Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تسمح بسرقة الملكية الفكرية من "البلدان غير الصديقة"

موسكو تضرب الأسس القانونية لحقوق شركات المعلوماتية الغربية

فلاديمير بوتين أثناء ترأسه اجتماعاً عبر الفيديو عن الشؤون الاقتصادية، من مقر إقامته في "نوفو أوغريوفو" بموسكو. صورة بتاريخ 07 يونيو 2022 (أ ف ب)

لفتت صحيفة "إيكونوميست" في تقرير حديث إلى أن قانوناً روسياً جديداً يبدو أنه يسرق حقوق الملكية الفكرية من الشركات الغربية. ففي وقت يعاني فيه اقتصاد روسيا العقوبات الغربية منذ أوائل مارس (آذار) 2022، بعد مدة وجيزة من الغزو الروسي في أوكرانيا، عدلت موسكو بنداً من قانونها المدني. ولم يتنبه العالم كثيراً إلى المرسوم 299 الذي أجاز استخدام ابتكارات تتمتع ببراءات اختراع، في مجالات تشمل العقاقير والتكنولوجيا الرقمية، اخترعت في "بلدان غير صديقة" من دون طلب إذن بذلك من مالكي براءات الاختراع أو تسديد أي تعويض لهم. وبديهي الإشارة إلى أن أوكرانيا "غير صديقة" بالنسبة إلى روسيا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين ليسا في حال حرب مع روسيا لكنهما يعاقبانها اقتصادياً ويزودان كييف بالسلاح.

ووفق الـ"إيكونوميست" "ليست الخطوة الروسية غير قانونية في ظل القانون الدولي، إذ يتاح للبلدان إصدار إعفاءات من قواعد براءات الاختراع في حالات الطوارئ الوطنية، لأنه يمكن للمعاملات المتعبة والمفاوضات المرهقة على الأسعار أن تتسبب في تأخيرات، لكن تعويضاً ما، مهما صغر، يكون متوقعاً، غير أن القانون الروسي الجديد لا يعطي مالكي براءات الاختراع أي شيء".

وكذلك أشارت مجلة "إيكونوميست" إلى أن المرسوم لا يطاول فقط براءات الاختراع، التي تحمي الابتكارات، بل يجيز أيضاً وفي شكل غير مباشر انتهاكات أخرى للملكية الفكرية. ووفق ماريا أوستروشنكو، المحامية في مجال الملكية الفكرية لدى "ألرود"، وهي مؤسسة قانونية في موسكو، "إن المحاكم لن توفر سوى القليل من الحماية لمن ينتهزون الفرصة ويتجاوزون قوانين الملكية الفكرية". وتشير أوستروشنكو أيضاً إلى أن "بعض القضاة الروس باتوا يتساءلون الآن عن سبب حاجة الملكية الفكرية إلى الشركات الدولية، بما في ذلك العلامات التجارية وحقوق النشر، إلى الحماية. وهذه مسألة لم تكن مطروحة قبلاً قط".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفق المجلة نفسها، تشعر الشركات الغربية بالفعل بالتغيير. ففي أوائل مارس، خسرت شركة "إنترتاينمنت وان يو كاي"، الذراع البريطانية لإحدى الشركات الكندية، دعوى تقدمت بها ضد شركة منافسة روسية استخدمت شخصية كرتونية محمية بعلامة تجارية لدى الشركة المدعية. وسقطت الدعوى، وفق فلاديمير بيريولين، من مؤسسة "غوروديسكي وشركاه"، وهي كبرى شركات روسيا في مجال الملكية الفكرية، لأن بريطانيا مصنفة كدولة "غير صديقة". وحين طلبت الشركة تعويضاً، حكمت محكمة تحكيم روسية بأن الموافقة على طلب كهذا تشكل "إساءة استخدام للحق" في ضوء العقوبات البريطانية. وفي مايو (أيار) 2022، رفضت محكمة أعلى استئناف الشركة.

وفي مواجهة العزلة عن الغرب والمحاكم الروسية المؤيدة للتجاوز على الملكية الفكرية، يشعر الروس بالجرأة في الاستيلاء على الملكية الفكرية الأجنبية، وفق "إيكونوميست". وجرى التقدم بأكثر من 50 طلباً لتسجيل علامات تجارية غربية مثل "كوكاكولا" و"كريستيان ديور" في الأسبوعين الأخيرين من مارس وحده، ومن المرجح أن تشمل الخطوة التالية تلك البرمجيات والأجهزة الحاصلة على براءة اختراع والتي توقف منتجوها الأجانب عن بيعها في روسيا. وفي 6 مايو، نشرت روسيا قائمة من 25 صفحة بالبضائع التي يمكن استيرادها من دون إذن من المالكين، وتشمل هواتف "آبل" وأجهزة ألعاب "نينتندو" وقطع غيار لسيارات "تيسلا"، إضافة إلى أسلحة وذخيرة.

ونقلت المجلة نفسها عن ويليام مايلز من "بريفا"، وهي شركة في لندن متخصصة في قوانين الملكية الفكرية، أن كل هذا يعني أن عملاءه ليس لديهم "أي اهتمام" بتقديم علامات تجارية أو اختراعات جديدة في روسيا. ويتوقع كوين بيردن من الاتحاد الأوروبي للصناعات والجمعيات الصيدلانية، الذي يضم في عضويته "جونسون أند جونسون" و"نوفارتيس" و"فايزر"، أن يؤدي ذلك إلى تثبيط الابتكار. ويضر القانون الجديد بالفعل أعمال البحث والتطوير في مجال الصيدلة، التي بدأت بالكاد في التعافي بعد سنوات من نقص التمويل والإهمال. وترفض معظم شركات الأدوية الأجنبية إطلاق تجارب جديدة في روسيا طالما استمرت الحرب، ما يجعل من الصعب على الأدوية الجديدة الحصول على الموافقة. ويشكل ذلك أخباراً غير سارة بالنسبة إلى بلد يستورد نحو 70 في المئة من عقاقيره.

المزيد من تقارير