Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زوجة نتنياهو تعترف بالاحتيال واستخدام أموال الدولة لدفع ثمن وجبات طعام

حكمت عليها محكمة إسرائيلية بدفع غرامة مالية قيمتها نحو 2778 دولاراً وتعويض قدره نحو 12500 دولار

حكمت محكمة إسرائيلية الأحد على سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدفع غرامة وتعويض للحكومة، بعد إدانتها بالاحتيال واستخدام أموال الدولة لدفع ثمن وجبات طعام، وذلك في إطار صفقة اعتراف بالتهم الموجهة إليها.

وفي التفاصيل، أدينت سارة نتنياهو باستغلال أخطاء موظفي المحاسبة الحكوميين لتجاوز قيود الإنفاق، في إطار قضية اتهمت فيها، في يونيو (حزيران) عام 2018، بالاحتيال وخيانة الأمانة، لاستخدامها أموال الدولة ودفع مبالغ لقاء وجبات طعام والتصريح كذباً بعدم توافر طهاة في مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء.

أمرت بإحضار طهاة مطاعم معروفة

فبعدما اتهمت بداية بدفع مئة ألف دولار لقاء مئات وجبات الطعام، ذكرت لائحة الاتهام المعدّلة أن سارة نتنياهو أصدرت "في عدد من المناسبات تعليماتها بإحضار طهاة المطاعم لتجهيز الطعام لضيوفها في مقرّ إقامتها، وذلك في استغلال متعمّد لأخطاء المحاسب".

وأضافت عريضة الاتهام، أن زوجة رئيس الوزراء وعائلتها وضيوفها طلبوا، في الفترة الممتدة بين عامي 2010 و2013، مئات وجبات الطعام الجاهزة من مجموعة متنوعة من المطاعم المعروفة في القدس، من طريق الاحتيال.

"الاستغلال المتعمّد"

وحكم القاضي أفيتال حِن على سارة نتنياهو بدفع غرامة مالية قيمتها عشرة آلاف شيقل (نحو 2778 دولاراً)، وتعويض قيمته 45 ألف شيقل (نحو 12500 دولار)، على أن تسدّد هذه المبالغ على تسع دفعات، ابتداءً من سبتمبر (أيلول) المقبل، بناءً على طلبها.

وبموجب الصفقة التي أبرمت معها، أسقطت لائحة الاتهام المعدّلة، تهم الكسب غير المشروع عن سارة نتانياهو، البالغة من العمر 60 سنة، واستبدلت بتهمة "الحصول على فائدة من طريق الاستغلال المتعمّد لخطأ شخص آخر".

عقاب الإعلام

وفيما أقرّت نتنياهو لقاضي محكمة الصلح أنها على دراية بالتهم الموجهة إليها، قال القاضي إن "الصفقة التي تم التوصّل إليها بين الجانبين قيّمة وتتناسب مع الجرم الجنائي".

أمّا المدعي العام إيريز بادان فرأى أنه "كما في كل صفقة، يقدّم كل جانب تنازلات وأحياناً تكون تنازلات صعبة"، مضيفاً أنه "من الأنسب وضع حد لهذه القضية".

وقال محامي زوجة رئيس الوزراء، يوسي كوهين، للمحكمة إن موكلته عوقبت بشدّة من قبل وسائل الإعلام، مشيراً إلى "أربع سنوات من التسريبات والإهانات"، وأن ذلك كان "عقوبة غير إنسانية".

وكانت محكمة إسرائيلية منحت، في عام 2016، تعويضات مالية بقيمة 47 ألف دولاراً لمدبّرة منزل سابقة، اتهمت سارة وزوجها بالتعرّض المتكرّر لها في مكان العمل.

قضايا الفساد تلاحق رئيس الوزراء

ويأتي الحكم الجديد بحقّ سارة ضمن سلسلة قضايا قانونية تلاحق عائلة رئيس الوزراء، الذي يواجه شبهات بـ "الفساد" و"الاحتيال" و"خيانة الأمانة"، في ثلاث قضايا مختلفة تريد النيابة العامة اتّهامه بها في الأشهر المقبلة.  

إذ يشتبه في تورّط نتنياهو بتقديم تسهيلات ضريبية لشركة الاتصالات الإسرائيلية "بيزك"، مقابل تغطية إخبارية إيجابية له، من قبل شركة إعلامية مملوكة من الرئيس التنفيذي لـ "بيزك"، شاؤول ألوفيتش.

وتنطوي الشبهة الثانية على سعي نتنياهو إلى إبرام صفقة سرية مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأكثر مبيعاً في إسرائيل، لضمان تغطية إعلامية إيجابية.

أمّا الشبهة الثالثة ضدّه، فتتمحور حول شكوك في تلقيه وعائلته هدايا فاخرة، مثل سيغار وزجاجات شمبانيا، من أشخاص أثرياء، بينهم رجل الأعمال الإسرائيلي والمنتج في هوليوود أرنون ميلشان، وذلك مقابل خدمات مالية أو شخصية.

وفي ما يتعلّق بقضية زوجته، قال نتنياهو على صفحته على موقع "فيسبوك"، في وقت متقدّم مساء السبت، إنها "بطلة حقيقية"، نجحت في التصدي لوسائل الإعلام.

دور سارة في عملية صنع القرار الإسرائيلي

ويعتقد البعض أن سارة نتنياهو تلعب دوراً في عملية صنع القرار في إسرائيل وتتدخّل في كل القضايا، بدءاً من اختيار رئيس جهاز "الموساد"، وصولاً إلى قائمة المرشحين البرلمانيين في حزب الليكود، الذي يتزعّمه زوجها.

وكانت سارة، التي خدمت في الجيش الإسرائيلي قبل دراسة علم النفس، متزوجة بين عامي 1980 و1987، قبل أن تحصل على الطلاق وتلتقي نتنياهو، حين كانت مضيفة طيران في شركة "إل عال"، أكبر شركة طيران إسرائيلية. وبعد زواجهما في عام 1991، رُزق بنيامين وسارة بولدين، آفنر المبتعد عن الظهور العلني، ويائير المدافع الشرس عن والديه على وسائل التواصل الاجتماعي.

وإلى جانب ظهورها الدائم مع زوجها في المناسبات العامة ومرافقته في الرحلات الخارجية، تعمل سارة نتنياهو اختصاصية نفسية تربوية، غير متفرغة، في بلدية القدس. ووفق رئيس الوزراء، يقتصر عمل زوجته على "العناية بالأطفال المصابين بالسرطان، ومساعدة العائلات الثكلى وأولئك الناجين من المحرقة النازية وغيرهم من المحتاجين".

المزيد من الشرق الأوسط