Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فتح" تؤكد وجودها في غزة بقوة من بوابة الانتخابات النقابية

لم تنل حركة حماس أي مقعد نقابي بعد انتهاء عمليات فرز الأصوات

اعتبرت "فتح" أن فوزها يشكل رسالة بأن سكان غزة يرفضون حكم "حماس" (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

في مؤشر واضح يدل على محافظة حركة فتح على وجودها السياسي في قطاع غزة وزيادة شعبيتها بشكل لافت، اكتسح الفصيل السياسي الانتخابات النقابية التي جرت أخيراً على الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي اعتبر مراقبون سياسيون أنه يعكس توجهات الناخبين في حال جرى استفتاء ديمقراطي على مستوى المجلس التشريعي والرئاسة.

وجرت آخر عملية اقتراع نقابية على الأراضي الفلسطينية، على مستوى نقابة المحامين في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء، وبإشراف لجنة الانتخابات النقابية (مؤسسة حكومية مستقلة)، وحصلت قائمة "فتح" على كل المقاعد في مجلس نقابة المحامين داخل قطاع غزة وعددها ستة، في مقابل، عدم حصول تحالف "حركة حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية" على أي مقعد نقابي.

"فتح": "غزة تقف خلف عباس"

وعلى الرغم من أن عملية الاقتراع كانت نقابية فإنها حظيت باهتمام كبير، نظراً إلى مشاركة غزة فيها، وسط تنافس قوي بين التحالف الذي شكلته "حماس" من جهة، وقائمة "فتح" من جهة أخرى.
وقال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي إن "الاكتساح الذي حققته الحركة في الانتخابات النقابية وتحديداً على مستوى قطاع غزة يدل على التفاف السكان هناك والنخب المثقفة حول البرنامج السياسي والنضالي الذي تنتهجه فتح، وفق توجهات الرئيس محمود عباس". وأضاف أنه "على الرغم من حالة القمع والملاحقة لجميع كوادر فتح في قطاع غزة من قبل حماس ومحاولات حظرها، فإن نتائج الانتخابات تقطع الشك باليقين بأن فتح متجذرة في نفوس الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن "الخسارة المدوية لحماس وحلفائها دليل واضح على أن سكان غزة يرفضون حكمها وسياستها، ويلتفون حول الشرعية، لذلك عليهم قراءة هذه النتائج جيداً، والتي ستتكرر كثيراً".
وبحسب القواسمي فإن "بعض التيارات السياسية حاولت إسقاط فتح لكنها فشلت، على الرغم من الهجوم الذي تعرضت له الحركة وتحالف الجميع ضدها. وهذا دليل على سلامة النهج الوطني الذي تسير عليه الحركة وتتمسك به من أجل فلسطين".
 


"حماس": "الديمقراطية موجودة في غزة"

أما حركة حماس، وعلى الرغم من تحالفها مع "الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية"، وتشكيل قاعدة قوية للدخول في الانتخابات النقابية فإنها خسرت، فلم تحصل على أي مقعد نقابي، الأمر الذي رأى فيه مراقبون تراجعاً واضحاً لشعبيتها في غزة، معتبرين أن عليها إعادة دراسة القاعدة الجماهيرية في العمل النقابي وكذلك في الجمهور العام، فضلاً عن تغيير سياستها العامة مع المواطنين.
لكن "حماس" نفسها، اعتبرت أن "هذه العملية تدل على وجود مناخ جيد للحريات في غزة". وعلى مدى عمليات انتخابية أخرى فازت بها حركة فتح، باركت لها "حماس" بذلك، واعتبرت أن "هذا دليل على التنوع السياسي ووجود قاعدة فتحاوية قوية".
وقال عوني الشياح، ممثلاً التحالف بين "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية"، إنهم كانوا يسعون إلى "انتخاب مجلس نقابي مهني وليس حزبياً، يتمكن من المحافظة على مصالح العمل النقابي، ولذلك تواصلنا مع فتح لتشكيل مجلس جماعي يغادر مربع التفرد، لكن لم تنجح تلك المحاولات".
من جانبه، قال رئيس الدائرة السياسية في الحركة سامي أبو زهري إن "هذا دليل توفر مناخ جيد للديمقراطية والحريات النقابية في غزة، ومن الضروري توفير الأجواء ذاتها في الضفة الغربية بخاصة انتخابات الكتل الطلابية التي يتعرض قادتها للاعتقال والملاحقة الأمنية باستمرار". وأكد أن "التحالف والتعاون في هذه الانتخابات مع قوى سياسية أخرى يعكس مدى التوافق بين الفصائل الفلسطينية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


انتهاكات وديمقراطية

لكن على الرغم من ذلك، أبلغت حركة فتح عن مضايقات تعرضت لها كتلتها النقابية. وشكا عضو الهيئة القيادية في "فتح" جمال عبيد من أن أمن حكومة غزة منع قائمتهم النقابية من عقد لقاء لها. ووثقت ذلك "الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني"، وأوضح مسؤولها صلاح عبد العاطي أن "منع تجمع حركة فتح السلمي يعد تعدياً على حرية العمل النقابي، وعلى حق المواطنين بالتجمع وتنظيم اللقاءات والاجتماعات في الأماكن الخاصة بحرية"، مشيراً إلى أنه "من الضروري أن تحترم الأجهزة الأمنية صلاحياتها التي رسمها القانون في معرض تعاملها مع حقوق المواطنين وحرياتهم".
لكن، بحسب "لجنة الانتخابات النقابية" فإن "عملية الاقتراع النقابية جرت في أجواء ديمقراطية نقابية، ولا تشوبها أي مشاكل سياسية، كما لم يتم التبليغ عن اختراق". وقال مسؤولها الإعلامي توفيق أبو غلوة إن "هذه الخطوة جيدة، ونأمل ألا نقف عند الانتخابات النقابية واستكمال عملية الاقتراع على مستوى المجلس التشريعي والرئاسة".

وكان يفترض أن ينتخب الفلسطينيون العام الماضي مجلساً تشريعياً جديداً، إلى جانب اختيار رئيس للسلطة الفلسطينية، لكن عباس قرر تأجيل ذلك بذريعة أن إسرائيل ترفض السماح لسكان القدس الشرقية بالمشاركة في الانتخابات الشاملة.


شعبية جيدة لـ"فتح"

على أي حال، شكل اكتساح "فتح" جميع مقاعد مجلس النقابة مؤشرات ودلالات سياسية كثيرة، وبحسب مراقبي الانتخابات فإن هذه العملية تعكس التوجهات السياسية لسكان غزة. وقال الباحث سلامة أبو زعيتر إن "النتائج تدل على توجهات المجتمع ككل، كما أن فوز فصيل معين في عدد من الدورات الانتخابية يعني انتشار شعبيته الجماهيرية بين السكان".

كذلك اعتبر الباحث في شؤون السياسة طلال عوكل أن "فوز فتح يدلل على أنها ما زالت تحافظ على جماهيرها وشعبيتها في غزة، ولم تخسرها على الرغم من التضييق السياسي من قبل سلطات الأمن، لكن هذه النتائج التي تعكس ميول المجتمع لا تعد مؤشراً على إمكانية فوز فتح في انتخابات المجلس التشريعي، ولكن يمكن البناء عليها في دراسة ميول المجتمع السياسية".

وأوضح عوكل أن "ممارسات حماس والأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، قد تؤشر إلى رغبتهم في تغيير الواقع السياسي، وأنهم يرغبون في عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وهذا برز في نتائج عدة استطلاعات للرأي، لذلك من الضروري أن تجري حماس بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتكسب مزيداً من الأصوات في حال جرت انتخابات تشريعية ورئاسية".

المزيد من الشرق الأوسط