Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شرطة هونغ كونغ تعتقل أشخاصا لمنع إحياء الذكرى المحرمة

تبذل السلطات الصينية ما في وسعها لمحو تيان أنمين من التاريخ

أعلنت شرطة هونغ كونغ أن أعمار الموقوفين تراوحت بين 19 و80 عاماً (أ ف ب)

الساعة الثامنة وتسع دقائق في اليوم الرابع من يونيو (حزيران)، موعد مُحرَّم في الصين منذ 1989، حين قُمعت الحركة الاحتجاجية في ساحة تيان أنمين في بكين.

وقد اعتقلت السلطات في هونغ كونغ، السبت، خمسة أشخاص لمنع أي مظاهر علنية لمناسبة مرور 33 عاماً على الحدث، بينما نظّمت أنشطة حول العالم تضامناً مع ضحايا الحدث الدامي.

وأعلنت شرطة هونغ كونغ أن أعمار الموقوفين تراوحت بين 19 و80 عاماً.

واعتُقل ثلاثة منهم لعرقلتهم عناصر في الشرطة أثناء أداء مهامهم، بينما اعتُقل آخر لتحريضه أشخاصاً على التجمّع من دون إذن. واعتُقل الشخص الخامس بتهمة حيازة أسلحة هجومية، بحسب الشرطة.

وأوقفت السلطات لمدة وجيزة الناشط يو واي - بان من حزب "رابطة الاشتراكيين الديمقراطيين" قبل أن تُطلق سراحه من دون توجيه تهم إليه، بحسب حزبه.

وقال زعيم الحزب تشان بو - ينغ، "على مدى 33 عاماً، كان الحدث سلمياً، لكن تبدو (الشرطة) اليوم كأنها تواجه عدواً كبيراً".

وتبذل السلطات الصينية ما في وسعها لمحو تيان أنمين من الذاكرة الجماعية. والحدث لا يرد في كتب التاريخ المدرسية، وتخضع المناقشات عبر الإنترنت في شأن هذا الموضوع لرقابة منهجية.

وشكّلت هونغ كونغ استثناءً حتى 2020، إذ فرضت بكين بعد ذلك قانوناً صارماً للأمن القومي على المنطقة شبه المستقلة لتقييد أي معارضة بعد احتجاجات ضخمة مؤيدة للديمقراطية في 2019.

الثقة بروح الابتكار

يلتزم تشيو يان - لوي، العضو السابق في المنظمة المناضلة من أجل الديمقراطية "هونغ كونغ آلاينس" Hong Kong Alliance، تقليد إضاءة الشموع سنوياً منذ أن كان مراهقاً، إلا أنها المرة الأولى التي يقوم به وحده، على انفراد، بدلاً من أن ينضمّ إلى عشرات الآلاف من سكان هونغ كونغ المتجمعين ومعهم شموع، في ملاعب كرة القدم في حديقة فيكتوريا تلبيةً لدعوة المنظمة التي حُلّت.

وفي سبتمبر الماضي، تم القبض على قادة تجمع "هونغ كونغ آلاينس"، وأغلق متحفه بعد عملية دهم للشرطة، لكن تشيو لا يزال واثقاً بروح الابتكار لدى المواطنين لمواصلة استذكار قمع الحركة الاحتجاجية في تيان أنمين بطريقتهم الخاصة.

ويقول إن "العلاقة العاطفية التي تجمع شعب هونغ كونغ بتاريخ 4 يونيو تتجاوز مجرد المشاركة في طقس جماعي (...) أصبح ذلك جزءاً لا يتجزّأ من وجودنا. الآن، تكمن المسألة في معرفة كيف سنمارس معتقداتنا في حياتنا اليومية".

ويضيف تشيو، "لن نستسلم بسهولة ما دامت قلوبنا وأرواحنا لا تتغير".

وتابع، "يجب ألا نقسو على أنفسنا. ما دمنا مستعدين على الدوام للتذكر ولبثّ الحقيقة، ستظهر الحقيقة يوماً ما".

بدوره، يرى ديريك تشو، وهو نائب سابق مؤيد للديمقراطية، أنه لا مجال للاستسلام. ويقول، "في هذا الصراع بين الشعب والحكومة، يعود كل شيء إلى الاقتناع والذاكرة. ليس للمكان أهمية كبيرة".

الأمور لا تتحسن

وقال متظاهر شارك في احتجاجات ساحة تيان أنمين يُدعى فرانك روان، "نريد أن تستمر هذه الروح إلى الأبد". ويقيم روان حالياً في ملبورن، ويعتبر نفسه محظوظاً لأنه نجا من القتل يومها.

أما في طوكيو، فأكد دايكيشي واكيياما (52 عاماً) أهمية الدفاع عن الديمقراطية. وقال، "أقر بأن الأمور لا تتحسن (في هونغ كونغ)، لكن كل ما يمكنني قوله هو أن علينا ألا نفقد الأمل".

وقالت كوني لوي (65 عاماً)، الموظفة في مستشفى، وقد غادرت هونغ كونغ قبل عام ونصف العام بسبب الوضع السياسي خلال تجمع في تايبيه، "جئنا إلى هنا لأنه المكان الوحيد الذي نستطيع فيه إحياء الذكرى".

أضافت، "أنا هنا نيابة عن جميع أصدقائي في هونغ كونغ ممن لا يستطيعون الحضور"، مستذكرةً كيف تسمّرت أمام التلفاز تتابع أحداث تيان أنمين لدى وقوعها عام 1989.

سجال أميركي - صيني

ومع حلول ليل السبت، وُضعت شموع على نوافذ عدد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية في هونغ كونغ، في تحد للتحذيرات الصادرة عن السلطات من القيام بذلك، كما وُضعت شموع في شوارع عدّة حول المدينة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونشرت قنصليات غربية عدّة في هونغ كونغ رسائل متعلقة بأحداث تيان أنمين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد مكتب الاتحاد الأوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية صحة معلومات نشرتها وسائل إعلام محلية تفيد بأن السلطات الصينية طالبت هذه القنصليات بالامتناع عن ذلك.

ومع غروب الشمس، وُضعت شموع على نوافذ قنصلية الولايات المتحدة ومكتب الاتحاد الأوروبي الذي أكد على "تويتر" أن التكتل "يتضامن على الدوام مع المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم"، بينما نشر صورة ظهرت فيها عشرات الشموع عند نافذة.

وفي وقت سابق، أصدر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بياناً تعهّد فيه مواصلة "تكريم وتذكُّر أولئك الذين دافعوا عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية".

وتطرّق إلى الوضع في هونغ كونغ قائلاً، "في حين لم يعد بإمكان كثيرين التعبير بأنفسهم، نواصل نحن وكُثُر حول العالم اتّخاذ مواقف باسمهم".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن الوزارة "ترفض بشدة، وتدين بقوة" تصريحات بلينكن وغيره من المسؤولين الأميركيين.

وجاء في بيان، أن "عروضهم السياسية تتدخل في الشؤون الداخلية للصين تحت ستار حقوق الإنسان والحرية، وتُشوّه حقوق الإنسان وسيادة القانون في هونغ كونغ، في مسعى للتحريض على العداء والمواجهة وتلطيخ صورة الصين".

تحذير

وحذرت السلطات في هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي من أن المشاركة في أي "تجمُّع غير مصرح به" يُعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات. وينطبق هذا التحذير خصوصاً على حديقة فكتوريا، حيث سبق أن جمعت وقفة احتجاجية على ضوء الشموع عشرات الآلاف إحياء لذكرى الرابع من يونيو، لكن هذا العام، أغلقت السلطات جزءاً كبيراً من المتنزه.

وانتشرت الشرطة بشكل واسع في حديقة فكتوريا وحي "كوزواي باي" للتسوق الذي يُعد من بين أكثر أحياء المدينة اكتظاظاً.

وتم تفتيش أي شخص كان يحمل زهوراً أو يرتدي اللون الأسود. وفي إحدى الحالات، تم تفتيش شخص كان يحمل لعبة على شكل دبابة.

وشُدِّدت الإجراءات الأمنية في بكين، حيث عززت الشرطة انتشارها، وقامت بعمليات تدقيق في الهويات، فيما وضعت أجهزة للتعرف على الوجوه في الشوارع المؤدية إلى الساحة.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار