بعد 31 عاماً على إدراج دار "سوذبي" للمزادات في بورصة نيويورك، وافقت الشركة على صفقة شرائها من قبل رجل الأعمال الفرنسي باتريك دراهي، في صفقة مليارية تبلغ قيمتها 3.7 مليار دولار.
وسيحصل مساهمو "سوذبي" على 57 دولارا للسهم، وهو ما يساوي علاوة بأكثر من 60% على سعر السهم في تداولاته الحالية.
وبعد انخفاض سعر سهم دار المزادات بنسبة 40% خلال العام الماضي، شكّلت هذه الصفقة دفعة قوية لسعر السهم، حيث ارتفع بأكثر من 55% عقب الإعلان عن صفقة بيعه للملياردير الفرنسي.
وقال خبراء في مجال الفن إن "سوذبي" أصبحت في وضع غير مواتٍ لمنافستها الأميركية الرئيسة "كريستي"، لكن من المؤكد أن هذه الصفقة سوف تنقذها وتعيدها إلى طريقها الصحيح في عالم المزادات.
ماذا تعرف عن دار "سوذبي"؟
ودار "سوذبي" للمزادات أو "سوذبيز"، هي رابع أقدم دار مزادات في العالم مع 90 موقعا في 40 بلدا. وتأسست في لندن في 11 مارس (آذار) من العام 1744. فهي إنجليزية المنشأ، وحاليا أميركية المركز، مقرها الأساسي في مدينة نيويورك.
وتعتبر "سوذبي" من أكبر سماسرة الفنون الجميلة والزخرفية، والمجوهرات والعقار والمقتنيات. وتقسم استثمارات "سوذبي" إلى ثلاثة أجزاء: مزادات، وتمويل وبيع. وتتراوح خدمات الشركة من الخدمات الفنية للمبيعات الخاصة.
وحتى ديسمبر (كانون الأول) من العام 2011، كان لدى الشركة 1446 موظفاً حول العالم. وهي من أكبر مراكز الأعمال الفنية في العالم مع مبيعات عالمية بدأت تتجاوز حاجز الـ5 مليارات دولار ابتداءً من العام 2011.
المالك الجديد مؤسس مجموعة ALTICE
أما الملياردير الفرنسي باتريك دراهي فهو مؤسس مجموعة ALTICE، والتي تقدر أصولها بأكثر من 8.5 مليار دولار وفق تصنيف وكالة "بلومبرغ"، وهو يملك مجموعة من الأصول في قطاع الاتصالات، بينها شركة SFR الفرنسية.
وفي بيان، قالت شركة "سوذبي"، إنها وقّعت اتفاق الاندماج لتصبح تابعة لشركة "بيد فير"، المملوكة لباتريك دراهي.
ووفقاً للصفقة، فقد تم تقييم سهم "سوذبي" مقابل 57 دولاراً، حيث يعد ذلك السعر أعلى بنحو 61% عن سعر إغلاقه في جلسة 14 يونيو (حزيران) الماضي.
وبموجب الصفقة فإن شركة المزادات ستتحول إلى كيان خاص بعد 31 عاماً ظلت خلالها شركة قطاع عام.
وعلق "دراهي" على الصفقة بأنه يشعر بالسعادة لمواقفة مجلس إدارة "سوذبي" على تزكية العرض الخاص بهم، "فهي واحدة من أكثر العلامات التجارية أناقة وتطلعاً حول العالم".
ماذا تعرف عن باتريك دراهي؟
وُلد دراهي (55 عاماً) في المغرب ودرس في مدرسة الفنون التطبيقية الانتقائية في باريس، ويحمل الجنسية الفرنسية والإسرائيلية.
وقال "دراهي"، المشهور بهندسة الاستحواذات المدعومة بالديون في قطاع الكابلات والاتصالات من خلال مجموعة Altice التي يسيطر عليها، إنه سيمول عملية الاستحواذ من خلال التمويل الذي يرتبه البنك الفرنسي "بي.ان.بي باريبا"، وعن طريق الأسهم التي توفرها أمواله الخاصة.
وباع دراهي أيضاً الأصول غير الأساسية في السنوات الأخيرة لتخفيف المخاوف بشأن مستويات ديون شركاته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى أنه لن يقوم ببيع أسهم في أعماله الخاصة بشركة Altice Europe، ولكنه سيصرف في حصة صغيرة في شركةAltice USA ، والتي تراجعت أسهمها بنحو 2 ٪ يوم الاثنين.
وعلى الرغم من سيطرته على وسائل الإعلام الفرنسية ذات النفوذ، مثل "ليبرتيون" اليسارية، وتحرير قناة BFM التلفزيونية الإخبارية الأكثر مشاهدة في البلاد، إلا أن دراهي ابتعد عن التجمعات الخاصة بمؤسسة فرنسا وقضى معظم وقته بين سويسرا والولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال دراهي في بيان "هذا الاستثمار سيوضح مدى ترسيخ عائلتي في الولايات المتحدة، وهي بلد رحبنا به للغاية منذ الاستحواذ الناجح على Suddenlink في عام 2015، و Cablevision في عام 2016، وأخيرا شركتي الكابلات الأميركية وشبكة أخبار عبر الإنترنت".
ماذا تعني الصفقة لـ"دراهي"؟
ويسمح هذا الاستحواذ لرجل الأعمال "دراهي" بالانضمام إلى الملياردير الفرنسي فرانسوا بينولت، الذي يمتلك دار "كريستي"، منافس "سوذبي" الرئيس في قمة عالم الفن ومجتمع نيويورك. كما يسمح له بالانضمام إلى نادي حصري يضم المليارديرات الفرنسيين النشطين في سوق الفن العالمي، والذي يضم أيضاً برنارد أرنو مدرب LVMH من خلال مؤسسته "لويس فويتون".
وتمثل الصفقة أيضاً فصلا جديداً في دار المزادات التي يبلغ عمرها 275 عاماً وأصبحت وجهة لجيل جديد من الثروة تم إنشاؤه في وول ستريت وفي وادي السيليكون وحول العالم.
وفي تصريحات نقلتها "رويترز"، قال أبيجيل آشر، وهو شريك في شركة غوغنهايم للاستشارات الفنية الدولية "الآن يمكن أن تصبح الشركة أكثر مرونة ورشاقة كمؤسسة خاصة، وسيكون من المثير للاهتمام رؤية التغييرات التي ستحدث خلال الفترة المقبلة".
وتشمل العناصر الشهيرة التي بيعت من خلال "سوذبي" مجموعات من دوقة وندسور الراحل، ومجموعة شخصية للفنان آندي وارهول ولوحة إدوارد مونش.
