Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف غيّر مخرج "سبايدرمان" أفلام الأبطال الخارقين إلى الأبد

بمناسبة عودة المخرج سام ريمي صانع سلسلة أفلام الأبطال الخارقين الناجحة مع "دكتور سترينج إن ذا مالتيفرس أوف مادنس" يروي لنا إد باور قصة هذا الفيلم المفاجئ الذي أثبت مكانة محاربين مقنعين في الخريطة السينمائية

جريء ومقدام وودود بشكل لا يقاوم: توبي ماغواير في فيلم سبايدرمان للمخرج سام ريمي (كولومبيا، ومارفيل، وكوبال، وشاترستوك) 

قبل عشرين عاماً، تلقت السينما لدغة شديدة من كائن مُشعّ لم تتعافَ منها بعد تماماً [في إشارة إلى القصة الخيالية للرجل الذي لدغه عنكبوت مُشعّ]. في 3 مايو (أيار) عام 2002، تحول فيلم "سبايدرمان" Spider-Man للمخرج سام ريمي إلى عمل مركب يحمل أبعاداً مختلفة. بحلول الوقت الذي عاد فيه إلى فكرته الأصلية التي تركز على بطل واحد، كان تناول الشاشة الكبيرة للأبطال الخارقين وتجربة ارتياد السينما قد تغيّرا. لطالما كان سبايدرمان أحد الأعضاء الأكثر ذكاءً في نادي مكافحة الجريمة الذي يتمتع أفراده بأزياء تميز كل واحد منهم، لكن ليس من المبالغة القول إن سبايدرمان تمكن في أول فيلم له حقق رواجاً، إلى جانب مخرجه ريمي، من تغيير الثقافة السينمائية بالكامل.

ظل ريمي بعيداً من الأبطال الخارقين منذ أن أكمل ثلاثية سبايدرمان مع فيلمي "سبايدرمان 2" عام 2004 و"سبايدرمان 3" عام 2007، لكنه عاد أخيراً إلى عالم شخصيات القصص المصورة هذا الأسبوع مع أول عمل يخرجه لصالح مارفل السينمائي مع فيلم "دكتور سترينج إن ذا مالتيفرس أوف مادنس" (رحلة إلى المجهول في الأكوان المتعددة) Doctor Strange in the Multiverse of Madness، وهو تتمة لفيلم "دكتور سترينج" الصادر عام 2016. إنه بمثابة العودة إلى مكان مألوف بالنسبة للمخرج، حيث يرجع إلى مدرسة التصوير التي أسهم كثيراً في تشكيل مظهرها الأخاذ.

يمكن القول إن عالم مارفل السينمائي يدين بوجوده برمته لما حققه ريمي في فيلم "سبايدرمان" الجريء والمُفعم بالحيوية والمرح بشكل لا يقاوم. بقدر ما يحمي "سبايدي" الفتاة المعجب بها، ماري جين، من براثن غرين غوبلن الشرير، كذلك قام المخرج بتحرير أفلام الأبطال الخارقين الخيالية من قيود هوليوود ونقلها إلى مكان حيث المرح والإثارة الخالصان. من خلال قيامه بذلك، أسس سلسلة أفلام يجمعها عالم خيالي يمكن أن يحبها عاشقو هذه الأعمال الحقيقيون بكل إخلاص. ربما انضم ريمي إلى عالم مارفل الآن فقط، لكن كونوا على ثقة بأن هذا العالم تشكل وفقاً للصورة التي رسمها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دعونا نعود بالذاكرة قليلاً. بحلول بدايات العقد الأول من الألفية، كانت أفلام الأبطال الخارقين تنازع نوعاً ما. وقد كانت أواخر التسعينيات فترة عصيبة بالنسبة لهذا النوع السينمائي. أدى فيلم "باتمان وروبن" Batman & Robin الكارثي للمخرج جويل شوماخر - الذي ظهر فيه جورج كلوني مرتدياً بدلة باتمان مطاطية تظهر حلمة الصدر - إلى قتل [طي صفحة] طفرة الأعمال المستندة إلى شخصيات القصص المصورة في التسعينيات بضربة قاضية. وعلى الرغم من أن فيلم "إكس مين" X-Men للمخرج برايان سينغر قد أعاد حماة الخير المقنعين هؤلاء إلى المشهد السينمائي في عام 2000، فإنه كان ينظر إليه على أنه قصة واحدة - حكاية بطل خارق نجحت بسبب مخرجه الذي كان يمتلك رؤية متفردة ذات يوم (وإن تراجعت كثيراً الآن). وبغض النظر عن الشخصيات كثيرة التي تحلق فيه مطلقة أشعة ليزر من أعينها.

إلى جانب ذلك، فإن أفلام "إكس مين" وشخصياته مثل وولفرين وماغنيتو كانت تتبجح بخروجها عن القانون، بينما كان سبايدرمان مراهقاً محتاراً يتسلق المباني. كانت كل العوامل التي تؤدي إلى فشل الصيغة السينمائية من هذه الحكاية موجودة. مع ذلك، فإن ريمي حقق مكاسب مذهلة في شباك التذاكر من قصة المراهق صانع الشباك بيتر باركر. لقد فتح فصلاً في تاريخ السينما ما زلنا نعيش فيه إلى حد كبير.

ما الذي جعله فيلماً ناجحاً؟ كان "سبايدرمان" يضج بالمرح بفضل الاختيار الخطير للشخصيات الرئيسة الثلاث فيه: توبي ماغواير في دور باركر (سبايدرمان) الرائع، كيرستن دانست في دور جارته التي تحظى بإعجابه ماري جين، وويليام دافو في دور غرين غوبلن الثرثار. بدا كل المشاركين في العمل وكأنهم مستمتعون بوقتهم ومقتنعون بالصفات المرحة التي ترسمها مجلات سبايدرمان المصورة. كان دافو في دور الشرير مستمتعاً على وجه الخصوص بالمشاهد المبالغ بها كثيراً. لقد كان فيلماً رائجاً لم يطلب من الجمهور أي شيء سوى الاستمتاع بتجربتهم.

كانت تلك الجودة الفخمة بصمة ريمي الخاصة. انطلق إلى الشاشة الكبيرة في عام 1982 مع فيلم الرعب ذي الميزانية القليلة "الموتى الأشرار" The Evil Dead، وهو فيلم زومبي يتعمد تجاوز الحدود، وعلى الرغم من تكلفته الصغيرة فإنه صور بطريقة مذهلة لا تقاوم. كان ريمي مخرجاً بارعاً في الجانب التقني - تميز جزء التتمة "الموتى الأشرار 2" الصادر عام 1985 بتقنيات تصوير مبتكرة واستخدام رائع للدماء، لكن قبل كل شيء، فإن أفضل أعماله - سبايدرمان موجود بينها - هي ببساطة متعة كبيرة.

كانت حقيقة وجود فيلم سبايدرمان معجزة بحد ذاتها. لأكثر من عقد من الزمن، استمرت الجهود المبذولة لتحويل مقاتل الجريمة المراهق الذي ابتدعه ستان لي مبتكر شخصيات عالم مارفل إلى الشاشة الكبيرة. في ذلك الوقت، لم يكن أحد ليصدق أن هذه الشخصية ستتوسع إلى ثلاثة امتيازات أفلام منفصلة (حيث لعب شخصية سبايدي كل من أندرو غارفيلد وتوم هولاند بدل ماغواير، وأن يجتمع الأبطال الثلاثة في العام الماضي مع فيلم "سبايدرمان: لا عودة للوطن" Spider-Man: No Way Home متعدد الأبعاد).

كان هناك عدد قليل من المحاولات على طول الطريق. في الواقع، كان سبايدرمان، البطل المراهق الشجاع، على وشك أن يتحول بشكل مخيف إلى فيلم رعب في الثمانينيات على غرار أعمال ديفيد كروننبرغ. حدث ذلك عندما حصل مناحم غولان ويورام غلوبس، ابنا العموم الإسرائيليان النابضان بالحياة اللذان ترأسا استوديوهات كانون المستقلة، على حقوق الملكية الفكرية للشخصية التي ابتكرها ستان لي والفنان ستيف ديتكو في عام 1962. لسوء الحظ، اشتريا حقوق الملكية بناءً على سوء فهمهما لشخصية "سبايدرمان"، حيث اعتقدا أنه وحش بطل كلاسيكي على غرار شخصيتي "مان وولف" و"ذا فلاي" نوعاً ما.

ذهبت استوديوهات كانون إلى حد ترشيح توب هوبر مخرج فيلم "مجزرة منشار تكساس" The Texas Chainsaw Massacre لإخراج الفيلم الذي تدور قصته المرعبة حول فتى تنبت له ثماني عيون ويجلس في شبكة طوال اليوم، وكانت الشركة المنتجة متحمسة بفضل نجاح أفلام الأكشن التي أنتجتها من بطولة تشاك نوريس وتشارلز برونسون. لحسن الحظ، اعترض "لي" على الخطط، وعاد سبايدرمان إلى مرحلة النسيان حتى حلول التسعينيات، عندما حاول جيمس كاميرون صناعة نسخة "شجاعة".

بعد انتهائه من فيلم الجاسوسية المثير "كذبات حقيقية" True Lies الذي لعب بطولته أرنولد شوارزنيغر عام 1994، كانت لدى كاميرون رؤية فريدة لشخصية سبايدرمان، أقرب إلى فيلم "سيفين" Se7en للمخرج ديفيد فينشر منها إلى البطل الحاذق الذي نعرفه اليوم. في عام 2021، قال كاميرون لموقع سكرينكراش المتخصص بالأفلام: "لطالما كنت منجذباً لشخصيات الأبطال الخارقين عموماً، وأردت أن أصنع عملاً من شأنه أن يكون قريباً لنمط فيلمي "ذا تيرمينيتور" Terminator و"فضائيون" Aliens، شيئاً تقتنع بأنه واقعي على الفور... أي تشعر أنك في عالم حقيقي، ولست في مدينة غوثام الأسطورية".

كان كاميرون متحمساً جداً. العقبة الوحيدة كانت أن شركة 20 سينشري فوكس، التي أبرم معها صفقة حصرية، لم تكن تمتلك في الواقع حقوق الملكية الفكرية للشخصية (التي عادت إلى مارفل بعد أن قررت استوديوهات كانون عدم المضي قدماً في مشروع تقديم "سبايدي المرعب"). شعر كاميرون أن "سبايدر مان" يمكن أن يصبح دعامة رئيسة في الصناعة. للأسف، لم يكن رئيس شركة فوكس بيتر تشيرنين متحمساً. وهكذا انتقل كاميرون إلى العمل على مشروعه الاحتياطي، حول سفينة تواجه مصيراً مأساوياً في المحيط وترتطم لسوء الحظ بجبل جليدي، وعاشقين تعترض الأقدار طريقهما.

ولكن إذا كانت "فوكس" غير متحمسة لـ"سبايدي"، فإن "سوني" كان لديها منظور مختلف. في عام 1998، استحوذت الشركة على حقوق الملكية بالكامل مقابل مبلغ 7 ملايين دولار (ما يعادل 5.6 مليون جنيه استرليني) دفعته لشركة مارفل، التي كانت قد خرجت للتو من إفلاسها وتحتاج إلى المال. عادت مارفل من حافة الهاوية مع رئيس جديد، مصمم ألعاب إسرائيلي أميركي يدعى آفي أراد، الذي كان مصمماً على تحويل مارفل إلى علامة تجارية عالمية. قام في نهاية المطاف بتوظيف أحد معجبي عالم مارفل، يدعى كيفين فيج ليكون يده اليمنى. كان كلاهما يعتقد أن لدى الأبطال الخارقين القدرة على تحقيق أرباح كبيرة في شباك التذاكر. قلة قليلة من الناس صدقتهما في البداية.

في النتيجة، أثبتت محاولات منح هذه الشخصيات طابعاً كئيباً بعد إهمالها أنها كارثية، كما يتضح من التخبطات الضخمة مثل فيلم "سباون" Spawn و"الظل" The Shadow، اللذين فشلا في إثارة إعجاب رواد السينما أو النقاد بنبرتهما القاتمة (وفشلا في "ظهور" الامتيازات التي كانت هوليوود تتوق إليها بشدة). فكرة أن أفلام الأبطال الخارقين ستصبح قريباً مرادفاً لأفلام الصيف الرائجة - وأن أفلام الصيف الرائجة وأفلام الأبطال الخارقين الطويلة سيكونان في الأساس شيئاً واحداً ومتشابهاً - كان من شأنها إصابة كثيرين بالوهم.

ومع ذلك، كان سبايدرمان واحداً من بضعة أبطال خارقين معروفين على المستوى العالمي. وعندما أعلنت شركة "سوني" عن خططها لصناعة فيلم، كان هناك كثير من الاهتمام - ليس أقله من سام ريمي.

 

 

كان ريمي أحد المخرجين الذين لم يحققوا نجاحهم الباهر تماماً. بعد الانتهاء من ثلاثية "الموتى الأشرار" مع فيلم "جيش الظلام" Army of Darkness عام 1992، عمل مع الأخوين كوين في فيلمهما الذي حقق فشلاً ذريعاً "ذا هادساكر بروكسي" The Hudsucker Proxy (حيث شارك في كتابة السيناريو وعمل كمخرج في الوحدة الثانية). جرب حظه مع الأفلام السائدة مع فيلم الويسترن التحريفي "السريع والميت" The Quick and the Dead من بطولة شارون ستون، والفيلم الممل الذي يدور حول لعبة البيسبول" من أجل حب اللعبة" For Love of the Game من بطولة كيفن كوستنر. لم يكن أي منهما جيداً بشكل خاص، لذلك عندما صرح بأنه مهتم بـ"سبايدرمان" أخبره وكيله الفني أن شركة سوني أعدت قائمة مختصرة من 18 مخرجاً محتملاً، وكان ريمي غائباً عنها بشكل واضح.

كان رد ريمي: "قلت، حسناً، إذاً أخبرهم أنني رقم 19". وسرعان ما أصبح واضحاً أن ريمي هو المخرج الوحيد في تلك القائمة المختصرة المتحمس حماساً حقيقياً لـ"سبايدرمان". على سبيل المثال، كان تيم بيرتون، مخرج باتمان، يتمتم طوال اجتماعه مع المنتجين، ولم يبدُ متحمساً على الإطلاق. قال متهكماً: "أعتقد أنني ببساطة من محبي دي سي كوميكس"، في إشارة إلى أكبر منافسي مارفل، والتي قدمت للعالم شخصيات سوبرمان وباتمان ووندر وومان.

برز ريمي لأنه كان يمتلك رؤية واضحة لـ"سبايدرمان". كان يجب أن يكون الفيلم صاخباً وحيوياً ومصاغاً بأسلوب مباشر. كان ينبغي ألا يحتوي على استعارات عن الهولوكوست كتلك التي يحتويها فيلم "إكس مين" (بدأ فيلم المخرج سينغر على أبواب أوشفيتز). وما كان باستطاعة "سبايدرمان" أيضاً أن يضحك بينه وبين نفسه من فكرة أن المراهق الذي يتعرض للدغة عنكبوت مشع يصبح قادراً على رمي الشباك من معصميه (وهو خروج مثير للجدل عن ما ورد في القصص المصورة التقليدية، التي تذكر أن باركر كان يطلق شباكه من "قاذفات شباك" ميكانيكية"). كانت تلك رؤى عاشق حقيقي للقصص المصورة. وهذا ما أثار إعجاب سوني.

في لقاء حديث مع مجلة فيرايتي، قال المنتج مات تولماتش: "لم يكن سام قد حقق النجاح الاستثنائي الذي ربما حققه البعض الآخر في تلك المرحلة، لكنه كان هذا الطفل المهووس الرائع العبقري الذي كان يقوم بكل الأشياء المثيرة للاهتمام". وقال ريمي في نفس المقابلة: "لم يكن بيتر باركر طفلاً مثالياً... لقد جاء من أسرة متفككة ولم يكن وسيماً جداً، لذلك يمكنك حقاً أن تشعر بصلة بينك وبينه. ربما أدركوا أننا بحاجة إلى شخص يروي القصة التي قد تكون ذات صلة بهذا الطفل. وقد كنت قادراً على ذلك بالتأكيد".

كان جوهر القصة بالنسبة لـريمي هو علاقة الحب بين بيتر وماري جين. قال: "أردت أن أتأكد من أننا لا نقدم الفيلم على هيئة "نكتة للجمهور"... بالنسبة لي، لم تكن هناك نكتة. لا أريد أن أكون مخرجاً يحاول البقاء في منطقة الأمان ويقول "أعلم أن هذا أمر غبي، لكن دعونا نتظاهر أنه ليس كذلك". لم أرغب أبداً في حدوث هذا الفصل بيني وبين المادة، أو افترض أنه حدث للجمهور".

وتابع ريمي: "لا يوجد مكان آمن... هناك مجرد إيمان - الإيمان بأن بيتر باركر موجود ويبذل كل طاقته في سبيل القضايا التي تهم قلبه وروحه. ومشاركة تلك الدراما مع الجمهور".

بالعودة إلى التسعينيات، كان كاميرون يريد أن يلعب ليوناردو دي كابريو شخصية بيتر باركر. وعندما أسندت مهمة الإخراج إلى ريمي، كان مصمماً على أن بطله يتمتع بصفات الفتى ابن الجيران. وهكذا دخل صديق دي كابريو، توبي ماغواير، الذي بدا أقرب إلى شخصية الأخ الأكبر الأبله منه إلى معبود الجماهير الهوليوودي.

قالت إيمي باسكال التي كانت ترأس في عام 2002 استوديوهات كولومبيا بيكتشرز التي تمتلكها شركة سوني: "قد لا يكون توبي هو الخيار الأبرز إذا كنت تختار ممثلاً للعب الدور الأكثر أهمية لأي شخصية يتم تصويرها في الاستوديو، لأنه لم يكن ذلك النوع من الأشخاص... لكنه كان ممثلاً رائعاً ويمتلك كل الصفات التي يحتاج إليها بيتر باركر. بصراحة، كان اختيار سام ريمي، وكان سام مصراً على اختياره، ما كان سيخرج الفيلم لو اختير ممثل آخر للدور".

تبين أن أجواء "سبايدرمان"، "المرحة النظيفة الجيدة" ووتيرته السريعة هي ما أراده الجمهور في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 القاتمة. في لحظة بائسة في تاريخ العالم - حيث كانت الولايات المتحدة ستقود غزو العراق لاحقاً بعد عام - كان هذا المهرب الخالي من التصنع بمثابة مكافأة.

وهذا ما قدمه "سبايدرمان" باعتراف النقاد. لقد هللت له مجلة نيويوركر على أنه مغامرة "ممتعة" في عالم "الخيال من الدرجة الأولى". أشادت مجلة "رولينغ ستون" به لأنه أعطى "ذلك الكائن الزغابي الذي لا يخجل من حقيقته عقلاً وقلباً وحساً مرحاً قوياً". سرعان ما كان سبايدي يتقافز نحو مرابح في شباك التذاكر العالمي بلغت 825 مليون دولار (ما يعادل 660 مليون جنيه استرليني).

من البديهي أن شركة سوني كانت تتابع باهتمام، وأعطت على الفور الضوء الأخضر لصناعة جزء تتمة يضع سبايدرمان في مواجهة مع دوك أوك (الشخصية الشريرة التي كان كاميرون يأمل في تقديمها أيضاً)، لكن مارفل كانت تراقب ما يحصل. لا يستطيع المرء مقاومة استنتاج أن كيفن فيج، الرئيس الحالي لاستوديوهات مارفل وكبير المخططين في عالم مارفل السينمائي قد رأى في فيلم "سبايدرمان" الذي أخرجه ريمي رؤية لمستقبل السينما.

بالتأكيد، فعل ريمي ذلك. عندما سُئل أخيراً عن تأثير سبايدرمان الذي أخرجه ودوره في خلق عالم مارفل السينمائي، كان متواضعاً جداً لدرجة عدم تمكنه من ادعاء أن له فضلاً شخصياً، لكنه كان واضحاً بشأن التغيير الجذري الذي حققته مغامرته الأولى مع بيتر باركر ومرابح شباك التذاكر التي بلغت 600 مليون جنيه استرليني - وأنه لحسن الحظ أو سوئه قد فتح الباب على مصراعيه أمام الأبطال الخارقين.

قال: "لقد حان الوقت أخيراً لـستان لي [و] شخصيات عالم مارفل الرائعة لاقتحام الشاشة الكبيرة... أعتقد أن الأمر يتعلق بهذا الجيل من القراء، الذين تحولوا أخيراً إلى أشخاص بالغين صاروا مديري تنفيذيين ومخرجي أفلام، ويعرفون ما هي أفضل القصص التي كانت موجودة - إنها كانت قصص مارفل المصورة".

لا تتم صناعة جميع أفلام عالم مارفل السينمائي بشكل متساوٍ. وليس إهانة لـريمي الاعتراف بأن فيلم "دكتور سترينج في الأكوان المتعددة المجنونة" ليس أكثر الأفلام المتنظرة في عام 2022 (كانت المراجعات المبكرة للفيلم متباينة، حيث انتقدته مراجعة "اندبندنت" لافتقاره إلى "أدنى حد من المرح"). قبل صدوره، تركز معظم الحوار على حقيقة أن عروض الفيلم ستكون مسبوقة بالإعلان الترويجي الأول لجزء التتمة الذي تأخر كثيراً لفيلم "أفاتار" Avatar للمخرج جيمس كاميرون.

إذا كان هناك شخص يعرف جملة سبايدي الشهيرة "القوة الكبيرة تأتي مصحوبة بمسؤولية كبيرة"، فهو ريمي، لكن بغض النظر عن كيف سيبلي ريمي في فيلم "دكتور سترينج" الجديد - الذي يلعب فيه بنيديكت كامبرباتش دور شخص روحاني يتنقل بين الأبعاد وعضو طارئ في فريق "المنتقمون" - يمكنه أن يعزي نفسه بمعرفة أنه قد غير بالفعل مسار السينما إلى الا بد مع "سبايدرمان"... بتأرجحه معلقاً بخيوط شباك العنكوبت وكل التفاصيل الأخرى.

يبدأ عرض فيلم "دكتور سترينج في الأكوان المتعددة المجنونة" في دور السينما هذا الأسبوع.

نشرت اندبندنت هذا المقال في 9 أيار 2022

© The Independent

المزيد من سينما