Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مليونا طفل في إنجلترا مؤهلون لتلقي وجبات مدرسية مجانية

حوالي 800 ألف آخرين لا يمكنهم التأهل لمخطط المساعدات الغذائية

ارتفاع صاروخي في عدد الأطفال المسجلين على الوجبات المدرسية المجانية في إنجلترا (غيتي)

تبيّن من إحصاءاتٍ حكومية رسمية أن عدد الأطفال المؤهّلين للحصول على وجباتٍ مدرسية مجّانية في إنجلترا، سجّل ارتفاعاً قارب المليونين. وبات نحو 23 في المئة من التلامذة مؤهّلين في الوقت الراهن لمخطّط الحكومة عن الوجبات المدرسية المجانية، بارتفاع من 20.8 في المئة في العام الماضي، في وقتٍ تواجه بريطانيا أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.

يُشار إلى أن برنامج الوجبات المدرسية المجّانية متاحٌ للطلاب الأكثر حرماناً في المملكة المتّحدة، ممن ينتمون إلى أسر منخفضة الدخل.

في المقابل، سارعت جمعياتٍ خيرية إلى التحذير من أن المخطّط لا يشمل جميع الأطفال الذين يعانون من الفقر، مقدّرةً أن نحو ثلثهم، أي 800 ألف طفل، ليسوا مؤهّلين على الإطلاق.

وكذلك طالب وزراء سابقون ونقابات التعليم، بتوسيع معايير التأهيل لنيل الوجبات المدرسية المجّانية، كي تشمل جميع الأطفال الذين تحصل عائلاتهم على المساعدات الحكومية المعروفة بـ"الدعم شامل"    Universal Credit ([معونة تُمنح شهرياً لأصحاب الدخل المنخفض أو للعاطلين من العمل لمساعدتهم على تحمّل تكاليف معيشتهم]، مع استبعاد أولئك الذين يحصلون على دخل يزيد على 7400 جنيه استرليني (9250 دولاراً أميركياً) في السنة.

وفي هذا الإطار، تعطي آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة التعليم البريطانية بعض الأفكار عن مستوى الحرمان في مدارس إنجلترا. فقد تبيّن أن نحو مليون و900 ألف تلميذ، أي 22.5 في المئة، كانوا مؤهّلين للحصول على وجباتٍ مدرسية مجّانية في يناير (كانون الثاني) من السنة الحالية. ويعني هذا الرقم ارتفاعاً بنحو 160 ألف تلميذ عن العام السابق، حينما تأهّل نحو مليون و740 ألفاً، أي 20.8 في المئة، من إجمالي عدد الطلاب.

في ذلك الصدد، ذكرت جولي ماكوليك من "رابطة قادة المدارس والكليات" Association of School and College Leaders "إنه لأمرٌ مروّع أن نشهد في أحد أغنى اقتصادات العالم، زيادةً كبيرة في عدد الأطفال المؤهّلين للحصول على وجبات مدرسية مجّانية، ويعيشون بالتالي في ظروف مالية صعبة للغاية".

وأضافت، "إن الأمر الأكثر إثارةً للصدمة، يتمثّل في حقيقة أن أحقّية الحصول على الوجبات المدرسية المجّانية الراهنة لا تشمل حتى جميع الأطفال الذين يحتاجون للمساعدة، بل تنطبق الآن على 22.5 في المئة من التلامذة، لكننا نعرف أن مستوى الفقر بين الأطفال يبلغ قرابة 30 في المئة".

وتُعدّ نقابة ماكوليك من بين الاتّحادات التي وجّهت رسائل وزير الخزانة البريطاني، تطالبه فيها بتوسيع نطاق الوجبات المدرسية المجّانية ليشمل جميع الأسر التي تتلقّى مساعدات "الدعم الشامل".

وكذلك طالَبَ بالأمر نفسه بول وايتمان من "الاتّحاد الوطني لنقابات المعلّمين" National Federation of Head Teachers، الذي ذكر في معرض تعليقه على أحدث تلك الأرقام، إنه "من الواضح أن الضغوط المشتركة التي تسبّبت بها جائحة كورونا وأزمة غلاء المعيشة، دفعت بمزيدٍ من الأسر والأطفال إلى الفقر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سياق موازٍ، أكّدتْ الحكومة البريطانية أن نسبة الأطفال الذين يتناولون وجباتٍ مدرسية مجّانية شرعَتْ في التزايد قبل الوباء، وحقّقت قفزةً أكبر مع تفشّى فيروس "كوفيد"، لتصل إلى أعلى عتبةٍ لها منذ أعوام. وتوازي الزيادة هذه السنة تلك التي سُجّلت في فترة ما قبل الجائحة.

يُشار إلى أن جميع المناطق في إنجلترا حقّقت ارتفاعاً في أرقامها هذه السنة. وسُجّلت أكبر زيادة في عدد المؤهّلين للحصول على وجباتٍ مدرسية مجّانية في لندن و"ويست ميدلاندز"، حيث بات الرقم الآن أعلى بنقطتين مئويّتين. وتوجد أكبر شريحة من الأطفال المؤهّلين في مناطق الشمال الشرقي للبلاد، وتبلغ 29.1 في المئة، تليها "ويست ميدلاندز" بـ26.5 في المئة.

وفي تعليقه على ذلك الأمر، لفت السيّد وايتمان من "الاتّحاد الوطني لنقابات المعلّمين" إلى أنه "يجري اختيار الأطفال كي يصبحوا مؤهّلين للحصول على وجباتٍ مدرسية مجّانية، بشكل غير متناسب في مناطق هي الأكثر حرماناً، على الرغم من كونهم إلى حدّ كبير هُمْ التلامذة الذين يحتاجون بالفعل إلى مزيدٍ من الدعم".

وأضاف، "يجب أن يتوسّع نطاق أهلية الحصول على الوجبات المدرسية المجّانية ليشمل كلّ طفل من أسرةٍ تتلقّى مساعدات "الدعم الشامل"، مع إمكانية التسجيل التلقائي في البرنامج".

وأكد أنه "حتى الآن، إنّ هؤلاء الأطفال ضحايا عقدٍ من التقشّف الرسمي، ويتعيّن على الحكومة أن تتحرّك على عجل لتجنّب تحوّل هؤلاء الأطفال إلى جيل ضائع بشكلٍ كامل".

في سياق متصل، أفادت "مجموعة العمل لمواجهة فقر الأطفال"  Child Action Poverty Group بأن عدداً من الأطفال لم يتمكّنوا من التأهّل للحصول على وجبات مدرسية مجّانية، على الرغم من أنهم يعانون الفقر، وذلك بسبب عتبة الدخل البالغة 7400 جنيه استرليني (9250 دولاراً) في السنة للأسر التي تتلقّى مساعدات "الدعم الشامل"، بغضّ النظر عن حجم الأسرة.

وقدّرت أن طفلاً من بين كلّ ثلاثة أطفال يعيشون في حال فقر، أي 800 ألف، محرومون من التقدّم لآلية التأهّل للحصول على الوجبات المدرسية المجّانية.   

وبحسب كايت آنستي التي تنتمي إلى المؤسّسة الخيرية، "إننا على علمٍ بأن بعض العائلات يتعيّن عليها اتّخاذ قرارات مستحيلة، ففيما لا يستطيع كثيرٌ من الأهالي تحمّل تكاليف وجبات الغداء، إلا أنهم لا يريدون أبداً أن يُحرم أطفالهم منها".

وأضافت إن "الطعام أمرٌ حيوي لصحّة الأطفال وسلامتهم وتعلّمهم، ولا يمكن للحكومة أن تستمر في الوقوف مكتوفةً فيما يعاني أطفال فقراء من الجوع في وقت الغداء".

وأخيراً، فبحسب متحدّث باسم الحكومة البريطانية، "إننا على علمٍ بأن ملايين الأسر تواجه مصاعب نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة. ويشكّل ذلك سبباً في أننا نقدّم أكثر من 37 مليار جنيه استرليني (46.25 مليون دولار) لدعم الذين هُمْ في أمسّ الحاجة للمساعدة. وكذلك يستفيد الأطفال في جميع أنحاء البلاد من مشاريعنا، ولا سيما منها "البرنامج الوطني للفطور المدرسي" National School Breakfast Programme وبرنامج "أنشطة العطلات والغذاء" Holiday Activities and Food.

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 10 يونيو 2022

© The Independent