Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السكان يخشون تقدم الروس فيما صواريخ بوتين تقتل المدنيين

مدينة تستهدفها الصواريخ الروسية فيما يضع بوتين شرق أوكرانيا نصب عينيه

مبنى سكني دكته الصواريخ الروسية في سلوفيانسك في منطقة دونباس شرق أوكرانيا (كيم سنغوبتا)

ضربت الصواريخ مبنى شقق سكنية في ساعات الصباح الأولى، فدمرت أجزاء من المباني ومدرسة مجاورة، وحرقت السيارات المركونة على جنب الطريق وقطعت الأشجار.

احترق ألكساندر ليفشيكنو، البالغ من العمر 43 عاماً، حياً داخل منزله الواقع في الطابق الخامس بعد أن فشلت كل محاولات إنقاذه. كما قتل شخصان آخران- هما سيدة تبلغ من العمر 70 عاماً، وجندي. ويقول السكان، إن اثنين آخرين مفقودين ويرجح أنهما توفيا. جرح ثمانية أشخاص، أصيب ثلاثة منهم بشكل بالغ.

تحلقت مجموعات من السكان حول الموقع في شارع ياروسلافا مودروهو للتعبير عن قلقها. يتوجس الجميع في شأن ما قد يحدث هنا في سلوفيانسك مع اقتراب القوات الروسية، فقد استولت بالفعل على بلدة لايمان، فأصبحت مدفعيتها وصواريخها المتوسطة المدى قادرة على ضرب هذه المدينة.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تمثل سلوفيانسك أهمية رمزية لأنها المكان الذي انطلقت منه شرارة التمرد الانفصالي الذي أشعل فتيل حرب عام 2014. كما ترتدي المدينة أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لقوات فلاديمير بوتين في سعيها للاستيلاء على شرق أوكرانيا.

ومن جهة أخرى، تنخرط القوات الروسية في قتال عنيف على منطقتي سيفيرودونتسك وليسيشانسك، فالسيطرة عليهما توفر لموسكو سيطرة على منطقة لوغانسك وتفتح مجالاً جديداً لدخول إقليم دونباس.

تفوق السلاح الروسي على سلاح القوات الأوكرانية في جهتي القتال في الشرق، فتكبدت هذه القوات خسائر جسيمة. وأعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن روسيا "تريد تدمير إقليم دونباس" وأن حملتها توقع خسائر هائلة في أرواح المدنيين والجيش، إذ يقتل مئة جندي يومياً. لم يعرف عدد الجرحى بعد ولكن بالقياس إلى معدل ساحات المعارك، يقدر عدد الجرحى من المقاتلين بثلاثة أضعاف عدد القتلى.

 

ويقول الأوكرانيون إن إمدادات الأسلحة الغربية لا تصل بالسرعة الكافية. وأعلنت الولايات المتحدة عزمها إرسال أنظمة إطلاق صواريخ متعددة بعيدة المدى إلى أوكرانيا مع أن الرئيس بايدن اشترط ألا تكون بينها الأنظمة القادرة على ضرب روسيا، خوفاً من إقحام الناتو في قتال مباشر مع الكرملين.

بالنسبة لسكان المباني التي تعرضت للقصف في سلوفيانسك، لا يزال المستقبل مليئاً بالضبابية والتوجس.

وقالت إيلينا، البالغة من العمر 59 عاماً إن "الروس هناك ونعتقد أن هذه الهجمات ستستمر، وسوف يُقتل مزيد من الناس. من المحزن جداً التفكير في ما جرى لألكسندر المسكين. كان رجلاً لطيفاً. إنها طريقة مريعة للموت، بالنيران، داخل منزله".

ولدت إيلينا، التي تسكن في المبنى السكني منذ أكثر من عشر سنوات، في روسيا. وأرادت أن تشدد على أن "والداي من روسيا. ولكنني سعيدة هنا في أوكرانيا ولا أرى أي تبرير لما يفعله فلاديمير بوتين. يقول إنه يريد تحريرنا ولكننا لا نريد هذا النوع من التحرير. لدي ابنة تعيش في (جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية) وهي تسمع كل هذه الدعايات وتصدقها، وتتحدث عن هذا التحرير".

أحسنّا بناء المدينة منذ ذلك الوقت. والآن أراها تتهدم: لماذا؟ لن يكون هذا المكان آمناً، سأتحدث مع زوجي وسيكون علينا تقرير ما الذي سنفعله. 

إيلينا

"دار كل ذلك القتال في عام 2014. أحسنّا بناء المدينة منذ ذلك الوقت. والآن أراها تتهدم: لماذا؟ لن يكون هذا المكان آمناً، سأتحدث مع زوجي وسيكون علينا تقرير ما الذي سنفعله".

أما ليديا نيكولييفا البالغة من العمر 89 عاماً، فتقول إنها لا تملك أي خيار غير البقاء هنا. وتضيف "أين يفترض بي الذهاب؟ أنا مريضة، ولدي مشكلات في الكبد والقلب، والدواء الذي كان عليّ تناوله نفد منذ شهر، ولا يمكن لأحد إحضار مزيد لي هنا. لا يمكنني السفر، لذلك سأنتظر هنا لأرى ما سيحدث، إن جاء الروس".

عاد بعض الذين غادروا سلوفيانسك من قبل، بعد مواجهتهم صعوبات مالية واجتماعية في الاستقرار في مكان آخر. تبدو المنازل في الضواحي خالية من السكان، لكنهم سرعان ما يخرجون من قبو منازلهم. تعرضت هذه المناطق لقصف المدفعية والقصف الجوي، ويبدو الوضع تحت الأرض أكثر الخيارات أماناً.

يقول نائب رئيس بلدية سلوفيانسك، يوري بيديزني، إن الإدارة تبذل كل ما في وسعها للتأقلم مع انعدام الغاز وتقنين إمدادات المياه وإغلاق معظم متاجر السلع الغذائية. وقد ظل متمسكاً بقوله، إن القوات الأوكرانية ستنجح في الدفاع عن سلوفيانسك ولكنه كان مقتنعاً في الوقت ذاته بأن الروس سيحاولون وضع يدهم على المدينة.

ويقول، "لقد سيطروا على لايمان جزئياً وهم يهاجمون القرى الواقعة بين ذلك المكان وهنا. هذه هي المدينة التي بدأ الإرهابيون عملياتهم فيها في عام 2014. تمكنا من طردهم من هنا، لكننا عشنا ثمانية أعوام من الحرب بعدها. والآن يريدون استعادتها".

في أبريل (نيسان) 2014، استولى الانفصاليون- الذين زعم أن عناصرهم كانوا معززين بالقوات الروسية الخاصة- على مبنى البلدية، ومقر الشرطة، ومكاتب أس بي يو، جهاز الاستخبارات. وتكبد الأوكرانيون في ذلك الحين إحدى أكبر خسائرهم حين أسقطت طائرة مروحية تنقل 14 عنصراً من بينهم الجنرال سيرهي كولشيتسكي من الحرس الوطني.

 

الآن، يتحدث المسؤولون العسكريون والأمنيون عن هجوم مزدوج على دونباس من لوغانسك، في حال سقوط سيفيرودونتسك وليسيشانسك، إضافة إلى هجوم من جهة لايمان. وتقول التقارير، إن المقاتلين الشيشان يحاربون على الجبهتين بعد أن نقلوا من ماريوبول عندما تغلب الروس في الأخير على المقاومة هناك: وهذه إشارة إضافية إلى تركيز الكرملين قواته هنا.

يزعم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلده يملك قوة الدفع الأكبر في النزاع الآن ويعمل على إخراج الجيش الأوكراني من منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

يصف الرائد آندريه إيريمينكو الذي انضم إلى وحدة متطوعين تحارب على مقربة من لايمان، الهجوم المدفعي المستمر من الروس على القرى بهدف شق طريق نحو سلوفيانسك وكراماتورسك. 

ويقول وهو يعد على أصابعه "يطلقون النار على سفياتوهيرسك وبوهوروديشنه. كما حاولوا الهجوم على أوزيرني وديبروفا. هذه كلها مناطق صغيرة ولكن الهدف هو شن هجوم على سلوفيانسك. لديهم عملاء داخل سلوفيانسك وكراماتورسك يحاولون مساعدتهم لتسهيل احتلال المكان. إنهم يشكلون خطراً  وأجهزتنا الأمنية تواجههم".

لا شك في أن بعض سكان سلوفيانسك لديهم ولاءات متباينة. في الشارع، يدور نقاش بين أربع نساء حول المسؤولية عن النزاع. تقول إحداهن، "بوتين هو المسؤول عن هذه الفوضى، وهو يدمر بلادنا"، فيما تجيب أخرى "لو أبدت أوكرانيا استعداداً للحديث [للتفاوض]، لما حصل هذا، لقد جلبوا هذا لأنفسهم".

من جهتها، تتحدث فيرا السبعينية التي تعتني بحديقتها في الجهة المقابلة من الطريق عن شعورها بالوحشة لأنها وحدها في زمن الحرب. وتقول، "آمل أن أعيش وقتاً أطول قليلاً بعد. لا أريد الموت وحدي، ولكن ربما هذا ما سيحدث. فنحن لا نعلم ما هو قدرنا. إنما أمل أن أنجو، وأن ينجو شعبنا".

نشرت اندبندنت هذا المقال في 2 مايو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات