Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التحقيقات الأولية لحادث "تخريب السفن" بالفجيرة على طاولة مجلس الأمن

الهجمات تعمّدت تهديد إمدادات الطاقة العالمية... وغواصون زرعوا الألغام... و"دولة" هي المسؤولة

إحدى سفن الشحن الراسية في ميناء الفجيرة الإماراتي (أ.ف.ب)

وجَّهت بعثات دول الإمارات والسعودية والنرويج في الأمم المتحدة رسالة إلى مجلس الأمن وأعضائه، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حول نتائج التحقيق في الهجمات، التي طالت 4 سفن قبالة سواحل الفجيرة في مايو (أيار) الماضي.

وتضمنت الرسالة، وفق ما نقلت تقارير اليوم الأربعاء، "التبليغ الرسمي للنتائج المرحلية للتحقيقات، التي تقودها الإمارات ومعها السعودية والنرويج، في الهجمات بالألغام على السفن الأربع في المياه الإقليمية الإماراتية".

وذكرت، أن "نتائج التحقيقات والأدلة المرحلية تفيد أن دولةً وليست مجموعة إرهابية هي المسؤولة عن الهجوم على السفن الأربع، دون تحديد اسم الدولة".

 

كما أوضحت، أن "الهجمات تعمّدت تهديد الملاحة البحرية الدولية وإمدادات الطاقة العالمية، والمؤشرات تدل على أن فريقاً أو أكثر من الغواصين زرعوا الألغام بالسفن، وذلك بغرض تعطيل السفن بدلاً من إغراقها أو التسبب في تسرب النفط".

وتعتبر تلك الرسالة بمثابة تبليغ رسمي لأعضاء مجلس الأمن بالنتائج المرحلية للتحقيق، بينما كانت الإحاطة الماضية في السادس من الشهر الحالي في البعثة الإماراتية مجرد تبليغ غير رسمي. إذ أعلنت الإمارات حينها، أنه بناءً على معطيات أولية للتحقيق، فإن "دولة" على الأرجح، نفذت هذه الاعتداءات من خلال عمليات معقدة ومنسقة ميَّزت عمليات تخريب السفن في الخليج.

يذكر أن أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديتان، وناقلة نفط نرويجية، وسفينة شحن إماراتية) تعرضت لأضرار في "عمليات تخريبية" قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز الشهر الماضي، حسب أبو ظبي.

ووقع الحادث النادر في المياه الإماراتية في أجواء من التوتر الشديد بالمنطقة بسبب الخلاف بين إيران والولايات المتحدة على خلفية تشديد العقوبات النفطية الأميركية على طهران.

وفي 21 من مايو (أيار)، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "من المحتمل أن تكون طهران هي المسؤولة عن العمليات التخريبية التي استهدفت ناقلات النفط قبالة الإمارات، فهو أمر (ممكن جداً)". فيما سعت طهران إلى "نفي الأمر".

وكانت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، حذّرت في وقت سابق من أن تلك العمليات التخريبية "تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي".

ومطلع مايو (أيار) الماضي، أرسلت واشنطن حاملة طائرات وقاذفات بي- 52 إلى الخليج تحسباً لهجمات إيرانية محتملة.

وأعلن الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين في وقت سابق أن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت تسيّر "دوريات أمنية معززة" في المياه الدولية "بتنسيق وثيق مع واشنطن".

ألغام بحرية إيرانية
إلى ذلك أعلن الجيش الأميركي، اليوم الأربعاء، أنّ "الهجوم على ناقلة النفط اليابانية في خليج عمان الأسبوع الماضي ناتج عن لغم بحري شبيه بألغام إيرانية"، مشيراً إلى "أنّه تمكّن من جمع بصمات لأصابع يد من على الناقلة تتيح بناء (قضية جنائية) ضد (المسؤولين) عن الهجوم".

وقال الضابط في القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية شان كيدو في لقاء مع صحافيين في الفجيرة في شرق الإمارات، "اللغم يمكن تمييزه، ويشبه إلى حدّ كبير الألغام الإيرانية، التي شوهدت في عروض عسكرية إيرانية".

وتابع متحدثاً في منشأة تابعة للبحرية الأميركية قرب ميناء الفجيرة المطل على خليج عمان "التقييم هو أن الهجوم على الناقلة كوكوكا كوريجوس، والضرر الذي ألحق بها كان نتيجة لألغام بحرية زُرعت على الغلاف الخارجي للسفينة".

وذكر الضابط الأميركي، أن "اللغم الذي انفجر كان فوق المياه، ولا يبدو أن النيّة كانت إغراق السفينة"، مشيراً إلى "لغم آخر ثبّت على هيكلها الخارجي، وأزالته قوة إيرانية كانت على زورق سريع قبل انفجاره". وهي مقولة سبق للأميركيين أن أشاروا إليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعرضّت ناقلة النفط اليابانية وأخرى نرويجية الخميس الماضي إلى هجومين فيما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يومياً نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.

ووقع الهجومان بعد شهر من تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نرويجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات "تخريبية".

من جهة ثانية، قال كيدو "جمعنا معلومات بيومترية حتى هذه اللحظة يمكن استخدامها لبناء قضية جنائية، بما في ذلك بصمات اليدين والأصابع"، وذلك من أجل "محاسبة الأفراد المسؤولين" عن الهجوم.

ودخلت ناقلة النفط اليابانية الأحد الماضي إلى مرساها المقرر قبالة السواحل الإماراتية، إذ يجرى تقييم الأضرار.

وذكر كيدو أن فريق التحقيق "تمكّن من معاينة مكان زرع اللغم على جسم السفينة، ورصد مغناطيساً لا يزال في المكان، إضافة إلى الأثر الذي تركه اللغم البحري في الموقع".

 واعتبر أن "الثقوب الناجمة عن مسامير تشير إلى كيفية تثبيت اللغم"، لافتاً إلى أن "الفريق تمكّن أيضاً من رفع شظايا نجمت عن انفجار اللغم المكون من ألمنيوم ومواد مركبة".

ورأى كيدو أن "هذا النوع من الهجمات يهدد الملاحة الدولية، وحرية التجارة"، مضيفاً "نعمل مع شركائنا الإقليميين لضمان حمايتها، ونحث كل القوى على الالتزام بالمعايير والقوانين الدولية".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط