Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصحة العالمية: يمكن احتواء جدري القرود إذا تحركنا الآن

الاتحاد الأوروبي يستعد لعمليات شراء جماعية للقاحات وأميركا تؤكد اكتشاف تسع حالات في 7 ولايات

قالت مديرة إدارة التأهب للمخاطر المعدية في منظمة الصحة العالمية، سيلفي برياند، الجمعة 27 مايو (أيار)، إن الأولوية يجب أن تكون لاحتواء جدري القرود في البلدان التي لا يتوطن فيها المرض، قائلةً إنه يمكن تحقيق ذلك من خلال اتخاذ إجراءات سريعة.

وقالت برياند في إحاطة للدول الأعضاء في الجمعية السنوية للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، "نعتقد أننا إذا اتخذنا الإجراءات الصحيحة الآن يمكننا احتوائه بسهولة".

شراء لقاحات 

أفادت المفوضية الأوروبية الخميس، بأن الاتحاد الأوروبي يستعد لعمليات شراء جماعية للقاحات وغيرها من العلاجات لمرض جدري القرود، مؤكدة أنه سيتم الانتهاء من وضع التفاصيل في "الأيام المقبلة".

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في مجال الصحة ستيفان دي كيرسمايكر، إن الهيئة الأوروبية للاستجابة للطوارئ الصحية "تعمل مع الدول الأعضاء والشركات المصنعة لشراء اللقاحات والعلاجات لجدري القرود"، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف أنه "سيتم تحديد الإجراءات الدقيقة مع الدول الأعضاء خلال الأيام القليلة المقبلة". وكانت إسبانيا قد أبدت نيتها الحصول على لقاحي "إمفانكس" و"تيكوفيريمات" المضادين للفيروسات من خلال عملية شراء جماعية للاتحاد الأوروبي.

و"إمفانكس" الذي ينتجه مختبر "بافاريان نورديك" هو لقاح من الجيل الثالث (لقاح حي غير متكرر، أي أنه لا يتكاثر في جسم الإنسان) حاصل على رخصة الاستعمال في أوروبا منذ عام 2013 ومضاد للجدري عند البالغين.

وبلغ عدد الإصابات المؤكدة بفيروس جدري القرود في أنحاء العالم 219 حالة الأربعاء، خارج البلدان التي يتوطن فيها المرض، وفق تقرير صادر عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.

معظم الإصابات في أوروبا

وقالت الوكالة الأوروبية التي تتخذ من ستوكهولم مقراً لها، إن "معظم الحالات لدى شبان يعرفون أنفسهم بأنهم رجال يمارسون الجنس مع رجال. ولم تحدث وفيات". وتتركز معظم الإصابات في قارة أوروبا التي سجلت 191 حالة، بينها 118 حالة في دول الاتحاد الأوروبي.

وسجل معظم الإصابات في ثلاث دول أوروبية هي المملكة المتحدة، حيث رصدت أولى حالات الإصابة غير المعتادة في مطلع مايو (أيار) 71 حالة، وإسبانيا 51، والبرتغال 37، وفق المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها. وسبق أن أدى الاتحاد الأوروبي دوراً مركزياً في الشراء المشترك لمليارات الجرعات من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لصالح دوله الأعضاء، لكن الوضع مختلف بالنسبة لجدري القرود بحسب دي كيرسمايكر.

وأوضح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أن التطعيم ضد جدري القرود "سيقتصر على حالات محددة للغاية، إذ لا يمكن مقارنة انتقال الفيروس وخطره مع فيروس كوفيد-19". واعتبر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الاثنين، أن احتمالية انتقال عدوى جدري القرود بين عامة السكان "منخفضة للغاية" لكنها من ناحية أخرى "مرتفعة" لدى الأشخاص الذين لديهم عدة شركاء جنسيين.

وهذا المرض متوطن في 11 دولة في غرب أفريقيا ووسطها، وهو من عائلة الجدري الذي تم القضاء عليه منذ حوالى أربعين عاماً لكنه أقل خطورة منه. وينتج عنه في البداية ارتفاع في درجة الحرارة ويتطور بسرعة إلى طفح جلدي مع بثور.

أميركا تؤكد اكتشاف تسع حالات إصابة

قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إنها رصدت تسع حالات إصابة بجدري القرود في سبع ولايات أميركية الأربعاء. وأبلغت المراكز الصحافيين بأن الحالات رصدت في ولايات ماساتشوستس وفلوريدا ويوتا وواشنطن وكاليفورنيا وفرجينيا ونيويورك.

وأعلنت هيئة الصحة العامة الكندية الخميس، تسجيل عشر إصابات جديدة مؤكدة بجدرى القرود، بينها أول حالة تُسجل في إقليم أونتاريو، مما يرفع إجمالي حالات الإصابة في البلاد إلى 26 حالة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت الوكالة، إن إقليم كيبيك رصد 25 من إجمالي الحالات، بزيادة بلغت تسع حالات عن الأربعاء. ورجحت تأكيد المزيد من الحالات في الأيام المقبلة بعد فحص عينات من مناطق مختلفة.

وكانت كندا قد أكدت رصد أول حالتي إصابة بجدرى القرود، الأسبوع الماضي.

زيادة سبل رصد الإصابة

قالت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية، إنه تم اكتشاف نحو 200 إصابة مؤكدة بجدري القرود وأكثر من 100 إصابة مشتبه فيها حتى الآن خارج الدول التي عادة ما ينتشر فيها الفيروس المسبب للمرض، وحثت الدول على زيادة المراقبة للمرض المعدي.

وأثار تفشي المرض في الآونة الأخيرة في دول لا ينتشر بها عادة كثير من المخاوف. ويُعتقد أن معدل الوفيات جراء السلالة المنتشرة عالمياً نحو واحد في المئة على الرغم من توفر اللقاحات والعلاجات الفعالة.

وقالت ماريا فان كيركوف، كبيرة خبراء الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، في إفادة عبر الإنترنت، إنه تم حتى الآن تسجيل إصابات في أكثر من 20 دولة لا يتوطن بها المرض، مضيفة أن المنظمة تتوقع زيادة الأعداد.

وأضافت، "نتوقع اكتشاف مزيد من الإصابات. نطلب من الدول زيادة المراقبة... هذا وضع قابل للاحتواء. سيكون صعباً لكنه قابل للاحتواء في الدول غير الموبوءة".

تحذير من اكتناز اللقاحات

قال القائم بأعمال مدير أعلى وكالة للصحة العامة في أفريقيا، الخميس، إنه يأمل ألا يتكرر تخزين اللقاحات، مثلما فعلت الدول الغنية خلال جائحة "كوفيد-19"، مع التفشي الحالي لمرض جدري القرود.

وقال أحمد أوجويل أوما من المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في مؤتمر صحافي، "يجب أن تذهب اللقاحات إلى الأماكن التي تشتد فيها الحاجة إليها وتوزيعها بشكل منصف، على أساس حجم المخاطر وليس على أساس القدرة على الشراء".

وحذرت منظمة الصحة العالمية في الماضي الدول الغنية من تخزين لقاحات "كوفيد-19" وتهديد الإمدادات للدول الفقيرة ذات معدلات التطعيم المنخفضة.

جاءت تعليقات أوجويل أوما بعد يوم من تصريحات خبراء في جنوب أفريقيا قالوا فيها، إنهم لا يعتقدون أن هناك حاجة لحملات تطعيم واسعة النطاق على مستوى العالم للوقاية من جدري القرود، وإن أولوية توزيع اللقاحات يجب أن تكون بحسب الخطر على الحياة.

وأضاف أن أفريقيا استخدمت لقاحات الجدري للتصدي لمرض جدري القرود في الماضي، وحث عامة الناس على تجنب البحث عن تلك اللقاحات والضغط على الإمدادات على نحو يضر بمن هم أكثر عرضة للخطر.

ومضى قائلاً، "الأولوية لعاملي الصحة على الخطوط الأمامية، ثم المجتمعات المتضررة التي يظهر فيها التفشي للمرة الأولى، قبل التفكير في عامة الناس".

وتابع، "نحن نعرف كيف نتعامل معه... ويسعدنا أن نشارك هذه المعرفة والخبرة والمهارات التي بنيناها بمرور الزمن مع البلدان التي يظهر فيها جدري القرود الآن".

المزيد من متابعات