Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تمهل القوات الأوكرانية 24 ساعة للاستسلام في سيفيرودونتسك

أعلنت فتح ممر إنساني للسماح للمدنيين بالمغادرة وحثت المقاتلين على إلقاء السلاح الأربعاء والحصار يعيد "ماريوبول" إلى الأذهان

قالت وزارة الدفاع الروسية إنها عرضت على المقاتلين الأوكرانيين الذين يحتمون في مصنع آزوت للكيماويات في بلدة سيفيرودونتسك شرق أوكرانيا فرصة الاستسلام غدا الأربعاء. وأفادت السلطات المحلية بأن البلدة ومصنع آزوت أصبحا نقطة صراع في الأسابيع القليلة الماضية مع تحصن مئات المدنيين والجنود الأوكرانيين بالمصنع تحت قصف مكثف من القوات الروسية التي تحاول السيطرة على البلدة.

وقالت روسيا، اليوم الثلاثاء، إنها ستفتح ممراً إنسانياً اعتبارا من الساعة 0500 بتوقيت غرينتش غدا الأربعاء للسماح للمدنيين بالمغادرة، وحثت المقاتلين الأوكرانيين على "وقف مقاومتهم التي لا معنى لها وإلقاء أسلحتهم" في الوقت نفسه.

ودُمرت جميع الجسور على نهر سيفيرسكي دونيتس التي تربط سيفيرودونتسك بالأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا. واتهمت وزارة الدفاع الروسية، في البيان الذي دعا إلى الاستسلام، المقاتلين الأوكرانيين باستخدام المدنيين في مصنع آزوت دروعا بشرية.

ووجهت موسكو اتهامات مماثلة مرات عدة منذ أن أرسلت قواتها إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) بينما نفت كييف تلك الاتهامات. وقالت وزارة الدفاع إنها أبلغت كييف بعرضها وحثت السلطات على إصدار الأمر بالاستسلام.

الاستسلام أو الموت

وكانت وكالة الإعلام الروسية (ريا) نقلت عن المتحدث باسم الانفصاليين الموالين لموسكو، إدوارد باسورين، قوله إن القوات الأوكرانية محاصرة فعلياً في سيفيرودونتسك وأمامها خياران هما الاستسلام أو الموت.

وتعيد قصة المدنيين المحاصرين في المنشأة الصناعية في سيفيرودونتسك للأذهان الوضع في مصنع آزوت للأسمدة إلى الأذهان المعارك التي اندلعت في وقت سابق من الصراع في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول الشهر الماضي، حيث احتمى مئات المقاتلين والمدنيين من القصف الروسي. واستسلم من بداخله في نهاية المطاف وتم اقتيادهم واحتجازهم في روسيا منتصف مايو (أيار)، بينهم مصابون بجروح خطيرة بعد حصارهم لأسابيع في مصنع آزوفستال للصلب.

ونفت روسيا استهداف المدنيين في ما تصفه بأنه "عملية خاصة" لإعادة الأمن لروسيا و"القضاء على النازية" في جارتها. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون مزاعم روسيا بأنها ذرائع لا أساس لها لهجوم أودى بحياة آلاف المدنيين وأثار مخاوف من صراع أوسع في أوروبا.

وفرَّ أكثر من خمسة ملايين شخص من الهجوم وأصبح ملايين غيرهم مهددين بأزمات عالمية في الغذاء والطاقة بسبب تعطل إمدادات النفط والغاز والحبوب من روسيا وأوكرانيا. والدول الغربية مختلفة بشأن أفضل السبل لإنهاء الهجوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال غايداي إن طفلاً يبلغ من العمر ست سنوات كان من بين القتلى في ليسيتشانسك. وقال مسؤولون في إقليم دونيتسك الذي يسيطر عليه انفصاليون موالون لروسيا إن ثلاثة أشخاص في الأقل منهم طفل قتلوا في قصف أوكراني على سوق في المدينة التي تحمل اسم الإقليم.

وعرضت وكالة أنباء إقليم دونتسك صوراً لأكشاك تشتعل فيها النار في سوق مايسكي المركزي وبضع جثث على الأرض. وقالت وكالة الأنباء إن قذائف مدفعية من عيار 155 ملليمتراً مطابقة لمواصفات حلف الأطلسي أصابت أجزاء من المنطقة يوم الاثنين.

من جانبه، يضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الغرب لتزويد بلاده بأسلحة "عصرية" لوقف ارتفاع التكلفة البشرية "المروعة" الناجمة عن الهجوم الروسي، في وقت عُزلت فيه مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية، الثلاثاء 14 يونيو (حزيران)، عن سائر أراضي أوكرانيا بعد تدمير آخر جسر يربطها بمناطق أخرى.

اشتباكات جوية

في الجديد الميداني،و في جنوب أوكرنيا تحتدم المعارك أيضاً، مع اشتباكات جوية وهجمات تشنها المروحيات الروسية على المواقع الأوكرانية في ميكولايف وخيرسون، بحسب آخر بيان لقيادة القوات الأوكرانية في جنوب البلاد نُشر ليل الاثنين/ الثلاثاء.

وفي ميكولايف، الميناء الكبير على مصب نهر دنيبرو، أوقف التقدم الروسي على مشارف المدينة، وحفر الجيش الأوكراني خنادق بمواجهة القوات الروسية، وفق ما أفاد فريق من صحافيي وكالة الصحافة الفرنسية.

مدفعية أوكرانية

ولقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم، الإثنين 13 يونيو (حزيران)، في منطقة دونيتسك الانفصالية الأوكرانية المدعومة من روسيا، وأفاد مسؤولون انفصاليون ووكالات أنباء روسية بوقوع ضربات عدة بالمدفعية الأوكرانية، بما يشمل قصف سوق، وذكرت وكالات الأنباء الروسية في وقت لاحق أن قذيفة سقطت على مستشفى للولادة في مدينة دونيتسك، ما أدى إلى اندلاع حريق ودفع الموظفين إلى نقل المرضى إلى الطابق السفلي.

وتعهد الزعيم الانفصالي في دونيتسك، دينيس بوشلين، بحشد المزيد من القوات الروسية لمواجهة أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المسؤولين اطلعوا على التقارير عن الهجوم على المستشفى، مضيفاً، "أي هجوم على البنية التحتية المدنية، بخاصة المرافق الصحية، هو انتهاك واضح للقانون الدولي".

ونفت أوكرانيا مراراً تنفيذ أي هجمات على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، حيث استولى الانفصاليون على مساحات شاسعة من الأراضي في عام 2014.

"مروعة"

في هذا الوقت، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الكلفة البشرية لمعركة السيطرة على سيفيرودونتسك "مروعة"، وسط هجوم عنيف للقوات الروسية في محاولة للاستيلاء على المدينة الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا.

وقال زيلينسكي عبر "تلغرام" في كلمته اليومية للشعب الأوكراني "الكلفة البشرية لهذه المعركة مرتفعة للغاية بالنسبة إلينا. إنها بكل بساطة مروعة". وأضاف "التاريخ العسكري سوف يذكر من دون شك معركة دونباس باعتبارها واحدة من أعنف المعارك في أوروبا".

وكشف وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الأسبوع الماضي أن نحو 100 من جنوده يقتلون يومياً و500 يتعرضون لإصابات في القتال ضد القوات الروسية. وكان زيلينسكي قد ذكر في الأول من يونيو (حزيران) أن جيشه يخسر "بين 60 و100 جندي يومياً".

وتقدمت القوات الروسية في سيفيرودونتسك في إطار هجومها الواسع النطاق في منطقة دونباس الشرقية بعد فشلها في السيطرة على العاصمة كييف. وتعد سيفيرودونتسك أكبر مدينة في منطقة لوغانسك الشرقية، وهي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.

وأضاف زيلينسكي في كلمته على "تلغرام" "نحن نتعامل مع شر مطلق. وليس لدينا خيار سوى المضي قدماً وتحرير أراضينا"، داعياً الغرب إلى إمداد الجيش الأوكراني بمزيد من الأسلحة.

وتشكل لوغانسك ودونيتسك منطقة دونباس التي يتحدث سكانها الروسية بشكل رئيس، وحيث تقاتل القوات الأوكرانية الانفصاليين الموالين لموسكو منذ عام 2014.

قطع آخر الطرق لإجلاء المدنيين

وقال مسؤول أوكراني إن القوات الروسية شددت قبضتها على مدينة سيفيرودونتسك بشرق أوكرانيا الاثنين وقطعت‭‭ ‬‬آخر الطرق لإجلاء المدنيين، في مشهد يعكس صورة الهجوم الذي شنته موسكو على ماريوبول في مايو (أيار) الماضي.

ووسط قصف مكثف، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي على مواقع التواصل الاجتماعي إن جميع الجسور خارج المدينة قد دمرت، مما يجعل من المستحيل إدخال شحنات المساعدات الإنسانية أو إجلاء المواطنين.

وأضاف أن القوات الروسية تسيطر الآن على 70 إلى 80 في المئة من المدينة الصغيرة، التي أصبحت محوراً لواحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب، لكن من تبقى من المدافعين الأوكرانيين ليسوا محاصرين تماماً.

وقال لراديو أوروبا الحرة/ الخدمة الأوكرانية براديو ليبرتي "لديهم القدرة على نقل الجرحى إلى المستشفيات لذلك لا يزال هناك وسيلة... من الصعب أن يسلموا أسلحتهم. صعب ولكن ليس مستحيلاً".

ووجهت أوكرانيا نداءات عاجلة للغرب طالبة المزيد من الأسلحة الثقيلة للمساعدة في الدفاع عن سيفيرودونتسك، التي تقول كييف إنها قد تكون كلمة السر للنتيجة النهائية لمعركة السيطرة على منطقة دونباس في الشرق ومسار الحرب في شهرها الرابع.

ذخائر

وتأتي هذه الدعوة في وقت تقدم فيه الدول الغربية ذخائر وقطع تبديل وأسلحة خفيفة لكييف ويفترض أن تعقد "مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا" التي شكلها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اجتماعاً في بروكسل.

وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية في مذكرة إحاطة إن القوات الروسية تحاول السيطرة الكاملة على سيفيرودونتسك، لكن الهجوم على المواقع الأوكرانية في جنوب شرق المدينة باء بالفشل.

وفي وقت سابق، قال غايداي "المعارك عنيفة لدرجة أن القتال قد يستمر لأيام للسيطرة ليس على شارع بل على مبنى كبير". وأضاف أن نيران المدفعية الروسية أصابت مصنع آزوت للكيماويات الذي كان يحتمي به مئات المدنيين.

ومضى قائلاً "نحو 500 مدني ما زالوا في مصنع آزوت في سيفيرودونتسك، بينهم 40 طفلاً. في بعض الأحيان ينجح الجيش في إجلاء شخص ما".

قال داميان ماجرو، المتحدث باسم الفيلق الأجنبي للدفاع عن أوكرانيا وله قوات في سيفيرودونتسك "بغض النظر عن القصف المستمر بالمدفعية والطائرات والصواريخ، هناك خطر حقيقي من أن يصبح المدافعون عن سيفيرودونتسك منفصلين عن ليسيتشانسك في حالة تعرض الجسر الثالث الذي يربط بين المدينتين للدمار".

وأضاف "عندئذ، من المحتمل أن يكون الموقف مشابهاً للموقف في ماريوبول مع وجود جيب كبير من المدافعين الأوكرانيين المعزولين عن بقية القوات الأوكرانية. وهذا أحد الأسباب التي تجعل من المهم أن يزودنا شركاؤنا الغربيون بمدفعية طويلة المدى بأسرع ما يمكن".

حرق المحاصيل

ركزت موسكو، بعد فشلها في السيطرة على العاصمة كييف بعد الهجوم الذي بدأ في 24 فبراير (شباط)، على توسعة نطاق سيطرتها في دونباس، حيث يسيطر انفصاليون موالون لروسيا على أراضٍ منذ 2014، مع محاولتها في الوقت نفسه السيطرة على مناطق أكبر من الساحل الأوكراني على البحر الأسود في الجنوب. وتتألف دونباس من منطقتي لوغانسك ودونتسك المجاورة لها.

ويشكل القتال على امتداد الجبهة في دونباس تهديداً جديداً مع دفء الطقس، إذ يؤدي القصف وإطلاق الصواريخ إلى اشتعال النيران بالحقول وإتلاف محاصيل على وشك النضوج.

وشاهدت ليوبا، وهي من سكان منطقة دونباس وتقيم قرب جبهة القتال، اندلاع نيران في الحقول لكنها قالت إنها لا تعتزم الرحيل. 

وأعد ميخايلو بودولياك المستشار الرئاسي الأوكراني قائمة بما قال إنها أمور مطلوبة لتحقيق التوازن في الأسلحة الثقيلة، وشملت القائمة ألفاً من مدافع هاوتزر و500 دبابة وألف طائرة مسيرة.

وقال "ننتظر قراراً"، وأضاف أن وزراء الدفاع الغربيين سيجتمعون يوم الأربعاء في بروكسل.

وفي أحدث تقرير روسي عن الأوضاع في أوكرانيا، قالت موسكو إنها دمرت أسلحة ومعدات أميركية وأوروبية على أمل توجيه رسالة مفادها أن إرسال المزيد من السلاح لن يكون مجدياً.

وقالت وزارة الدفاع إن صواريخ عالية الدقة محمولة جواً سقطت قرب محطة قطارات في أوداتشني شمال غربي دونتسك وأصابت معدات كان يجري تسليمها للقوات الأوكرانية. ولم يرد تعليق بعد من الجانب الأوكراني.

وانتقدت موسكو الولايات المتحدة ودولاً أخرى لإرسالها أسلحة لأوكرانيا وهددت بضرب أهداف جديدة إذا أمدها الغرب بصواريخ طويلة المدى.

انتقادات

ووجّه بابا الفاتيكان فرنسيس سلسلة جديدة من الانتقادات إلى روسيا بسبب تصرفاتها في أوكرانيا، قائلاً إن قواتها كانت وحشية وقاسية وشرسة، بينما أشاد بالأوكرانيين لقتالهم من أجل البقاء، لكن في نص مقابلة أجراها، الشهر الماضي، ونشرت اليوم الثلاثاء، قال البابا أيضاً إن الوضع لم يكن أبيض وأسود وإن الحرب "ربما تم افتعالها بطريقة ما".

المزيد من دوليات