Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مبادرة مستقبل الاستثمار" ترسم خريطة طريق لحوكمة البيئة والشركات

قمة عالمية عقدت في لندن ناقشت عدداً من القضايا من بينها الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر

قمة عالمية عقدت في لندن تحت عنوان "الاستثمار في البيئة والمجتمع والحوكمة بالأسواق الناشئة" (أ ف ب)

كشفت مؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" السعودية، عن إطار عمل شامل جديد للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات ومنهجية للتسجيل، والذي تم تطويره لتسريع استثمارات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في الاقتصادات الناشئة.

جاء ذلك خلال القمة العالمية التي عقدتها المؤسسة الجمعة 20 مايو (أيار) تحت عنوان "الاستثمار في البيئة والمجتمع والحوكمة بالأسواق الناشئة" في فندق "روزوود" وسط العاصمة البريطانية لندن، وبمشاركة أكثر من 40 من القادة والرؤساء التنفيذيين العالميين والمستثمرين الدوليين وقادة الفكر وصانعي السياسات، ورؤساء ومديرين تنفيذيين عالميين في مجال مستقبل الاستدامة.

وتناولت القمة آراء المشاركين ونظرتهم حول مستقبل الاستثمار في البيئة والمجتمع والحوكمة ومستقبل الاستدامة، وكان من بين المتحدثين رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة، ورئيس مجلس إدارة شركة "أرامكو السعودية"، ياسر الرميان.

كما شاركت رئيسة الإدارة العامة للالتزام والحوكمة في صندوق الاستثمارات العامة السعودية، رانيا نشار، وكذلك كل من وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، والرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك" لاري فينك، ورئيس وزراء إيطاليا السابق ماتيو رينزي، والوزير البريطاني لشؤون الاستثمار جيري جريمستون،  والرئيس التنفيذي العالمي لمجموعة "أتش أس بي سي" نويل كوين، وعمدة مدينة لندن اللورد فنسنت كيفيني، والرئيس التنفيذي لمجموعة بورصة لندن ديفيد شويمر.

وتتواكب القمة التي تحقق ركيزة للمؤسسة، مع مجال التركيز المتمثل في الاستدامة، حيث تعمل المؤسسة للتأثير على الإنسانية عبر أربعة مجالات تركيز: الذكاء الصناعي وعلوم الروبوت، والتعليم، والرعاية الصحية، والاستدامة. وهذه القمة هي جزء من سلسلة من الأحداث التي تستضيفها المؤسسة، والتي ستتوج في النسخة السادسة من منتدى مستقبل الاستثمار السنوي في العاصمة السعودية الرياض في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر

وناقشت القمة التي استمرت يوماً واحداً، عدداً من القضايا من بينها الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر بما فيها أهمية التركيز على الاقتصادات الناشئة، وسبل تمكين قادة الجيل القادم العالميين من دعم مبادرات الاستدامة البيئية والاجتماعية والمؤسساتية، وتحديات صعود الاقتصاد الحقيقي، وتحديات التحول من تصفية الاستثمارات إلى المشاركة فيها، ورسم ملامح التطور للتمويل المستدام المتعلق بمشاريع محاربة التغيرات المناخية، إضافة إلى الابتكارات التقنية وسبل دفع عجلة التقدم المهم في الاستدامة، وعلاقة توفير التمويل بمشاريع إنتاج الطاقة النظيفة.

ومن جهته، أكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار"، ورئيس مجلس إدارة شركة "أرامكو السعودية"، ياسر الرميان، خلال جلسة تركزت على التحول الأخضر، أن وجود منصة تداول الكربون في السعودية هو في حد ذاته دليل على التغيير، مضيفاً أن مشاريع عملاقة في السعودية مثل "نيوم" و"أمالا" و"البحر الأحمر" تعتمد في طاقتها على مصادر خضراء.

وأشار الرميان إلى استراتيجية "أرامكو" للوصول إلى حيادية الكربون بحلول عام 2050، وهي جزء من توجه الرياض للوصول إلى هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

وقال الرميان، إن الصندوق السيادي السعودي يدعم مبادرات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، لافتاً إلى أن الصندوق هو من بين مؤسسين المبادرة التي يترأسها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذا الخصوص.

تطبيق شامل ومنصف للحوكمة

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد آتياس، إن محور عمل المؤسسة يتمثل في زيادة الوعي حول نقاط الضعف في المعايير الحالية للاستثمار بالبيئة والمجتمع والحوكمة، ومدى تأثيرها على آفاق الاستدامة العالمية، والدعوة إلى تطبيق شامل ومنصف للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، عن طريق تحفيز الإجراءات الفعلية من جانب كبرى الجهات الفاعلة الرئيسة في أنحاء العالم كافة".

وكشف آتياس في كلمته الافتتاحية للقمة، عن تطوير "إطار ومنهجية التصنيف الشامل للاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات" الجديد بدعم من شركة "إرنست أند يونغ"، بهدف منح تصنيفات غير متحيزة للشركات في الأسواق الناشئة، مثمناً المنهجية التي تضمن تحسن الأداء بمرور الوقت أكثر من اتساع نطاق البيانات المفصح عنها، مع التركيز على التحديات القطاعية بدلاً من مخاطر الدولة، وذلك لضمان تحقيق مبدأ التنافس العادل بين الشركات في الأسواق الناشئة والمتقدمة على حد سواء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أنه لتحقيق للأهداف المعلن عنها، استثمرت المؤسسة 500 ألف يورو في شركة "تيمبيتر"، إحدى كبريات الشركات في مجال التكنولوجيا الخضراء، والمتخصصة في قياس الأخشاب، والتي توفر تطبيقاً بتقنية البصريات الضوئية يعمل بالذكاء الاصطناعي، يحدد بدقة كميات الحطب في منطقة ما ويقيس طولها وقُطرها بدقة. وهي تقنية لا غنى عنها من أجل تحقيق إدارة أكثر استباقية للغابات واستدامة أكبر للقطاع، وكذلك من أجل زيادة شفافية سلسلة التوريد واستدامتها واعتمادها، وبالتوافق مع عمليات الاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

وأردف ريتشارد آتياس قائلاً: "إن المستند التعريفي التمهيدي بالاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، جاء بهدف الحث على تعظيم الاستثمار في ذلك المجال بالأسواق الناشئة، حيث يدعو كلاً من المستثمرين للتعهد علناً زيادة حصة رأس المال المخصص للأسواق الناشئة من أقل من 10 في المئة اليوم إلى 30 في المئة كحد أدنى من رأس المال المخصص والمستثمر، بحلول عام 2030".

رفع تقارير

وذكر آتياس أن المستند يقوم بتشجيع الشركات التي تتخذ من الأسواق الناشئة مقراً لها، على أن تصبح أكثر نشاطاً في الإفصاح عن المعلومات ذات الصلة عبر قنوات رفع التقارير العادية الخاصة بها. وكذلك يحث الشركات التي تتخذ من الأسواق الناشئة مقراً لها، إلى تدعيم تفسيرها المعتمد لكيفية توافق إجراءات الاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات مع الواقع المحلي، وتعزيز القيمة المحققة لجميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك إدارة المخاطر للمستثمرين.

وقال إن كوكب الأرض يعاني مشكلات كبيرة مع المناخ بسبب تدمير الطبيعة والسلام والأمن، مؤكداً أن الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات من الأدوات المهمة لتوجيه رأس المال لمواجهة مختلف المشكلات والتحديات، مضيفاً أن التقديرات تشير إلى أن الجهود المبذولة للتصدي لتغير المناخ وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030، تعاني نقصاً في التمويل بقيمة من 5 إلى 7 تريليونات دولار سنوياً، وأنه نظراً لهذه الفجوة التمويلية، فمن غير المرجح أن تتصدى الحكومات وحدها للأولويات الملحة لكوكب الأرض التي تمثلها أهداف التنمية المستدامة، ما يعني أن الاستفادة من قوة رأس المال ستكون أمراً لا غنى عنه.

وفي السياق ذاته، أشار إلى تعاون المؤسسة مع شركة "إرنست أند يونغ"، الذي أثمر عن إزالة العوائق التي تحول دون الاستثمار في البيئة والمجتمع والحوكمة في الأسواق الناشئة، والبدء في اتخاذ إجراءات ملموسة في سبيل خلق مستقبل أفضل للبشرية، مضيفاً، "نحن على يقين من أن شركاءنا في جميع أنحاء العالم سيساعدوننا في تحفيزنا على المضي في هذه الإجراءات قدماً لأبعد من ذلك".

الانخراط في قضايا الحوكمة البيئية

ومن جهتها، أكدت رئيسة الإدارة العامة للالتزام والحوكمة في صندوق الاستثمارات العامة السعودية، رانيا نشار، على ضرورة عدم تجاهل المؤسسات لقضايا الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، حيث قالت إن الانخراط في هذه القضايا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به.

وخلال مشاركتها ضمن جلسة "الانتقال من الاستثمار إلى المشاركة"، والتي ناقشت التحديات وآليات تحويل المستثمرين إلى نهج أكثر استباقية يسعى إلى التأثير على الطريقة التي تدمج بها الشركات، الحوكمة البيئة والاجتماعية وحوكمة الشركات على المدى الطويل، أشارت إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يتعاون مع مستثمرين وصناديق في خطط تتجاوز قيمتها تريليونات الدولارات.

الحاجة لتمويل ضخم

وخلال الجلسات، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة بورصة لندن، ديفيد شويمر، إن التحول الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الأخضر لا يمكن أن يتم مرة واحدة، فالمسألة تراكمية، بحيث يجب العمل المكثف من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني، ما يتطلب تمويلاً ضخماً بتريليونات الدولارات لتأمين هذا التحول، مؤكداً وجود حاجة ملحة إلى دفع عجلة الاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

وأضاف، "هنا يبرز دورنا في قيادة هذا التحول، فنحن نلعب دور الوسطاء، لذلك نمضي كثيراً من الوقت مع مصدري السندات الذين يتوجب عليهم التكيف مع المتغيرات البيئية ومعرفة أثر الاستدامة على تكلفة التمويل".

وتابع شويمر، "نحن نعمل على مساعدتهم ليدركوا أن تطلعاتهم لتحقيق الاستدامة لديها الأثر الكبير على تكلفة التمويل".

الاستثمار في الإنسانية

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" هي منظمة عالمية غير ربحية، تأسست عام 2019 للمضي قدماً بأجندة واحدة، وهي الاستثمار في الإنسانية.

وتسعى المؤسسة التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى وضع منهجية جديدة أساسها تقييم الحوكمة البيئية والاجتماعية، وبناء إطار عمل عادل وشامل يكون أساساً للمبادرة.

ومنذ نشأتها، أطلقت المؤسسة عديداً من المبادرات لإنشاء مبادئ شاملة للاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لتحسين الأداء في هذا المضمار، وذلك في سبيل خلق مستقبل أكثر إشراقاً واستدامةً للبشرية.

وتجمع المبادرة قادة دول وشركات وصانعي سياسات ومستثمرين ومبتكرين من جميع أنحاء العالم في منتدى عالمي لاستكشاف حلول رائدة تتصدى لتحديات المجتمع، والعمل على تحقيق تلك الحلول.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير