Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"معارك الشرق"... هل يسقط آخر جيوب المقاومة في أوكرانيا؟

القوات الروسية تسعى لمحاصرة مركز القيادة العسكري لـ"كييف" وسط محاولات الأخيرة جمع جثث جنود موسكو بهدف تبادلها مع الأسرى

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك، اليوم الثلاثاء، "إن المعارك الجارية في شرق أوكرانيا يمكن أن تحدد مصير البلاد، ومع دخول الحرب الروسية شهرها الرابع، تحاول القوات الروسية محاصرة القوات الأوكرانية في مدينتين على جانبي نهر سيفرسكي دونيتس في شرق أوكرانيا".

وقال موتوزيانيك، في إفادة تلفزيونية، "إن القوات الروسية لم تتوقف عن محاولة عبور النهر، نشهد الآن المرحلة الأنشط في العدوان الشامل الذي شنته روسيا على بلدنا". وأضاف "الوضع على الجبهة (الشرقية) صعب للغاية، لأن مصير هذا البلد ربما يتقرر (هناك) الآن".

من جانبها، أكدت روسيا الثلاثاء تصميمها على تحقيق كل "أهدافها"، مصعدة هجومها على آخر جيوب المقاومة في محيط لوغانسك (شرق).

وبعدما تمكنّت من إبعاد القوات الروسية عن العاصمة كييف نهاية مارس (آذار) ومطلع أبريل (نيسان)، ثم عن خاركيف (شمال شرق) في مايو (أيار)، تقر أوكرانيا منذ بضعة أيام بوضع "صعب" في إقليم دونباس المؤلف من منطقتي لوغانسك ودونيتسك.

وقالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء، إن قواتها قصفت مستودعاً للأسلحة في منطقة دونباس يستخدم لتخزين قذائف لمدافع الـ"هاوتزر إم 777" أميركية الصنع، وهي نوع من المدفعية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الاثنين في كلمته اليومية، إن "الأسابيع المقبلة من الحرب ستكون صعبة، وينبغي أن نكون مدركين لذلك"، وجاءت تصريحاته بعدما أفاد مسؤولون محليون وسكان بقصف كثيف. وأكد أن "الوضع القتالي الأكثر صعوبة الآن هو في دونباس"، مشيراً بالتحديد إلى بلدات باخموت وبوبسانا وسيفيرودونيتسك الأكثر تضرراً.

وأعلن حاكم لوغانسك في دونباس، سيرغي غايدي، أن روسيا استقدمت آلاف الجنود للاستيلاء على الإقليم بكامله وإن سيفيرودونيتسك تتعرض لهجوم مكثف محذراً الأهالي من فوات الأوان للمغادرة. وقال على "تلغرام"، "في هذه المرحلة لن أقول: اخرجوا، غادروا. الآن سأقول: ابقوا في ملجأ"، موضحاً "لأن كثافة القصف لن تسمح لنا بحشد الناس بهدوء والقدوم من أجلهم". وأفاد أهالي باخموت، القرية الواقعة عند تقاطع محوري يمثل مركز قيادة لجزء كبير من الجهد الأوكراني في الحرب، بتعرضهم لقصف جوي.

فيما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء "سنواصل العملية العسكرية الخاصة حتى تتحقق جميع الأهداف، بغض النظر عن المساعدات الغربية الضخمة لنظام كييف وضغط العقوبات غير المسبوق"، فيما أكد رئيس مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف أن "الأهداف التي حددها الرئيس (فلاديمير بوتين) ستتحقق".

ويأتي التصريح بعيد نشر مقابلة نادرة أجرتها صحيفة "أرغومينتي أي فاكتي" الأسبوعية مع رئيس مجلس الأمن القومي، قال فيها إن العمليات العسكرية ستستمر طالما دعت الحاجة إلى ذلك.

وأوضح باتروشيف، "نحن لا نهتم بالتفاصيل. الأهداف التي حددها الرئيس (فلاديمير بوتين) ستتحقق". وأضاف، "لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، الحقيقة إلى جانبنا". وتابع قائلاً، "لا نتقيد بمهلات زمنية".

وأضاف، "يجب التخلص من النازية تماماً وإلا فستعود من جديد خلال سنوات قليلة وحتى بشكل أكثر قبحاً"، مكرراً الأهداف المعلنة لروسيا من الحملة العسكرية. وأضاف أن الغرب يستغل أوكرانيا لتحجيم روسيا في ترديد لاتهامات أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتبرير الحرب. وقال باتروشيف، "يبدو أن السيناريو المثالي، بالنسبة لحلف شمال الأطلسي بأكمله بقيادة الولايات المتحدة، هو صراع محتدم بلا نهاية".

وتركز موسكو جهودها على المنطقة الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في لوغانسك، محاولةً تطويق مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك. ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في أواخر فبراير (شباط)، تمكنت كييف بمساعدة من دول الغرب من التصدي لتقدم قوات جارتها في العديد من المناطق، ومنها العاصمة كييف. غير أن روسيا تركّز الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني. وعلى الرغم من القتال العنيف المستمر منذ ثلاثة أشهر ووقوع خسائر فادحة من الجانبين، لا يتقدم الجيش الروسي إلا بصعوبة بالغة، مما يشير إلى حرب استنزاف طويلة.

وتتمثل الأهداف المعلنة للكرملين في "اجتثاث النازية" من أوكرانيا وتأمين المناطق الشرقية التي يتحدث معظم سكانها اللغة الروسية. وتتهم موسكو السلطات الأوكرانية بارتكاب إبادة جماعية مزعومة هناك.

وأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية عن معارك شديدة تجري على مقربة، في محيط بلدتي بوباسنا وباخموت. وفي حال سقوط البلدتين، فسيسيطر الروس على تقاطع يستخدم حاليا كمركز قيادة لقسم كبير من المجهود الحربي الأوكراني.

وفي مطلق الأحوال، يتردد سكان المنطقة في الرحيل رغم المخاطر ويقول مساعد رئيس البلدية ماكسيم سوتكوفيي متحدثا أمام حافلة نصف فارغة تستعد لنقل مدنيين إلى مناطق أكثر أمانا "الناس لا يريدون المغادرة".

وأقرت رئاسة أركان الجيش الأوكراني صباح الثلاثاء بأنه في هذا القطاع "عزز العدو موقعه التكتيكي في منطقة فاسيليفكا" مؤكدا تسجيل "أكبر قدر من النشاط المعادي قرب ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك" اللتين يحاول الروس "تطويقهما".

وقال حاكم لوغانسك، سيرغي غايداي الثلاثاء إن "سيفيرودونيتسك تحت السيطرة التامة للسلطات الأوكرانية" مشيرا إلى أن "الروس وظفوا الآن كل قواهم إما للسيطرة عليها، أو لمحاصرة كل القطاع الذي تسيطر عليه أوكرانيا في منطقة لوغانسك".

وأضاف "نلاحظ اليوم أن عدد عمليات القصف على سيفيرودونيتسك ازداد. إنهم يدمرون المدينة بالكامل بكل بساطة"، معلنا مقتل أربعة أشخاص قبل الظهر في ضربة على مصنع للمواد الكيماوية أقيم فيه ملجأ وعلى مصنع آخر في وسط المدينة.

شبح "ماريوبول" يلوح في الأفق

وتواجه سيفيرودونيتسك مصيرا مشابها لمصير ماريوبول، المدينة الساحلية الكبرى في جنوب شرق البلاد التي دمرت بالكامل بعد أسابيع من الحصار والقصف.

وأعلن ممثل عن القوات الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك إدوار باسورين في اليوم نفسه عن "معارك عنيفة جدا في مناطق غورلوفكا وأفديفكا ومارينكا ونوفومارينكا".

في المقابل، تعود الأوضاع تدريجيا إلى طبيعتها في خاركيف حيث عاود المترو الخدمة الثلاثاء بعد أشهر استخدم خلالها ملجأ للاحتماء من القصف.

أما الجبهة الجنوبية، فتبدو مستقرة مع أن الأوكرانيين يعلنون إحراز مكاسب ميدانية.

وأفادت القيادة الجنوبية ليل الإثنين الثلاثاء أن وحداتها حققت "تقدما عبر منطقة ميكولاييف في اتجاه منطقة خيرسون" التي يسيطر عليها الروس وفرضوا فيها التعامل بالروبل.

واتهمت القوات الروسية بقتل مدنيين كانوا يحاولون الفرار في سيارة.

وقال متحدث باسم الجيش الأوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية "إن القوات الأوكرانية تقصف المواقع الروسية الآن بواسطة أنظمة مدفعية غربية لا سيما أميركية تسلمتها حديثاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي اتصال عبر الفيديو مع دافوس حيث ينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي، اتهم رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو "القوات الروسية بالتصرف كـدولة إرهابية". وتدعو كييف بإلحاح الدول الغربية إلى تسليمها المزيد من الأسلحة.

وصرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بهذا الصدد الثلاثاء أن "الهجوم الروسي في دونباس هو معركة ضارية، أكبر معركة على الأرض الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. أحض شركاءنا على تسريع عمليات تسليم الأسلحة والذخائر".

غير أن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف قال خلال اجتماع الإثنين مع مسؤولين غربيين "لاحظنا تقدماً في تسليم المدافع من عيار 155 ملم".

كندا تشتري ذخيرة من واشنطن وترسلها إلى أوكرانيا

وفي سياق ذي صلة، أعلنت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند، اليوم الثلاثاء، أن كندا اشترت 20 ألف قذيفة مدفعية من الذخيرة القياسية التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي لصالح أوكرانيا، دعما لها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجوم الروسي.

وتم شراء الذخيرة من الولايات المتحدة مقابل حوالى 98 مليون دولار كندي (76.32 مليون دولار) وسيتم تسليمها قريباً إلى أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس الإثنين، إن حوالى 20 دولة أعلنت حزم مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا خلال اجتماع افتراضي مع الحلفاء بهدف تنسيق تزويد كييف بالأسلحة.

الاتحاد الأوروبي يدرس حظر النفط الروسي

من جهة أخرى، ذكر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أن الاتحاد الأوروبي قد يفرض حظرا على النفط الروسي "في غضون أيام"، في حين أن هذه المسألة لا تحظى حاليا بالإجماع الضروري في التكتل لإقرارها.

من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يعرقل تبني حظر أوروبي على النفط الروسي، أن التوصل إلى اتفاق "غير مرجح إلى حد بعيد" في الأيام المقبلة.

سرعان ما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن "لا تزال هناك إمكانية في الأيام المقبلة لرفع الفيتو المجري".

وعلى صعيد مطالبة كييف بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أعرب الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية كليمان بون الثلاثاء عن "قناعته" بأن أوكرانيا ستكون ذات يوم عضوا في الاتحاد.

من جانبها، أعلنت الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، أن موسكو منعت 154 عضواً في مجلس اللوردات البريطاني من دخول أراضيها، رداً على العقوبات التي تستهدف جميع أعضاء مجلس اتحاد روسيا تقريباً.

كييف تجمع جثث الجنود الروس استعدادا لتبادل الأسرى

وعلى صعيد متصل، تجمع أوكرانيا جثث الجنود الروس المتناثرة بين أنقاض البلدات التي احتلتها القوات الروسية سابقا، وتستخدم كل شيء من الحمض النووي إلى الوشوم للتحقق من هوياتهم على أمل استبدالهم بأسرى حرب.

وساعد متطوعون الجيش في جمع 60 جثة بمنطقة خاركيف الشمالية الشرقية، التي تقهقرت عنها القوات الروسية خلال الأسابيع الماضية، وكدسوا الجثث في عربة قطار مبردة.

وقال أنطون إيفانيكوف، قائد فرع التعاون العسكري المدني بالقوات المسلحة الأوكرانية، الذي ينسق هذه الجهود، "إن الجثث تُستخدم أحياناً ضمن جهود تبادل الأسرى وفي أوقات أخرى في عمليات تبادل الجثث الأوكرانية"، موضحاً "أن جثث المسؤولين رفيعي المستوى قد تكون ذات قيمة خاصة في التبادل."

وأضاف إيفانيكوف "نجمع كل الوثائق وكل بطاقات الائتمان. أي شيء من شأنه أن يساعدنا في التعرف على الجثة"، بما في ذلك الوشم والحمض النووي. وقال إن الجثث ستُنقل بالقطار إلى كييف حيث يوجد مقر فريق التفاوض.

وصارت جهود جمع الجثث ممكنة بعد أن جرى دفع القوات الروسية للتقهقر حتى صارت خاركيف بعيدة إلى حد كبير عن مرمى نيران المدفعية الروسية.

وفي جهود لجمع الجثث جرت مؤخرا في قرية مالا روهان شرقي مدينة خاركيف، شاهدت رويترز متطوعين يستخدمون الحبال لسحب جثتي جنديين روسيين من بئر بين منازل تضررت بشدة جراء القصف.

وكانت جثة واحدة على الأقل مقيدة اليدين، وقال إيفانيكوف إن هذه إشارة إلى أنهما ربما عوقبا كمنشقين. ولم يتسن لرويترز التحقق من ملابسات قتلهما.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعليق على ما يتردد بشأن أن الجنود الروس ربما قتلوا بسبب هروبهم من الخدمة، أو ما إذا كانت ستدرس تبادل الجثث بأسرى حرب أوكرانيين.

وبينما يجمع الجيش الأوكراني الجثث في محيط خاركيف الواقعة على بعد حوالى 240 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي، تصد قواته هجمات مكثفة في منطقة دونباس شرق البلاد.

"إفشال" بوتين

في المقابل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لقادة الأعمال العالميين في دافوس الثلاثاء، إن على أوكرانيا أن تفوز في الحرب التي تخوضها ضد موسكو بما يجعل غزوها إخفاقاً استراتيجياً للرئيس الروسي.

وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يجمع أكثر من ألفين من قادة الأعمال والسياسيين والخبراء في المنتجع الواقع بجبال الألب، وصفت فون دير لاين قواعد اللعبة الروسية بأنها قادمة مباشرة من قرن آخر.

وقالت إن روسيا "تعامل ملايين الناس ليس على أنهم بشر وإنما كسكان مجهولي الهوية يتم نقلهم أو السيطرة عليهم أو وضعهم كعازل بين القوات العسكرية، محاولة لدهس تطلعات أمة بأكملها بالدبابات".

وتابعت، "يجب أن تنتصر أوكرانيا في هذه الحرب ويجب أن يكون عدوان بوتين فشلاً استراتيجياً".

أما رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا، فقال الثلاثاء إن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا، مؤكداً موقف بلاده من الحرب بعد محادثات في بريتوريا مع المستشار الألماني أولاف شولتز.

وامتنعت جنوب أفريقيا عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يدين الهجوم الروسي وقاومت دعوات مطالبة بالتنديد بروسيا. وقال رامافوسا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شولتز، "التواصل والحوار والتفاوض... لا أرى أي سبيل آخر سوى التفاوض والحوار".

زيلينسكي يدعو لعزل روسيا

وفي كلمته قال زيلينسكي، إن روسيا نفذت قرابة 1500 ضربة صاروخية وأكثر من 3000 ضربة جوية ضد أوكرانيا في الأشهر الثلاثة الأولى للحرب.

وقبل ذلك، حذر الرئيس الأوكراني المسؤولين المجتمعين في "المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس"، والذي مُنعت روسيا من المشاركة فيه هذه العام، من أن المساعدة العسكرية البطيئة تتسبب بوفيات غير مبررة فيما الأوكرانيون "يدفعون ثمناً باهظاً من أجل الحرية والاستقلال".

وأعلن أن 87 شخصاً قتلوا في ضربة روسية في وقت سابق هذا الشهر على قاعدة عسكرية في الشمال، قد تكون من أكبر الضربات المسجلة خلال الحرب.

وأرسلت دول الغرب كميات كبيرة من الأسلحة والأموال إلى أوكرانيا لمساعدتها في صد الهجوم الروسي، وردت على موسكو بعقوبات اقتصادية غير مسبوقة.

غير أن زيلينسكي قال في الكلمة التي ألقاها عبر الفيديو إنه كان من الممكن إنقاذ عشرات آلاف الأشخاص لو أن كييف حصلت على "100 في المئة من احتياجاتنا مرة واحدة في فبراير" عندما شنت روسيا الهجوم.

وصعّد أيضاً مطالبه بعزل روسيا عن الاقتصاد العالمي، داعياً إلى فرض حظر نفطي دولي عليها وعقوبات على جميع مصارفها، ومقاطعة قطاع تكنولوجيا المعلومات التابع لها.

الجلوس مع بوتين

وأعلن الرئيس الأوكراني الاثنين، أنه مستعد للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث قضية واحدة هي "إنهاء الحرب".

وقال زيلينسكي، مخاطباً المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن ترتيب أي نوع من المحادثات مع روسيا صار أكثر صعوبة في ضوء ما قال إنه دلائل على إساءة معاملة الروس للمدنيين في المناطق التي احتلوها.

وأضاف أن أي فكرة عن استعادة شبه جزيرة القرم بالقوة، والتي ضمتها روسيا في عام 2014، ستؤدي إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى والمصابين.

مزيد من الضغط العالمي

وأشار زيلينسكي أمام قادة الأعمال في العالم إلى أنه يجب زيادة العقوبات على روسيا لردع الدول الأخرى عن استخدام "القوة الغاشمة" لتحقيق أهدافها.

كما عبّر الرئيس الأوكراني عن استعداد كييف لتبادل الأسرى مع روسيا "ولو غداً"، ودعا حلفاءه بلاده إلى الضغط على موسكو في هذا الصدد. وقال زيلينسكي، "لسنا بحاجة للجنود الروس، نحن فقط بحاجة لجنودنا... نحن مستعدون للتبادل ولو غداً".

محاكمة جندي روسي

وفيما يمكن أن يكون أولى محاكمات جرائم الحرب الناشئة عن الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط)، قضت محكمة في كييف بسجن قائد دبابة روسي شاب مدى الحياة لقتله أحد المدنيين العزل.

وأقرّ فاديم شيشيمارين أمام المحكمة بأنه قتل أوكرانياً يبلغ 62 عاماً ويدعى أليكسندر شيليبوف في قرية شوباخيفكا بشمال شرقي أوكرانيا.

وقالت المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا لصحيفة "واشنطن بوست"، إنه يجري التحقيق في حوالى 13 ألف قضية يزعم فيها ارتكاب روسيا جرائم حرب.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين أو التورط في جرائم حرب بينما تنفذ ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.

استقالة مسؤول روسي

وأعلن المستشار في بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، بوريس بونداريف، استقالته من منصبه بعد 20 عاماً على توليه مهامه الدبلوماسية، احتجاجاً على الحرب ضد أوكرانيا.

ودان في رسالة تلقاها عدد من البعثات الدبلوماسية في جنيف واطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، الحرب "ليس فقط بوصفها جريمة بحق الشعب الأوكراني، إنما أيضاً، ربما، أكثر الجرائم خطورة بحق الشعب الروسي". وقال، "لم يسبق أن خجلت ببلادي بهذا القدر".

قضية عالمية

ومن طوكيو، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماع للمجموعة الرباعية في العاصمة اليابانية، اليوم الثلاثاء 24 مايو، إن الأزمة في أوكرانيا قضية عالمية وليست إقليمية، وأضاف، "هذه أكثر من مجرد قضية أوروبية، إنها قضية عالمية"، وشدد على أن واشنطن ستقف إلى جانب "شركائها المحليين المقربين" للضغط من أجل أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومفتوحة، وقال، "هجوم روسيا على أوكرانيا إنما يبرز، وحسب، من أهمية تلك الأهداف الأساسية للنظام الدولي ووحدة الأراضي والسيادة".

رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا قال من جهته إن زعماء المجموعة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند إلى جانب اليابان، عبّروا عن مخاوفهم إزاء الوضع في أوكرانيا خلال اجتماعهم في طوكيو.

وقال كيشيدا إن قادة الدول الأربعة أجروا "نقاشاً صريحاً حول تأثير الوضع في أوكرانيا على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وعبّرنا، ومعنا الهند، عن قلقنا إزاء الحرب المأساوية في أوكرانيا وأكدنا انه يتعين الحفاظ على مبادئ مثل حكم القانون وسيادة الدول وسلامة الأراضي في أي منطقة".

وكانت الهند قد أثارت خيبة أمل الولايات المتحدة بسبب ما تعتبره واشنطن عدم دعمها للعقوبات التي تقودها واشنطن على روسيا أو إدانة الحرب في أوكرانيا.

أسلحة جديدة لأوكرانيا

في الأثناء، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن حوالى 20 بلداً عرض تقديم مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا لمواجهة القوات الروسية في اجتماع للحلفاء عقد، الإثنين.

وقال أوستن، "كان اجتماع اليوم ناجحاً جداً. كثير من الدول ستقدم ذخيرة مدفعية وأنظمة دفاع ودبابات ومدرعات أخرى يحتاج إليها" الأوكرانيون بشكل كبير.

وخلال هذا الاجتماع الثاني لـ"مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا"، اجتمعت 44 دولة عبر الإنترنت لمناقشة الدعم العسكري الذي ينبغي تقديمه لأوكرانيا في هذه المرحلة من النزاع.

أبلغ وزير الدفاع الأوكراني المشاركين بالوضع العسكري الحالي، بعد ثلاثة أشهر من بدء الهجوم الروسي لبلاده. وتعهدت الدنمارك إرسال منظومة صواريخ "هاربون" Harpoon المضادة للسفن.

وتنصب منظومة "هاربون"عادة على متن سفن حربية أو غواصات لكن الدنمارك هي الدولة الوحيدة التي تملك النسخة المعدلة من قاذفة الصواريخ هذه، التي توضع على شاحنات وتصبح بطارية دفاع ساحلية.

من جانبها، تعهدت تشيكيا تقديم مروحيات هجومية ودبابات وصواريخ.

وقال أوستن، إنه منذ الاجتماع الأول لـ"مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا" الشهر الماضي في ألمانيا، "كانت وتيرة الهبات وعمليات التسليم استثنائية".

لكن الوزير امتنع عن تحديد الأسلحة التي ستقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا بعد مصادقة الكونغرس الأميركي على مساعدة إضافية لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار.

إلا أنه أشار إلى أن حاجات أوكرانيا لم تتغيّر في هذه المرحلة من المدفعية إلى الدبابات والطائرات المسيرة والذخائر. وأضاف، "الجميع هنا يدرك تحديات هذه الحرب وهي تتجاوز أوروبا إلى حد بعيد". واعتبر أن "العدوان الروسي يشكل صفعة للنظام العالمي".

ومن المقرر أن تعقد "مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا" اجتماعاً حضورياً في 15 يونيو (حزيران) المقبل في بروكسل، على هامش اجتماع لوزراء دول حلف شمال الأطلسي.

حزمة سادسة من العقوبات

قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إنه يعتقد أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يتوصل إلى إجماع خلال أيام على حزمة سادسة من العقوبات على روسيا من شأنها أن تنهي استهلاكه لنفط وغاز روسيا في أقرب وقت ممكن.

وقال روته في مؤتمر صحافي مشترك في دبلن مع نظيره الإيرلندي مايكل مارتن، "بصفتنا مستهلكين رئيسيين للنفط والغاز الروسي فإننا نقوم بشكل أساسي بتمويل حرب بوتين المروعة. علينا وضع حد لذلك في أقرب وقت ممكن.

"كلانا يفعل كل ما في وسعه للتوصل للحزمة السادسة. ما زلت أعتقد أنه يجب أن يتم ذلك على مستوى دول (الاتحاد الأوروبي) السبعة والعشرين أيضاً، لأننا رسمياً ومن الناحية القانونية نحتاج إلى الإجماع على هذا، وما زلت أعتقد أن من الممكن تحقيق ذلك".

وفي هذا السياق، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، لتفلزيون "زد دي إف"، "سنصل إلى انفراجة في غضون أيام".

وفي إشارة رمزية أخرى لعزلة روسيا، أصبحت سلسلة متاجر القهوة الأميركية "ستاربكس" أحدث علامة تجارية غربية تعلن انسحابها من البلاد يوم الاثنين.

وعلى خلفية هذه الإجراءات المتزايدة الرامية لعزل بلاده، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الكرملين سيركز على تطوير العلاقات مع الصين مع قطع العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة وأوروبا.

دعوة لاستخدام أصول روسية لإعادة بناء أوكرانيا

أظهرت رسالة مشتركة من ليتوانيا وسلوفاكيا ولاتفيا وإستونيا أن الدول الأربع ستدعو اليوم الثلاثاء، إلى مصادرة أصول روسية جمدها الاتحاد الأوروبي لتمويل إعادة بناء أوكرانيا بعد الهجوم الروسي.

وفي الثالث من مايو (أيار)، قدرت أوكرانيا حجم الأموال التي تحتاجها لإعادة بناء البلاد بعد الدمار الذي أحدثه الهجوم الروسي بحوالى 600 مليار دولار. لكن الرسالة قالت، إنه بينما لا تزال الحرب مستمرة فإن هذا المبلغ من المتوقع أنه زاد بشكل حاد.

وأضافت الرسالة التي ستعرض على وزراء مالية الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، "جزء كبير من تكاليف إعادة بناء أوكرانيا، بما في ذلك التعويضات لضحايا العدوان العسكري الروسي، يجب أن تغطيها روسيا".

وتدعو الرسالة، التكتل المؤلف من 27 دولة أيضاً لبدء التحضير لعقوبات جديدة ضد موسكو، وفقاً لوكالة "رويترز".

وقالت "في نهاية المطاف، إذا لم توقف روسيا العدوان العسكري ضد أوكرانيا، فينبغي ألا تكون هناك أي روابط اقتصادية متبقية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا على الإطلاق... بما يضمن ألا يسهم شيء من مواردنا المالية أو منتجاتنا أو خدماتنا في آلة الحرب الروسية".

وجمد الاتحاد الأوروبي حتى الآن ما قيمته 30 مليار يورو من الأصول المملوكة لنخب ثرية وكيانات من روسيا وبيلاروس.

أمر بتوقيف مدون روسي

أمرت محكمة في موسكو الثلاثاء، بتوقيف المدون الروسي ميخائيل ناك غيابيا بتهمة النيل من مصداقية الجيش الروسي وهجومه على أوكرانيا.

وتتهم محكمة باسماني في موسكو التي أصدرت أمر التوقيف بحق المعني، وهو مؤسس قناة على موقع "يوتيوب" خارج روسيا يتابعها أكثر من 700 ألف مشترك، بنشر معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، بحسب موقعه.

وجاء القرار بموجب قانون صدر أخيراً يفرض على ناشري "المعلومات الكاذبة" التي تسيء إلى سمعة الجيش الروسي عقوبات سجن مشددة بعد أن أمر بوتين بشن هجوم على أوكرانيا.

ويُحظر استخدام كلمات مثل "الحرب" أو "الغزو" لوصف التدخل، أو اتهام الجيش بارتكاب جرائم حرب.

ويتعرض العديد من منتقدي النظام ومتصفحو الإنترنت العاديون إلى ملاحقات قضائية أو السجن، مثل المعارض فلاديمير كارا-مورزا.

إحصاءات متغيرة

وأفاد مكتب المدعية العامة في أوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا الثلاثاء أن 234 طفلا قتلوا و433 جرحوا خلال ثلاثة أشهر من النزاع.

وقضى آلاف المدنيين والعسكريين بدون أن تتوافر حصيلة دقيقة بالأرقام. وفي مدينة ماريوبول وحدها، تفيد السلطات الأوكرانية عن سقوط عشرين ألف قتيل.

ومن الجانب الروسي، ترجح مصادر غربية مقتل 12 ألف جندي، وهي حصيلة قريبة من التي سجلت في صفوف الجيش السوفياتي خلال تسع سنوات من النزاع في أفغانستان، فيما اعترف الكرملين من جهته بـ"خسائر جسيمة". ولم تعلن أوكرانيا أي حصيلة لعدد القتلى العسكريين.

كما تسببت الحرب في نزوح ثمانية ملايين أوكراني داخل البلاد، بحسب أرقام الأمم المتحدة، يضاف إليهم 6.5 مليون فروا إلى الخارج، لجأ من بينهم 3.4 مليون إلى بولندا.

وفي روسيا يتم إعداد مشروع قانون يلغي الحد الأقصى لسن الالتحاق بالجيش، في مؤشر إلى أن موسكو قد تعتزم تجنيد المزيد من العناصر لهجومها على أوكرانيا.

المزيد من دوليات