Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"لعنة الانسحابات" تضع الحكومة الإسرائيلية أمام "ورطة جديدة"

بينت يتلقى ضربة من داخل بيته والاستطلاعات تمنح نتنياهو تفوقاً يعيده إلى المشهد

تشكل استقالة أورباخ اليميني المتطرف ضربة كبيرة من داخل بيت بينت  (أ ف ب)

مع إعلانه عن وقف دعمه الائتلاف الحكومي، برئاسة زعيم حزبه نفتالي بينت، وإجراء اتصالات مع حزب الليكود للانضمام إليه، وضع عضو الكنيست من حزب "يمينا"، نير أورباخ، الحكومة الإسرائيلية على حافة الانهيار، بحيث أبقاها بأقلية 59 نائباً، لا تضمن أكثرية في مواجهة اقتراحات في الكنيست بينها، حجب الثقة.

وتشكل استقالة أورباخ، اليميني المتطرف، ضربة كبيرة من داخل بيت بينت، كزعيم للحزب الذي ينتمي إليه أورباخ وللائتلاف الحكومي، الذي خاص معركة واسعة من أقصى يمينه إلى أقصى يساره في مواجهة النائبين العربيين، غيداء ريناوي- زعبي من حزب ميرتس، ومازن غنايم من القائمة العربية الموحدة، برئاسة منصور عباس، لرفضهما دعم مشروع قانون الضفة، الذي يشرعن المستوطنات، ويسمح بتطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات.

وجاءت استقالة أورباخ في إطار هذا التحريض، بحيث أعلن رفضه دعم الائتلاف طالما وجد فيه غنايم وزعبي واتهمهما "باحتجاز الائتلاف كرهينة". وقال إنه سيصوت ضد حل الكنيست وسيعمل على تشكيل حكومة بديلة بروح وطنية، وفق تعبيره.

وتصريح اليميني أورباخ لا يختلف كثيراً عن تصرف وتصريحات رئيس حزب ميرتس، نيتسان هوروفيتس، بشأن موقف النائبة العربية في حزبه، غيداء زعبي، برفض دعم قانون الضفة، إذ صرح بأن على الزعبي التصويت مع أو الانسحاب من الكنيست والحزب، لأنها في قراراها غير ملتزمة بمبدأ التحالف.

لهجة التهديد هذه خرجت أيضاً من منصور عباس، زعيم القائمة العربية الموحدة، الذي رفض موقف غنايم، بل سعى إلى إجراء تعديلات في دستور حزبه ليضمن بديلاً عن غنايم. ومهما كانت نتيجة جهود هوروفيتس وعباس فإن الطرفين، أورباخ من جهة وزعبي وغنايم من أخرى يهددان الحكومة.

نتنياهو يستعيد شعبيته

استفاق الإسرائيليون، الثلاثاء، على انشغال مختلف الأحزاب والمؤسسات السياسية في موعد الانتخابات المقبلة، بعد أن باشر أورباخ اتصالاته مع حزب الليكود للانضمام إليه.

وفق نظام الانتخابات في إسرائيل تجري الانتخابات البرلمانية بعد ثلاثة أشهر من حل الكنيست، وفيما توقع البعض أن تجري في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، استبعد سياسيون ذلك في أعقاب تصريح أورباخ بأنه لن يصوت مع اقتراح حل الكنيست، هذا الأسبوع، لمنع إجراء الانتخابات بعد ثلاثة أشهر، بعد انتهاء الأعياد اليهودية.

الاحتمال الأكبر أن تجرى الانتخابات في نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل، إلى حين نهاية العطلة الصيفية للكنيست، لكن السؤال إذا كانت ستحدث هذه الانتخابات تغييراً في الخريطة السياسية في إسرائيل وستحسم تفوق كتلة بأكثرية قوية تضمن استمراريتها؟

جميع استطلاعات الرأي الإسرائيلية تشير إلى أن أي انتخابات مقبلة، ستعيد الأزمة السياسية في إسرائيل إلى مربعها الأول، قبل نحو ثلاث سنوات. صحيح أن نتائج الاستطلاعات تحسم لصالح حزب الليكود ورئيسه، بنيامين نتنياهو، لكنها لا تضمن له حكومة أكثرية قوية.

بموجب أحد استطلاعات الرأي، الذي أجراه معهد "بانلز بوليتكس"، فإن شعبية نتنياهو ترتفع، لكن كتلة مؤيديه لن تتمكن من الحصول على أكثر من 60 مقعداً. أما حزب "يمينا"، برئاسة نفتالي بينيت، فيتراجع من ستة إلى خمسة مقاعد.

وتبين أن موقف أورباخ، وقبله انسحاب نائبين آخرين من حزب يمينا، أسهما في إضعاف موقف بينت، الذي بقي مع أربعة أعضاء فقط في الائتلاف.

اللافت في نتائج الاستطلاعات زيادة شعبية اليمين واليمين المتطرف، إذ يحصل حزب الصهيونية الدينية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش، مع حزب قوة يهودية برئاسة اليميني المتطرف ايتمار بن غبير، على 11 مقعداً ويصبح الحزب الثالث في قوته، فيما يحصل حزب "أزرق – أبيض" برئاسة بيني غانتس، على 8 مقاعد، وتتراجع قوة حزب "العمل"، بينما تحافظ "القائمة المشتركة"، برئاسة أيمن عودة، على قوتها وتحصل على ستة مقاعد، وترتفع شعبية القائمة العربية الموحدة، برئاسة منصور عباس، وتحصل على خمسة مقاعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ضغوط على ريناوي وغنايم

في هذه الأثناء تبذل الجهود لإقناع النائبين زعبي وغنايم لتغيير موقفهما بشأن التصويت على قانون الضفة، على الرغم من إصرارهما الرافض.

واجتمع زعيم حزب ميرتس، نيتسان هوروفيتس ، مع ريناوي وصرح بشكل واضح بأن الأفضل لها الانسحاب من حزب ميرتس إذا لم تغير رأيها وتسهم في تشكيل خطر على مستقبل الحكومة. كما تظاهر نشطاء من حزب ميرتس احتجاجاً ودعوا إلى طرد ريناوي من الحزب.

من جهته، واصل بينت، بعد استقالة أورباخ، معركته لمنع الحكومة من الانهيار. وقال في تصريحات بالكنيست: "إننا نقاتل من أجل هذه الحكومة، هذه هي الحقيقة، هذه الحكومة ممتازة، على الرغم من أنها تعتمد على ائتلاف معقد".

لكن بينت عاد واستدرك، أمام التطورات الأخيرة، وقال: "قد يتبقى للائتلاف أسبوع أو أسبوعين قبل أن ينهار، إذا لم يعد أعضاء الكنيست المنشقون إلى الائتلاف وأعادوه مرة أخرى إلى الأغلبية". أضاف، "هناك أعضاء في الائتلاف لم يستوعبوا بعد أهمية الساعة. أنا أدعو أعضاء الائتلاف الذين عقدوا العزم على التصويت ضد الحكومة، لدينا أسبوع أو أسبوعان لتصحيح هذا الأمر، وعندها يمكننا الاستمرار لفترة طويلة. إذا لم يحدث ذلك عندها لن يكون بإمكاننا الاستمرار".

وراح يهاجم المعارضة لأنها "جعلت حكومته عاجزة". أضاف، "منذ قيام الكنيست لم تكن هناك معارضة بهذه الدرجة من قلة الاحترام، وبهذه الدرجة من العزم على اتباع سياسة الأرض المحروقة مثلكم".

وفي حديثه هذا أشعل بينت النقاش والتهجمات بين مختلف أحزاب الائتلاف والمعارضة، ورد عليه النائب ياريف ليفين، من حزب الليكود بدعوته إلى إنهاء "الفضيحة التي تمثلها الحكومة الحالية"، وقال: "تخيلوا كيف كان سيكون رد فعل الناس لو تشبث نتنياهو والليكود بهذه القوة بالسلطة كما يفعل بينت وبقية الوزراء في الحكومة. لقد حان الوقت بأن يقوم جميع شركاء الائتلاف بتخفيف قبضتهم على البلد. من الضروري والممكن تشكيل حكومة يمينية على الفور، أو إعادة التفويض إلى الناخبين من خلال الدعوة إلى انتخابات جديدة".

المزيد من متابعات