Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجوم روسي من ثلاث جهات لحصار الأوكرانيين في الشرق

زيلينسكي ينتقد "التنازل عن أراض" والمخاوف الغذائية تشغل العالم

قالت السلطات اليوم الخميس إن روسيا قصفت أكثر من 40 بلدة في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا ودمرت بعض المباني المرتفعة مع سعي القوات الروسية لحصار القوات الأوكرانية وتفوقها عليها في الأعداد في بعض المناطق.
وبعد الفشل في الاستيلاء على كييف أو خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، تحاول روسيا بسط السيطرة الكاملة على دونباس، التي تتألف من مقاطعتين في الشرق، لصالح الانفصاليين.
وأرسلت روسيا آلاف القوات إلى المنطقة، حيث تهاجم من ثلاث جهات على أمل تطويق القوات الأوكرانية المتمركزة في مدينة سيفيرودونيتسك على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس ومدينة ليسيتشانسك المقابلة لها على الضفة الغربية. وسيؤدي سقوطهما إلى وقوع منطقة لوجانسك بأكملها تحت السيطرة الروسية، وهو هدف رئيسي للكرملين.
وقال فاديم دنيسنكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية في إفادة "كل شيء يتركز الآن في دونباس".
وأضاف أن الوضع شديد التوتر حيث تحاول 25 كتيبة روسية مقاتلة حصار القوات الأوكرانية.
وقالت قوة المهام المشتركة بالقوات المسلحة الأوكرانية على فيسبوك "قصف المحتلون أكثر من 40 بلدة في منطقة دونيتسك ولوجانسك مما أدى إلى تدمير 47 موقعا مدنيا أو وقوع أضرار بها، بما يشمل 38 منزلا ومدرسة واحدة. ونتيجة لهذا القصف، قُتل خمسة مدنيين وأصيب 12 بجروح".
وذكر بيان القوة أنه تم صد عشرة هجمات وتدمير أربع دبابات وأربع طائرات مسيرة وقتل 62 من "جنود العدو".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية "تفوقنا كثيرا في العدد" في بعض مناطق الشرق، مضيفا أن كييف فشلت في محاولات ترتيب اتفاقية تبادل أسرى مع موسكو.

مدينة سيفيرودونيتسك

يسعى الجيش الروسي إلى الاستيلاء على مدينة سيفيرودونيتسك في شرق أوكرانيا حيث تطالب كييف بمزيد من الأسلحة الثقيلة لمواجهة قوة النيران الروسية. وفي بعض مناطق شرق أوكرانيا حيث يتركز الهجوم الروسي منذ أسابيع، "العدو متفوق بوضوح بالعتاد والعديد"، وفق ما أقر الرئيس الأوكراني فولودومير زلينسكي.

وأضاف زيلينسكي في رسالته المصورة اليومية مساء الأربعاء، أن القوات الأوكرانية وكل الذين يدافعون عن البلاد "يقاومون الهجوم البالغ العنف الذي تشنه القوات الروسية في الشرق". وأضاف، "نحتاج إلى مساعدة من شركائنا ولا سيما الأسلحة".

وجاء ذلك فيما طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بمزيد من الأسلحة الثقيلة، لاسيما راجمات صاروخية نقالة.

وقال كوليبا إن "معركة دونباس تشبه إلى حدّ بعيد معارك الحرب العالمية الثانية". وأضاف في أعقاب محادثات أجراها مع مسؤولين حكوميين ورجال أعمال، أن "بعض القرى والمدن لم يعد لها وجود" في هذه المنطقة التي شهدت في الأيام الأخيرة قصفاً روسياً كثيفاً. وأوضح الوزير أن هذه القرى والمدن "تحوّلت إلى أنقاض بفعل نيران المدفعية الروسية وراجمات الصواريخ الروسية".

وروسيا أفضل تجهيزاً من أوكرانيا في مجال الأسلحة الثقيلة لكن كوليبا أكّد أن الخلل الأكبر في ميزان القوة العسكرية بين البلدين يتعلّق براجمات الصواريخ، ولذلك فقد طلبت كييف من واشنطن تزويدها بهذا السلاح. وأضاف "هذا هو السلاح الذي نحتاج إليه بشدّة".

وشدّد الوزير الأوكراني على أن "الدول التي تسوّف في تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة يجب أن تفهم أنها في كل يوم تقضيه لاتخاذ القرار وتقييم الحجج المختلفة، هناك أناس يُقتلون".

تقديم تنازلات لإنهاء الحرب

وانتقد الرئيس الأوكراني الأربعاء بشدة اقتراحات بأن تتخلى بلاده عن أراض وتقدم تنازلات لإنهاء الحرب مع روسيا، قائلاً إن الفكرة تشبه محاولات استرضاء ألمانيا النازية في عام 1938.

وقالت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" في 19 مايو، إن التوصل إلى سلام عن طريق التفاوض قد يتطلب اتخاذ كييف بعض القرارات الصعبة، نظراً لأن تحقيق نصر عسكري حاسم ليس بالأمر الواقعي.

واقترح وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر هذا الأسبوع في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن تسمح أوكرانيا لروسيا بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.

وقال زيلينسكي في كلمة مصورة في وقت متأخر من الليل، "مهما فعلت الدولة الروسية، ستجدون دوماً شخصاً يقول: دعونا نأخذ مصالحها في الاعتبار". وتابع، "يتكون لديكم انطباع بأن تقويم السيد كيسنجر لا يشير إلى عام 2022 وإنما إلى عام 1938، وأنه يعتقد أنه يخاطب جمهوراً ليس في دافوس وإنما في ميونيخ في ذلك الوقت".

ووقعت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا في عام 1938 اتفاقاً في ميونيخ منح الديكتاتور النازي أدولف هتلر أراضي في ما كانت آنذاك دولة تشيكوسلوفاكيا ضمن محاولة فاشلة لإقناعه بالتوقف عن مواصلة التوسع في ضم الأراضي.

وقال زيلينسكي، "ربما كتبت نيويورك تايمز أيضاً شيئاً مشابهاً في عام 1938. لكن اسمحوا لي بأن أذكركم، إنه عام 2022 الآن". وأضاف، "هؤلاء الذين ينصحون أوكرانيا بمنح روسيا شيئاً، هذه ’الشخصيات الجيوسياسية العظيمة‘، لا يرون أبداً أشخاصاً عاديين، أوكرانيين عاديين، ملايين يعيشون على الأراضي التي يقترحون تقديمها في مقابل سلام وهمي".

وزير الخارجية الأوكراني ردّ بدوره على طرح كيسنجر، قائلاً في منتدى دافوس إن "تقديم التنازلات بين عامي 2014 و2022 فشل، مما أدى في النهاية إلى أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية... إن فشل الأمر مرة سيشفل مرة ثانية"، مشيراً إلى أن حرب أوكرانيا "ليست نسخة عن أي حرب سابقة".

ورداً على سؤال عن إمكانية التوصل إلى سلام مع روسيا عبر التفاوض، قال كوليبا، "لو كانت روسيا تفضل الحوار على الحرب، لكانوا تصرفوا بشكل مختلف".

وحثت إيطاليا والمجر الاتحاد الأوروبي على الدعوة صراحة إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا وإجراء محادثات سلام مع روسيا، مما جعلهما على خلاف مع الدول الأخرى الأعضاء المصممة على اتخاذ موقف متشدد مع موسكو.

وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار زيلينسكي، في وقت سابق إن من الواضح أن بعض الدول الأوروبية تريد أن تقدم أوكرانيا تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف في تصريحات مصورة نشرت على الإنترنت، "لن يتاجر أحد بغرام واحد من سيادتنا أو ملّيمتر من أراضينا". وتابع، "أطفالنا يموتون والقذائف تحول الجنود إلى أشلاء، ويطلبون منا التضحية بالأرض... لن يحدث هذا أبداً".

معركة سيفيرودونيتسك

وتقترب القوات الروسية يوماً بعد يوم من مدينة سيفيرودونيتسك التي كانت تضمّ نحو 100 ألف نسمة قبل الحرب والتي يعتبر سقوطها حيوياً للسيطرة الكاملة على دونباس. ويحتل انفصاليون موالون لموسكو أجزاء من هذه المنطقة منذ عام 2014.

وقال حاكم لوغانسك سيرغي غيداي في إعلان على شبكات التواصل الاجتماعي، "تقدّمت القوات الروسية بشكل كافٍ لتصبح قادرة على إطلاق قذائف هاون... جرى قتال أمس في الضواحي"، معتبراً أن "الأسبوع المقبل سيكون حاسماً".

وفي هذه المنطقة خلت المدن الواقعة على خط الجبهة من سكانها فيما يمضي الذين يرفضون المغادرة ولا سيما العجزة منهم غالبية وقتهم في طوابق تحت الأرض. ففي مدينة سوليدار الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من سيفيرودونيتسك، خرجت ناتاليا البالغة 47 عاماً "لرؤية الناس فقط. نحتاج إلى معرفة أننا لسنا لوحدنا وأن الحياة لا تزال قائمة هنا".

وفي مدينة ليسيشانسك المجاورة، حلت الشرطة مكان الشركات التي تعنى بدفن الموتى، وفق ما قال غايداي موضحاً أن ما لا يقل عن 150 شخصاً دفنوا في مقبرة جماعية.

وفي بوكروفسك، وهي مدينة في دونباس تخضع للسيطرة الأوكرانية وأصبحت مركزاً رئيساً للإمدادات وعمليات الإجلاء، أحدث صاروخ حفرة في مسار للسكك الحديدية وألحق أضراراً بالمباني المجاورة.

وفي كراماتورسك، بالقرب من خط المواجهة، كانت الشوارع مهجورة إلى حد بعيد، بينما في سلوفيانسك إلى الغرب، استغل العديد من السكان ما وصفته أوكرانيا بأنه توقف مؤقت للهجوم الروسي للمغادرة.

وإلى الشمال، قتل شخصان وأصيب سبعة في قصف مدفعي روسي على بلدة بالاكليا في منطقة خاركيف، حسب ما أفاد أحد مساعدي حاكم المنطقة على "فيسبوك".

وتستهدف روسيا أيضاً جنوب أوكرانيا، حيث قال مسؤولون إن القصف أسفر عن مقتل مدني وإلحاق أضرار بعشرات المنازل في زابوروجيا ودمرت الصواريخ منشأة صناعية في كريفي ريه.

دعوة لتسريع العملية العسكرية

ودعا زعيم الانفصاليين المدعومين من موسكو في دونيتسك، دنيس بوشيلين، الخميس 26 مايو (أيار)، إلى تسريع العملية العسكرية، وفق ما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء. وقال بوشيلين إن كييف منعت إمدادات المياه عن المدن الرئيسة في شمال دونباس.  

ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن روديون ميروشنيك، المسؤول في لوغانسك، قوله الخميس إن عدد أسرى الحرب الأوكرانيين المحتجزين في منطقتي لوغانسك ودونيتسك يبلغ نحو ثمانية آلاف أسير. وأضاف ميروشنيك، "هناك الكثير من الأسرى. يوجد بالطبع عدد أكبر منهم على أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية، لكن لدينا أيضاً ما يكفي، والآن يبلغ العدد الكلي حوالى ثمانية آلاف. إنه عدد كبير، والمئات حرفياً يضافون كل يوم". ولم يتسنَ لـ"رويترز" التحقق من الأمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية قصفت أكثر من 40 بلدة في منطقة دونباس، مما يهدد بإغلاق آخر ممر هروب رئيسي للمدنيين المحاصرين في مسار الحرب التي دخلت شهرها الرابع.

وبعد الفشل في الاستيلاء على كييف أو خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، تحاول روسيا السيطرة على دونباس بالكامل. وأرسلت آلاف القوات إلى المنطقة، حيث تهاجم من ثلاث جهات على أمل تطويق القوات الأوكرانية المتمركزة في مدينة سيفيرودونيتسك على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس ومدينة ليسيتشانسك المقابلة لها على الضفة الغربية. وسيؤدي سقوطهما إلى وقوع منطقة لوغانسك بأكملها تحت السيطرة الروسية، وهو هدف رئيسي للكرملين.

وقالت قوة المهام المشتركة بالقوات المسلحة الأوكرانية على "فيسبوك"، "قصف المحتلون أكثر من 40 بلدة في منطقة دونيتسك ولوغانسك مما أدى إلى تدمير 47 موقعاً مدنياً أو وقوع أضرار بها، بما يشمل 38 منزلاً ومدرسة واحدة. ونتيجة لهذا القصف، قُتل خمسة مدنيين وأصيب 12 بجروح". وذكر بيان القوة أنه تم صد عشرة هجمات وتدمير أربع دبابات وأربع طائرات مسيرة وقتل 62 من "جنود العدو".

وفي أحدث دلالة على سعي موسكو لإحكام قبضتها على الأراضي التي استولت عليها، وقّع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً يسهل عملية حصول سكان المناطق التي تم الاستيلاء عليها حديثاً على الجنسية وجوازات السفر الروسية. ونددت أوكرانيا على الفور بهذا الإجراء الذي يعكس برأيها عزم موسكو على ضم هذه المناطق.

أزمة غذائية

إضافة إلى القتال المحتدم في شرق أوكرانيا، ما زالت التداعيات الغذائية والاقتصادية العالمية للحرب سيدة الموقف.

فقد حثت مديرة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو- إيويالا، الأربعاء 25 مايو (أيار)، دول العالم على عدم منع أو تقييد صادرات المواد الغذائية الأساسية، بعدما أدّى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى تفاقم التوتر في أسواق الغذاء العالمية.

وقالت أوكونجو- إيويالا لصحافيين، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، "نحاول أن نقول للدول الأعضاء أن يخفّفوا من حظر الصادرات". وأضافت "لا نريد لهذا الأمر أن يتفاقم ويؤدّي إلى ارتفاع الأسعار".

وأتت دعوة مديرة المنظمة بعد ساعات من قرار أصدرته الهند وحدّدت بموجبه صادراتها من السكّر إلى عشرة ملايين طنّ سنوياً حتى سبتمبر (أيلول)، وذلك من أجل حماية مخزون البلاد وخفض التضخم.

وعطّل الهجوم الروسي على أوكرانيا إمدادات الأسمدة والقمح وسلع أخرى من روسيا وأوكرانيا.

ولمواجهة ذلك، "أصبح هناك نحو 22 دولة الآن مع 41 قيداً أو حظراً على صادرات المواد الغذائية"، بحسب أوكونجو- إيويالا التي لفتت إلى القيود التي تشمل "البذور والأسمدة".

وشدّدت على أن منظمة التجارة العالمية تأمل في أن تؤدي مراقبتها العامة لمثل هذه الضوابط إلى ردع الدول الأعضاء عن وضعها.

وأشارت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "منخرط" في محادثات لفتح ممرات في البحر الأسود لإرسال الصادرات الغذائية الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.

بوتين يطمئن الروس بشأن التضخم

وسط ذلك، حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، طمأنة مواطنيه بشأن التضخم المتسارع في البلاد، وأعلن عن زيادة المعاشات التقاعدية والدعم الاجتماعي لامتصاص زيادة الأسعار.

وقال خلال اجتماع مع مجلس الدولة، "أقترح زيادة بنسبة 10 في المئة على معاشات المتقاعدين الذين لا يعملون ابتداءً من الأول من يونيو (حزيران) المقبل".

وأكد أنه مع المقايسة التي أجريت منذ بداية العام، كانت الزيادة في المعاشات "أعلى من مستوى التضخم". وبلغت نسبة التضخم 17.8 في المئة سنوياً في أبريل (نيسان)، وهو رقم قياسي في 20 عاماً.

مع ذلك، أكد بوتين أنه "وفقاً للخبراء، تباطأ نمو التضخم ولن يتجاوز 15 في المئة في نهاية عام 2022". ووعد بزيادة الحد الأدنى الاجتماعي اعتباراً من يونيو، إذ سيزداد الحد الأدنى للأجور بنسبة 10 في المئة إلى 15279 روبل (240 يورو وفق المعدل الحالي)، وستتم زيادة المخصصات العائلية، خصوصاً لزوجات العسكريين.

وبدأت العقوبات الغربية غير المسبوقة على موسكو تلقي بثقلها على الاقتصاد الروسي. ويقوض التضخم القياسي، وزيادة اللجوء إلى البطالة الجزئية بهدف تجنب تسريح العمال، القوة الشرائية للروس في حين أن معدل الادخار لديهم منخفض.

وتتوقع الحكومة الروسية انكماشاً بنسبة 7.8 في المئة -8.8 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، في حين أن البنك المركزي أكثر تشاؤماً، إذ يتوقع انخفاضاً بنسبة 8-10 في المئة.

الحرب تثير ركوداً عالمياً

أشار رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، الأربعاء، إلى أن حرب روسيا في أوكرانيا وتأثيرها على أسعار الغذاء والطاقة، وتوفر الأسمدة، قد تثير ركوداً عالمياً.

وأبلغ مالباس ندوة استضافتها غرفة التجارة الأميركية أن اقتصاد ألمانيا، الرابع في العالم، تباطأ بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، وقال إن انخفاض إنتاج الأسمدة سيزيد الأوضاع سوءاً في مناطق أخرى.

وقال مالباس، "بينما ننظر إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي... من الصعب الآن أن نرى كيف نتفادى ركوداً". ولم يقدم توقعات محددة.

وأضاف أن اقتصاد كل من أوكرانيا وروسيا من المتوقع أن يعاني انكماشاً كبيراً في حين تشهد أوروبا والصين والولايات المتحدة تباطؤاً في النمو.

وقال إن الدول النامية هي الأكثر تضرراً بالنظر إلى النقص في الأسمدة ومخزونات الغذاء وإمدادات الطاقة. ومضى قائلاً، "فكرة أن تتضاعف أسعار الطاقة هي في حد ذاتها كافية لإثارة ركود".

وخفض البنك الدولي توقعاته للنمو العالمي للعام 2022 بحوالى نصف نقطة مئوية إلى 3.2 في المئة من 4.1 في المئة بسبب تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا.

مخاوف من التشرذم في العالم

قالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، الأربعاء، إن قلقها من خطر أن الحرب في أوكرانيا ومزيد من التباطؤ في الصين ربما يثيران ركوداً عالمياً أقل من مخاوفها حيال قوة الاتجاه نحو التشرذم الاقتصادي والسياسي.

وخفض صندوق النقد في أبريل (نيسان) الماضي توقعاته للنمو العالمي للعام 2022 إلى 3.6 في المئة من 4.4 في المئة في الخفض الثاني للتوقعات هذا العام، وكررت جورجيفا تحذيرها من أن الأحداث منذ ذلك الحين قد تثير تخفيضات إضافية للتوقعات.

لكنها أبلغت حلقة نقاشية في المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس أن ذلك ليس أكبر ما يشغل ذهنها في الوقت الحاضر، مضيفةً أن "ما يقلقنا أكثر هو الخطر المتمثل في أننا ذاهبون إلى مزيد من التشرذم في العالم، مع تكتلات تجارية وتكتلات للعملة، وهو ما يقسّم ما ظل حتى الآن اقتصاداً عالمياً متكاملاً".

إنهاء سفر الروس إلى أوكرانيا من دون تأشيرة

أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، بإنهاء سفر الروس إلى بلاده من دون تأشيرة دخول، مشيراً إلى ضرورة تشديد الأمن على الحدود في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وفي الوقت الحالي، يُسمح للروس بزيارة أوكرانيا المجاورة من دون تأشيرات. وقال زيلينسكي، في منشور على الموقع الإلكتروني للرئاسة، إنه أيد التماساً قدمه مواطن طلب فيه إنهاء هذا الأمر.

وأضاف، "على خلفية العدوان الروسي الشامل فإن القضية المثارة هي قضية مهمة وحيوية. أؤيد الحاجة إلى تشديد القيود على دخول المواطنين الروس".

وأشار زيلينسكي إلى أنه وجه رسالة إلى رئيس الوزراء دنيس سميهال يطلب فيها تنفيذ هذا الأمر. ولم يقدم تفاصيل.

المزيد من دوليات