Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية تحتضن المصنع الثاني لسيارات "لوسيد" الكهربائية

الرئيس التنفيذي للشركة: "الصندوق السيادي" دعمنا لتحقيق أحلامنا

حجم الإنفاق على السيارات في السعودية خلال 2020 وصل إلى ما يقارب 10.66 مليار دولار  (واس)

توجت شركة "لوسيد موترز" نجاحاتها، الأربعاء، بتوقيع اتفاق إنشاء مصنعها الأول خارج موطنها الرئيس في الولايات المتحدة، بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية (غرب السعودية)، حيث يستهدف إنتاج 150 ألف سيارة سنوياً بعد اكتماله.

ويأتي إنشاء المصنع الجديد لشركة السيارات الكهربائية المنافسة لشركة "تيسلا" بعد ما يقارب خمسة أعوام من إنشائها أول مصانعها في ولاية أريزونا الأميركية، بعد صفقة استحوذ بموجبها الصندوق السيادي السعودي على 62 في المئة من الشركة التي بلغت قيمتها أكثر مليار دولار.

وقال رئيسها التنفيذي لوسيد بيتر رولنسون خلال كلمته على هامش حفل التوقيع، إن "صندوق الاستثمارات العامة دعمنا لتحقيق أهدافنا في وقت كنا لا نمتلك القدرة المالية".

وتوقعت الشركة أن يلبي المصنع الجديد الطلب المتزايد على سياراتها، وزيادة الطاقة الإنتاجية للشركة في منتصف العقد الحالي إلى 500 ألف سيارة كهربائية سنوياً، كما توقعت أن يوفر توقيع الاتفاق حوافز مالية تصل قيمتها الإجمالية إلى 3.4 مليار دولار خلال الـ 15 عاماً المقبلة.

من "أتييفا" إلى "لوسيد"

ونجحت شركة "لوسيد" في التوسع ببناء مصانع لها خارج موطنها الأصلي لم تكن ضمن طموحاتها وقت تأتسيسها العام 2007، وكان يطلق عليها مسمى "أتييفا"، وتخصصت في إنتاج البطاريات الكهربائية للسيارات، وخلال السنوات الخمس الأولى من عمرها، وقبل استقطاب مديرها التنفيذي الحالي والمسؤول السابق عن تصميم السيارة الكهربائية في شركة "تيسلا" عام 2013، كان طموحها شراء بطارياتها من قبل شركات السيارات الكهربائية وفي مقدمها "تيسلا"، لكن الوضع بدأ يتغير بشكل جذري، فبعد عام من استقطاب رولنسون بدأت الشركة في تنفيذ خطتها الجديدة التطويرية من خلال تنفيذ وصناعة أول سيارة لها، وفي العام 2016 أطلقت نموذجها الأول التجريبي للسيارة الكهربائية الذي تزامن مع تغيير اسمها إلى "لوسيد".

وبعد عامين، وتحديداً في 2018، دخلت في محادثات مع الصندوق السيادي السعودي نتج منها ضخ الصندوق استثمارت بأكثر من مليار دولار، ليستحوذ بموجبها على 62 في المئة من الشركة، وتبدأ مرحلة جديدة من خلال تشييدها أول مصانعها في أميركا بقدرة إنتاج 365 ألف سيارة سنوياً.

سباق تقني

الرئيس التنفيذي لفت إلى أن تدشين المصنع الثاني يعد مرحلة جديدة في مسيرة "لوسيد" لتحفيز تبني تقنيات وحلول الطاقة المستدامة. واستطرد خلال حفل التوقيع، "وعدنا العالم بتوسيع المسافة التي تقطعها (لوسيد) ووصلنا إلى 500 كيلومتر في الشحنة الواحدة متفوقين على كل منافسينا، وسنزيد المسافة لتكون الأكبر بأقل سعة بطارية، وسنحقق ذلك من طريق التكنولوجيا"، مؤكداً أن "الدور الذي نلعبه الآن هو سباق تقني، والفائزون هم الذين يمتلكون التقنية، وما نملكه من تقنية هو ما يحتاجه العالم".

في السياق ذاته، قال وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف إن "إحضار مصنع (لوسيد) إلى السعودية جزء مما نحلم به، وحين تحدثنا عن صناعة السيارات اخترنا من يستطيع المنافسة، ونستهدف محلياً صناعة أكثر من 300 ألف سيارة سنوياً بحلول العام 2030".

 

وأكد الوزير أن حجم الإنفاق على السيارات في السعودية خلال 2020 وصل إلى ما يقارب 40 مليار ريال (10.66 مليار دولار)، فيما يتجاوز حجم السوق السعودية أكثر من نصف مليون سيارة سنوياً، بما يمثل 50 في المئة من السوق الخليجية، مبيناً أن صندوق التنمية الصناعية السعودي قدم تمويلاً لإنشاء مصنع "لوسيد" بقيمة تقدر بخمسة مليارات ريال (1.33 مليار دولار).

من جانبه، أكد وزير الاستثمار خالد الفالح أن البدء بتطوير صناعة السيارات الكهربائية في السعودية يعكس التزام بلاده بجذب استثمارات نوعية تسهم في تنويع الاقتصاد ونقل التقنية وتطوير المهارات لدى الشباب السعودي، كما يعكس التزامها بتعزيز الاقتصاد الأخضر وتخفيف الانبعاثات الكربونية.

وقال إن "بناء شركة (لوسيد) للسيارات الكهربائية مصنعها الثاني في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية يؤكد تنافسية بيئة الأعمال في البلاد وفق أعلى المعايير العالمية، كما يعمل على تعزيز مكانتها كوجهة استثمارية مفضلة للاستثمارات النوعية والمتقدمة".

وأكد أن التقنيات الحديثة والابتكارات هي التي تقود الاقتصاد العالمي وتشكل مستقبله، وأنه "يمكننا تقديم فرص استثمارية وتسهيلات للمستثمرين والشركات التي تتطلع إلى المشاركة في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي والإسهام في دعم جهود التنويع الاقتصادي وفق رؤية 2030".

الحياد الصفرى

وحول تطوير قطاعي الصناعة والنقل في البلاد، قال وزير الاستثمار إن "تطوير قطاع تصنيع السيارات الكهربائية يشكل جزءاً من الجهود الأوسع للرياض للنهوض بالقطاعين الصناعي والصناعات المتقدمة، ولعب دور ريادي ومؤثر في تطوير مستقبل النقل والحياة الحضرية في العالم". ونوه إلى أن قطاع النقل يلعب دوراً مهماً في انتقال السعودية إلى اقتصاد أكثر اخضراراً في إطار جهودها لتحقيق التزامها بالوصول إلى الحياد الصفري بحلول العام 2060.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سياق متصل، سينتج مصنع شركة "لوسيد" أربعة أنواع مختلفة من السيارات الكهربائية ابتداء من 2023، وسيصل المصنع لطاقته الاستيعابية الكاملة البالغة (155000) العام 2028، كما سيكون هناك نوعان حصريان للمصنع المزمع بناؤه في البلاد وتصدير ما يقرب من 95 في المئة من إنتاجه، مما يدعم ميزان المدفوعات، إضافة إلى دعم سلاسل الإمداد وفتح فرص استثمارية جديدة.

وسيكون مقر مصنع المركبات الكهربائية لشركة "لوسيد" في الوادي الصناعي بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية التى توفر ميزات تنافسية وحلولاً للمستثمرين والشركات من حاجات الطاقة وسلاسل التوريد المحلية، إضافة إلى موقع المصنع الذي يسهل الوصول إلى الخدمات اللوجستية العالمية.

شراء 50 ألف سيارة

في سياق متصل، أعلنت السعودية أخيراً التزامها بشراء 50 ألف مركبة كهربائية مع إمكان شراء 100 ألف إضافية خلال السنوات الـ 10 المقبلة، إذ من المتوقع البدء بتسليم مركبات المصنع الكهربائي في السوق السعودي هذا العام، في حين سيعمل المصنع الثاني على تلبية الطلب المتنامي للسيارات الكهربائية محلياً وإقليمياً، كما سيعمل على تعزيز القدرة التصديرية لأسواق الشرق الأوسط.

 

اقرأ المزيد