Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خاتم "المرامي" وحكاية أمهات السعوديين

وثق المصور راشد السبيعي يد والدته عبر معرض فوتوغرافي

اعتادت النساء خلال فترة سابقة على ارتداء ما يسمينه "المرامي" كشكل من أشكال الزينة، وهو عبارة عن مجموعة من الخواتم ترتدى فوق بعضها، وتظهر للوهلة الأولى وكأنها خاتم واحد.

وتتم العملية من طريق لبس ثلاثة خواتم مستديرة بعضها فوق بعض، ومصنوعة من الذهب أو الفضة، وعندما تحتاج المرأة للمال تبيع واحداً ولا تجعل يدها خالية من الزينة.

هذه الفكرة كانت ملفتة للمصور راشد السبيعي الذي قرر أن يوثق "مرامي" والدته في معرض للصور بعنوان "توثيق اللحظات"، نظمته "مؤسسة مسك الخيرية" بعد أن قام بتصوير يدي والدته التي تشبه كثير أيدي أمهات وجدات الزائرين بتجاعيدها التي تحكي عمراً من التجارب، فاستطاع من خلال لقطات يديها أن يوصل مشاعر الأمومة عبر يدي والداته متقلدة "المرامي".

قصة خاتم "المرامي"

وقال السبيعي إن لهذا الخاتم ارتباطاً عند معظم الأمهات، وعندما عرض فكرة توثيقه في صور على والدته قابلت الفكرة بحماسة. يقول، "عندما طلبت منها أن نعمل على تصوير أجزاء من تفاصيل حياتنا وشرحت لها الفكرة شجعتني على ذلك، وكانت الأيام التي لا نذهب فيها للتصوير تسألني باستمرار لماذا لا نصور اليوم؟ بل تذكرني أحياناً بموعد التصوير وتقترح عليّ لقطات كي أصورها".

حاول المصور أن ينبش ذاكرة والدته ويحتفظ بأدق جزئية فيها فاختار أن يصور يدها المطرزة بتجاعيدها التي تنطق لنا أيام رعايتها الطويلة لأبنائها وهي مخضبة بالحناء على الطريقة التقليدية، وأبدع في الانتقال من أحداث الماضي الذي يشكل جزءاً كبير من ذاكرتها، فأخذ والدته إلى منزلهم القديم والبسيط وقام بتصوير يدها في كل زاوية في المنزل الذي لا يخلوا من القصص والذكريات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويذكر السبيعي أنه "عندما أتحدث مع والدتي عن الماضي تبدأ بالعبث بخاتم "المرامي" الذي يزين إصبعها، وكأنها تريد أن تأخذك إلى ماضيها، لذلك اخترت أن أبدأ التصوير منه، وبدأت باسترجاع ذكريات والدتي واخترت صورة ليدها يظهر فيه الخاتم الذي لا يفارقها".

وسألها عن سره فقالت "أهداه إليها والدي ولذلك فهي لا تنزعه من يدها لأنه يذكرها بماضيها"، ومن هنا بدأت فكرة العمل الفني واختار أن يكون الخاتم هو القصة فبدأ يسلط كاميرته عليه إلا أنها رفضت أن تفلتها من يدها ليعرضه، فاضطر إلى عرض المنصة المخصصة له دون خاتم.

التأمل في الصور هدية للمصور

وعند دخولك لمساحة المصور راشد السبيعي تدهشك ردود فعل الزائرين، إذ يقول إن "أعظم شعور ممكن أن يصل للمصور من دون أن يتكلم الزائر هو أن يقف ويتأمل الصور للحظات من دون أن ينطق بأي كلمة ثم يرفع نظره إلي ويقول (الله يرحم من رحل منهم)"، مؤكداً أن دقائق التأمل في صورة واحدة تعني أن المصور قد حقق إنجازاً عظيماً.

وجاء هذا العمل من بين الأعمال التي تعرض في فعالية أسبوع "مسك" للفنون بعد برنامج الإقامة المحلية بالرياض الذي انتهى بتنظيم معرض "توثيق اللحظات" لـ 11 فناناً، ويجسد المعرض أوجه تخليد اللحظات الاستثنائية التي لا تعاد في مجتمعاتنا الآخذة في التطور، مثل التغيرات الاجتماعية والجغرافية التي نشهدها اليوم.

 

ويستمر المعرض حتى الـ 15 من أغسطس (آب) المقبل، وتأتي فكرة المساحة كإحدى خطى تعزيز دور المعهد للإسهام في نمو القطاع الإبداعي وفتح آفاق واسعة أمام الفنانين لإثراء المشهد الفني المحلي وتهيئة مساحة للنقاش والتواصل مع الفنانين العالميين بهدف الارتقاء بالمفاهيم الفنية المحلية.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات