Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدري القرود ينتشر في بريطانيا وعلماء الفيروسات مدعوون للتطوع

الاستجابة حيال تفشيه تتوسع بسرعة

جدري القرود أعاد المشاهد المأساوية القديمة لوباء الجدري المنقرض (موقع منظمة الصحة العالمية)

علمت صحيفة "اندبندنت" أن المسؤولين الصحيين في البلاد أصدروا نداءً "عاجلاً" لعلماء الفيروسات وحضوهم على المساعدة في الاستجابة "التي يتوسع نطاقها بسرعة"، للتصدي لتفشي عدوى "جدري القرود" (monkeypox) مع تأكيد 11 إصابة جديدة في بريطانيا.

ويأتي ذلك بعد أن أفيد عن عقد "منظمة الصحة العالمية" اجتماعاً طارئاً بشأن الزيادة "المقلقة" للفيروس عالمياً.

وفي رسالة إلكترونية اطلعت "اندبندنت" عليها، ذكرت رئيسة أعمال المختبر والعمليات في "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة"، لويز فورستر، "نحن نبحث عن أطباء أمراض معدية محليين ومستشارين في علم الأحياء الدقيقة أو الفيروسات، كي ينضموا إلى الخلية الطبية المعنية بـ(جدري القرود). وبحسب ما تعلمون، إنه حادثة على مستوى الوطن تتطلب استجابة ذات أولوية قصوى. إن تلك الاستجابة تتوسع بشكل سريع ونحن بحاجة فوراً إلى أكبر عدد ممكن من المتطوعين".

وجاء في الرسالة الإلكترونية بأن المتطوعين سينضمون إلى جدول مناوبة يكون بمثابة نقطة اتصال لتقديم المشورة الطبية بشأن "جدري القرود" وللاتصال بالأطباء العياديين بشأن النتائج الإيجابية.

وكذلك أكدت "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" حدوث 11 إصابة إضافية يوم الجمعة الماضي، ما يرفع عدد الإصابات الإجمالية في بريطانيا إلى 20 حالة. عالمياً، أبلغ عن ظهور 127 حالة في 11 بلداً.

وفي هذا السياق، ذكر الأستاذ الباحث في علوم الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون، الدكتور مايكل هيد، أن "تفشي جدري القرود مستمر في التزايد، وأنه مقلق من دون شك. يشكل مدى التفشي المجتمعي لجدري القرود بحسب ما رصدناه هنا في المملكة المتحدة والآن في بلدان عدة أخرى حول العالم، أمراً مثيراً للقلق. بيد أنه لا بد من تسليط الضوء على أنه فيما تعقد مقارنات بين جدري القرود وفيروس كوفيد، فإنه من المهم لنا أن نتذكر بأنهما فيروسان مختلفان يمتلك كل منهما خصائصه المميزة. وعلى الرغم من أن الوضع الحالي لـ(جدري القرود) يعتبر تفشياً كبيراً، فإنه يشكل حالة مختلفة كثيراً عن جائحة كورونا".

وأضاف "قد نرى في بعض الأحيان استخدام لقاحات الجدري التي ينصح بها للمخالطين عن قرب كجزء من مقاربة (التطعيم الدائري) ring vaccination [أسلوب في التلقيح يهدف إلى محاصرة عدوى معينة عبر تلقيح الدائرة المحيطة بالمصاب كالأهل والجيران، بدلاً من أساليب التلقيح العامة]. ومثلاً، استخدمت تلك المقاربة خلال تفشي فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية في العامين 2018-2019 حينما منح اللقاح للمخالطين المباشرين للمصابين، كجزء من استجابة الصحة العامة".

وفي غضون ذلك، غرد وزير الصحة ساجد جاويد بأنه أطلع وزراء الصحة في "مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى" على المعلومات المعروفة عن تفشي الفيروس.

ووفق جاويد، "معظم الحالات متوسطة وبوسعي التأكيد بأننا أمنَّا جرعات إضافية من اللقاحات الفعالة ضد جدري القرود".

وقد أعطيت اللقاحات لمن خالطوا المصابين، بصورة مباشرة ولصيقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشار إلى أن حالات "جدري القرود" رصدت إجمالاً في غرب أفريقيا. وفي العادة، لا يتفشى الفيروس في أماكن أخرى.

وتشمل عوارض الفيروس ارتفاع الحرارة، وألماً في الرأس، وألماً عضلياً، وألماً في الظهر، وتورم الغدد الليمفاوية، والقشعريرة والشعور بالتعب. ويضاف إلى ذلك ظهور طفح جلدي يبدأ عادة على الوجه قبل أن ينتشر إلى الأجزاء الأخرى من الجسم، ثم يتطور ليتحول بثوراً مكسوة بقشرة تبرز إلى الخارج وتسقط في النهاية.

وتتراوح فترة حضانة "جدري القردة" (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور أعراضها) بين 6 و13 يوماً، وقد تتراوح أيضاً بين 5 و21 يوماً.

وليست الحالات في المملكة المتحدة مجموعة ضمن كتلة واحدة، إذ ظهرت الحالات بصورة منفصلة وغير مرتبطة ببعضها بعضاً.

ورصدت الحالة الأولى لدى شخص عاد من نيجيريا، ثم ظهرت حالات أخرى غير مرتبطة بالسفر، ما يقود إلى افتراض وجود تفشٍّ مجتمعي لتلك العدوى.

كذلك رصدت حالات عديدة لدى المثليين وثنائيي جنس (مزدوجي الميول الجنسية) ورجال آخرين مارسوا الجنس مع رجال وشاركوا في خدمات الصحة الجنسية. وعلى الرغم من أن "جدري القرود" ليس عدوى منقولة جنسياً، فإنها قد تنتقل من طريق الاتصال المباشر خلال ممارسة الجنس. كذلك قد تنتشر من خلال لمس ملابس أو شراشف فراش أو مناشف استخدمها شخص مصاب بهذا الطفح الجلدي، وأيضاً من خلال سعال وعطس شخص مصاب بالعدوى.

وفي سياق متصل، تصر "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" على أن الخطر على سكان البلاد لا يزال متدنياً.

وفي هذا الإطار، ترى كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي الدكتورة سوزان هوبكينز، أنه "نتوقع أن يرصد مزيد من الحالات عبر العمليات الجارية للكشف عن الإصابات، بالتعاون مع هيئة خدمات الصحة الوطنية. ونعول على زيادة اليقظة في أوساط المتخصصين في الرعاية الصحية. نتوقع بأن تستمر هذه الزيادة خلال الأيام المقبلة، وأن يرصد مزيد من الحالات في النطاق المجتمعي الأوسع. وإلى جانب هذا الأمر، تردنا تقارير عن حالات إضافية ترصد في بلدان أخرى في أنحاء العالم".

وفي نفس مماثل، يعتبر جيمي ويثوارث، بروفسور الصحة العامة العالمية في "كلية لندن للصحة والطب المداري" LSHTM بأن التفشي في المملكة المتحدة يشكل وضعاً "غير مسبوق".

وأضاف، "تبرز الحاجة إلى العمل مع مجتمع المثليين والثنائيي الجنس المعرضين للخطر، بغية التأكد من معرفتهم بوجود هذه العدوى، وكذلك إبلاغ المرافق الصحية عن أي مؤشرات وأعراض بمجرد ظهورها. من الضروري أن يجري رصد الحالات وعزلها ومعالجتها سواء في المستشفى أو في المنزل، تبعاً لخطورة الإصابة وظروفها".

 

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 20 مايو 2022

© The Independent

المزيد من صحة