Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تراجع الإنجاب لدى السعوديين؟

قدر البنك الدولي معدل النمو السكاني في الدولة الخليجية بـ2.2 لكل امرأة مقارنة بـ7 قبل 3 عقود

أظهرت تقارير تراجع معدل الإنجاب لدى السعوديين (أ ف ب)

على الرغم من تسجيل السعودية انخفاضاً في معدل النمو السكاني في فترات سابقة، بخاصة في 2017 عندما بلغت نسبة الإنجاب 2.5 لكل امرأة مقارنة بـ7 لكل امرأة في ثمانينيات القرن الماضي، فإنه لم يلاقِ ردود فعل كالتي لقيها تقرير البنك الدولي الأخير.

إذ تضمن التقرير إشارة إلى انخفاض معدل الخصوبة في البلاد بلغ 2.2 لكل امرأة في عام 2020 مقارنة بعام 1960 إذ كانت نسبة الخصوبة 7.2، والتي عدتها شرائح كثيرة تأكيداً على الانخفاض بعد أن حافظ المجتمع على المعدل منذ الإحصاء الأخير.

التساؤل حول سبب التراجع دفع حسن جمال، المتخصص في أمراض النساء والولادة والعقم إلى دق ناقوس الخطر، من خلال إلقاء الضوء على الآثار السلبية المترتبة على انخفاض المواليد في السعودية بوجه خاص والعالم بشكل عام، إذ يترتب عليه ارتفاع عدد السكان من كبار السن مع انخفاض في عدد من هم في سن الشباب.

مشكلات صحية

تلك التصريحات خلقت جدلاً بين السعوديين خلال اليومين الماضيين، الذي امتد من مواقع التواصل الاجتماعي للمجالس والتجمعات، بخاصة أن محور الجدل لم يتناول معدل الانخفاض فقط بل تجاوزه إلى الأسباب والتي أرجعها أطباء متخصصون في المجال إلى تأخر سن الزواج، وارتفاع مستوى التعليم، وعمل المرأة الذي أعاد ترتيب أولوياتها، ورغبة الزوجين في تحديد النسل، إضافة إلى أسباب صحية منها الإصابة بأمراض مثل تكدس المبايض، وبطانة الرحم المهاجرة، التي تصيب النساء في مرحلة الخصوبة.

وأشار محمد إدريس، دكتور أمراض النساء والولادة، إلى أن هناك أسباباً اجتماعية وأخرى طبية أسهمت مجتمعة في حدوث الانخفاض في عدد المواليد في السنوات الأخيرة، منها "ارتفاع سن الزواج للفتاة، إذ بات يتراوح بين 25 و30 عاماً، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الزواج، مما أسهم في تأخر سن الزواج للطرفين".

وأوضح أن التغيرات في طبيعة الحياة أسهمت في إقبال كثيرين على تنظيم النسل وتحديد عدد الأطفال، مضيفاً أن "التغيرات في نمط الحياة والعادات الغذائية السيئة أسهما في ظهور بعض الأمراض التي تتعلق بالخصوبة وتأخر الإنجاب".

ومن الأمراض التناسلية التي ظهرت بشكل لافت أخيراً. يقول إدريس، "دوالي الخصية، وضعف الحيوانات المنوية مرضان أسهما في انخفاض معدلات الخصوبة لدى الرجال، ولا يمكن علاجهما إلا عن طريق اللجوء لعمليات أطفال الأنابيب"، أما بخصوص النساء، فيصبن بأمراض منها "تكيس المبايض والبطانة المهاجرة، واللذان يسهمان في تأخر عملية الحمل".

العادات الاجتماعية

وأشار إلى أن التأخر في سن زواج الفتاة ينعكس سلباً على عملية الحمل والإنجاب في ما بعد. وقال، "في حال تأخرت المرأة في الإنجاب بعد سن البلوغ بست سنوات يمكن أن تكون عرضة للإصابة ببعض الأمراض منها تليفات الرحم التي لا تمكِّن المرأة من الإنجاب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونوه بأن السيدات اللاتي ينجبن أطفالاً أكثر يكن أقل عرضة للإصابة بهذه التليفات من اللاتي يتأخرن في الإنجاب.

وأردف، "انتشار ظاهرة التدخين بين السيدات وتغير الأنماط المعيشية أسهما في ضعف جودة البويضات مما يساعد في عدم حدوث الحمل أو تأخره".

وأكد إدريس وجود عوامل أخرى تتسبب في عدم الإنجاب من أبرزها مرض السمنة واضطرابات الغدة الدرقية.

أسباب اقتصادية

وبعيداً من الرأي الطبي الذي يسهم في انخفاض عدد المواليد، ترى الأخصائية الاجتماعية أميمة العنبري، أن الأسباب المتعلقة بتراجع عدد المواليد في أغلب المجتمعات تعود لأسباب اقتصادية واجتماعية وأخرى تربوية.

وقالت، "المرأة الآن أصبحت ترغب في الإنجاز على الصعيد العلمي والمهني قبل الخوض في تجربة الإنجاب والأمومة، لذلك هي تختار التوفيق بين الرغبتين بالتنازل عن إحداهما حتى تستقر مهنياً ونفسياً".

واستطردت بالقول، "أما الأسباب لدى الرجل في تأجيل الإنجاب فهي أسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، حيث يرغب في أن يكون أباً حين يستطيع توفير كل الاحتياجات المطلوبة منه عند وصول ضيف جديد يحتاج إلى رعاية مادية منذ ولادته وحتى الكبر، لينشأ في بيئة صحية اجتماعياً خالية من المشكلات".

عامل إيجابي

ولا يرى الاستشاري إدريس أن تقنين عملية الإنجاب سيئ في المطلق، إذ يعتقد أن له آثاراً إيجابية، لا سيما أنه يعد في الحدود الطبيعية في حال أنجبت كل أسرة طفلين أو ثلاثة. وقال، إن "هذا المعدل لن يؤثر على التركيبة السكانية للبلاد على المدى البعيد، بل إن الجيل الناشئ سيتلقى تعليماً أفضل وتربية أفضل، لا سيما أن تركيز الوالدين سيكون مخصصاً لعدد بسيط من الأطفال بخلاف الأسر التي تنجب كثيراً من الأطفال".

واستدرك بالقول، "يمكن أن يكون هناك خطورة في حال لم تتعادل مواليد الذكور مع الإناث، إذ يمكن أن يحدث خلل في التركيبة السكانية على المدى البعيد".

المزيد من تقارير