Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دليل أول على تلوث ثلوج القطب الجنوبي بالميكروبلاستيك

الجزيئات البلاستيكية متناهية الصغر تسرع ذوبان الجليد والثلوج

نفايات متراكمة على ضفاف نهر "لاس فاغاس" المُلوّث، في "شينوتلا" بغواتيمالا، بتاريخ 08 يونيو 2022 (أ ف ب)

عثر علماء في نيوزيلندا على الدليل الأول الذي يؤكد وجود جزيئات بلاستيكية متناهية الصغر (ميكروبلاستيك) في الثلوج المتساقطة حديثاً على القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا).

وذكر فريق البحث أن الاكتشاف يلقي الضوء على عدم دقة الاعتقاد أن القارة القطبية الجنوبية مكان "بكر" لم يمسه بشر، ويؤشر في المقابل إلى أن وجود البلاستيك يمثل "تهديداً خطيراً بالنسبة إلى قارة أنتاركتيكا".

كذلك ذكر أولئك العلماء الذين يعملون في "جامعة كانتربري" بنيوزيلندا، إن المواد البلاستيكية الدقيقة التي عثروا عليها تترك تأثيرات مضرة على السلامة البيئية، من قبيل الحد من نمو الكائنات الحية وقدرتها على التكاثر، ووظائفها البيولوجية العامة، فضلاً عن آثارها السلبية على البشر.

ووفق فريق البحاثة نفسه، "على صعيد أوسع نطاقاً، يؤدي وجود الميكروبلاستيك في الهواء، إلى عواقبه على المناخ من طريق تسريع وتيرة ذوبان الثلج والجليد".

في أواخر 2019، جمعت أليكس أفس، طالبة دكتوراه في "جامعة كانتربري"، عينات ثلج من "جرف روس الجليدي" Ross Ice Shelf في القارة القطبية الجنوبية.

ووفق الدكتورة لورا ريفيل، أستاذة مساعدة في الفيزياء البيئية، "عندما سافرت أليكس إلى القارة القطبية الجنوبية في 2019، كنا متفائلين بأنها لن تجد أي ميكروبلاستيك في هذا الموقع البكر والبعيد".

كذلك أوضحت ريفيل أنه إضافة إلى زيارة مزيد من المواقع البعيدة، "طلبنا منها [أليكس] جمع عينات من الثلج من طرقات "قاعدة سكوت" Scott Base و"قاعدة ماك موردو " McMurdo Station، كي تجمع بعض المواد البلاستيكية الدقيقة، في الأقل، من أجل دراستها".

وحينما عاد الباحثون إلى المختبر، سرعان ما اتضح لهم وجود جزيئات بلاستيكية في كل عينة مأخوذة من المواقع البعيدة على "جرف روس" الجليدي أيضاً، وأن النتائج ستكون ذات أهمية عالمية.

في المقابل، أفادت أفيس بأنها شعرت بصدمة إزاء النتائج التي توصلت إليها.

ووفق كلماتها، "يبعث ذلك الأمر على حزن شديد، ولكن العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة في الثلوج المتساقطة حديثاً على القارة القطبية الجنوبية يسلط الضوء على مدى انتشار التلوث البلاستيكي حتى في المناطق النائية من العالم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت، "لقد جمعنا عينات من الثلج من 19 موقعاً عبر منطقة "جزيرة روس" في القارة القطبية الجنوبية، ووجدنا "ميكروبلاستيك" في المواقع كافة".

وأوضحت الدكتورة ريفيل أنه "حينما أعود بتفكيري إلى الخلف الآن، لا أفاجأ على الإطلاق. عرفنا من طريق الدراسات التي نشرت في السنوات القليلة الماضية أننا أينما بحثنا عن الميكروبلاستيك المحمول جواً، نجده".

واستطراداً، عثر الفريق في المتوسط على 29 جسيماً دقيقاً من البلاستيك لكل ليتر من الثلج الذائب، علماً بأن هذا المعدل يتجاوز التركيزات البحرية التي رصدت سابقاً من "بحر روس" المجاور وفي الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية.

ولكن، في المناطق الملاصقة لقواعد البحوث العلمية في "جزيرة روس"، و"قاعدة سكوت"، و"محطة ماكموردو"، والأخيرة أكبر محطة بحوث في القارة القطبية الجنوبية، كانت كثافة الميكروبلاستيك أعلى بثلاث مرات تقريباً، مع احتوائها على تركيزات تماثل التركيزات الموجودة في حطام الأنهار الجليدية الإيطالية.

في المجموع، عُثر على 13 نوعاً مختلفاً من البلاستيك، وأكثرها شيوعاً مادة الـ"بولي إيثيلين تيريفثاليت" polyethylene terephthalate [اختصاراً PET]، التي تستخدم عادة في صناعة زجاجات المشروبات الغازية والملابس.

واستكمالاً، ذكر أولئك الباحثون أن النماذج الحاسوبية للغلاف الجوي ربما تكون وجدت أن بعض الجسيمات البلاستيكية قد وصلت إلى القارة القطبية الجنوبية محمولة بالهواء عبر آلاف الكيلو مترات، لكنهم أشاروا أيضاً إلى أن وجود البشر في القارة ربما أفضى إلى حدوث "بصمة ميكروبلاستيكية" في المنطقة [بمعنى تراكم كميات من الميكروبلاستيك بأثر مباشر من وجود البشر ونشاطاتهم في تلك المنطقة].

في تعقيب على النتائج، وصفت ناتاشا غاردينر، مستشارة بيئية في أنتاركتيكا ونيوزيلندا، البحث بأنه "ذو قيمة هائلة".

وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن "البحث الذي نهضت به أليكس وزملاؤها يتيح لـ"الأطراف في معاهدة أنتاركتيكا" باتخاذ قرارات مستندة إلى الأدلة في ما يتعلق بالحاجة الملحة إلى خفض التلوث البلاستيكي في المستقبل. كذلك يعزز معرفتنا في شأن مدى انتشار التلوث البلاستيكي في جوار "قاعدة سكوت" والمصدر الذي جاء منه".

وفق غاردينر، "نستطيع جميعنا أن نستفيد من هذه المعلومات للحد من التلوث البلاستيكي في مصدره، ووضع الحقائق أمام الممارسات الإدارية البيئية الأوسع".

نشر البحث في المجلة العلمية "ذا كريوسفير" The Cryosphere.

نُشر في "اندبندنت" بتاريخ 09 يونيو 2022

© The Independent

المزيد من بيئة