Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"غريزة أساسية" أثار المخاوف وكان في مثابة فضيحة غيرت روح العصر

كان فيلم الإثارة الجنسي من بطولة مايكل دوغلاس وشارون ستون وإخراج بول فيرهوفن صادماً وعنيفاً جداً ومستفزاً جنسياً إلى حد أن الثقافة بشكل عام لم تعد إلى سابق عهدها

فازت شارون ستون ببطولة "غريزة أساسية"، وقيل أن ميشيل فايفر وكيم باسنجر وميغ رايان وجينا ديفيس رفضن العمل (غيتي)

كانت الفضيحة ترافق فيلم "غريزة أساسية" Basic Instinct منذ أن كان مجرد فكرة [مرحلة الإرهاص]- قبل وقت طويل من ذلك المشهد الذي تقوم فيه شارون ستون بمباعدة ساقيها أثناء جلسة تحقيق جاعلة هذا الفيلم الذي ينتمي إلى السينما "السوداوية [المظلمة] الجديدة"، "نيو نوار" Neo-noir، وهو مشحون بأهواء جنسية، أكثر الأفلام إثارة لعام 1992. بعد شهور من بيع كاتب السيناريو جو إيسترهاز السيناريو مقابل 3 ملايين دولار (ما يعادل 2.2 مليون جنيه استرليني) بعد قضاء 13 يوماً فقط في كتابته. شرع هو والمخرج بول فيرهوفن في حملة ترويج واسعة النطاق. في مرحلة لاحقة، ادعى إيسترهاز أنه هدد بالاستغناء عن فيرهوفن. ما هو سبب الخلاف؟ تغييرات واضحة في النص. يقول كاتب السيناريو غاري غولدمان، الذي عمل على مسودات لاحقة، ضاحكاً: "لا أعرف السبب... ربما التركيز أكثر على السحاق أو شيء من هذا القبيل!".

كان "غريزة أساسية" الذي صدر في المملكة المتحدة في 8 مايو (أيار) قبل 30 عاماً، عملاً مثالياً يليق بـالمخرج فيرهوفن الذي تتناول أفلامه مواضيع: البذاءة والعنف والجنس، بما في ذلك أفلام "روبوكوب" RoboCop (الشرطي الآلي)، "توتال ريكول" Total Recall و"فتيات الاستعراض" Showgirls. وفي مقابلة ترويجية، قال المخرج: "أعتقد أن الجنس هو أحد أهم الأشياء في الحياة، أليس كذلك؟". في تلك الأثناء، كان بطل الفيلم مايكل دوغلاس يشارك في سلسلة من الأعمال المثيرة مثل "وول ستريت" Wall Street، "جاذبية قاتلة" Fatal Attraction، وبعد عام "السقوط" Falling Down. كانت الذكورة السامة موطن قوته.

بعد أن ترك الكاتب إيسترهاز والمنتج إروين وينكلر المشروع، احتجا على رغبة فيرنهوفن في إظهار أجزاء عارية من الجسم في "مراحل إثارة مختلفة" - دعا فيرنهوفن الكاتب غولدمان (الذي كتب فيلم توتال ريكول) للعمل على سيناريو "غريزة أساسية". مثل أي شخصٍ آخر في ذلك الوقت، أحب غولدمان الفيلم، ولا سيما الشخصية الشريرة فيه: الروائية المجرمة التافهة والفاتنة كثيراً كاثرين تراميل. عندما يُقتل صديقها مطعوناً بملقط ثلج أثناء ممارسة الجنس، تصبح تراميل المشتبه به الرئيس. جريمة القتل تطابق أيضاً وصف جريمة تحدثت عنها في أحد كتبها. يتذكر غولدمان: "إما أنها جريمة مقلدة أو أنها تستخدم كتابها كذريعة... إنها حركة ذكية للغاية".

يلعب دوغلاس شخصية المحقق نيك كوران، وهو مدمن يخضع للعلاج بهدف التعافي ويواجه تحقيقاً داخلياً بسبب حادث إطلاق نار عرضي. وسرعان ما تغرس تراميل أظافرها فيه [تسيطر عليه] في إحدى المشاهد، من خلال التلاعب به وتطويعه وإغرائه. وبذلك عاد الشرطي- الذي يجسد شخصيته دوغلاس- إلى التدخين وشرب الكحول، في غضون دقائق فقط من لقائه بتراميل.

كانت الإشاعات عن مشاهد جنسية مكثفة هي الأولى في سلسلة الفضائح التي لحقت بالفيلم أثناء إنتاجه وعند إصداره. انتقد نشطاء حقوق المثليين الفيلم بسبب تصويره لشخصيات ثنائية الميول الجنسية - كانت الفتاة القاتلة هي الأحدث في "سلسلة طويلة من السحاقيات المضطربات نفسياً"، كما قال أحد المتظاهرين - بينما تناولت الصحف الشعبية الطابع الجنسي الصريح للفيلم. تربعت شارون ستون على روح العصر الثقافية والجنسية بفضل لعبها دور تراميل، وانتشار صورها على اللوحات الإعلانية وهي تعانق دوغلاس وتنظر من فوق كتفه. استمر الجدل حتى العام الماضي، عندما ادعت ستون في مذكراتها التي تحمل عنوان "جمالية العيش مرتين" أنه تم التحايل عليها كي تصور مشهد التنورة الفاضح الأشهر في الفيلم، ويبقى ذلك اختزالاً ثقافياً للفضيحة. وفي الشهر الماضي فقط، أدانت نائبة رئيس حزب العمال أنغيلا رينر اتهامات من مصادر لم تسمها من حزب المحافظين لصحيفة "ديلي ميل" بأنها استخدمت "حيلة فيلم غريزة أساسية" لتشتيت انتباه بوريس جونسون بساقيها خلال مساءلة رئيس الوزراء البرلمانية.

في عام 1991، كانت ستون متلهفةً للعب دور تارميل، لكنها في البداية لم تكن قادرة حتى على الحصول على نسخة من السيناريو. اضطر مدير أعمالها إلى التسلل إلى مكاتب شركة الإنتاج لأخذ نسخة منه حيث استخدم بطاقة مصرفية لفتح الباب. حتى ذلك الحين، استغرق الأمر شهوراً من ملاحقة صانعي الأفلام بمكالمات هاتفية. تتذكر الممثلة في مذكراتها، أنها واجهت صعوبات في الحصول على أدوار سينمائية لائقة لأنها - وفقاً للغة المستخدمة في الصناعة - لم تكن"تمتلك القدر الكافي من الإغراء الجنسي". يتذكر غولدمان قائلاً: "ربما كانت شارون أول ممثلة أخضعها بول لاختبار الأداء... لقد عملنا معها أخيراً في "توتال ريكول" - لقد كانت رائعة في ذلك الفيلم وجميلة. كانت إلى حد ما مثل كاثرين تراميل. إنها حقاً ذكية وحازمة ومليئة بالحيوية. كنا نعلم أنها ستكون رائعة في الدور. لكنها لم تكن نجمة كبيرة بما يكفي".

رفض دوغلاس حتى أن يشارك في اختبار الأداء معها. كان "غريزة أساسية" يعد مجازفة - فهو عمل جنسي وتخريبي [ثوري] وعنيف - ولم يكن يريد أن يخوضها بمفرده. أراد دوغلاس وجود اسم نجمةٍ أخرى على اللوحات الإعلانية. يقول غولدمان: "كانت هناك ممثلات خائفات من المشاركة لأن الفيلم كان جنسياً للغاية". كانت ميشيل فايفر وكيم باسنجر وميغ رايان وجينا ديفيس من بين الفنانات اللواتي قيل إنهن رفضن العمل. لا عجب في ذلك. تثبت نظرة سريعة على المخططات الأولية للعمل أنه مدهش - فهو مادة إباحية بشكل إيجابي [من غير تردد]. كان فيرهوفن صريحاً بشأن رغبته في دخول المعركة حتى النهاية. "لم يكن هناك مجال للتفاوض حول العري"، كما قال في فيلم وثائقي عن العمل.

أما بالنسبة إلى اختيار شارون ستون، فقد رضخ دوغلاس في النهاية. تذكرت في كتاب مذكراتها أن أحد منتجي الحوار وهو "رجل مسن وغير مطمئن [مريب]" قال لها بعد إسناد الدور إليها: "أنت لم تكوني خيارنا الأول يا كارين. لا، لم تكوني حتى الثانية أو الثالثة. لقد كنت الاختيار الثالث عشر لهذا الفيلم". استمر هذا المنتج المسن والمريب بمناداتها "كارين" طوال فترة الإنتاج - على الرغم من أنه تمكن من تذكر اسمها الحقيقي عندما تم ترشيحها لاحقاً لجوائز.

كان المحتوى الجنسي لـ "غريزة أساسية" موضوعاً ساخناً حتى قبل الإنتاج. قالت ستون للصحافة بعد اختيارها للمشاركة فيه: "أعلم أنه سيتم التعامل مع المشاهد الأكثر حساسية بنزاهة تامة". كانت الصحف حريصة في تقاريرها على ذكر أن ستون "تبلغ من العمر 32 سنة وأنها عزباء". اعترفت ستون في وقت لاحق بأنها تعذبت بسبب لعب دور تراميل، وكانت تعاني من كوابيس وسارت نحو سيارتها مرتين وهي نائمة.

هناك تناقض في الصميم المظلم المثير لـ "غريزة أساسية". تم التدقيق في كل من ستون وشخصيتها بسبب ميولهما الجنسية الجريئة، وقامت ستون بتصوير مشاهد من المستحيل تخيلها في الأفلام السائدة الآن (في الواقع، طويت صفحة المشاهد الجنسية غير المبررة، التي كانت عنصراً أساسياً في مرحلة ما، في السنوات التي تلت صدور "غريزة أساسية")، لكن تراميل كانت سابقة لزمانها.

يقول غولدمان: "تلعب شارون دوراً عبقرياً عظيماً... إنها تتحكم في كل المواقف. لا أعتقد أن شخصية كهذه وجدت من قبل. إنها تفخر تماماً بالجانب الجنسي في شخصيتها. إنها تمتلك المال، وذكية وتحصل على ما تريد. من الأمور التي أدهشت الجميع أن الفيلم حقق قفزة نوعية متقدمة في تصوير امرأة قادرة على فعل أي شيء يمكن للرجل فعله [تكون نداً له]".

يقول غولدمان: "تلعب شارون دوراً عبقرياً". "إنها تتحكم [تمسك بمقاليد] في كل المواقف. لا أعتقد أنه كانت هناك شخصية كهذه من قبل. إنها تمتلك حياتها الجنسية [تشق طريقها في الجنسانية على هواها] تماماً. لديها المال، إنها ذكية، وتحصل على ما تريد. لقد صدمت الجميع على أنها قفزة نوعية إلى الأمام في تصوير امرأة يمكنها فعل أي شيء يمكن للرجل فعله".

فيلم "غريزة أساسية" المشغول بأسلوب أفلام "نوار"، يعد كابوساً فرويدياً بالنسبة للذكور. بينما تتم مصادرة سلاح الشرطي الذي يجسده دوغلاس، كانت تراميل طليقة، تقوم بغرس ملقط الثلج أو تهدد باستخدامه - مع كل رجل يمكنها الوصول إليه. يأتي أهم استعراض لقوتها خلال المشهد الأكثر شهرة في الفيلم: عندما تبعد ساقيها عن بعضهما - كاشفة عدم ارتدائها ملابس داخلية - أثناء جلسة استجواب للشرطة. كان المشهد فكرة فيرهوفن. يقول غولدمان عن السيناريو الأصلي: "كان الجنس دائماً يلعب دوراً مهماً في الفيلم... لكن مشهد الاستجواب والأشياء الأخرى التي باتت الآن العلامات الفارقة للعمل - حركة مباعدة الساقين - كانت من أفكار بول".

زعمت ستون في مذكراتها أن فيرهوفن طلب منها خلع ملابسها الداخلية من أجل المشهد، لأنه كان يرى شيئاً أبيض في اللقطة. وأكد لها أن كل ما سيراه الجمهور هو عبارة عن منطقة مظللة. عندما شاهدت اللقطات المصورة - وفي زمن ما قبل العصر الرقمي - بدت جيدة. لكن ستون رأت المشهد بشكل جيد أثناء عرض قبل طرح الفيلم للمشاهد الجماهيرية. وروت كيف اقتحمت حجرة البث وصفعت فيرهوفن على وجهه. نفى فيرهوفن القصة، واصفاً رواية ستون للأحداث بأنها "هراء". لكن ستون كانت تتحدث إلى الصحافة منذ عام 1992 حول كيف كان المشهد فاضحاً أكثر مما وافقت عليه.

تتذكر جين تريبلهورن، التي لعبت دور الدكتورة بيث غارنر، الطبيبة النفسية التي تعالج كوران ويحتمل أنها مختلة، كيف أن مشهدها الجنسي مع دوغلاس - الذي يبدو عنيفاً بشكل مثير للاشمئزاز عند مشاهدته بعد 30 عاماً - كان أكثر قسوة مما تم وصفه لها في الأصل. قالت تريبلهورن لموقع "ويكلي إنترتينمت" في عام 1993: "بمجرد أن وصلت إلى موقع التصوير، كنت قادرة على رؤية مسودة المشاهد الجديدة التي وضعها بول وأدركت ما الذي كان يحدث. قبل تصوير العمل، كنت متوترة للغاية، كنت أضحك بطريقة خارجة عن السيطرة [هستيرية]. لكنني اكتفيت بالالتزام بالنص وكانت الأمور على ما يرام، حسناً، باستثناء الكدمة على رأسي التي أصبت بها جراء ضربه بالحائط عدة مرات".

استغرق تصوير المشهد الجنسي المحوري في الفيلم - أو "مشهد المضاجعة [التاريخية] المنقطعة النظير في القرن [العشرين]" كما يصفه كوران في النص، وما زال يسميه دوغلاس حتى الآن - عدة أيام. يتذكر فيرهوفن كيف طلب من ستون أن تعده بتنفيذ ما يطلبه منها ثم اتفقا. وبعد إبعاد معظم طاقم العمل عن موقع التصوير، شارك المصور السينمائي جان دي بونت الفراش مع ستون ودوغلاس لتصوير المشاهد. قال لاحقاً: "أنا لا أصور مثل شخص متلصص... أنا أصور مثل شخص يصادف وجوده في المشهد، كشريك لهما".

اطلع أعضاء في تحالف المثليين ومجموعة "كوير نيشن" الناشطة في حقوق المثليين على نص فيلم "غريزة أساسية" الذي تم تصويره في سان فرانسيسكو، القلب النابض لمجتمع المثليين في كاليفورنيا. احتجت هذه المجموعات وطالبت بإعادة كتابة الفيلم وقابلت ممثلاً عن الشركة المنتجة، وذلك لانزعاجها من تصوير تراميل وعشيقها المثلي، روكسي (الممثلة ليلاني ساريل) - قامت كلتا القاتلتين إما بالقتل أو الخضوع للشرطي المستقيم جنسياً الذي يلعبه دوغلاس. تضمنت بعض التغييرات التي اقترحتها المجموعات جعل شخصية دوغلاس مثلية، ويفضل لو لعبتها كاثلين تيرنر، وأن يتضمن حوار الشخصية عبارة: "الكثير من أفضل الأشخاص الذين قابلتهم في هذه المدينة هم من المثليين".

كما انضمت المنظمة الوطنية للمرأة إلى الاحتجاجات ضد الفيلم لكونه "فادحاً في كراهيته للمرأة، فهو أشبه بالقتل خارج نطاق القانون... [رسالته] هي أن النساء خطيرات ولا يمكن الوثوق بالذكيات". وقام النشطاء المثليون بتعطيل الإنتاج والعبث بالمعدات والإضاءة والتسبب في إثارة الرأي العام. ثم أصدرت الشرطة أمراً بمنع اقترابهم واعتقال المتظاهرين. فلجؤوا إلى تخريب الفيلم بتسريب معلومات تفسد متعة مشاهدته، وأطلقوا على حملتهم اسم "كاثرين فعلت ذلك".

يقول غولدمان: "لم أستطع فهم ذلك حقاً... لم أكن أعتقد أنها كانت مشكلة. إذا كانت لديهم مظالم مشروعة وكتبنا نصاً مسيئاً، أعتقد أننا كنا سنقول: يا إلهي هل نقوم بحذف ذلك؟. ولكن في الحقيقة لم يكن هناك شيء يستدعي الاحتجاج. شعرنا أنه كان إزعاجاً في غير محله". يعتقد فيرهوفن، وهو مواطن هولندي أصلي ذو موقف أوروبي تقدمي، أن فيلم غريزة أساسية كان مؤيداً للمثليين، ولكنه وجد أيضاً متعةً في الجدل. قال إنها كانت "حرباً جميلة".

ومن المفارقات أن كاتب السيناريو الأصلي جو إيسترهاز، الذي عاش في سان فرانسيسكو، كان الأكثر تقبلاً للتغييرات في النص. يتذكر غولدمان: "كان إيسترهاز، الذي يحب الدعاية، متحالفاً نوعاً ما مع هؤلاء الأشخاص ضد فيلمه... أعتقد أن السبب هو أن لديه ضغينة ضد العمل بعد الاستغناء عنه". لكن مصالحة جرت مع إيسترهاز، كما يوضح غولدمان، كان من الصعب بالفعل إعادة كتابة النص، لذا فقد رجعوا تقريباً إلى نسخة إيسترهاز وصوروها. عندما عرضوا على إيسترهاز السيناريو المعد للتصوير، انتابه الشك. "كان السيناريو يشبه إلى حد كبير النسخة الأصلية لدرجة أنه اعتقد أننا كنا نكذب عليه - كما لو أننا قدمنا له نسخة طبق الأصل!"، يقول غولدمان ضاحكاً.

أما وسائل الإعلام، فقد قامت بترقب الفيلم بشدة أو أنها لم تكن قادرة على التعامل مع الجنس الخالص في العمل. أصبحت الحياة الجنسية لستون قصة رئيسة (جاء في أحد العناوين الصحافية "ستون تتعرض لصدمة حب بلا ملابس داخلية"، بينما خصصت الصحف الشعبية أعمدة للحديث عن عدد الملابس الداخلية التي تمزقها الممثلة تريبلهورن، بالإضافة إلى تخمين عدد هزات الجماع في الدقيقة التي يمكن أن يتوقعها المشاهدون من ستون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عرض "غريزة أساسية" لأول مرة في لوس أنجليس في 18 مارس (آذار) عام 1992. وسرعان ما تبددت الاحتجاجات التي رافقت ليلة افتتاحه، ووصل الفيلم إلى المملكة المتحدة بعد شهرين. كانت مراجعاته النقدية مشوبة بكراهية النساء. كتب أحد النقاد الأميركيين: "شارون ستون تستطيع التمثيل! من كان يعرف ذلك؟". بينما حذرت صحيفة "صنداي تايمز" من أن الفيلم سيقضي على إنسانية المشاهدين، ووصفته صحيفة "ذا صنداي تلغراف" بأنه فيلم "ذبح وإباحية وبالكاد مقنع". لكن "غريزة أساسية" كان أيضاً رابع أنجح فيلم في عام 1992، حيث بلغت إيرادات شباك التذاكر في جميع أنحاء العالم 352.9 مليون دولار (268 مليون جنيه استرليني).

جعل الفيلم ستون نجمة - ورشحت لجائزة الأوسكار عن فيلم "كازينو" Casino لـ مارتن سكورسيزي بعد أربع سنوات - لكن ارتباط اسمها الدائم بـ كاثرين تراميل كان له أيضاً تأثير ضار. كما قالت في الفيلم الوثائقي "الجنس، الموت، وستون": "تعرضت في حياتي الخاصة للاعتداء وكأنني تلك الشخصية. لقد جعل الدور حياتي صعبةً للغاية - صعبة بشكل مؤلم وخطير وبشع. كان علي أن أدفع ثمن ذلك بطرقٍ مدمرة".

عند مشاهدته الآن، يبدو "غريزة أساسية" عملاً تافهاً للإمتاع الخالص - حتى أن فيرنهوفن اعترف بأنه "فيلم سخيف" - لكنه ارتقى بفضل الجودة المطلقة لصناعته: نص جيري غولدسميث المؤثر، بالإضافة إلى أسلوب فيرهوفن في محاكاة إلى أقصى الحدود أعمال هتشكوك، التصوير السينمائي لـ جان دي بونت الذي يقدم عمل "نوار" كلاسيكي بطريقة معكوسة. لا يتم اللجوء إلى الظلال والأجساد المخفية، بل تبدو مغمورة بالألوان الزرقاء الباهتة والبيضاء الصافية. كما أنه يظل عملاً لا مثيل له من ناحية تقديم الجنس على الشاشة الكبيرة: فيلم يتمتع بنظرة مستقبلية لكن لن يتم إنتاجه - أو لا يمكن ذلك - اليوم.

ولعل أفضل تلخيص لهذا الفيلم الظاهرة هو أردأ جملة ترد فيه، حيث تحذرنا فيها الدكتورة بيث من مخاطر كاثرين تراميل: "إنها شريرة! إنها رائعة!".

© The Independent

المزيد من سينما