قد يشكّل الانتصار االذي حققه الممثل جوني ديب، الأربعاء الأول من يونيو (حزيران)، في مواجهته القضائية مع طليقته أمبير هيرد، فرصة أمامه لكي يعيد إطلاق مسيرته المهنية، مع أنه من غير المؤكد أن تتهافت شركات الإنتاج مجدداً في وقت قريب على نجم "ذي بايرتس أوف ذي كاريبيين".
ورحّب ديب بالحكم الصادر عن هيئة المحلفين الذي نص على إلزام أمبير هيرد دفع 10 ملايين دولار كتعويضات لديب وخمسة ملايين دولار كتعويضات عقابية عن تصريحات تشهيرية أدلت بها الممثلة ضده، وقال "هيئة المحلفين أعادت لي حياتي". أما هيرد التي رفعت دعوى مضادة في إطار المحاكمة ذاتها التي جرت في فرجينيا، ففرض الحكم على الممثل أن يدفع لها عطلاً وضرراً بقيمة مليوني دولار.
وأشار خبراء أمام المحكمة إلى أن ديب خسر مبالغ بقيمة 22 مليون دولار جراء عدم إسناد دور جاك سبارو إليه في الجزء السادس من "ذي بايرتس أوف ذي كاريبيين" عقب تصريحات أمبير هيرد.
محامو هيرد قدموا من جانبهم أدلة على أن نجومية ديب تلاشت قبل تلك المرحلة بوقت طويل بسبب "سلوك الممثل غير المهني" جراء تعاطيه الكحول والمخدرات.
مخاطرة للمنتجين
وقال منتج عمل مع جوني ديب سابقاً إن "الضرر وقع، وبدءاً من اليوم يمكن أن تنطلق مرحلة العودة إلى وضع طبيعي نوعاً ما".
وأضاف المنتج الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، "لا أظن أن ديب سيحصل على عروض كبيرة جداً من شركات الإنتاج" في ظل ما أثير خلال المحاكمة.
وتابع، "إذا كان ديب يرمي الزجاجات ويتعاطى المخدرات ولا يلتزم الحضور في الوقت المحدد، فلن تتحمل شركات الإنتاج تداعيات أي تأخير يكلفها مبالغ طائلة، قد يتسبب به ممثل لم يعُد نجمه ساطعاً".
واعتبر المنتج أن شركات الإنتاج الكبيرة قد تواجه صعوبة في ضمان نجاح إنتاجات ذات موازنة كبيرة يشارك فيها جوني ديب، مضيفاً أن "اختياره للمشاركة في أعمال تكلف مليارات الدولارات بات خطوة محفوفة بالمخاطر".
ومع أن أعضاء هيئة المحلفين والمعجبين بديب على شبكات التواصل أيدوا الممثل خلال المحاكمة، إلا أن ذلك لا يضمن بأي شكل من الأشكال أن يتمكن ديب من جذب المشاهدين، تحديداً النساء منهم وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة مجدداً.
وقال المنتج إن "بعض أقوال ديب كانت شنيعة"، في إشارة إلى رسائل هاتفية عُرضت أثناء المحاكمة ووصف ديب فيها طليقته بـ"البقرة الغبية" وتحدث عن "حرق جثتها".
صورة ديب لم تتغير
ونجح بعض النجوم الهوليووديين، كميل غيبسون وروبرت داوني جونيور، في إعادة إحياء مسيراتهم المهنية بعد خلافات أدت إلى دمار حياتهم التمثيلية، مع أن لا مجال للمقارنة بين قضاياهم وما شهدته مواجهة ديب مع طليقته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الأستاذة في جامعة جنوب كاليفورنيا والمتخصصة في إدارة السمعة كارن نورث، "أظن أن بعض شركات الإنتاج مستعدة للعمل مع ديب بدءاً من اليوم".
وأشارت إلى أن "أعمال ديب كانت دائماً تحقق إيرادات جيدة في شباك التذاكر" على الرغم من السلسلة الأخيرة من الإخفاقات، معتبرةً أن ديب أفاد من ظهور علني كبير خلال هذه المحاكمة التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة.
ومن المؤكد أن أي نجم ذي صورة متزنة ورصينة سيجد صعوبة في استعادة مسيرته المهنية بعد روايات تدعي أنه كان يتعاطى المخدرات ويُصاب بنوبات ثمالة جراء تعاطيه المفرط للكحول، لكن جوني ديب "لم يتظاهر قط بأنه رجل مهذب وحسن السلوك".
وقالت نورث، "عندما يظهر الشخص جانباً سيئاً نوعاً ما من شخصيته ويُتَّهم بارتكاب تجاوزات كالتي ذُكرت في حق ديب سيقول الناس ’حسناً إن الأمر لا يشكل مفاجأة لنا، ولن يغير الفكرة التي نحتفظ بها عن هذا الشخص‘". وتابعت، "أعتقد أن جوني ديب سينجح في إعادة إحياء مسيرته التمثيلية، إن الأمر يبدو لي منطقياً".
الأعمال المستقلة والأوروبية
وفي حال عاد ديب إلى عالم السينما، فقد يفضّل ألا يكون ذلك من خلال هوليوود.
وأوضح المنتج الذي عمل معه، "يمكن أن يصبح ديب أحد وجوه الأعمال المستقلة التي يستغرق تصويرها بين ستة إلى ثمانية أسابيع وتبلغ رواتبها 250 ألف دولار، مع حصول الممثل على 25 في المئة من حقوق ملكية العمل".
وأضاف أن ديب "قد يحصل على دور صغير جميل جداً... ويبهر المشاهدين بأداء رائع".
وفي حال فشلت هذه الخطوة، أشار المنتج إلى أن أمام الممثل فرصة "للمشاركة في أعمال بأوروبا"، مردفاً أن "الشركات هناك لا تكترث لأمور كالتي حصلت مع ديب"، معتبراً أن الممثل سيشارك من دون شك في أفلام فرنسية أو ألمانية.
ومن المفترض أن يظهر ديب البالغ 58 سنة في فيلم "جان دو باري" للمخرجة الفرنسية مايوين. ويؤدي ديب في هذا الفيلم الطويل الذي لا يزال في مرحلة ما قبل الإنتاج، دور الملك لويس الخامس عشر.
