 في المئة).

تعليقاً على النتائج التي توصلت إليها الرابطة الطبية البريطانية، قالت وزيرة شؤون المرأة والمساواة في حكومة الظل تايوو أواتيمي، "تعرض العاملون في هيئة الخدمات الصحية الوطنية من السود والآسيويين والأقليات العرقية لجائحة (كوفيد-19) بشكل غير متكافئ وتركوا من دون معدات الوقاية الشخصية التي يحتاجون إليها. ويشكل هذا الاستطلاع دليلاً إضافياً على فشل الحكومة الذريع في تفهم التحديات التي يواجهونها".

وأضافت، "سوف يتعامل حزب العمال مع انعدام المساواة المتجذر بين الأعراق في هيكلية النظام من مصدره عن طريق طرح قانون المساواة العرقية في الحكومة".

في حديثهم مع "اندبندنت"، طرح الخبراء عدداً من الحلول الممكنة للتمييز المتأصل داخل هيئة الخدمات الطبية الوطنية.

تدعو الدكتورة شهلا امتياز - عمر، وهي طبيبة عامة في ديربي شاركت في الاستطلاع عبر تجاربها الخاصة مع العنصرية، إلى وضع سياسات إضافية من أجل دعم الموظفين الذين يتعرضون للعنصرية من زملائهم ومرضاهم على حد سواء.

 

وقالت، "أعتقد أن هيئة الخدمات الطبية الوطنية يمكن أن تشكل بيئة عمل سامة أحياناً، ليس فقط بسبب الأشخاص الذين لديهم آراء عنصرية، بل بسبب غياب المساءلة في عموم المنظومة".

ولفتت، "يجب أن يكون لدينا قيادة واضحة وأشخاص ذوو قدوة لنا، لدينا طلاب طب يدخلون المهنة ولا يرون أشخاصاً يمكنهم إيجاد ما يربطهم بهم، وليس لديهم ما ينير طريقهم لكي يعرفوا كيف يرتقون إلى ذلك المستوى. نعرف أن الطريق مليء بالعوائق المهنية".

وأضافت الدكتورة امتياز - عمر، وهي ناشطة ضمن حملة "المساواة والتنوع والشمول" في منطقتها، "يجب اتخاذ إجراءات تراعي التمييز الإيجابي مع المرضى والزملاء الذين تبدر عنهم آراء عنصرية"، مشيرة، "لا أعتقد أنه لدينا في الوقت الحالي أي سياسة تشرح بالتحديد ما يمكنك أن تفعله إذا ما بدر عن أحد المرضى تصرف عنصري صريح تجاهك، إذ تركز السياسات دائماً على رعاية المرضى، وهو أمر صحيح تماماً، ولكن علينا أن نفكر كذلك في التجربة التي تمر بها القوى العاملة بسببها".

وختمت بالقول، "يجب وضع آليات إبلاغ متينة وتمكين الناس من الإفصاح عما يحدث معهم بلا الخوف من العقاب الذي يشكل حالياً عائقاً ضخماً". 

وفي حديث مع "اندبندنت"، قالت نيجايا ناث، الخبيرة في مسائل الأعراق والقيادة في مرافق الرعاية الصحية، وقد عملت على التقرير باعتبارها جزءاً من فريق الأبحاث، "يجب أن يتبع هذا [التقرير] التزام وتحرك ملموس - وليس مديح فحسب".

وأضافت، "لا أعتقد أننا بحاجة إلى اجتماع المزيد من اللجان أو كتابة المزيد من التقارير، ما نحتاج إليه هو أن نرى قرارات مقصودة تضمن إعادة التوازن في هذه الأجندة".

وأكملت الخبيرة، "من ناحيتنا، شجعنا الناس على استخدام المعلومات الواردة في التقرير وتطبيق هذا التفكير في أعمالهم انطلاقاً من القاعدة، ووصولاً إلى الدرجات العليا، ما هي تجربة الأطباء المبتدئين، ومن يضطلع بالمسؤولية الأكبر في أدوار الرعاية الأولية، وما هو وضع النساء والأشخاص من خلفيات الأقليات العرقية؟". 

وختمت بالقول، "من الضروري أن يحرص القادة على أخذ هذه النقاط بعين الاعتبار حين يبحثون في السياسات والإجراءات وطرق تعاملهم مع الناس".

نُشر في "اندبندنت" بتاريخ 15 يونيو 2022

© The Independent

المزيد من صحة