تتجه أنظار الملايين من محبي كرة القدم، مساء اليوم، إلى إستاد رامون سانشيز بيزخوان في مدينة إشبيلية الإسبانية، لمتابعة نهائي مسابقة الدوري الأوروبي للموسم الحالي، بين آينتراخت فرانكفورت الألماني وغلاسكو رينجرز الاسكتلندي.
وتنتظر هذه المباراة النهائية المرتقبة كتابة آخر فصول المغامرة المميزة للناديين في مسابقة هذا العام، حيث كشر فرانكفورت عن أنيابه بإقصاء العملاق الكتالوني برشلونة في رُبع النهائي، ثم وست هام يونايتد الإنجليزي في نصف النهائي، فيما فجر غلاسكو رينجرز مفاجأة كبرى بالفوز على لايبزيغ الألماني في نصف النهائي.
ويسعى فرانكفورت لإنهاء انتظار دام 42 عاماً من أجل التتويج الأوروبي بعد فوزه بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1980، أما رينجرز فيخوض أول نهائي أوروبي منذ نهائي الدوري الأوروبي عام 2008، عندما خسر أمام زينيت سان بطرسبرغ الروسي في مدينة مانشستر خلال مباراة شهدت أحداث عنف جماهيري، ولم يتوج الفريق الاسكتلندي بأي لقب أوروبي منذ 50 عاماً.
وتتأهب الشرطة الإسبانية للمباراة منذ أيام عدة، حيث حذر خوان كارلوس كاسترو إستيفيز، القائد العام للشرطة لأمن المواطنين، من إمكانية وقوع مشكلات خطيرة، وقال في مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء، "هناك كثير من الأشخاص يشربون الكحول بكثافة ومعظمهم لا يحملون تذاكر للمباراة، مما قد يؤدي إلى مشكلات خطيرة".
وأعلنت الشرطة الإسبانية، صباح اليوم الأربعاء، أنها اعتقلت خمسة مشجعين للنادي الألماني في وقت متأخر أمس بعد أن هاجم قرابة 200 مشجع للفريق الألماني جماهير رينجرز الاسكتلندي.
وقالت الشرطة، إن هذه أول واقعة عنف تشهدها إشبيلية قبل المباراة حيث تستعد المدينة لاستقبال نحو 150 ألف مشجع للناديين الألماني والاسكتلندي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الشرطة الإسبانية في بيان، "وقع الحادث قرب منتصف الليل أمام كاتدرائية إشبيلية وتدخلت قوات الشرطة بسرعة لمنع مشجعي آينتراخت فرانكفورت من الاعتداء على مشجعي رينجرز، وبعدها هاجمت الجماهير الألمانية قوات الشرطة ورشقتها بالقوارير والألعاب النارية".
ونشرت السلطات الإسبانية 3100 من قوات الشرطة الوطنية في إشبيلية، حيث يتم إعداد ثلاث مناطق جماهيرية، وسيتم نشر ما يقرب من 2000 فرد من رجال الحرس المدني والشرطة المحلية في المدينة.
ومن أجل تقليل مخاطر المواجهة بين جماهير الناديين، سيتم فصلهما في مناطق تبعد كل منهما عن الأخرى 5.5 كيلومتر قبل انطلاق المباراة.
وحث جيوفاني فان برونكهورست مدرب رينجرز جماهير ناديه على التصرف بحكمة وبأفضل طريقة ممكنة.
وقال الهولندي في مؤتمر صحافي، "لا نصل إلى نهائي بطولة أوروبية كثيراً، لذلك يجب أن نستمتع بهذا الحدث والتأكد من عدم التسبب في أي مشكلة".
وأضاف، "لا أعتقد أن الأمر يتعلق بعدد المشجعين، قد يتسبب 50 مشجعاً في الفوضى، أعرف أن كثيراً من المشجعين هنا سيسافرون مع الفريق، يجب عليهم الاستمتاع بهذه المناسبة".
"سيعود نصف المشجعين إلى بلادهم سعداء بينما سيعود النصف الآخر غاضباً لكن يتعين علينا احترام المدينة المضيفة، يوجد كثير من الناس يعملون بجدية لاستيعاب جماهير الناديين، استمتعوا بالأجواء ولا تتركوا ذكريات سيئة خلفكم".
وأشاد فان برونكهورست، البالغ 47 سنة، لاعب رينجرز وأرسنال الإنجليزي وبرشلونة الإسباني السابق، بجماهير النادي وبالطريقة التي ساعدوا بها الفريق في تجاوز أندية قوية مثل بروسيا دورتموند الألماني ومواطنه لايبزيغ لبلوغ النهائي.
وأكد فان برونكهورست أن كيمار روفه تعافى من إصابة في ركبته، التي أبعدته أسابيع عدة، لكنه بات جاهزاً للنهائي.
وقال فان برونكهورست، "توجت بخمسة ألقاب في أربعة أعوام مع فينوورد لكن هذا مختلف، إنه ناد لعبت له ثلاث سنوات في تسعينيات القرن الماضي وفخور بقيادته للنهائي، نملك فرصة كبيرة للفوز بالبطولة الثانية من حيث الأهمية في أوروبا".
وعلى الجهة الأخرى، أشاد أوليفر غلاسنر مدرب فرانكفورت بطريقة لعب منافسه، ويرى أنه مزيج من برشلونة ووست هام.
وقال غلاسنر، "رأيت مزيجاً من وست هام يونايتد وبرشلونة، التأثير الهولندي لمدربهم يظهر في طريقة بناء اللعب، لكن مع عقلية بريطانية، نحتاج للأداء بأفضل طريقة ممكنة للفوز عليهم".
ومع توقع السلطات الإسبانية وصول 50 ألف مشجع لآينتراخت، أشاد غلاسنر بجماهير النادي الألماني الذين يسافرون خلف الفريق وأسهموا في فوزه خارج أرضه على ريال بيتيس وبرشلونة ووست هام في طريقه نحو النهائي.
ويعتقد أن هذه الجماهير ستكون عاملاً مؤثراً مرة أخرى، وقال، "جماهيرنا استثنائية، لقد بذلوا جهوداً كبيرة لمتابعتنا في جميع أنحاء أوروبا، يسهمون في صنع أجواء مليئة بالحماس والشغف".
