Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليبيا تحت الصدمة بعد معارك عنيفة بين مجموعتين مسلحتين

باشاغا يتهم الدبيبة باستخدام المدنيين دروعاً بشرية لغرض الابتزاز السياسي

بدا سكان العاصمة الليبية مصدومين، السبت 11 يونيو (حزيران)، بعد اشتباكات عنيفة بين مجموعتين مسلحتين جرت ليلاً بطرابلس، في مؤشر إلى استمرار حالة الفوضى المزمنة.

بدورها، عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (مانول) عن "قلقها العميق" من معارك "بأسلحة ثقيلة" أدت إلى "تعريض حياة مدنيين للخطر".

وكتبت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، الأميركية ستيفاني ويليامز، في تغريدة على "تويتر" "كفى. أطالب بالهدوء المطلق وبحماية المدنيين".

وأسفرت هذه الاشتباكات العنيفة بين مجموعتين مسلحتين مؤثرتين في غرب ليبيا، عن سقوط قتيل من المسحلين وخسائر مادية كبيرة، كما قال مصدر في وزارة الداخلية الليبية.

مدنيون مذعورون

 وسمع دوي انفجارات وتبادل إطلاق نار خصوصاً برشاشات ثقيلة بالقرب من سوق الثلاثاء، الذي يضم حديقة عامة كبيرة. وروى الستيني رضا سعيد، الذي يقيم في الحي، "رأيت من شرفة منزلي في الطابق الثالث توالي نيران الأسلحة الثقيلة".

وأضاف، أن "الطلقات كانت واضحة في عتمة الليل، ومن الواضح أنها أطلقت عشوائياً على مناطق سكنية فيها العديد من المباني"، موضحاً أنها كانت "اشتباكات عنيفة جداً، ربما الأعنف في منطقتنا منذ الثورة في 2011"، التي أطاحت معمر القذافي.

ويظهر في صور نشرتها وسائل الإعلام المحلية مدنيون مذعورون يفرون من الحدائق، بينهم أطفال صغار وأمهات مع عرباتهم. ولجأت مجموعة صغيرة إلى مقهى، بينما يسمع صراخ نساء في مقطع فيديو.

قالت الطالبة مها مختار (25 سنة)، إن "هذا الوضع غير مقبول ولا يطاق، أن يقع المدنيون في كمين يعرض حياتهم للخطر بسبب تصفية حسابات بين ميليشيات إجرامية، هذا إجرام".

وتساءلت "ما ذنب هذه العائلات والناس الذين فروا من منازلهم التي تتحول إلى أفران في ذروة الصيف ومع انقطاع التيار الكهربائي؟ لا وسيلة أخرى إلا الذهاب بحثاً عن قليل من البرودة على طريق الشط أو في الحدائق العامة".

عودة الهدوء

وذكر صحافيون، أن الوضع عاد، السبت، إلى طبيعته في طرابلس، ولم تكن هناك أضرار واضحة في منطقة القتال.

وقال مسؤول في وزارة الداخلية، طالباً عدم كشف هويته، إن "الاشتباكات التي شهدتها منطقة سوق الثلاثاء نشبت بين مجموعات مسلحة تابعة لقوة النواصي وجهاز حفظ الاستقرار".

وأوضح أن المواجهات "اندلعت بسبب احتكاك واحتجاز مسلحين من الطرفين بعدما نشرا في وقت سابق أفراداً وعربات مسلحة في محيط المنطقة". وأضاف، "بحسب الحصيلة الأولية تم تسجيل قتيل (غير مدني) وخسائر في عدد من السيارات المدنية، التي كانت رابضة في موقع الاشتباك من دون تسجيل خسائر في صفوف المدنيين".

وأكد المصدر الأمني نفسه، أن "الاشتباكات توقفت تماماً بعد وساطة من طرف قوة عسكرية محايدة (لواء 444) نشرت عدداً من مدرعاتها في منطقة سوق الثلاثاء وأعيد فتح الشوارع وحركة السير بدأت بالعودة إلى طبيعتها".

وأظهر شريط فيديو تم بثه، ليل الجمعة- السبت، رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة يأمر زعيم هذه المجموعة عبر الهاتف بتأمين المنطقة. وأثارت هذه المواجهات موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي ضد هيمنة الميليشيات وهشاشة المؤسسات.

كتب سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، خوسيه ساباديل، على "تويتر"، إنه "أمر مروع ومشين. تم استخدام أسلحة في حديقة كان الأطفال يجرون فيها ويلعبون".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"ابتزاز سياسي"

وفي وقت سابق، اتهم رئيس وزراء الحكومة الليبية المعين من قبل البرلمان فتحي باشاغا، حكومة عبد الحميد الدبيبة باستخدام المدنيين كدروع بشرية لغرض الابتزاز السياسي.

وقال باشاغا في تغريدة على "تويتر"، "لا يمكن المقارنة بين سلطة ناتجة من توافق ليبي- ليبي من خلال مؤسسات تشريعية شرعية ومنتخبة، وعُصبة خارجة عن القانون تستخدم المدنيين في العاصمة كدروع بشرية غرض الابتزاز السياسي".

كما أضاف، "الحكومة الليبية نتاج اتفاق مجلسي النواب والدولة وفقاً للاتفاق السياسي الليبي المبرم عام 2015 بالصخيرات، سوف أستمر في دعم هذا التوافق والتمسك بالحلول السياسية السلمية وأدعو كل الليبيين للتمسك بما يجمعنا حتى نصل لسلطة منتخبة عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة".

أزمة سياسية متصاعدة

وتعاني ليبيا من أزمة سياسية متصاعدة مع نزاع بين حكومتين: واحدة برئاسة وزير الداخلية السابق باشاغا منحها البرلمان ثقته في مارس (آذار)، والثانية منبثقة من اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة قبل أكثر من عام ويترأسها الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا عبر انتخابات.

ويعد جهاز حفظ الاستقرار موالياً للدبيبة، بينما لواء النواصي مقرب من منافسه رئيس الوزراء فتحي باشاغا. وليس هناك ما يشير إلى أن القتال مرتبط بشكل مباشر بالمنافسة بين الرجلين، لكنه أدى إلى شرخ بين مختلف المجموعات المسلحة في طرابلس، التابعة لهذا المعسكر أو ذاك.

وتأتي هذه المواجهات بعد ثلاثة أسابيع من محاولة فاشلة قام بها فتحي باشاغا، بدعم من البرلمان ورجل الشرق القوي المشير خليفة حفتر، للاستيلاء على السلطة في طرابلس مقر الحكومة المؤقتة التي يقودها الدبيبة. ورافقت هذه المحاولة الفاشلة معارك استمرت عدة ساعات في العاصمة.

وأدى باشاغا اليمين أمام البرلمان، الذي يتخذ من الشرق مقراً له في مارس، لكنه يواجه رفض السلطة التنفيذية الحالية التنازل عن الحكم قبل إجراء انتخابات. ورغم إصرار المجتمع الدولي، لا تلوح بوادر أي اتفاق لإجراء انتخابات.

ومن الانقطاع المزمن للتيار الكهربائي إلى البنية التحتية المتضررة، والتضخم، يعاني الليبيون تبعات عدم الاستقرار منذ سقوط النظام القديم. وقد واجهوا خيبة أمل جديدة في ديسمبر (كانون الأول) مع تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى أجل غير مسمى، ما أغرق هذا البلد الغني بالنفط مرة أخرى في حالة من عدم اليقين.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار