Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل أخرجت البوكر العربية الأدب الليبي الجديد من عزلته؟

كتاب ونقاد يبدون آراءهم ويدعون الى تخطي الحواجز التي حالت دون انتشار  التجارب الحديثة

مدينة بنغازي تستعيد سلامها (وكالة روسيا اليوم)

هل يمكن مقاربة الأدب جغرافياً؟ إن عملية مثل هذه لن تخلو من مجازفة. ففي البلد الواحد، تتباين مستويات الإنتاج والتلقي. ثم إن المقارنات القُطرية مسألة بالغة التعقيد. غير أن هذا لا يمكن أن يحجب عنا حقيقة مفادها بأن بعض الأقطار العربية عرفت آدابها نوعاً من الحيف سواء لأسباب خارجية أو أخرى داخلية.

في هذا الصدد، يبدو الأدب الليبي نموذجاً صارخاً لتجربة قُطرية لم يتم إنصافها وتقديرها على الأقل على المستوى العربي. وقد يتجاوز ضعف التقدير هذا مجال الكتابة الأدبية إلى مجالات ثقافية وفنية أخرى.

إن الحياة الثقافية الليبية بالغة الغنى والتنوع، لكن مستوى الحضور والتداول لا يترجم بالضرورة هذا الغنى. فليبيا هي بلد الصادق النيهوم ونجيب الحصادي في الفكر والفلسفة، وصالح السنوسي وإبراهيم الكوني وأحمد إبراهيم الفقيه ومرضية النعاس في الرواية، وخليفة التليسي وعلي فهمي خشيم في الترجمة، وعلي صدقي عبد القادر وعلي الفزاني ومحمد الشلماطي في الشعر، وخليفة الفاخري وكامل حسن المقهور وأحمد يوسف عقيلة وزعيمة الباروني ونادرة العويتي في القصة، ومنصور بوشناف وفاطمة الحاجي وأحمد الفيتوري في النقد، وحسن عريبي ويوسف العالم في الموسيقى، وعلي أحمد سالم وسعاد خليل وصالح الأبيض في المسرح وعوض عبيده ومحمد زواوه في التشكيل.

واستطاعت أسماء عدة أن تحظى بتقدير ذي بعد عالمي، مثل الروائي الشهير هشام مطر الذي حصل على جائزة "بوليتزر"، والشاعر خالد مطاوع المقيم في أميركا الذي فاز بجوائز دولية. ويبدو أن جائزة "البوكر العالمية للرواية العربية" جعلتنا في دورتها الأخيرة ندير وجوهنا باتجاه الثقافة الليبية، بعدما فاز بالجائزة الكاتب محمد النعاس عن روايته "خبز على طاولة الخال ميلاد" الصادرة عن دار مسكيلياني.

حضور الكتّاب الشباب 

توجهنا في "اندبندنت عربية" بسؤال محوري إلى عدد من كاتبات ليبيا وكتّابها، وأردنا أن نعرف منهم إن كانت جائزة "البوكر العربية" لهذا العام أعادت الاعتبار إلى الأدب الليبي، وتفرّع عن سؤالنا سؤال آخر يتعلق بمكانة هذا الأدب داخل العالم العربي، سألناهم أيضاً عن راهن الأدب الليبي وعن أجياله الجديدة. وانطلقنا من الشاعر والمترجم عاشور الطويبي الذي كان عضواً في لجنة تحكيم جائزة "البوكر" في دورتها الأخيرة. فأكد لنا صاحب "قصائد الهضبة العالية" أن "فوز محمد النعاس بالجائزة العالمية للرواية العربية هذا العام، لفت الانتباه إلى الأدب الليبي. فهذا الأدب لم يفقد اعتباره، إنما هي حالة المركز والأصل! غير أن هذا المركز اكتشف فجأة أنه يحيا على أحلام فيها كثير من الأوهام والضلالات، فوجد نفسه أمام منتج إبداعي جاد وعميق في هذه البلدان".

يضيف عاشور الطويبي: "المشهد الثقافي الليبي نضج منذ خمسينيات القرن الماضي، وازدهر بشكل بيّن وثري في العشرية الأولى من الألفية الثالثة، بخاصة بعد توافر المنصات الإلكترونية، بحيث أصبح بمقدور الكاتب المبتدئ النشر بيسر وسهولة. كذلك التواصل مع أصوات وكتابات أخرى مختلفة على طول رقعة الساحة الثقافية العربية، بات ممكناً وسريعاً!  غالبية الذين يبدعون الآن في المجالات الأدبية المختلفة، هم من الشباب ذكوراً وإناثاً. وهي إبداعات تنزع إلى التجريب والمغامرة. وقد ترسّخ بعضهم في الشعر والقصة والرواية. على الصعيد الشخصي، أنا متفائل ومستبشر بهؤلاء المبدعين".

ترى الكاتبة والصحافية خلود الفلاح أن الأدب الليبي لم يأخذ بعد المكانة التي يستحق عربياً على الرغم من وجود بعض الأسماء المعروفة على المستويات المحلية والعربية والعالمية. وتتوقف عند مثالين هما: الراحل أحمد إبراهيم الفقيه وإبراهيم الكوني.

وتضيف الفلاح: "هناك أسماء روائية ليبية لاقت استحسان القارئ الليبي والعربي، وهذا بحسب قراءاتي ومتابعاتي لبعض العروض عن هذه الأعمال في الصحافة المطبوعة والإلكترونية. ولا يمكن في هذه اللحظة أن ألقي اللوم على أحد في هذه المسألة، على سبيل المثال في مؤتمرات الرواية العربية، لا نجد أسماء روائية ليبية مشاركة وإن وُجدت لا تتعدى اسمين على الأكثر".

وتؤكد صاحبة "بهجات مارقة" أن "الأدب الليبي الراهن بخير، وهو امتداد لأسماء روائية كثيرة لم تأخذ حقها من الانتشار والتعريف بمنجزها على مستوى واسع. هناك أسماء جديدة كثيرة وشابة، بخاصة بعد ظهور الإنترنت، إذ أتاح هذا الأخير للكاتب الليبي التواصل مع دور نشر عربية، وزيادة حركة النشر الليبية، واهتمام مؤسسيها بالنشر للأعمال الليبية والمشاركة في بعض معارض الكتب الدولية".

وبخصوص فوز "خبز على طاولة الخال ميلاد"، تقول الفلاح: "على الرغم من كل التشكيك في قرار لجنة التحكيم والتعصب الذي شاهدناه على منصة فيسبوك، أعتقد أن فوز الروائي محمد النعاس بالبوكر 2022، سيزيد الاهتمام أكثر بالأدب الليبي وسيتم البحث عن أسماء أخرى أثرت في المشهد الليبي في كل الفنون الإبداعية".

 الخروج من العزلة

يرى الكاتب والمترجم عبد السلام الغرياني أن الأدب الليبي الراهن "يسابق الزمن في محاولة مشروعة للخروج من عزلة دامت عقوداً من الزمن، لأسباب معقدة ومتداخلة، أهمها الجانب السياسي". إن الأدب في ليبيا بحسب الغرياني "مدهش وواعد ومبهج، مفعم بالحيوية والأفكار و الابتكار والتجريب، من قصة ورواية ومسرح، فمنذ منتصف القرن العشرين والأدب الليبي يعطي المواهب والتجديد، غير أنه ظل أسير المحلية في واقع سياسي شتت المبدعين، وبات إنتاجهم رهن جهودهم الشخصية المحدودة في الانتشار والتعريف به، في غياب مؤسسات وهي مؤدلجة ترفضه إلا وفق شروط مناسبة لها".

ويبدو للغرياني أن فوز النعاس بالبوكر مستحق، ويقول في هذا الصدد: "الفوز بالجائزة نفض الغبار عن معدن المبدعين الليبيين، والأدب الليبي حظي بمكانة مميزة منذ زمن، لكنه، في تقديري، سيزداد حضوراً في المستقبل. كما لاحظنا استحقاقاً ناله هشام مطر الذي يكتب بالإنجليزية عن ليبيا، وتُوّج بجائزة بولتزر الأميركية، وقبله إبراهيم الكوني المعروف في الأوساط الأدبية العالمية، و عموماً الأدب في ليبيا يستحق المكانة التي تليق به، وما الجوائز إلا تسليط الضوء عليه، لما يصاحب الجائزة من تغطية إعلامية كبيرة. وهي ميزة للفت الانتباه والانتشار، حتى من باب الفضول. ولا ننسى أنه وصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر قبل النعاس، رواية "زرائب العبيد" للكاتبة نجوى بن شتوان، وهي رواية مبهرة ومهمة جداً في سِفر الأدب الليبي والعربي". يختم عبد السلام الغرياني كلمته بجملة متفائلة: "أعتقد أن الأجيال المقبلة واعدة، وتحمل كثيراً من المفاجآت التي تثلج الصدر".

تنمر واستخفاف 

تشير الكاتبة حواء القمودي، وهي ناشطة اجتماعية، إلى مساحات الحرية التي أتيحت في ليبيا منذ 2012 إلى حدود اللحظة الراهنة، فهذه الحرية لم تكُن متاحة من قبل. وهذا ما أفرز أصواتاً جديدة في القصة والشعر والرواية. تقول عن هذا الثراء الجديد في ليبيا، خصوصاً مع الأصوات النسائية: "ثمة أسماء برزت ووثقت تجربتها الأدبية في إصدارات متميزة، مثل الكاتبة عائشة إبراهيم التي وصلت روايتها ’حرب الغزالة‘ إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية، والكاتبة نجوى بن شتوان التي وصلت روايتها ’زرايب العبيد‘ إلى القائمة القصيرة لهذه الجائزة".

تتأسف حواء القمودي على ما واكب فوز النعاس من "تنمر واستخفاف بالأدب الليبي"، وتقول عن هذا الموضوع: "هناك جحود واستخفاف بأن يكون روائي ليبي شاب هو من يرفع راية الفوز بهذه الجائزة، التي تحظى بالثفة والاحترام في المحافل الدولية والعربية. وحدث في دورات سابقة أن يكون للرأي العام من المثقفين أو الأوساط الأدبية، بخاصة بعد صدور القائمة القصيرة، رأي يراهن على فوز عمل روائي، وتكون الرواية الفائزة خارج التوقعات، ويحدث جدل وملاحظات، لكن لم يحدث هذا التنمر وحتى الاستخفاف إلا عندما فاز هذا المبدع الليبي الشاب، ليمنحنا فرحة كم تشوّقنا لها وكم نحن بحاجة إليها".

تضيف حواء القمودي التي كانت تنشر نصوصها لفترة طويلة باسم مستعار: "ما فعله المبدع الشاب محمد النعاس، هو البحث عن منافذ جديدة للنشر وطباعة كتبه، بعيداً، واثقاً من خطواته التي يمشيها، وموقناً أن الحقيقي حتماً سيصل. هكذا أصدر مجموعته القصصية ’دم أزرق‘ على نفقته الخاصة تحت مسمى ’منشورات محمد النعاس وشركائه‘ وعمل على بيعها ضمن منافذ تتبع لمنظمات المجتمع المدني، وليطبع روايته ضمن رؤيته الخاصة لنشر أعماله. وهكذا سنجد في هذا الجيل شعراء وشاعرات وكاتبات للقصة القصيرة وللرواية وكتاباً، ينطلقون بإبداعهم لا ينتظرون الآراء ولا يبحثون عن تصفيق، يكابدون الكتابة وينتصرون بالإبداع".

تتفاءل معدّة "أنطولوجيا قصيدة النثر الليبية" بمستقبل الأدب في بلادها على الرغم من الإكراهات: "الأجيال الجديدة تشق طريقها بعيداً من الوصاية والتكريس ضمن منظومة تفتقد النقد الحقيقي، وضمن إدارات عامة للنشر لا تعرف الغث من السمين، وتمارس الوصاية والرقابة".

من خبز شكري إلى خبز النعاس

في المقابل، يعتقد الروائي والقاص محمد الأصفر أن الأدب الليبي "لم يفقد اعتباره حتى تعيده له جائزة ولو كانت جائزة نوبل. في الأساس هو أدب جيد لا يختلف عن أدب بقية الدول العربية، وقد أثبت ذلك في تجارب عرفت عربياً وعالمياً، فقط هو غير منتشر كأدب بقية الدول بسبب التعتيم الإعلامي عليه، وعدم منح الفرصة للكتّاب الليبيين لنشر أعمالهم في دور النشر العربية المعروفة، التي غالباً ما تعتذر عن النشر لأسباب تسويقية وليست فنية، فدائماً تأتينا عبارة "حظاً طيباً" مع دار نشر أخرى، فنبتسم لها ونطلقها مع الريح".

 

ويرى صاحب "وزارة الأحلام" أن "من أسباب تعثر الأدب الليبي في الانتشار هو عدم وجود معرض كتاب دولي منتظم في بلادنا، يمكن للناشرين العرب، ومعظمهم تجار، أن يسوقوا من خلاله الكتاب الليبي للقراء وللجامعات وللمؤسسات الثقافية الرسمية، كما يحدث في البلدان العربية التي لديها معارض كتب ثابتة المواعيد، كما أننا لا نملك بنية تحتية ثقافية خاصة بالمنشآت التي تقام فيها الأنشطة، وأيضاً الكوادر المخصصة لإدارة هذه المرافق".

وبخصوص فوز النعاس بـ"البوكر العربية" لا يشكل هذا الحدث مفاجأة للأصفر، "فالنص جيد وفرض نفسه على ذائقة لجنة التحكيم التي كانت نزيهة ولم تتأثر بالضغوطات الخارجية التي وُجّهت نحوها كأشعة الليزر الموجهة للاعبين، أثناء تنفيذ ركلات الجزاء، واتخذت القرار الصحيح المقنع لذائقتها. والحقيقة أن كل الليبيين كتاباً وقراء، وحتى أناساً لا علاقة لهم بالكتابة عطاشى فرح، فرحوا وسعدوا بهذا الإنجاز الذي تناقلته وسائل الإعلام كخبر عاجل. فالناس في ليبيا قد تتحارب وتتقاتل في ما بينها، لكن تتحد عندما تكون هناك منافسة في أي مجال، وتشجع ليبيا وتفرح بفوزها إلى أبعد حد، وأحب أن أقول إن الروايات التي بها خبز دائماً محظوظة وناجحة ولن تنطفئ شعلتها، ومثلما المغرب لديهم ’الخبز الحافي‘ لشكري، فليبيا لديها ’خبز على مائدة الخال ميلاد‘ للنعاس".

أما بخصوص الأجيال الجديدة في ليبيا، فتوجد أسماء عدة - بحسب الأصفر - برزت أخيراً ويتوقع لها النجاح، "منها أسماء جمعها الشاعر خالد مطاوع في كتاب ’شمس على نوافذ مغلقة‘، وآخرون لم يدخلوا الكتاب، وعموماً الجيل الشاب الحالي سيقتحم المشهد الثقافي العربي بقوة، بخاصة في ظل توافر التقنيات الإلكترونية الحالية، ولا يحتاج إلا إلى بعض الاستقرار في البلاد، ليبدع في ظروف مناسبة بعض الشيء".

في الحاجة إلى النقد والمواكبة

يحسّ الشاعر صالح قادربوه، وهو مسؤول في المركز الليبي للدراسات الثقافية، بتقلبات الطقس في سماء الأدب الليبي. ويقول في هذا الصدد: "ما دام هناك غيم وريح وكثير من الحزن، فإن هناك أدباً سواء ظل متقلباً، كمواسم هذا الجزء الفريد من شمال أفريقيا قليل التنوع، أو ثبت مثل حجارة المدن المتوسطية وجبال الصحراء".

إن ما ينقص الأدب الليبي في نظر صاحب "التأويل الوردي لبياض الكوكب" هو "حالة النقد الجاد، والوعي بالذات والقتال من أجل النجاح، فلا يمكن التعويل على ميديا الثقافة العربية التي كانت وما زالت تنظر إلى الأدب الليبي بنوع من الاستخفاف أو الاستغراب أو الفرصة المادية أو تهيّب العدو".

يضيف صالح قادربوه: "إن أدبنا لم يكُن قاصراً لكنه كان خجولاً، وعلاقاتنا الثقافية قيّدها الاستعمار ثم الأيديولوجيا وأزمات وجودية متلاحقة مع نكران وجحود المشهد العربي بدواعٍ استعلائية أو ارتيابية، ولا يعني فوز كتاب ما أو ربح أديب جائزة ما شيئاً ذا معنى خاص من الناحية النقدية الجادة، بينما يبقى مهماً إعادة نقاش أدب ليبيا وإرث أدبائها، وجوائز الأدب في عالمنا هي التي ينبغي النظر إليها بارتياب أو ترفّع، مع التمنيات للنعاس وكل كاتب مثله أو مختلف عنه في بلدي بالتوفيق الحقيقي: كتابة نص قادر على الحياة في عالم كامل، لا في جهة واحدة منه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي قراءته لراهن الأدب الليبي، يقول الناقد طارق الشرع: "يقوم المشهد الليبي اليوم على التنوع والتعدد في الكتابة من حيث الشكل والمضمون، وهو الأساس المثالي في اعتقادي لخلق كتابة واعدة، تتجاوز المفاهيم الضيقة للأدب المرتبطة بالأفكار والمقولات المكررة، وتنطلق من الاختلاف لإنتاج نص مغاير. الأدب الليبي المعاصر كما أراه، بات يتسم بإنتاج كتابة مختلفة عن تاريخه وعن محيطه، صار يملك الجرأة لتقديم نفسه من دون خجل، كما أصبح ينتج أقلاماً شابة بشكل مستمر خلافاً لما كان عليه سابقاً".

وعن تفاعله مع فوز النعاس، يبدي الشرع رأياً مختلفاً: "قد أكون سعيداً بنجاح عمل محمد النعاس وحصوله على البوكر العربية، لكن لا أظن بأن التجارب الفردية قد تنوب عن التجربة الجماعية أو تمنحها اعتباراً مختلفاً. محمد النعاس قدم عملاً فردياً يمثله ككاتب وقطعاً سيجد في ليبيا كما خارجها من يختلف معه لاختلافه عنه وهذا أمر طبيعي، ولو كانت التجارب الفردية تمنح قيماً إضافية لفعلت من خلال تجارب غزيرة مثل تجربة إبراهيم الكوني في ليبيا".

يفسر فكرته على النحو التالي: "الحديث عن المشاهد الأدبية مربك، لأنه يقدم فكرة مغايرة عن طبيعة الأدب والكتابة؛ فالكتابة عمل فردي بامتياز، وارتباطها بالمشهد الأدبي المحلي لا يجب أن يتجاوز العلاقات الثقافية العامة التي يشترك فيها أبناء اللسان الواحد كالموروث الثقافي. من هنا، سيتحتم على الكاتب الارتباط بعمله سواء في الداخل أو الخارج. وإن تحدثنا عن عمل المؤسسة الرسمية والأهلية لاستهداف التفاعل الإقليمي أو العالمي، فغياب هذه المؤسسة عن فاعليات الأدب العربي أو العالمي في اعتقادي يرجع إلى قصورها عن تقديم أعمالها بشكل فاعل. فالمكانة تُكتسب بالعمل والمؤسسة الثقافية الليبية لا تملك مشاريع ثقافية حقيقية".

ويختم صاحب "البحث عن نقطة الصفر" كلمته باستشراف يأمل فيه ضرورة الربط بين التراكم الأدبي وجودته: "التدفق الذي أراه خلال هذه السنوات في أسماء الكتاب يبشر بكمّ يختلف عما سبق وأتمنى أن يصاحبه اختلاف في الكيف".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة