سعياً إلى زيادة الضغوط على الدول الأوروبية، أعلنت إيران الأربعاء أنها لن تمدّد مهلة الـ 60 يوماً التي تنتهي في 8 يوليو (تموز) المقبل، وأنها ستبدأ حينها بالتخلي عن التزامات إضافية مفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي، عبر رفع مستوى تخصيب اليورانيوم.
ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء الإيرانية عن الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي قوله إنه "لا يمكن تمديد مهلة الشهرين الممنوحة لبقية الموقعين على الاتفاق النووي، والمرحلة الثانية ستُنفَذ كما هو مخطط".
تخلّي إيران عن التزاماتها
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن في 8 مايو (أيار) الماضي خفض التزامات بلاده بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، بعد انسحاب واشنطن منه وإعادة فرضها للعقوبات الاقتصادية على طهران، متّهماً الدول الأوروبية بعدم تنفیذ التزاماتها بحماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأميركية.
وبموجب القرار الإيراني، رفعت إيران مستوى مخزونها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة، ممهلةً الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، أي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، 60 يوماً لاتخاذ إجراءات تحميها من العقوبات، وإلا ستتجه إلى خفض مزيد من التزاماتها في إطار الاتفاق بعد انقضاء المهلة، وستزيد مستوى تخصيب اليورانيوم.
لا تفاوض تحت الضغط
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال روحاني الأربعاء إن تقليص بلاده بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي يشكل "الحد الأدنى" من الإجراءات التي يمكن أن تتخذها، مؤكّداً أن طهران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة تحت الضغط.
في السياق ذاته، نقلت وكالة فارس للأنباء الأربعاء عن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه قوله إن الأوروبيين لا يتعاونون مع طهران لشراء نفطها، في مواجهة العقوبات الأميركية المفروضة على قطاع الطاقة الإيراني.
رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أكّد بدوره أن بوسع طهران حل مسألة تصدير النفط، وأنها ستبدأ اعتباراً من أول يوليو اتخاذ الخطوة الثانية لتقليص التزامتها بالاتفاق النووي. أضاف شمخاني "نجري محادثات مع روسيا والصين بشأن آلية تسوية في حال فشل المحادثات مع الاتحاد الأوروبي".
النشاط النووي لإيران يثير مخاوف من احتمال انحرافه لإنتاج قنبلة نووية
-
1/4
منشأة بوشهر النووية تقع على الضفة الشمالية للخليج العربي ويثير بناؤها قلقا بين الدول المجاورة لدواعي السلامة والأمان (أ.ف.ب) -
2/4
الرئيس الإيراني حسن روحاني يقول إن الاتفاق النووي بحاجة إلى عملية جراحية لضمان عدم انتهاكه من قبل دونالد ترمب (أ.ف.ب) -
3/4
عامل فني إيراني في منشأة إصفهان النووية (أ.ف.ب) -
4/4
صورة لمنشأة نووية إيرانية (أ.ف.ب)
رفع تخصيب اليورانيوم
ومع تصاعد حدّة التوتّر في الخليج العربي، إثر اتهام الأميركيين طهران بتنفيذ هجوم على ناقلات نفط في خليج عمان، أعلنت إيران الاثنين أنها ستتجاوز الحدود المتفق عليها دولياً لمخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب خلال 10 أيام، والمحدّدة بموجب الاتفاق النووي بـ 300 كيلوغرام و130 طناً لاحتياطي المياه الثقيلة. وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "رفعنا وتيرة التخصيب إلى أربعة أمثالها، بل وزدنا على ذلك في الآونة الأخيرة حتى نتجاوز حدّ 300 كيلوغرام خلال 10 أيام"، مضيفاً أنه "لا يزال هناك وقت أمام الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي".
العقوبات الأميركية
في المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران، بهدف جلبها إلى طاولة الحوار للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، يقلّص قدرات طهران النووية. وآخر فصول المساعي الأميركية، فرض واشنطن في 7 يونيو (حزيران) الجاري، عقوبات على أكبر مجموعة للبتروكيماويات في إيران، في خطوة تهدف إلى قطع "الشرايين المالية للحرس الثوري الإيراني"، وفق وزارة الخزانة الأميركية.
