Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جامعة "بلاك لينكولن كوليدج" التاريخية يغلقها الوباء والهاكرز

حملة جمع تبرعات لم تستطع إنقاذها بعد 157 سنة من تأسيسها

بعد أكثر من قرن ونصف، انهارت الجامعة التي أسسها الرئيس إبرهام لينكولن لمكافحة العنصرية (موقع الجامعة على الإنترنت)

تغلق جامعة "بلاك لينكولن كوليدج" التاريخية في ولاية إيلينوي الأميركية أبوابها، بعد نحو 157 عاماً من تأسيسها، نتيجة عدم تمكّنها من تجاوز أزمة ماليةٍ سبّبها وباء كورونا، وهجومٍ إلكتروني تسلّل إلى مفاصلها أخيراً.
وفي أواخر مارس (آذار) الفائت، قررت الجامعة وقف التدريس فيها بعد انتهاء فصل الربيع، وأحيت حفل تخرّج دفعة من طلابها الأسبوع الماضي.
وقد ذكر رئيس الجامعة ديفيد غيرلاك أنها "كانت تقدّم خدماتها للطلاب من مختلف أنحاء العالم على مدى أكثر من 157 سنة. من هنا، فإن الاضطرار إلى وقف مسيرة تاريخيةٍ طويلة في مجال التعليم وفقدان عددٍ من الوظائف، وخسارة مجتمع كامل من الطلاب والخرّيجين، يُعدّ أمراً صعباً للغاية".
جاء توقّف "لينكولن كوليدج" عن أداء دورها الأكاديمي بشكل مفاجئ. إذ حظيت الجامعة بارتفاع قياسي في أرقام التسجيل لديها في العام الدراسي 2019 -2020، حينما تسبّب تفشّي جائحة "كوفيد - 19" في إيقاف عدد من الأنشطة التعليمية والإدارية، ما أدّى أيضاً إلى تشرذم المجموعات الطلابية. وقد تراجعت نسبة الالتحاق بالجامعة بشكلٍ ملحوظ في بداية الجائحة، على غرار ما حدث في عددٍ من الكليّات والجامعات في مختلف أنحاء الولايات المتّحدة. وقد حدث ذلك في وقتٍ توجّب فيه على الجامعة أن تستثمر في أنظمتها التكنولوجية بغية تلبية الاحتياجات الناجمة عن موجة الوباء.
واستطراداً، جاءت القشّة التي قصمت ظهر البعير في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، حينما وقعت الجامعة ضحية هجوم إلكتروني مدمّر مصدره إيران، ما أدّى إلى عدم تمكّنها من الوصول إلى بياناتها المؤسّسية. وتراجعت تالياً أنشطة جمع تبرّعات وحشد الدعم لها إلى حدّ كبير.
وأشار بيان جامعة "لينكولن كوليدج" إلى أن "جميع الأنظمة الهيكلية التي يتوجب توافرها لتسهيل عمليات التوظيف أو الاحتفاظ بالقوى العاملة وجمع الأموال، أضحت غير صالحة للعمل".
وكذلك كشف غيرلاك لصحيفة "شيكاغو تريبيون" أن الجامعة خصّصت موازنة تقارب الـ100 ألف دولار لاستعادة عمل أنظمتها في حال معاودتها عمليات التسجيل. وأوضح أيضاً أن المؤسّسة كانت بحاجة لنحو 50 مليون دولار، أو اللجوء إلى عقد شراكةٍ مع مؤسّسة أكاديمية أخرى، كي تتمكّن من أن تبقي أبوابها مفتوحة. وعلى الرغم من الجهود الجبّارة التي بذلها عددٌ من أفراد المجتمع، إلا أنهم لم يتمكّنوا من تحقيق أيٍّ من الهدفين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


لا شك في أن إغلاق هذه الجامعة، سيحدث فجوة كبيرةً في مجتمع بلدة "لينكولن" الصغيرة الواقعة خارج "سبرينغفيلد" عاصمة ولاية "إيلينوي". وتحمل البلدة اسم الرئيس الأميركي أبرهام لينكولن، ويعيش فيها أكثر من 13 ألف شخص.
في أبريل (نيسان) الفائت، أدلى أرييل ويليامز وهو أحد الطلاب الذين تخرّجوا حديثاً وكان يتولّى رئاسة "اتّحاد طلاب بلاك لينكولن كوليدج"، بحديث إلى محطة "دبليو جي أل تي" التابعة للإذاعة العامة في الولاية، إنه "لا يمكن لهذا الصرح الجامعي بأكمله أن يذهب هباء. إنه حاجة ضرورية للغاية. ولا أعتقد أن الناس يدركون بالفعل تبعات هذه التطورات، وتأثيرها في جيل كامل من الطلاب".
تجدر الإشارة إلى أن "لينكولن" ليست المؤسّسة الصغيرة الوحيدة التي أعلنت عن إقفال أبوابها في الأشهر الأخيرة. فقد سبقتها "ميلز كوليدج" Mills College التاريخية للإناث في "أوكلاند" التي أعلنت عن خطط للإغلاق العام الماضي، قبل أن تتوصّل إلى اتفاق اندماج مع "جامعة نورث إيسترن" Northeastern University في بوسطن. وكذلك أغلقت "ماكموري كوليدج" MacMurray College في "جاكسونفيل" بولاية "إيلينوي" أبوابها نهائياً عام 2020.
في تطوّر متصل، أدّت الهجمات الإلكترونية التي تستهدف على نحوٍ متزايد مؤسّسات التعليم العالي الأميركية، إلى زيادة الطين بلّة. إذ استُهدِف ما لا يقلّ عن 14 كلية وجامعة بهجماتٍ إلكترونية عام 2022، ما تسبّب في زيادة تكاليف الأمن السيبراني ورسوم التأمين.
يُشار أخيراً إلى أن من بين خريجي "لينكولن كوليدج"، إد ماديغان العضو "الجمهوري" السابق في الكونغرس الأميركي، إضافة إلى برايان سنيتكر مدير فريق لعبة البيسبول "أتلانتا بريفز"  Atlanta Braves، الحائز جائزة "وورلد سيريس" World Series [سلسلة بطولات سنوية لدوري البيسبول الرئيسي في الولايات المتحدة وكندا] لعام 2021. وتستضيف المؤسّسة الأكاديمية أيضاً "متحف تراث لينكولن" Lincoln Heritage Museum، وهو عبارة عن مجموعة من القطع الأثرية التي تروي قصة حياة الرئيس السادس عشر للولايات المتّحدة وعائلته. وسيبقى المتحف مفتوحاً بعد إغلاق المؤسّسة.
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 11 مايو 2022.

© The Independent

المزيد من منوعات