Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عما يبحث لافروف في الخليج؟ حلفاء أم محايدون

قال وزير الخارجية الروسي إن دول مجلس التعاون أكدت له بأنها لن تنضم للعقوبات الغربية

بعد قرابة الأشهر الأربعة من اندلاع الحرب في أوكرانيا، نجحت خريطة واسعة من دول العالم التي تقع خارج نطاق القتال في الحفاظ على حياد نادر في صراع تنخرط فيه قوى عظمى بشكل مباشر أو غير مباشر، من ضمنها دول تعد حليفة لأحد المعسكرين.

تبرز في الواجهة دول عربية عدة وأخرى شرق أوسطية، حليفة تقليدية للولايات المتحدة، إلا أنها نجحت على الرغم من الضغوط الغربية للعب دور فاعل في العقوبات على روسيا في أن تعتزل الأزمة وتلعب دوراً أكثر حيادية، منها دول الخليج، التي يطير إليها وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ويلتقي وزراء خارجيتها في لقاء جماعي بالرياض، لضمان حيادها الذي امتدحه قبل أسابيع.

إلا أنها تأتي في سياق جولة أوسع يجريها في دول محيطة أخرى، كانت أجندتها أكثر جلاء ووضوحاً، تضمنت تعزيز الحياد وضمان تأثير هذا الحياد على استمرار العقوبات بسبب حضورها في عدد من حزم العقوبات التي يحضرها الغرب لروسيا.

ويتضح أولوية ذلك في جدول الزيارة في البيان الختامي لاجتماع لافروف مع الوزراء الخليجيين الذي أكدوا "تفهمهم للصراع الروسي مع الغرب، وأنهم لن ينضموا للعقوبات الغربية"، بحسب لافروف.

تبديد إشاعات "أوبك+"

حطت طائرة لافروف في السعودية يوم الثلاثاء، التقى منذ ذلك الحين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، ليختتم الجولة بلقاء جماعي مع وزراء خارجية الخليج.

لم يصدر عن الاجتماع أي تفاصيل، لكن اجتماعاً سبقه مع فيصل بن فرحان تضمن على رأس قائمة النقاشات "أوبك+"، إذ أسهم رفض دول الخليج الانحياز للموقف الغربي في الحرب لبقاء سلاح النفط خارج الأدوات العقابية الغربية، مع إصرار دوله على عدم تسييس قرارات الطاقة والتمسك بالاتفاق الذي تشكل روسيا جزءاً أصيلاً منه.

إلا أن الساعات الماضية شهدت أخباراً مفادها أن بعض أعضاء "أوبك+" ناقشوا إبعاد موسكو من الاتفاق، ليزور الوزير الروسي الرياض، المصدر الأكبر للنفط والطرف القوي في الاتفاق، ويلتقي نظيره السعودي، ويختتم اللقاء بأن أشادا بمستوى التعاون داخل "أوبك+".

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان "أشارا إلى تأثير التعاون الوثيق بين روسيا والسعودية في ما يتعلق باستقرار الأسواق العالمية للهيدروكربونات في هذا القطاع المهم استراتيجياً".

وقالت مصادر في "أوبك+" إن دول الخليج لا زالت تحافظ على موقفها الملتزم بالاتفاق الذي توصل إليه الأطراف العام الماضي، وسيؤكدون على ذلك في اجتماع ثان من يونيو (حزيران) مع رفع أهداف الإنتاج لشهر يوليو (تموز) بواقع 432 ألف برميل يومياً، كما تقول الخطة التي اتفقوا عليها مسبقاً، الأمر الذي يعد عقبة في طريق إعادة زخم العقوبات الغربية إلى ما كانت عليه في الأسابيع الأولى.

تركيا… الحبوب والـ "ناتو" 

وسيتجه لافروف في الثامن من يونيو إلى تركيا التي باتت عقبة أخرى في ملف الإجراءات التي يتخذها الغرب تجاه موسكو، بعد أن عطلت انضمام السويد وفنلندا المحاذيتين لروسيا إلى حلف الـ "ناتو".

أنقرة التي تسعى إلى الخروج بصفقة مقنعة مع أوروبا تراعي مخاوفها الأمنية تجاه المنظمين المحتملين للحلف، بحاجة لصفقة أخرى من روسيا للتمسك بموقفها.

وفي هذا السياق تتضمن ملفات الزيارة صفقة لم يكشف الطرفان عن تفاصيلها متعلقة بتصدير الحبوب الأوكرانية.

وقالت الخارجية التركية "لافروف سيأتي إلى تركيا مع وفد عسكري لمناقشة جملة أمور من بينها إنشاء ممرات آمنة لتصدير الحبوب. إنها المسألة الأهم".

وأشار وزير الخارجية التركي تشاوش أوغلو إلى أنه يعتزم "إنشاء مركز مراقبة للممرات في إسطنبول".

وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، بأن موسكو مستعدة للعمل مع أنقرة لتأمين حرية شحن السلع بحراً بما يشمل الحبوب من أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعرب بوتين في مكالمة هاتفية مع أردوغان "عن استعداد الجانب الروسي لتسهيل النقل البحري للسلع من دون أي عوائق، بالتنسيق مع الشركاء الأتراك. وهذا ينطبق أيضاً على صادرات الحبوب الآتية من الموانئ الأوكرانية"، بحسب بيان صادر عن الكرملين.

وتعتبر تركيا الدولة الرئيسة المطلة على البحر الأسود من الساحل الجنوبي وروسيا من الشمال، وأصبحت حركة النقل البحري صعبة منذ بداية الصراع بسبب الحصار الذي تفرضه البحرية الروسية على الموانئ الأوكرانية، ووجود ألغام بحرية انقطع بعضها واقترب من الساحل التركي.

الجزائر وسلاح الغاز

تنجح روسيا في التأثير على دول أوروبا المنخرطة في صف أوكرانيا عبر الغاز الذي تعتمد عليه دول الغرب كمصدر رئيس للطاقة، مما يجعل بعضها أكثر تحرجاً في الانخراط الكامل في الإجراءات العقابية، ولذلك تبحث أميركا وحلفاؤها الغربيون عن مصادر بديلة للغاز للتقليل من قدرة موسكو على معاقبة الأوروبيين بالمقابل.

تبرز في هذا الصدد دول كثيرة، إلا أن عوامل الجغرافيا والمسافة تلعب دوراً في صعوبة استبدالها بروسيا، مما يقلل الخيارات في وجه الدول الأوروبية، أحد هذه الخيارات القليلة هذي الجزائر.

تملك الجزائر مخزوناً كبيراً من الطاقة التقليدية من ضمنها الغاز، جعلها محطة للدبلوماسيين الغربيين منذ بداية الحرب للنظر في إمكان أن ترفع إنتاجها لتعويض النقص الذي يمكن أن يخلفه تقليل الاعتماد على روسيا. 

أجرى لافروف زيارة لاحقة لزيارات نظرائه الغربيين، أشاد فيها بحياد الجزائر والدول العربية عن الحرب، فيما أكد نظيره الجزائري إسماعيل معراف أن بلاده "لم تخل بالاتفاقات السابقة مع روسيا في مجال الغاز، لكن في ظل حاجتها إلى الموارد المالية التي توفرها صادرات الغاز فالروس لا يريدون التصرف بطريقة راديكالية مع الجزائر، بل العكس منحها المجال لتتقوى".

وتسعى روسيا التي لم تنجح في كسب حلفاء في حربها إلى أن تحافظ على المحايدين الذين لم ينخرطوا في الأزمة ونجحوا في مقاومة الضغوط الغربية لدفعهم لأخذ موقف أكثر إيذاء لها.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات