Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدري القرود: العلماء يجدون علاجا محتملا مضادا للفيروس

يقول الباحثون إن تفشي الفيروس الجديد "شبيه بالحدث العشوائي" ولا يشكل تهديداً بمستوى كورونا

وجد العلماء علاجاً محتملاً مضاداً لفيروس جدري القرود مع التشديد على أن هذه العدوى تبقى أقل خطورة بكثير من جائحة كورونا.

وحددت دراسة جديدة تناولت حالات تفشي جدري القرود في المملكة المتحدة في السابق أحد المرضى الذي نجح باختصار الأعراض بعد تلقيه علاجاً بأحد نوعي مضادات الفيروسات المصممة أصلاً للجدري (smallpox).

وبحثت الدراسة التي نشرت في مجلة "لانسيت للأمراض المعدية" " The Lancet Infectious Diseases في حالات سبعة مرضى خضعوا للعلاج من الفيروس بين عامي 2018 و2021.

وتأتي الدراسة بالتزامن مع تفشي فيروس جدري القرود الجديد في بريطانيا، التي بلغ عدد الحالات المؤكدة فيها 71 حالة، و85 حالة في أنحاء ثماني دول في أوروبا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا السياق، اعتبر الباحثون أن دراستهم تغطي عينة صغيرة وحسب، وقالوا إنهم بحاجة لإجراء مزيد من التحقيقات والدراسات حول العلاجات المضادة للفيروس.

وبحسب ما توصلت إليه نتائج الدراسة، تم رصد جدري القرود من خلال أخذ عينة من حنجرة المرضى وعينات من دمائهم. وأمضى خمسة من المرضى الذين شملتهم الدراسة أكثر من ثلاثة أسابيع في العزل– وصلت الفترة إلى 39 يوماً– بعد أن حصلوا على نتائج اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) إيجابية لفترات طويلة.

بيد أن مؤلفي الدراسة أشاروا إلى أن هذا الأمر لا يشير بالضرورة إلى عدوى تنتقل في الهواء على المستوى نفسه كفيروس "كوفيد". واستخدمت اختبارات "بي سي آر" في الدراسة، وتبين أنها (هذه الاختبارات) لا ترصد العدوى أيضاً.

وفي سياق متصل. يقول الدكتور ديفيد بورتر وهو أحد واضعي التقرير: "في حالاتنا [الحالات التي شملتها الدراسة]، نجم الأمر [العدوى] عن اتصال وثيق جداً ضمن الأسر التي لديها أطفال وأهالٍ لديهم اتصال مباشر مع بعضهم البعض ولم تقتصر على الاتصال الضروري [بين المصاب ومخالطيه] مع إبقاء مسافة آمنة".

يشار إلى أنه لا يوجد حالياً علاجات مرخصة لجدري القرود الذي يصيب الإنسان. أما الأدوية الوحيدة المتوفرة التي حددتها الدراسة فكانت "برينسيدوفوفير" Brincidofovir و"تيكوفيريمات" Tecovirimat، وهي عقاقير تمت الموافقة عليها في الولايات المتحدة لعلاج الجدري استعداداً لأي إرهاب بيولوجي محتمل.

وجرت معالجة ثلاثة من المرضى الذين أجريت الدراسة عليهم بواسطة دواء برينسيدوفوفير المضاد للفيروس والذي لم يظهر فعاليته فيما تمت معالجة أحد المرضى بدواء تيكوفيريمات على مدى أسبوعين وكانت فترة مرضه أقل نسبياً. واختبر أحد المرضى انتكاسة متوسطة بعد 6 أسابيع من خروجه من المستشفى.

بين عامي 2018 و2019، عولج أربعة مرضى من جدري القرود في وحدات متخصصة في إنجلترا. وارتبطت ثلاث من الحالات بغرب أفريقيا، فيما تبين أن الحالة الرابعة هي لعامل في الرعاية الصحية تعرض للعدوى.

وتناولت الدراسة ثلاث حالات أخرى مصابة بجدري القرود أبلغ عنها في 2021 في أوساط عائلة قدمت من نيجيريا. ومن بين تلك الحالات كان ثمة طفل مصاب بالفيروس.

وأشار الباحثون إلى أن الحالات التي درست بين عامي 2018 و2021 ليست "مختلفة" عن تلك التي يتم رصدها لحظة تفشيها اليوم.

وجاء في التقرير: "كان مسار المرض لدى المرضى الذين أجرينا دراسة عليهم محفوفاً بالتحدي ويتطلب استهلاكاً كبيراً للموارد حتى في أوساط ذوي الدخل المرتفع في المملكة المتحدة. سيستمر جدري القرود في التفشي في غرب أفريقيا ووسطها ويتوجب على العاملين في قطاع الرعاية الصحية حول العالم أن يبقوا على أهبة الاستعداد لرصد أي حالات جدري قرود لدى المسافرين الذين تظهر عليهم أعراض الحمى والطفح الجلدي. ننصح من خلال ملاحظاتنا ضمن هذه السلسلة الصغيرة إجراء مزيد من البحث على الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج هذا المرض المداري الذي كان مهملاً".

وخلال بيان صحافي موجز أقامه المركز الإعلام العلمي (Science Media Center)، الثلاثاء، حذر الباحثون من مقارنة العدوى الحالية لجدري القرود بتفشي فيروس "كوفيد-19".

وفي غضون ذلك، قال الدكتور جايك دونينغ وهو مستشار في الأمراض المعدية والأمراض المعدية العالية المخاطر في مستشفى رويال فري (Royal Free): "يعتبر كوفيد، باعتباره عدوى ناشئة، أكثر أهمية للمجتمع من جدري القرود... أعتقد أنه علينا توخي الحذر وألا نساوي بين الفيروسين معاً، لا سيما من حيث انتقال العدوى وخطر الجائحة". وأضاف قائلاً: "إنهما فيروسان مختلفان للغاية. ولهذا لا أريد أن يفكر الناس في أنه بمجرد أننا أصبنا بوباء كوفيد، فإن كل إصابة جديدة ناشئة ستؤدي حتماً إلى تفشي جائحة".

وفي هذا الإطار أيضاً، أشار الدكتور هيوغ أدلر وهو باحث فخري في كلية ليفربول للطب الاستوائي ومتدرب متخصص في الأمراض المعدية إلى أنه خلافاً لـ"كوفيد"، فإن جدري القرود هو "فيروس حمض نووي" لا يتطور بسرعة ولهذا من المستبعد أن يكون التفشي الحالي "هو تحول مفاجئ" [تحور] طرأ على سلوك الفيروس. وتابع قائلاً: "يشبه الأمر حدثاً عشوائياً أو أمراً مدفوعاً إلى حد ما بالسلوك البشري خصوصاً مع فتح أبواب السفر مجدداً على نحو أوسع عالمياً، ولكن من حيث البيانات الأولية المرتبطة بالحمض النووي الجيني، لا إشارات عن وجود جائحة حتى الآن وانطلاقاً مما نعرفه عن بيولوجيا جدري القرود لا نعتقد أن الأمر سيتغير بهذه السرعة".

© The Independent

المزيد من صحة