Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبر استخلصناها من 100 يوم حرب بين أوكرانيا وروسيا

هز الغزو الروسي النظام الذي أرسته أوروبا وكشف التراخي في إحقاق السلام

هي تلك الحرب التي قيل لنا إنها لن تندلع يوماً (أ ف ب/غيتي)

هي تلك الحرب التي قيل لنا إنها لن تندلع يوماً، أو لن تستمر أكثر من بضعة أيام حتى استسلام كييف سريعاً.

لكن غزو روسيا المقيت والدموي والمتعثر والمريع لأوكرانيا سيدخل يومه الـ100 اليوم الجمعة.

هذا المقياس إنما هو اعتباطي تماماً، لا سيما لمن هم في ميدان الحرب. لا شك أن إلقاء الضوء على مئويات الأمور هو بمثابة المحتوى الجذاب في الإعلام، ولكن في الحقيقة، هو لا يعني الشيء الكثير. فلا شك أن اليوم 101 و102 و103 من القتال والمجازر سيتبعه.

ولكن سواء أكان ذلك اعتباطياً أم لا، لا ريب في أن الـ 100 يوم التي فاتت غيرت الكثير في نظرتنا إلى العالم. قل إن دهراً قد انقضى منذ الأيام القليلة الأولى التي انتشرت فيها الفيديوهات المضحكة، وبعضها لأوكرانيين يعرضون على الجنود الروس سيئي الحظ [ضللوا الطريق] أن يرشدونهم إلى طريق العودة على أعقابهم إلى الحدود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هز الغزو الروسي النظام الذي أرسته أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وكشف التراخي في إحقاق السلام. كما غير النظرة الراسخة عن فلاديمير بوتين، التي صورته على أنه نوع من الرجال الاستبداديين المثيرين للإعجاب، بدلاً من أن تظهره على حقيقته كقومي محب للحروب، ما زال بلده يثير الخوف في النفوس ولكن جيشه، الذي اعتقد يوماً بأنه آلة حرب يمكنها عبور أوروبا في بضعة أيام فقط، بات اليوم محط سخرية ويبدو أنه سيمضي حياته في القتال في إقليم دونباس.

لقد كان لافتاً معدل الفرار من روسيا، تماماً كما تحديث البروباغندا يومياً التي ترفع احتمالات نشوب حرب نووية كما لو أنها شيء عادي.

أما رد فعل الغرب، فجاء رائعاً وسيئاً في الآن ذاته. لقد وضعت أول 100 يوم وحدة الصف الأوروبي أمام الاختبار، ويرجح أن تزيد المئة يوم الآتية هذا الضغط عليه. تعاظمت نظرة التقدير الإيجابي إلى أوكرانيا، شعباً وقيادة، لكن الثمن الذي دفعته كان باهظاً للغاية.

إذا استمرت الحرب 100 يوم إضافي، وهو أمر ممكن جداً، ارتفع الثمن الباهظ الذي تدفعه أوكرانيا.

ويبدو أن البلد سيخسر شطراً أكبر من أراضيه. أما الصداقات الجديدة التي كونها، فمن الأرجح أن تتعثر بعضها، فيما سيزداد أعداؤه بطشاً. ويرجح أن يزيد الإرهاق الذي يشعر به بعض الحلفاء بعد 100 يوم من الحرب، على رغم أن الحرب تدور في مكان آخر.

ولا شك في أن الوقت سيأتي حين تضطر أوكرانيا للقبول بأن تحقيق السلام الذي تنشده بشدة سيرتب عليها التخلي عن شيء آخر في المقابل. وإلى ذلك الوقت، سيستمر عامة الأوكرانيين بدفع الثمن إجمالاً. تحطمت حياة عشرات آلاف الناس ودمرت وقضي عليها بسبب بطش بوتين واعتدائه.

بالنسبة إلى هؤلاء، ستمر ذكرى الـ 100 يوم مرور الكرام.

تحية طيبة.

ديفيد هاردينغ

محرر الشؤون الدولية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء