Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طفل أسود يفقد إصبعه نتيجة هجوم متنمر بسبب لون بشرته

حصرياً لـ "اندبندنت": تقول والدة الطفل "من المحزن أنه يتوجب على السود تعليم أبنائهم أن هناك أشخاصاً لن يحبوهم فقط لأن بشرتهم سوداء"

الملاكم أنتوني جوشوا ومغني الراب غيغز ولاعب كرة القدم جيدون سانشو من بين الأشخاص الذين أرسلوا رسائل دعم إلى رحيم منذ الحادث (رحيم بيلي)

قالت والدة صبي أسود فقد إصبعه "وهو يهرب من المتنمرين" في المدرسة إن ابنها كان ينادى بـ "الزنجي" من بين النعوت الأخرى التي لُقب بها خلال الأسابيع التي سبقت تعرضه للهجوم.

قالت شانتال بيلي، والدة رحيم بيلي البالغ من العمر 11 سنة، لـ "اندبندنت" إن ابنها تعرض للضرب على يد مجموعة من الأطفال في المدرسة يوم الثلاثاء الماضي وكُسر إصبعه أثناء تسلقه السياج للفرار من معذبيه. وعند نقله إلى المستشفى قرر الأطباء أن إصبعه بحاجة إلى بتر.

تحقق الشرطة الآن في تقرير عن تعرض رحيم لاعتداء في مدرسته الإعدادية، وأغلقت المدرسة التابعة لمجموعة تتلقى تمويلها من صندوق تعليمي خاص جميع فروعها يوم الاثنين.

قالت بيلي إن ابنها تعرض "لإساءة عنصرية وجسدية" منذ أن بدأ المرحلة الإعدادية في مدرسة "أبيرتيلري ليرنينغ كوميونيتي" في جنوب ويلز في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأضافت الأم لأربعة أطفال إن رحيم كان يواجه صعوبات للتغلب على محنته وأن الأسرة كانت تتعامل مع الوضع "كل يوم بيومه".

وقالت: "وضع رحيم متذبذب، وقد مر بمراحل عدة ومختلفة. ويسألني باستمرار "ماما، هل ما يحدث حقيقي؟"... عندما كنا في المستشفى كان يقول لي طوال الوقت "أنا آسف يا أمي. لم أستطع البقاء هناك. لماذا لا يحبني أحد؟". هذه أسئلة يتعين على طفلي وهو في عز ألمه أن يسألني إياها باستمرار".

أضافت السيدة البالغة من العمر 28 سنة إنها تحاول الآن تهيئة ابنها للأيام الصعبة المقبلة. وأضافت "ما لم أرغب في فعله هو الكذب عليه أو تخفيف الواقع لأن ذلك سيزيد الأمور سوءاً عندما يدرك حجم المسألة... جعلته فقط يفهم أنه مهما حدث، فإن أمه موجودة هنا وستتأكد دائماً من أنه بخير وأننا كعائلة سنكون على ما يرام - لكن هذا صعب".

كشفت السيدة بيلي أن رحيم نودي بكلمة "زنجي" قبل الحادث وقيل له إنه "يأتي من بلد فقير" على رغم أنه مولود في المملكة المتحدة، إضافة إلى السخرية منه بسبب شعره الأفريقي الأجعد وطوله ومظهره.

وقالت: "لا أفهم كيف يحدث هذا في عام 2022. أشعر بالحيرة كيف يحدث هذا عندما يكون جميعنا بشراً، بغض النظر عن لون البشرة المختلف... من المحزن أن يتعين علينا نحن السود تعليم أطفالنا أن هناك بعض الناس الذين لا يحبونهم لمجرد أنهم سود".

وقالت الأم إنها اشتكت لموظفي المدرسة يوم الاثنين الأسبوع الماضي بعدما اتصل بها رحيم وهو يبكي قائلاً إنه هُدد بالعقوبة على رغم أنه ضحية للتنمر. وأضافت أن المدرسة أبلغتها بأنها ستعالج الأمر في صباح اليوم التالي. وفي وقت لاحق، أخبر رحيم والدته أنه تعرض للضرب في ذلك اليوم أيضاً.

ثم وفي اليوم التالي، تعرض رحيم للضرب مرة أخرى على يد مجموعة من الأطفال في وقت الاستراحة الصباحية على رغم تطمينات المعلمين، على حد قول والدته، ما أدى إلى إصابته التي غيرت حياته أثناء محاولته الفرار من باحة المدرسة حيث علق إصبعه في السياج.

أوضحت السيدة بيلي: "كان ابني يعاني لدرجة شعوره أن الخيار الوحيد أمامه هو الهروب من المدرسة التي من المفترض أن تكون مكاناً آمناً... كان يجب على المعلمين تفقد أحواله بشكل خاص نظراً إلى أنني كنت هناك يوم الاثنين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أبلغ موظفو المدرسة السيدة بيلي بالحادث، وعند وصولها قالوا لها إن سيارة الإسعاف ستحتاج إلى ساعتين على الأقل كي تصل، لذا نقلتهم الحافلة المدرسية إلى قسم الطوارئ وتم إدخالهم إلى وحدة الإصابات الطفيفة "على الرغم من علمهم أن إصابته كانت شديدة"، كما أوضحت والدته يوم الخميس في منشور على "إنستغرام" انتشر الآن على نطاق واسع.

أمضت السيدة بيلي التي كانت تحمل ابنها الرضيع الآخر بين ذراعيها، خمس ساعات أخرى في انتظار سيارة إسعاف لنقل رحيم إلى مستشفى على بعد 50 ميلاً في منطقة سوانزي حتى يتمكن من إجراء عملية جراحية.

قالت الأم: "عاد المعلمون إلى منازلهم للبقاء مع عائلاتهم بينما جلست هناك أشاهد طفلي وهو يعاني من الألم... كنت على وشك أن أتحول من كوني مجرد أم لآخذ دور مقدمة الرعاية وأدربه على تقنيات التنفس في محاولة لجعله يهدأ - بينما أجرب أن أتصالح مع ما يحدث، وأحافظ على ثقتي في الله وتقبل حقيقة أنه من المحتمل أن يفقد إصبعه... ثم كان علي شرح كل ذلك لابني البالغ من العمر 11 سنة.

تم الآن جمع حوالى 10 آلاف جنيه استرليني عن طريق موقع Go Fund Me لجمع التبرعات لصالح علاج رحيم وتركيب إصبع اصطناعي له. قالت والدته إن الكرم "غمرها".

كان كل من الملاكم أنتوني جوشوا ومغني الراب غيغز ولاعب كرة القدم جيدون سانشو من بين الأشخاص الذين أرسلوا رسائل دعم إلى رحيم منذ الحادث.

قالت السيدة بيلي إنها مصممة على السعي لتحقيق العدالة لـ رحيم. موضحة: "عندما كتبت المنشور على إنستغرام قمت بذلك بتروٍ لأنني لم أرغب في أن أبدو كامرأة سوداء غاضبة، وهذا هو اللقب الذي يطلق علينا أحياناً عندما نعبر عن أنفسنا... أردت أن أحكي قصة ما حدث، ما تعرض له رحيم في المدرسة عندما كان تحت رعاية المعلمين. أريد فقط العدالة لابني وأن يتم التعامل مع الموضوع. لو أن شيئاً كهذا حدث لي فلن أتحدث عنه علناً... لأنني رفيقة. لكن عندما يتعلق الأمر بأولادي، فأنا لن أسكت عن الأمر. كان علي أن أتحدث نيابة عن رحيم... أشعر بالخزي الشديد من المدرسة والأطفال الذين علمهم الكبار المحيطون بهم أن العنصرية والتحيز والتنمر أمور مقبولة".

استنكرت منظمات مثل "حملة جائزة ديانا لمكافحة التنمر" المعاملة التي أبلغ عن تعرض رحيم لها، وحثت المدارس على بذل المزيد من الجهود لمعالجة التمييز، وهو نداء جماعي تؤيده السيدة بيلي بشدة.

تقول الأم: "لا يولد الأطفال عنصريين، إنه شيء يتم تعليمه لهم... إذا تعرض الأطفال لهذه الكراهية، فسيقولون ويتصرفون بناء على الأشياء التي يسمعون آباءهم والكبار حولهم يقولونها... هذا هو السبب في انتقال هذه السلوكيات إلى المدارس وتأثيرها في الأطفال الذين لم يفعلوا شيئاً، بخلاف أنهم ولدوا ببشرة سوداء. لا أريد أبداً أن يبدأ أي من أطفالي أو أي طفل بالعموم في الشك في أنفسهم وكراهية أنفسهم نتيجة لذلك. هذا يخلق الكثير من مشكلات الصحة العقلية".

وكانت السيدة بيلي المولودة في جامايكا وانتقلت إلى المملكة المتحدة عندما كانت في سن السابعة عام 2001، تعرضت شخصياً للتنمر خلال المرحلة الثانوية.

قال مجلس بلدية بلينو غوينت إن المدرسة كانت تتعاون مع الشرطة في البلدية لتحديد ما حدث.

وقال في بيان: "سيتم إغلاق جميع المدارس التابعة لصندوق أبيرتلي ليرنينغ كوميونيتي (يوم الاثنين) لأسباب تتعلق بالصحة والسلامة. سيتمكن الطلاب من تلقي الدروس عن طريق التعلم المدمج... تظل سلامة وعافية المتعلمين والموظفين ذات أهمية قصوى دائماً بالنسبة للوسط التعليمي والسلطة المحلية".

© The Independent

المزيد من متابعات