Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اليوان الرقمي في وضع جيد لكن تحديه للدولار لا يزال بعيدا

تمت تجربته في كل أنحاء البلاد وتداوله عشرات الملايين لكن الاستخدام الخارجي كان محدوداً 

تستكشف الصين استخدام عملتها الرقمية في الخارج، بقيادة مشروع دفع عبر الحدود مع الإمارات وهونغ كونغ وتايلاند وبنك التسويات الدولية (رويترز)

يقول باحثون إن العملة الرقمية للبنك المركزي الصيني لعبت حتى الآن دوراً محدوداً فقط في التجارة والاستثمار الدوليين، على الرغم من النمو الهائل في استخدامها المحلي والقلق بشأن تطبيقها في الولايات المتحدة. وتعلق بكين آمالاً كبيرة على العملة الصينية الإلكترونية، التي تم تجريبها في كل أنحاء البلاد واستخدمها عشرات الملايين من الصينيين.
كما تحرص السلطات الصينية على الترويج لاستخدامه في المعاملات الدولية وسط مخاطر الفصل المالي الأميركي، مما قد يحرم بكين من الوصول إلى نظام الدولار، إضافة إلى العقوبات الثانوية على التجارة مع دول تخضع لعقوبات غربية مثل روسيا أو إيران.
لكن محللين قالوا إن صانعي السياسة الصينيين لديهم قدرة محدودة على تحدي نظام الدولار الأميركي في المستقبل المنظور.
وقال ب.س. سرينيفاس، وهو أستاذ باحث زائر في "معهد شرق آسيا" التابع لجامعة سنغافورة الوطنية، لـصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، "في النهاية، يعتمد الأمر على الثقة التي يتمتع بها المشاركون العالميون في أسواق الصين". وأضاف في ندوة عبر الإنترنت نظمتها الجامعة هذا الأسبوع، أن الصين، التي اشتكت منذ فترة طويلة من هيمنة الدولار الأميركي، كانت رائدة في أبحاثها حول اليوان الإلكتروني -المعروف رسمياً باسم ديجيتال أي الدفع الإلكتروني للعملة- بدأت مع معهد مُؤجَّر ضمن إطار بنك الصين الشعبي في عام 2016. ومن ثم تسارعت عملية التطوير بعدما أعلن "فيسبوك" عن مشروع العملة المستقرة في عام 2019 الذي كان يُعرف باسم "ليبرا"، وتمت إعادة تسميته باسم "دايم"، ومنذ ذلك الحين تم تجربة العملة الرقمية في 23 مدينة صينية، بما في ذلك بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو وسوتشو وتشنغدو وتشونغتشينغ وداليان وشيان وتشينغداو.
وتم افتتاح نحو 261 مليون محفظة رقمية بنهاية العام الماضي، وبلغ إجمالي المعاملات 87.6 مليار يوان (13.1 مليار دولار أميركي). 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مشروع الدفع عبر الحدود

وتستكشف الصين أيضاً استخدام عملتها الرقمية في الخارج، بقيادة مشروع دفع عبر الحدود مع الإمارات وهونغ كونغ وتايلاند وبنك التسويات الدولية. ومع تطور اليوان الإلكتروني، جذب ذلك انتباه السلطات في الولايات المتحدة بشكل متزايد. ونشر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (المصرف المركزي الأميركي) أول تقرير بحثي له على الإطلاق في يناير (كانون الأول) الماضي، حول عملة رقمية أميركية محتمَلة، حيث أعرب عن قلقه من أن العملات الرقمية للبنك المركزي يمكن أن تُضعف هيمنة الولايات المتحدة على النظام المالي العالمي.
وفي أواخر مايو (أيار) الماضي، قدم ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يُسمى "قانون الدفاع عن الأميركيين من العملات الرقمية الاستبدادية"، يطلبون فيه من "أبل" و"غوغل" وأصحاب متاجر التطبيقات الآخرين، التوقف عن استضافة التطبيقات التي تقبل اليوان الصيني الإلكتروني كطريقة للدفع.
وعلى الرغم من الوجود المتزايد على المستوى الدولي، فلا تزال العملة الصينية متخلفة عن الدولار الأميركي واليورو عندما يتعلق الأمر بالمعاملات العالمية، حيث شكل اليوان 2.14 في المئة من المدفوعات العالمية في أبريل (نيسان) 2022، وأقل بكثير من 41.81 في المئة للدولار الأميركي و34.74 في المئة لليورو. ومن حيث نسبته من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية، احتل اليوان المرتبة الخامسة بحصة 2.79 في المئة في نهاية العام الماضي، بينما حصلت الولايات المتحدة على 58.5 في المئة واليورو 20.6 في المئة. 

وقال شياو جينغ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة هونغ كونغ للتمويل الدولي، إن هناك حافزاً للصين لتطوير وظائف أكثر قوة لعملتها الرقمية إذا قامت الولايات المتحدة بتسليح الدولار. لكنه أضاف أن "استخدام اليوان في الخارج سيعتمد في نهاية المطاف على الثقة في المؤسسات الصينية".  

وقال أندرو كيني، وهو زميل كبير في معهد "رويال يونايتد" للخدمات، إن العملات الرقمية يمكن أن تساعد في تحسين نظام المدفوعات الدولي "البطيء والمكلف والمعقد"، لكنه حذّر من أن ما يهم هو الهيكل المؤسسي، حيث قال "نحتاج فقط إلى إلقاء نظرة على السياق... هذه ليست أشياء تحدث بين عشية وضحاها".

المزيد من عملات رقمية