Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بدأت الصين حل أزمات قطاع التكنولوجيا؟

ارتفاع أسعار أسهم الشركات بعد أنباء عن السماح لشركة "آنت" بطرح أسهمها مجدداً

شهدت أسهم الشركات الصينية المسجلة في هونغ كونغ ارتفاعاً قوياً هذا الأسبوع (رويترز)

تراجعت أسهم مجموعة "علي بابا" الصينية في تعاملات ما قبل فتح السوق الأميركية، الخميس، بعد نفي الهيئات المنظمة للسوق الصينية تقريراً لوكالة "بلومبيرغ" عن استعداد السلطات لمنح مجموعة "آنت" تصريحاً بطرح أولي للأسهم كانت ألغته فجأة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020.

وكانت أسهم مجموعة التجارة الإلكترونية العملاقة، التي تملك نحو ثلث أسهم "آنت"، ارتفعت بنسبة 7 في المئة بمجرد إعلان الخبر، لكنها عادت للانخفاض بنسبة 2 في المئة بعد نفي السلطات الصينية ما جاء في التقرير.

مع ذلك، حمل النفي الصيني إشارات إيجابية على ما تتحدث عنه الأنباء في الأيام الأخيرة من أن السلطات الصينية تتجه إلى تخفيف القيود والإجراءات المشددة التي بدأت فرضها على شركات التكنولوجيا، بخاصة تلك التي تسجل أسهمها في الخارج، قبل نحو عامين. إذ أضافت هيئة تنظيم سوق الأسهم الصينية لنفيها خبر "بلومبيرغ"، أنها "تدعم إجراءات منصات الإنترنت المؤهلة والمستوفية للشروط لتسجيل أسهمها في الخارج".

كان إلغاء الطرح الأولي لأسهم مجموعة "آنت" بداية حملة من السلطات الصينية على شركات التكنولوجيا الكبرى، بخاصة في القطاع المالي والتجارة الإلكترونية، قيل وقتها إنها استهدفت الملياردير جاك ما مؤسس مجموعة "علي بابا" ثم توسعت لتطاول غيره في هذا القطاع.

واعتبر المستثمرون والمتعاملون في الأسواق العالمية أنباء انتهاء تحقيق السلطات الصينية في مخالفات شركة "ديدي غلوبال إنك" التي توصف بأنها "أوبر الصيني" والموافقة على عدد من الألعاب الإلكترونية ثم خبر الاستعداد للسماح لشركة "آنت" بالطرح الأولي للأسهم بداية نهاية الحملة الصينية على كبرى شركات التكنولوجيا.

رد فعل السوق

وشهدت أسهم الشركات الصينية المسجلة في هونغ كونغ ارتفاعاً قوياً هذا الأسبوع، مع تلك الأنباء المتكررة حول بدء السلطات الصينية تخفيف القيود عن قطاع التكنولوجيا. وحتى الآن، يبدو أداء الشركات الصينية في أسواق نيويورك أفضل كثيراً من نظيرتها الأميركية. فمقابل تراجع مؤشر "ناسداك 100" الذي يضم كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية بنسبة 23 في المئة منذ بداية العام، نجد التراجع في مؤشر "ناسداك غولدن دراغون" الذي يضم الشركات الصينية عند نسبة 11 في المئة فقط.

ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن غاري دوغان، الرئيس التنفيذي لمكتب "غلوبال سي آي أو" في سنغافورة، قوله "كنا نتحدث قبل أيام عن أنه لو أعيد تأهيل شركة "آنت" فسيكون ذلك أمراً إيجابياً جداً. فقد بدأت المشكلات بهذه المجموعة، وإذا صحت الأنباء، فسيكون ذلك أمراً جيداً ونقطة تحول في غاية الأهمية لقطاع التكنولوجيا الصيني وللأسواق الصينية عموماً".

وتوالت الإجراءات الصينية الرسمية تجاه شركات التكنولوجيا المالية بنهاية عام 2020 وتوسعت لتشمل شركات تكنولوجيا كبرى أخرى. وأدى ذلك إلى تخوف المستثمرين وخروجهم من شركات التكنولوجيا الصينية مع تقييد السلطات لتسجيل تلك الشركات خارج الصين.

لكن بنهاية العام الماضي، بدأ البعض يعود لقطاع التكنولوجيا الصيني بعد هبوط أسهم القطاع بشدة، وهو ما اعتبره بعض المستثمرين فرصة لاقتناص أصول منخفضة القيمة على أمل ارتفاعها. وكان بنك "غولدمان ساكس" الاستثماري من أوائل من نصحوا عملاءهم بشأن الاحتمال القوي للتحول في موقف السلطات الصينية تجاه قطاع التكنولوجيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حماسة المستثمرين

وزادت حماسة المستثمرين من الخارج تجاه الأسهم الصينية في مارس (آذار) الماضي بعد أن أعلن نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي، عن تعهد بسرعة إنهاء تعقيدات قطاع التكنولوجيا والعمل على استقرار الأسواق وتطبيق إجراءات تهدف إلى تنشيط الاقتصاد. وعلى الرغم من تشكك المستثمرين وقتها في تصريحات أكبر مسؤول عن الاقتصاد في الصين، إلا أن أنباء هذا الأسبوع تبدو كأنها تطبيق عملي لتلك الوعود.

ويقول ستيفن ليونغ، المدير التنفيذي في "يوب كاي هيان ليمتد" بهونغ كونغ "قد يعتبر ذلك (خبر السماح لشركة آنت بالطرح الأولي للأسهم) إعلاناً عن انتهاء مخاطر التنظيم والتدقيق رسمياً". تلك المخاطر الذي دفعت المستثمرين للهروب من القطاع قبل عامين. وتنقل وكالة "رويترز" عن كيني إنج، المحلل في "إيفربرايت صن هونغ كاي" بهونغ كونغ، قوله "يتوقع أن يبدأ الطرح الأولي لأسهم شركة آنت الشهر المقبل، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على سوق الطرح الأولي في هونغ كونغ. وسيكون طرح أسهم آنت إشارة إلى أن القيود التنظيمية والإجرائية بدأ تخفيفها مما سيزيد من ثقة المستثمرين في طرح الأسهم بشكل عام".