Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعوة النقل العام في بريطانيا إلى مساعدة المصابين بمشاكل نفسية

تكشف دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة النفسية يشعرون بالإقصاء من وسائل النقل العام

تقرير يسلط الضوء على بعض التحديات الحقيقية التي تواجه قطاع السكك الحديدية في مجال تسهيل التنقل للأشخاص ذوي مشاكل الصحة النفسية (سايمون كالدر)

تقول احدى الشابات اللواتي يعانين من مشكلة صحة نفسية "استغرق وقتاً طويلاّ أغلب الأيام كي أحضّر نفسي لأستقلّ وسيلة النقل العام. وغالباً ما أمرض في صباح اليوم الذي يتوجب عليّ الخروج فيه".

ويشير تقرير جديد أنّ المعاناة النفسية التي تمر بها هذه الشابة بسبب التنقل بالقطار والباص تشكّل حال من بين حالات كثيرة مشابهة في أوساط الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية.

فقد أجرى البروفسور روجر ماكيت الذي يعمل في مركز دراسات النقل في كلية لندن الجامعية (University College London) مسحاً على شبكة الانترنت شمل 400 شخص تقريباً ممن يعانون من أمراض الصحة النفسية.

اما النتيجة التي استخلصها فهي توصيته بأنّ يتفهم العاملون في قطاع النقل والركاب حاجات المسافرين القلقين.

وقال البروفسور ماكيت "يبحث التقرير في المصاعب التي يواجهونها أثناء سفرهم وفي سبل معالجة هذه الصعوبات".

ومن أصل 385 مجيباً على المسح، تسعة من بين كل 10 اشخاص يعانون من اضطراب القلق، وسبعة من بين كل 10 يمرون بنوبات هلع، بينما يعاني ثلثا المشاركين من الكآبة. 

وغالباً ما يعجز ثلث الأشخاص على الأقل عن مغادرة منازلهم بسبب مشاكل الصحة النفسية التي يعانون منها، في وقت ان مجمل عينة البحث أعربت عن شعورها بهذه المعاناة احياناً.

وتقول الدراسة "ما يبعث على القلق بشكل أساسي أثناء السفر هو تصرفات الآخرين، وأبرز بواعث القلق هو فكرة "ما هو رأي الآخرين بي؟".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا السياق شرحت امرأة ثلاثينية شعور الهمّ الذي يعتريها فقالت" اتخوف كل الوقت من ان اتحول إلى اضحوكة للآخرين أو ان أتعرض للإذلال في العلن".

"أقطن في منطقة غالبية مستقلي وسائل النقل العام فيها من التلامذة المراهقين الذين يميلون أكثر من غيرهم إلى التكلّم والتصرف بقسوة".  

ومن ناحيتها، قالت سيدة في الأربعينات من عمرها إن حدوث أي خلل في خدمة المواصلات يؤدي إلى مشاكل منها تحديداً "ارتفاع مستوى القلق بسبب تأخر وسيلة النقل أو تفويت وقت ركوب وسيلة المواصلات التي بعدها في المحطة التالية فتظهر علامات القلق على الشخص، فيدرك حينها أن قلقه واضح للعيان وذلك يزيد من مستوى القلق أكثر".

"لم يسألني أحد أبداً إن كنت بخير او إن كان باستطاعتهم مساعدتي. وتراكم هذه العوامل يرفع من منسوب القلق ليستحيل بعدها نوبة ذعر".

"وفي هذه الأثناء يكون عليّ الترجّل في المحطة التالية مما يشكل لي أزمة إن لم أكن أعرف اين تقع هذه المحطة او إن كان باستطاعتي ان اتوجه منها إلى المكان الذي أقصده ".

دعا بعض المشاركين في المسح إلى تثقيف الرأي العام كي يدرك غيرهم من المسافرين آثار مشاكل الصحة النفسية، فيعرفوا أنّ هذه التصرفات ليست ناجمة عن تناول الكحول او المخدرات.

وقال البروفسور ماكيت "على عامة الناس ان يفهموا كيف يمكنهم ان يتعاطفوا ويوفروا الدعم اللازم ويدركوا الأثر العكسي الذي تسببه تصرفاتهم على الاشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة النفسية في حالة التدافع لدخول وسيلة النقل مثلاً".

من الصادم أنّ بعض المسافرين يستغلون قلق الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية. وروت امرأة أخرى في الأربعينات من عمرها إنها عرضت المال في عدد من المرات على الناس مقابل تخلّيهم عن مقعدهم كي تستطيع الجلوس. وقالت للباحثين "كلّفني المقعد 30 جنيهاً استرلينياً في المرة الأخيرة".

ويسلط التقرير الضوء على بعض التحديات الحقيقية التي تواجه قطاع السكك الحديدية في مجال تسهيل التنقل للأشخاص ذوي مشاكل الصحة النفسية.

وقال ثلثا من شملهم المسح تقريباً إنهم لا يستطيعون شراء تذاكر القطار مسبقاً لأنهم لا يعرفون كيف سيكون وضعهم يوم السفر. ويفقدون بالتالي فرصة شراء أقل البطاقات ثمناً.

وترتفع نسبة الذين لا يقدرون على الالتزام في اوساط المسافرين الأكبر سناً فتصل إلى 9 من كل 10 اشخاص.

وقال البروفسور ماكيت:" على الشركات التي تسيّر القطارات أن تتيح لمن لا يستطيع شراء بطاقته مسبقاً بسبب مشكلة في صحته النفسية ان يشتري البطاقة في يوم سفره بالسعر المتاح للبطاقات المدفوعة سلفاً او أن يكون بامكانه إرجاء الرحلة إلى يوم آخر".

من جهته، قال دومينيك لند كونلون، رئيس وحدة تيسير التنقل والإدماج لذوي الحاجات الخاصة في مجموعة رايل ديليفيري (Rail Delivery Group) في قطاع السكك الحديدية" نريد أن يتاح للجميع استخدام خطوط السكك الحديدية بكل ثقة".

وأضاف "لا نسعى فحسب إلى توفير تطبيق مساعدة الركاب الذي سيوضع في الخدمة قريباً، بل نسعى كذلك إلى تقديم الدعم لمشغلي القطارات لإرساء بيئة آمنة ترحّب بالمسافرين في المحطات. كما يوفّر القطاع لموظفيه التدريب حول مسائل الصحة النفسية وتعمل شركات القطارات على الارتقاء بخدماتها لمعالجة الأوضاع التي من شأنها أن تقلق الزبائن".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات