Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مثلث الحزن" يفوز بجائزة "السعفة الذهبية" في مهرجان "كان"

الإيرانية زار أمر إبراهيمي أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "العنكبوت المقدس" للمخرج علي عباسي

أعلن مهرجان "كان" السينمائي، السبت 28 مايو (أيار)، فوز فيلم "تراينغل أوف سادنس"، "مثلث الحزن"، للمخرج السويدي روبن أوستلوند بجائزة "السعفة الذهبية"، وهي أعلى جائزة يمنحها المهرجان، وهو فيلم سياسي ساخر عن العلاقات بين الطبقات في المجتمعات الغربية.

هدف واحد

وقال أوستلوند، "عندما بدأنا في إنتاج هذا الفيلم، كان لدينا على ما أعتقد هدف واحد هو أن نحاول حقاً صنع فيلم مثير للجمهور وتقديم محتوى مثير للتفكير"، وأضاف، "أردنا الترفيه عنهم، أردناهم أن يسألوا أنفسهم أسئلة، أردناهم أن يخرجوا بعد العرض ويكون لديهم شيء يتحدثون عنه".

فبعد "تيتان" للفرنسية جوليا دوكورنو، العام الماضي، اختارت لجنة المهرجان فيلماً غير تقليدي أيضاً، لكن من دون مشاهد دامية هذه المرة، لمنحه الجائزة الأرفع في المهرجانات السينمائية العالمية.

وبعد خمس سنوات على الفوز بفضل فيلم "ذي سكوير"، انضم المخرج السويدي، البالغ 48 عاماً إلى النادي المغلق للمخرجين الحائزين "السعفة الذهبية" مرتين، بينهم الأخوان داردين وكن لوتش، ويقدم المخرج الفائز في هذا الفيلم نقداً لاذعاً للرأسمالية وتجاوزاتها في مجتمعات غربية تولي اهتماماً كبيراً للمظاهر.

ويروي "تراينغل أوف سادنس" مغامرات يايا وكارل، وهما ثنائي من عارضي الأزياء والمؤثرين على الشبكات الاجتماعية يمضيان إجازة فارهة على سفينة استجمام، لكن رحلتهما تنقلب إلى كارثة، وهذا العمل، الذي يبدو أشبه بنسخة معاكسة لـ"تيتانيك" لا يكون فيها الأكثر ضعفاً بالضرورة هم الخاسرون، يصور بشكل ساخر التباينات الاجتماعية، بين الأغنياء والفقراء وأيضاً بين الرجال والنساء أو بين البيض والسود.

"اللجنة كلها صُدمت بهذا الفيلم"

وأقر رئيس لجنة تحكيم المهرجان الممثل فنسان لاندون، من ناحيته، بأن "اللجنة كلها صُدمت بهذا الفيلم".

وقد علق في ذاكرة مشاهدي الفيلم مشهد التقيؤ الجماعي على متن السفينة بسبب حالات إعياء عمت المسافرين جميعاً خلال حفلة عشاء على السفينة المترنحة، أو معركة الأقوال المأثورة بين القبطان الشيوعي وأحد الأوليغارشيين الروس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنحت لجنة التحكيم التي تضم خصوصا، إلى جانب لاندون، الممثلة البريطانية ريبيكا هول التي برزت في فيلم "فيكي كريستينا برشلونة"، والممثلة الهندية ديبيكا بادوكوني والمخرج الإيراني أصغر فرهادي والفرنسي لادج لي، مخرج فيلم "لي ميزيرابل"، جائزتها الكبرى مناصفة إلى الفرنسية كلير دوني (76 عاماً) عن فيلمها "ستارز أت نون" والمخرج البلجيكي لوكاس دونت، البالغ 31 عاماً، عن فيلمه الثاني "كلوس" الذي يقارب مسألة معايير الذكورة.

فيلم "بروكر"

وعلى صعيد التمثيل، فاز الكوري الجنوبي سونغ كانغ هو (55 عاماً) بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "بروكر" للمخرج الياباني هيروكازو كوري-إيدا.

"العنكبوت المقدس"

أما جائزة أفضل ممثلة فنالتها الإيرانية زار أمر إبراهيمي عن دورها في فيلم "العنكبوت المقدس" للمخرج علي عباسي، وتؤدي إبراهيمي في الفيلم دور صحافية شابة من طهران تتعقب بنفسها سفاحاً ارتكب سلسلة جرائم قتل أودت بحياة بائعات هوى في مدينة مشهد الإيرانية وتحاول جعله يدفع ثمن جرائمه، وقالت إبراهيمي، "هذا الفيلم يتحدث عن النساء وجسدهن، هو فيلم مليء بالوجوه والشعر والأيدي والصدور والجنس، كل ما يستحيل إظهاره في إيران".

كذلك قالت بالفارسية، "الليلة لدي شعور بأنني مررت برحلة طويلة قبل وصولي إلى هنا على هذه المنصة (...) وهي رحلة تميزت بالإذلال"، وشكرت فرنسا على الترحيب بها.

وأصبحت إبراهيمي نجمة في إيران في بداية العشرينيات من عمرها بفعل دورها في مسلسل "نرجس"، لكنها اضطرت لمغادرة بلدها ولجأت إلى فرنسا 2008 بعد فضيحة جنسية.

"صبي من الجنة"

وفاز المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح (50 عاماً) بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه "صبي من الجنة"، وهو عمل تشويقي سياسي ديني ينتقد أداء السلطات المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ويغوص في عالم أبرز المؤسسات المعنية بالإسلام السني.

وكانت بلجيكا من أبرز الرابحين في المهرجان، إذ إضافة إلى فوز لوكاس دونت بالجائزة الكبرى، حصل الأخوان داردين الميالان إلى السينما الاجتماعية، على جائزة خاصة عن فيلم "توري أند لوكيتا"، وهو دراما اجتماعية عن شباب منفيين، في حين حصل الزوجان شارلوت فاندرميرش وفيليكس فان غارونينغن على جائزة لجنة التحكيم عن "ذي إيت ماونتنز" بالمناصفة مع "إي أو" وهو فيلم عن حمار من إخراج البولندي جيرزي سكوليموفسكي.

حرب أوكرانيا

وفي وقت كان للحرب في أوكرانيا حضور بارز خلال المهرجان من خلال تضمنه عدداً من الأفلام لمخرجين أوكرانيين، وافتتاحه برسالة مقاومة للرئيس فولوديمير زيلينسكي من كييف، خرج المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف خاوي الوفاض.

وبعد أن أصبح رمزاً للفن الروسي في المنفى، تمكن المخرج المناهض لنظام فلاديمير بوتين من الحضور للمرة الأولى إلى مهرجان "كان" لمواكبة فيلمه المشارك في المسابقة "تشايكوفسكيز وايف".

وأمتع المهرجان الجمهور هذه السنة بحضور نجمين عُرِض فيلماهما من خارج المسابقة، أولهما توم كروز في "توب غان: مافريك"، والثاني النجم الصاعد أوستن بتلر، البالغ 30 عاماً، في العرض العالمي الأول لفيلم "إلفيس"، إذ يؤدي شخصية "الملك" إلفيس بريسلي.

وتعول الصناعة السينمائية على هذين الفيلمين لإعادة جذب الجمهور إلى دور السينما بعد الأزمة الصحية المستمرة منذ عامين.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما