Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مؤشر دافوس: قطاع السفر العالمي ما زال بطيئا

عدد السياح الوافدين الدوليين في يناير أقل بنسبة 67 في المئة من أرقام عام 2019

تعمل التحديات مثل انخفاض القدرة والتوترات الجيوسياسية ونقص العمالة على إبطاء تعافي قطاع السفر والسياحة (رويترز)

تضرر قطاع السفر والسياحة في العالم بشدة من جائحة "كوفيد-19" خلال العامين الماضيين على الرغم من أنه شهد ارتداداً، فإنه كان بطيئاً ولا يمكن التنبؤ به، بحسب مؤشر السفر والسياحة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس"، وبحسب المؤشر، لا يزال عدد السياح الوافدين الدوليين في يناير (كانون الثاني) 2022 أقل بنسبة 67 في المئة من أرقام عام 2019، والمؤشر هو دراسة لقطاع السفر والسياحة تُجرى كل سنتين وتقيس 117 دولة في 17 ركيزة أساسية لتطوير ومرونة صناعات السفر والسياحة، ويسلّط الإصدار الأخير الضوء على أهمية تعافي السفر والسياحة للاقتصادات العالمية في أعقاب جائحة "كوفيد-19".

الدول الـ10

وتعزز نتائج مؤشر السفر والسياحة نسبياً الوضع الصعب الذي يواجه القطاع، وفي المتوسط، زادت درجات المؤشر الصادر عن المنتدى بنسبة 0.1 في المئة بين عامي 2019 و2021، ومع تحسن 39 اقتصاداً فقط من أصل 117 اقتصاداً مشمولاً بالمؤشر بأكثر من 1 في المئة، و51 زيادة أو نقصاناً ضمن نطاق 1 في المئة، و27 انخفاضاً بأكثر من 1 في المئة، وبصرف النظر عن أن الولايات المتحدة في (المرتبة الثانية)، فإن الدول الـ10 التي سجلت أعلى الدرجات هي الاقتصادات ذات الدخل المرتفع في أوروبا وأوراسيا أو مناطق آسيا والمحيط الهادي، وتتصدر اليابان الترتيب، وجاءت بعض الاقتصادات الإقليمية مثل أستراليا وسنغافورة في المركزين السابع والتاسع على التوالي.

وفي الوقت نفسه، انضمت إيطاليا إلى المراكز الـ10 الأولى (ارتفاعاً من المرتبة 12 عام 2019) في عام 2021، بينما تراجعت كندا (من المرتبة 10 إلى المرتبة 13)، والدول الـ10 المتبقية الأوائل أداء على المؤشر هي إسبانيا (3)، فرنسا (4)، ألمانيا (5)، سويسرا (6)، والمملكة المتحدة (8)، وشهدت فيتنام أكبر تحسن في النتيجة (+4.7 في المئة، من 60 إلى 52) على المؤشر العام، بينما شهدت إندونيسيا (+3.4 في المئة، من المركز 44 إلى المرتبة 32)، وتقدمت السعودية (+2.3 في المئة، من 43 إلى 33)، وهو أكبر تحسن في المرتبة على مؤشر السفر والسياحة .

تراجع أوروبا على مؤشر السفر والسياحة

وبشكل عام، تهيمن مناطق أوروبا وأوراسيا (أوروبا) وآسيا والمحيط الهادي (APAC) على ترتيب 9 في المئة في المؤشر، و4.9 في المئة أعلى من متوسط  المؤشر، على التوالي، ومع ذلك، فإن أوروبا هي المنطقة الوحيدة التي خفضت متوسط درجاتها منذ عام 2019 (-0.5 في المئة فقط)، ما أدى إلى تآكل طفيف في تقدمها الكبير، من ناحية أخرى، شهدت منطقة أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى، أكبر تحسن في الأداء (+1.1 في المئة)، ولكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به حتى تتمكن اقتصادات المنطقة من اللحاق بالمتوسط العالمي للمؤشر (أقل من 18.4 في المئة). كما أن أداء مناطق الأميركتين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كان أدنى من المتوسط العالمي (-3.1 في المئة و-2.8 في المئة أقل من متوسط المؤشر)، ومع ذلك، فقد حققت منطقة الأميركتين ارتفاعاً هامشياً في درجاتها (+ 0.6 في المئة)، بينما ظلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستقرة نسبياً إذ كان تحسنها (+0.1 في المئة) متوافقاً مع الأداء العالمي العام.

التنمية الاقتصادية

ويعتبر قطاع السفر والسياحة محركاً رئيساً للتنمية الاقتصادية والتواصل العالمي وسبل عيش بعض السكان والشركات الأكثر عرضة للوباء وأكثرهم تضرراً منه، لذلك، سيساعد دعم تطوير مؤشر السفر والسياحة بدوره على التعافي العالمي، وبناء المرونة ودعم كل أولئك الذين يعتمدون على القطاع في العمل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان قطاع السفر والسياحة قد واجه ظروف تشغيل صعبة، لكن ديناميكيات الطلب المتغيرة أوجدت فرصاً وحاجة إلى التكيف، فعلى المدى القصير، تعمل التحديات مثل انخفاض القدرة والتوترات الجيوسياسية ونقص العمالة على إبطاء التعافي، ومع ذلك، فقد تم خلق فرص في أسواق مثل السياحة المحلية والطبيعة، وظهور العمل عن بعد و"الترفيه".

الناتج الإجمالي العالمي

وتجعل المساهمة الكبيرة لقطاع السفر والسياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية العالمية انتعاشه ونموه طويل الأجل أمراً بالغ الأهمية، ففي عام 2019، شكل الناتج المباشر وغير المباشر والمستحث للقطاع حوالى 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، علاوة على ذلك، بالنسبة للعديد من الاقتصادات الناشئة، يعتبر السفر والسياحة مصدرين رئيسين لإيرادات الصادرات وعائدات النقد الأجنبي والاستثمار. وفي المتوسط، من بين الاقتصادات التي يغطيها المؤشر، أسهم القطاع بنسبة 70 في المئة في صادرات الاقتصادات المتوسطة الدخل أكثر من صادرات الاقتصادات ذات الدخل المرتفع في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وبالتالي، فإن استعادة نمو قطاع السفر والسياحة ستكون أمراً حيوياً بشكل خاص للاقتصادات النامية.

ويتوقع البنك الدولي ألا تعود الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية إلى اتجاهات الإنتاج الاقتصادي التي كانت سائدة في فترة ما قبل الوباء حتى ما بعد عام 2023، حيث لا يزال أكثر من 80 في المئة من بلدان الأسواق الصاعدة والبلدان النامية المعتمدة على السياحة أقل من ناتجها الاقتصادي لعام 2019، في حين تعزز المخاوف الأخيرة بشأن التباطؤ في العولمة والتجارة بسبب تأثير الوباء والتوترات الجيوسياسية بشكل أكبر مدى أهمية السفر والسياحة للتواصل العالمي.