Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجفاف يظهر مدينة عمرها 3400 سنة في خزان مائي بالموصل

دمرت في وقت قريب من عهد الملك توت عنخ آمون في مصر

عُثر بين الأنقاض على جرار تحتوي ألواحاً تحمل كتابة مسمارية (جامعتا فرايبورغ وتوبنغن و"كيه إيه أو")

شهدت أجزاء واسعة من العراق أحوالاً من الجفاف الكاسح خلال العام الماضي، ما جعل الناس والمحاصيل الزراعية يفتقرون إلى المياه ويسعون إليها.

في النتيجة، انخفض بشدة منسوب خزان مائي خلف سد الموصل الذي يعد الأكبر من نوعه في البلاد، كاشفاً عن مساحات كانت مغمورة بالماء من قاع تلك البحيرة.

في أحد المواقع، أزاح الجفاف النقاب عن أطلال عمرها 3400 عام لمدينة تعود إلى الحقبة عينها تقريباً التي حكم فيها الملك توت عنخ آمون مصر.

يعتقد فريق من علماء الآثار أن الأنقاض [الأطلال] عبارة عن بقايا لإحدى مدن "الإمبراطورية الميتانية"Mittani Kingdom  التي حكمت المنطقة التي تُعرف الآن بشمال العراق وسوريا، طوال بضع مئات من السنين خلال العصر البرونزي القديم.

في وقت سابق من العام الحالي، وجد الفريق نفسه دليلاً على مدينة كبيرة، تشتمل مجمع تخزين، ومبنى صناعي، وحصون. كذلك عثروا على أوانٍ تحتوي ألواحاً نُقشت عليها كتابة باللغة المسمارية، عبارة عن قطع من الصلصال تحمل كتابات نُقِشَتْ قبل آلاف السنين.

يُعتقد أن المدينة المُكتشفة قد دمرها زلزال حوالي عام 1350 قبل الميلاد، وقد غطى جدرانها الطينية وحال دون ذوبانها في الماء.

يُعرف عن "مملكة ميتاني" أنها فرضت حكمها بين عامي 1500 و1300 قبل الميلاد، بحسب الخبراء، حول الأطراف الشمالية لنهري دجلة والفرات حتى دمرتها الإمبراطوريتان المتنافستان، الحيثية والآشورية.

في 2018، كشفت ظروف الجفاف عن قصر في تلك البقعة مؤقتاً، ثم عادت المياه وغمرته لاحقاً، لذا اضطر فريق الآثار إلى تنفيذ عملهم بسرعة، وفق بيان صحافي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكي لا تغمر المياه الآثار في المستقبل، ملأ الفريق الموقع بالحصى وغطاه بالقماش. وقد امتلأ الخزان الآن، وغُمِرَ الموقع تحت الماء.

منذ تشييده للمرة الأولى في ثمانينيات القرن العشرين، واجه سد الموصل مشكلات عدة على فترات متقطعة. وقد سبق أن حذر خبراء من أنه يواجه تهديداً بالانهيار الذي قد يسبب، في حال حصوله، فيضانات كارثية على امتداد نهر دجلة تصل حتى بغداد.

وكان الجيش الأميركي أشار إلى الانتهاء من مشروع ترميم وإصلاح سد الموصل في 2019، مع الإشارة إلى أنه يحتاج إلى صيانة مستمرة. وطوال شهرين في 2014، وقع السد أيضاً تحت سيطرة "داعش".

وبصورة عامة، يواجه الشرق الأوسط ضغوطاً متزايدة على إمدادات المياه [جراء شح موارد المياه] تطاول الناس والحيوانات والزراعة، في ظل تفاقم أزمة المناخ.

وتكابد غالبية أجزاء المنطقة القاحلة مستويات غير مستقرة من المياه، فيما تستهلك قدراً كبيراً من إمداداتها المتاحة، وفق "معهد الموارد العالمية"، وهو مؤسسة لا تتوخى الربح.

وجدت دراسة نهض بها "البنك الدولي" عام 2017 أن المنطقة قد تواجه خسارة تصل إلى 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي مع حلول 2050، بسبب مشكلات المياه التي تعزى إلى أزمة المناخ.

وكذلك فإن شمال العراق ليس المكان الوحيد الذي نبشت فيه أزمة المناخ أسراراً مدفونة منذ زمن طويل. ففي جنوب غرب الولايات المتحدة، ومع انخفاض منسوب المياه في بحيرة "ميد" Mead بسبب الجفاف، ظهرت على سطح المياه جثث خلفتها جرائم عمرها عقود، ربما تكون مرتبطة بعصابات "لاس فيغاس".

وكشف ذوبان الجليد والتربة الصقيعية في الجبال ومناطق الـ"تندرا" حول العالم النقاب عن كل ما خفي هناك من متسلقين متجمدين مروراً بحيوانات ما قبل التاريخ، ووصولاً إلى قطع أثرية ضاربة في القدم.

نُشر في "اندبندنت" بتاريخ 01 يونيو 2022

© The Independent

المزيد من بيئة