Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تدريبات إسرائيلية على توغل بري في العمق اللبناني

تقرير يدّعي استهداف إيران شخصيات واختطافها ومنها وزير الأمن السابق موشيه يعالون

تستعد إسرائيل لمواجهة قاسية مع "حزب الله" (أ ف ب)

اعتبرت إسرائيل امتناع الإدارة الأميركية عن تحديد موعد لانهاء المفاوضات النووية مع إيران في فيينا، فرصة لتعزز إيران قدراتها النووية واستمرار جهودها لتوجيه ضربات ضد أهداف إسرائيلية في مختلف المجالات والمواقع.

وفي حين يرى الإسرائيليون ضرورة اتخاذ موقف حاسم لوقف المفاوضات، يسعى وزير الأمن، بيني غانتس، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، إلى إقناع واشنطن بموقف تل أبيب، مستنداً إلى معلومات كشف عنها خلال لقاءاته في واشنطن.

ووفق توقعات الإسرائيليين، قد تؤدي هذه المعلومات إلى وقف المفاوضات أو قيام الولايات المتحدة والدول المشاركة في المحادثات النووية بخطوة أحادية الجانب، وحتى احتمال الدخول في مواجهة مع إيران في الفترة القريبة.

المعلومات التي يتحدث عنها الإسرائيليون تكشف عن مخططات خطيرة لإيران، وتتوقع أن يدفع الكشف عنها إيران إلى تليين موقفها وإعلان موافقتها على إشراف دولي على برنامجها النووي.

الأمن الدفاعي والهجومي المشترك

في الوقت الذي بحث فيه غانتس الملف النووي الإيراني في واشنطن، كثف جيشه في تل أبيب تدريباته على حرب شاملة وضرب المنشآت النووية الإيرانية. وسيتم التركيز على هذه التدريبات في الأسبوع الأخير من المناورة الإسرائيلية الكبرى "عربات النار".

التدريبات ستركز على المنظومات الدفاعية والهجومية المشتركة. وتشمل إلى جانب هذه التدريبات توجيه ضربة ضد المنشآت الإيرانية والتدريب على حرب تشمل الجبهات كلها في آنٍ واحد.

وفي سياق الاستعدادات الإسرائيلية لمثل هذا السيناريو، لا يقتصر التدريب على مناورة "عربات النار"، ووفق المخطط الإسرائيلي ستنفذ فرقة المظليين المختارة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي مناورة في قبرص للتدريب على العمل في منطقة غير معروفة تشبه منطقة لبنان.

مقتل عناصر من "حزب الله" يشعل الحرب

وعلى الرغم من أن التدريبات على الحرب الشاملة تنتهي في الثاني من يونيو (حزيران) المقبل، فإن المخططات التي يضعها الجيش الإسرائيلي لشن هجوم على إيران، يحتاج تنفيذها إلى سنة على الأقل، وفق مسؤولين أمنيين.

والسيناريو الذي تركز عليه التدريبات هو أن يؤدي قصف إسرائيلي في سوريا إلى مقتل عناصر من "حزب الله"، فيرد الحزب بقوة لتدخل إسرائيل في قتال بالشمال، وتتدهور الأمور إلى حرب تنضم إليها غزة والساحة الفلسطينية في الضفة.

ويشمل السيناريو عملية برية في العمق اللبناني، حيث تجد إسرائيل نفسها في مواجهة قاسية مع "حزب الله"، بعد إطلاق ثقيل لصواريخ على الجبهة الداخلية، وتكون نسبة الخسائر عالية في أوساط المدنيين، ما يولد ضغطاً متزايداً على الحكومة والجيش للرد جواً بصورة أشد. وبعد ذلك، إرسال قوة برية لعملية عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، على أمل وقف إطلاق الصواريخ.

في سياق انتقاد تصعيد التهديدات والتصريحات بشأن احتمال الحرب والتصعيد الأمني، حذرت جهات إسرائيلية القيادتين السياسية والعسكرية من مثل هذه التهديدات والتصريحات، في ظل واقع مؤكد بأن "(حزب الله) نجح خلال 16 عاماً، منذ حرب لبنان الثانية (2006)، في بناء منظومة هجومية ودفاعية لا تملكها دولة تدرج بين الدول المتوسطة من حيث القوة العسكرية، وهو ما يستدعي قيادة الجيش إلى إدراجه في جدول السيناريو الذي تشمله مناورة عربات النار، والعمل على سبل مواجهة هذه الحقيقة وخطورتها"، وفق الإسرائيليين.

تقديرات الجيش الإسرائيلي

ووصلت ذروة الأجواء الحربية في إسرائيل، لدى استعراض رئيس الأركان، أفيف كوخافي، تقديرات الجيش لحرب مع لبنان، حيث تحدث عن حرب غير مسبوقة وسيشهد الأسبوع الأول منها مواجهات عنيفة من الطرفين.

التقديرات الإسرائيلية أن "حزب الله" سيستهدف 80 موقعاً إسرائيلياً وستتعرض لدمار كبير، حيث يطلق الحزب يومياً 1500 صاروخ، ووفق الخطة الإسرائيلية، التي عرضها كوخافي، سيدفع اللبنانيون ثمناً باهظاً حيث من المتوقع مقتل الآلاف حتى اليوم التاسع من الحرب، فيما لن يتجاوز عدد الإسرائيليين القتلى خلال الأيام التسعة 300 قتيل، وفق كوخافي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب تقديرات الجيش يمتلك "حزب الله" 45 ألف صاروخ قصير المدى، تصل حتى 40 كيلومتراً، و80 ألف صاروخ متوسط وطويل المدى، بينها عشرات الصواريخ الدقيقة.

واعتبر كوخافي أن المواجهات التي ستقع بين الجيش الإسرائيلي ووحدة "رضوان" التابعة للحزب ستدفع بإسرائيل إلى اتخاذ قرار حاسم بتوغل بري داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما استدعى إلى تكثيف التدريبات في مناطق وعرية شبيهة بجغرافية البلدات اللبنانية في الجنوب، التي يضعها "حزب الله" ضمن بنك أهدافه في الحرب.

واعترف كوخافي لدى عرضه تقريراً أمام قادة الجيش، خلال إشرافه على مناورة "عربات النار"، بأن القصف المكثف الذي ستتعرض له البلدات الإسرائيلية من قبل صواريخ "حزب الله" ستؤدي أيضاً إلى تدمير مواقع عدة وسيكون من الصعب على منظومة الدفاع الجوي، التي سيستخدمها الجيش الإسرائيلي اعتراض جميع الصواريخ.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي يقوم، خلال هذه الأيام، ببناء حاجز جديد عند مقاطع عدة من الحدود مع لبنان، لعرقلة محاولات تسلل عناصر لبنانية مقاتلة خلال الحرب.

أسابيع تبعد إيران عن النووي

جنباً إلى جنب التدريبات العسكرية، تواصل إسرائيل جهودها لمنع اتفاق نووي مع إيران. وقد استبق غانتس زيارته إلى واشنطن بحملة تحريض على إيران خلال ندوة شارك فيها في كلية رايخمان.

وقال غانتس، إن إيران تبذل جهوداً لاستكمال إنتاج ألف جهاز طرد مركزي متطور من طراز IR6 في موقع تحت الأرض، لافتاً إلى أن الثمن الباهظ في مواجهة التحدي الإيراني، عالمياً وإقليمياً، بات اليوم أعلى مما كان عليه قبل سنة وأقل مما سيكون عليه بعد سنة، الأمر الذي يستدعي اتخاذ خطوات فورية تمنع إيران من أي تقدم في أي اتجاه.

ووفق ما عرض غانتس، فقد باتت إيران في وضع لا يمكن منعها من إنتاج وتشغيل أجهزة طرد مركزية متطورة. وقال، "باتت إيران على بعد أسابيع من تجميع مادة انشطارية تكفي لقنبلة أولى، وفي حوزتها 60 كيلو غراماً من المواد المخصبة بمستوى 60 في المئة".

شخصيات إسرائيلية في المرمى الإيراني

ضمن السعي لإنجاح زيارة غانتس إلى واشنطن، اختار جهاز الأمن العام (الشاباك) موعد الزيارة ليكشف عن أن إيران حاولت مرات عدة اختطاف شخصيات إسرائيلية رفيعة بينها وزير الأمن السابق موشيه يعالون.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أن الشكوك راودت يعالون فأبلغ "الشاباك" الذي أحبط العملية.

ويدّعي الإسرائيليون أن "الشاباك" رصد خلال الأشهر الماضية "نشاطات للاستخبارات الإيرانية لتشجيع أكاديميين إسرائيليين ومسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية على السفر إلى الخارج بهدف اختطافهم أو المساس بهم. ولتحقيق ذلك، انتحل عناصر الاستخبارات الإيرانية هوية محاضرين وصحافيين ورجال أعمال وتواصلوا مع الإسرائيليين عبر البريد الإلكتروني".

ونقل عن جهاز "الشاباك"، أن التوجهات للإسرائيليين جرت بواسطة البريد الإلكتروني، واستخدام عناوين بريد إلكتروني مشابهة لعناوين حقيقية معروفة للجهة الداعية في خارج البلاد، بعد تغيير حرف أو إشارة في العنوان، وتقمص هوية "مسروقة" من أجل إجراء الاتصال.

ووفق تقرير "الشاباك"، فإن الإيرانيين استخدموا أسماء معروفة لمعاهد أبحاث أو علامات تجارية معروفة أو عناوين أخرى يمكن التحقق منها عبر البحث عنها في الإنترنت.

المزيد من الشرق الأوسط