Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جلسة حامية تنتخب بري رئيسا للبرلمان اللبناني وبو صعب نائبا له

رئيس "حركة أمل" ينتزع ولاية سابعة على التوالي وسط معارضة واسعة

انتخب مجلس النواب اللبناني، الثلاثاء الـ 31 من مايو (أيار)، نبيه بري رئيساً له للمرة السابعة على التوالي، في أول جلسة يعقدها البرلمان الجديد الذي بات يضم بعد الانتخابات النيابية الأخيرة كتلاً غير متجانسة، ولا يحظى أي منها بأكثرية مطلقة، بينما فاز النائب عن "التيار الوطني الحر" الياس بو صعب بمنصب نائب رئيس المجلس.

ويأتي انتخاب بري البالغ 84 عاماً، صاحب أطول ولاية في رئاسة مجلس النواب في العالم العربي والأرجح في العالم، بعد سلسلة أزمات شهدها لبنان خلال السنوات الأخيرة، بينها انهيار اقتصادي متسارع واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة وانفجار كارثي في مرفأ بيروت.

وأتاحت الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في الـ 15 مايو وصول 13 نائباً مستقلاً على الأقل إلى البرلمان، بينهم أطباء ومحامون ومهندس وأساتذة جامعيون، انبثقوا من تظاهرات الـ 17 من أكتوبر (تشرين الأول) 2019 التي طالبت بإسقاط كل الطبقة السياسية التقليدية.

وعلى الرغم من ذلك تمكن بري، حليف ميليشيات "حزب الله" المدعومة من إيران، من جمع العدد الكافي من الأصوات للبقاء على رأس البرلمان.

وفاز بري بأصوات 65 نائباً من إجمال 128 يشكلون أعضاء البرلمان، في مقابل 23 ورقة بيضاء و40 ورقة ملغاة.

وكان المرشح الوحيد لرئاسة البرلمان التي تعود في لبنان للطائفة الشيعية، وذلك كون "حزب الله" و"حركة أمل" التي يترأسها بري حصدا مجمل المقاعد النيابية الشيعية في المجلس البالغ عددها 27.

أصوات تنادي بالعدالة

وسادت حال من الهرج والمرج عند بدء فرز الأصوات، بعد امتناع بري عن قراءة أوراق الاقتراع التي تضمنت عبارات عدة تعد ملغاة.

واعترض عدد من النواب بينهم المستقلون على ذلك، قبل أن يعود بري ويوافق على قراءتها علناً، وقد جاء في بعضها "العدالة لضحايا انفجار المرفأ"، في إشارة إلى عرقلة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس (آب) 2020، و"العدالة للمودعين"، في إشارة إلى الانهيار الكامل واحتجاز ودائع اللبنانيين في المصارف، و"لقمان سليم"، الناشط المعارض لـ "حزب الله" الذي اغتيل من دون أن يُكشف منفذو الجريمة حتى الآن، و"الجمهورية القوية" في إشارة إلى تكتل حزب "القوات اللبنانية" المعارض أيضاً لـ "حزب الله".

كما فاز النائب الياس بو صعب في الدورة الثانية بمنصب نائب رئيس مجلس النواب بـ 65 صوتاً، فيما نال النائب غسان سكاف الذي دعمته القوى المعارضة 60 صوتاً، ووُضعت ورقتان بيضاء وورقة ملغاة.

وفي الدورة الأولى نال بو صعب 64 صوتاً لا تؤمن له الأكثرية المطلوبة للفوز من الدورة الأولى، في مقابل 49 صوتاً لسكاف و13 ورقة بيضاء واثنتان ملغتان.   

وفي خطوة رمزية سبقت انعقاد الجلسة، انضم النواب المستقلون إلى أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، في مسيرة على وقع هتافات "ثورة... ثورة" انطلقت من المرفأ مروراً بساحة الشهداء التي شكلت مهد تظاهرات العام 2019، وصولاً إلى مقر البرلمان في وسط بيروت.

وقال النائب المستقل فراس حمدان لوسائل الإعلام إن "هذه الساحة هي التي تعطي شرعية للناس ولأي سلطة موجودة في البلد". مضيفاً، "ستكون هذه الساحة مرجعنا".

 

يد بري "ممدودة"

وأكد بري في كلمة إثر انتخابه احترامه لنتائج الانتخاب، وقال "سأعمل بهدي كل رأي أو نقد بناء وسوف ألقي خلفي كل إساءة وسنلاقي الورقة البيضاء بقلب أبيض ونية صادقة ويد ممدودة للجميع بالتعاون المخلص من أجل إنقاذ لبنان".

ودعا النواب الـ 128 إلى العمل معاً من أجل "إنجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها والحؤول دون حصول الفراغ في أي سلطة".

ومنذ العام 1992، كان هذا أدنى عدد أصوات يحصل عليه نبيه بري.

وخسر "حزب الله"، القوة السياسية الأبرز في البلاد التي تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، مع حلفائه الأكثرية البرلمانية خلال الانتخابات الأخيرة، ومن بين القوى التقليدية تمكن حزب "القوات اللبنانية"، أبرز خصوم الحزب، من الفوز بمقاعد إضافية، وبات يشكل مع نائب حليف كتلة مسيحية وازنة من 19 نائباً.

ووصل بري الذي كان يصنف خلال الحرب الأهلية (1975-1990) بين "أمراء الحرب" إلى رئاسة البرلمان العام 1992 خلال فترة النفوذ السوري، ونجح في فرض نفسه أحياناً كوسيط بين القوى السياسية المختلفة، لكنه يبقى الحليف الأول والثابت لـ "حزب الله".

وعلى وقع انهيار اقتصادي مستمر منذ خريف العام 2019، تقع على عاتق البرلمان الجديد مسؤولية إقرار مشاريع قوانين وإصلاحات ملحة يشترطها صندوق النقد الدولي من أجل دعم لبنان.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي