قلصت سوق الأسهم السعودية معظم خسائرها مع إغلاق، اليوم الثلاثاء، بدعم من ارتداد أسهم البنوك والمواد الأساسية. وجاء استمرار تراجع السوق السعودية اليوم للجلسة الثالثة على التوالي مع زيادة المخاوف حيال التضخم وقبيل إعلان قرار الفيدرالي الأميركي الذي بدأ اجتماعه اليوم، في شأن إعلان أسعار الفائدة وسط توقعات برفع محتمل بنحو 75 نقطة أساس. وأنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية "تاسي" جلسة الثلاثاء، على تراجع بنسبة 0.3 في المئة، تعادل 32.76 نقطة، مغلقاً عند 12020.68 نقطة، وهو أدنى إغلاق منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، أي منذ خمسة أشهر. وبذلك قلص المؤشر معظم خسائره السابقة التي سجلها خلال الجلسة التي وصلت لنحو 350 نقطة.
وبلغت قيمة التداولات الإجمالية نحو تسعة مليارات ريال (2.4 مليار دولار) موزعةً على كمية من الأسهم قدرها 231.2 مليون سهم، تقاسمتها أكثر من 455.23 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 161 شركة تراجعاً، فيما أغلقت أسهم 48 شركة على ارتفاع في قيمتها.
وقلصت السوق خسائرها في اللحظات الأخيرة بدعم من تحول بعض أسهم قطاع البنوك للصعود، وعلى رأسها سهم بنك الرياض 3.6 في المئة وسهم السعودي الفرنسي 2.96 في المئة ومصرف الإنماء بنسبة 0.99 في المئة، فيما واصل "مصرف الراجحي" الهبوط بنسبة 1.21 في المئة إلى 90.10 ريال (24.01 دولار)، وسهم البنك "الأهلي السعودي" 0.74 في المئة إلى 66.90 ريال (17.83 دولار).
تراجعات متفرقة
كما استمر سهم "سابك" في التراجع بنسبة 0.74 في المئة إلى 107.60 ريال (28.68 دولار)، وعاد سهم شركة النفط العملاقة "أرامكو السعودية" للتراجع بنسبة 0.89 في المئة ليغلق عند 39.05 ريال (10.41 دولار). وتصدر تراجعات السوق سهم شركة "التطويرية الغذائية" بعد هبوطه بالحد الأدنى عشرة في المئة. أيضاً انخفضت أسهم "بحر العرب" و"متطورة" بأكثر من 9.5 في المئة، بينما هبطت أسهم "جيسكو" و"الحسن شاكر" و"وفرة"، وكذلك "مدينة المعرفة" ما بين تسعة وستة في المئة. وتركزت السيولة على أسهم "مصرف الراجحي" ثم "أس تي سي" وكذلك "مصرف الإنماء"، وتأتي سيولة الجلسة عبر تداول 231.2 مليون سهم، وبصفقات منفذة تجاوزت 445.2 ألف صفقة.
في المقابل، تصدر الارتفاعات سهم "سايكو" بعد ارتفاعه عشرة في المئة تلاه سهم "تكافل الراجحي" بنسبة 9.96 في المئة. وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازي (نمو) مرتفعاً 44.24 نقطة ليقفل عند مستوى 21505.48 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها 87.54 مليون ريال (23.33 مليون دولار)، وبلغت كمية الأسهم المتداولة أكثر من 1.66 مليون سهم من خلال تنفيذ 5822 صفقة.
حالة الترقب
وفي تعليقه على أداء السوق، قال المستشار الاقتصادي الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية ومقره الرياض، علي بوخمسين، إن سوق الأسهم السعودية ما زالت في نفس مسارها الهابط متأثرة بمجموعة مختلفة من عوامل الضغط عليها، أسوة بباقي أسواق المال العالمية التي الآن تشهد نزيفاً حاداً وحالة من الترقب وسط تسريبات بأنه سيتم رفع أسعار الفائدة بنحو 75 نقطة أساس في الاجتماع الذي بدأ اليوم الثلاثاء وينتهي غداً الأربعاء وينتظره جميع مستثمري العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن أداء المؤشر العام للسوق السعودية "تاسي" كان مقبولاً ويرسل رسالة تطمين للمستثمرين وأنه ربما تعكس السوق اتجاهها في حال تحسن الظروف البيئية الاقتصادية المحيطة بها، لا سيما مع استمرار نتائج أداء جيدة لبعض قطاعات السوق واستمرارها في إعلان أرباح جيدة للربع الثاني من العام الحالي، لافتاً إلى أن انخفاضاً في أسعار الشركات بشكل قياسي يمثل فرصة شراء تاريخية لبعض المستثمرين والمضاربين على حد سواء للدخول إما للتعويض أو للاستثمار بالتملك بأسعار رخيصة، وهذا هو واقع الحال في آلية عمل السوق مع وصوله القاع فهو يخلق فرص استثمار لينطلق لقمم جديدة.
وأشار إلى أن انتعاش أسعار النفط وقربها من حاجز 124 دولاراً للبرميل لبعض الوقت اليوم ثم نزولها دونه بقليل هو ما عزز من قدرة المؤشر السعودي على مواجهة الاتجاه الهابط، حيث قلص خسائره الصباحية بشكل دراماتيكي ملموس، ليصل الفارق لأقل من قرابة الثلاثين نقطة بعد أن كان ٣٥٠ نقطة، ولعل هذا الأمر جاء أيضاً نتيجة لرفع الإجراءات الاحترازية بسبب جائحة كورونا، وهذا الأمر ستكون له آثار كبيرة في تعزيز الكثير من النشاطات الاقتصادية التي ما زالت تعاني بدرجة ما هذه الإجراءات وآثارها الاقتصادية، وكذلك فإن هذا القرار له تأثير معنوي مهم في رفع الدعم والثقة في أداء العديد من القطاعات الاقتصادية التي بالتالي ستنعكس آثارها على ربحية الشركات المدرجة.
وأكد بوخمسين أن هذا الأمر لو حدث سيترك آثاراً سلبية على البورصات وسيشهد المزيد من الهبوط، وهذا الأمر بطبيعة الحال سينتقل تأثيره إلى مؤشر السوق السعودية "تاسي"، حيث إنه من المؤكد أن البنك المركزي سيتبع الفيدرالي الأميركي برفع الفائدة بالمقدار نفسه، وهذا سيحدث ضرراً بالغاً على أداء "تاسي" وسيكبح من جماح صعود أسعار النفط التي تهدئ من الآثار السلبية.
ارتفاع أسعار النفط
ومن جانبه، أكد المحلل المالي محمود عطا، أن السوقين السعودية والخليجية تلقتا بعض الدعم من أسواق النفط التي واصلت أسعارها الارتفاع بدعم أساسي من فرض الحظر على النفط الروسي، الذي يخدم بشكل مباشر زيادة العوائد النفطية للسعودية، ومن ثم عوائدها ومن ثم زيادة الإنفاق على المشاريع، مشيراً إلى أن ثاني رسائل التطمين للمستثمرين التي تؤكد أن سوق الأسهم السعودية ما زالت متماسكة هي رفع الإجراءات الاحترازية بسبب جائحة كورونا، وهذا الأمر ستكون له آثار كبيرة في تعزيز الكثير من النشاطات الاقتصادية التي ستتعافى بشكل أفضل الفترات القادمة، وهو الأمر الذي سينعكس على ربحية الشركات المدرجة.
سوق دبي المالية
في موازاة ذلك، صعد مؤشر سوق دبي المالية بنسبة 0.3 في المئة، وذلك بعد أن سجل أمس أكبر انخفاض يومي منذ شهر، ليغلق عند 3298 نقطة مدعوماً بصعود سهم "إعمار العقارية" بنسبة 0.4 في المئة، وسهم "العربية للطيران" 2.9 في المئة، فيما هبط سهم "هيئة كهرباء وماء دبي" ديوا بنسبة 0.4 في المئة.
وفي أبو ظبي، ارتفع المؤشر العام بنسبة واحد في المئة بالغاً 9502 نقطة، منهياً بذلك خسائر استمرت تسع جلسات متتالية، مع صعود سهم "بنك أبو ظبي الأول"، أكبر بنوك أبو ظبي 0.8 في المئة، وسهم "اتصالات"، 4.2 في المئة، ونزل سهم "الدار العقارية" 0.4 في المئة واستقر "بروج" عند سعره السابق 3.08 درهم.
مؤشر بورصة قطر
وزاد مؤشر بورصة قطر 0.1 في المئة مع صعود سهم "بنك قطر الوطني"، أكبر بنوك منطقة الخليج، بنسبة 2.2 في المئة، إضافة إلى أسهم قيادية في مقدمتها سهم "قطر للوقود" 1.62 في المئة و"الدولي الإسلامي" 1.09 في المئة و"بروة العقارية" 0.69 في المئة و"بنك الدوحة" 0.63 في المئة.
فيما انخفض المؤشر الأول للبورصة الكويتية بنسبة 0.51 في المئة إلى 8183.75 نقطة مع تراجع سهم سنام العقارية بنسبة 13.6 في المئة، وإيفا فنادق بنسبة 6.25 في المئة، وبيت التمويل الكويتي "بيتك" 0.60 في المئة، فيما صعد سهم بنك الكويت الوطني 1.28 في المئة.
