Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرارة الأرض ربما تتجاوز الحد الآمن خلال السنوات الـ5 المقبلة

سبق أن ارتفعت 1.1 درجة مئوية بالمقارنة مع ما قبل عصر الصناعة ولا يفصلها إلا القليل كي تتخطى حدود الطمأنينة

صبي يبحث عن عملات معدنية في نهر "يمنا" حيث انخفض منسوب المياه بشكل كبير بعد موجة الحر في الهند (أ ب)

في تحديث جديد أصدرته "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية"، تبيّن أن السنوات الخمس المقبلة تنطوي على إمكانية متساوية لأن تبلغ درجة الحرارة العالمية مؤقتاً 1.5 درجة مئوية فوق مستوياتها في ما قبل عصر الصناعة.

وفي الواقع، يتزايد باطراد احتمال تجاوز الزيادة في حرارة الأرض عتبة الـ1.5 درجة مئوية مؤقتاً، منذ 2015 حينما كانت تلك الزيادة قريبة من صفر درجة مئوية. جاءت تلك المعطيات ضمن الدراسة التي نهض بها "مكتب الأرصاد الجوية" في المملكة المتحدة UK Met Office، المركز الرئيس المعتمد في "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" في وضع هذه التوقعات.

بين 2017 و2021، كان احتمال تجاوز هذه العتبة 10 في المئة، لكنه ارتفع إلى 50 في المئة في الفترة بين 2022 و2026، وفق ما يرد في "تحديث عن المناخ العالمي السنوي لفترة ما بين سنة وعشر سنوات".

وفي وقت سابق، ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار 1.1 درجة مئوية قياساً على مستويات ما قبل العصر الصناعي، بالتالي فإن الوصول إلى زيادة بـ1.5 درجة مئوية لا يمثل سوى زيادة بمقدار 0.4 درجة مئوية. تذكيراً، المقصود بـ"مستويات ما قبل الصناعة" هي درجات الحرارة المسجلة قبل الثورة الصناعية، وبشكل أكثر تحديداً تستخدم الأمم المتحدة درجات الحرارة المسجلة في الفترة المرجعية الممتدة بين عامي 1850 و1900 باعتبارها تمثّل تلك الحرارة في عصر ما قبل الصناعة.

حتى تجاوز 1.5 درجة مئوية مؤقتاً سيشكل لحظة فارقة، لأن "اتفاق باريس بشأن المناخ" للعام 2015 يهدف إلى الحفاظ على متوسط حرارة لا يتخطى 1.5 درجة مئوية قياساً على مستويات ما قبل العصر الصناعي، وذلك للحيلولة دون حدوث أسوأ الأضرار الناجمة عن تغير المناخ. واتفقت الدول على أنه إذا تعذر تحقيق 1.5 درجة مئوية، يكون الهدف التالي هو الحد من الاحترار العالمي عند مستوى "أدنى بكثير" من درجتين مئويتين.

ومع ذلك، في حال تجاوز ارتفاع الحرارة عتبة 1.5 درجة مئوية مؤقتاً في إحدى السنوات الخمس المقبلة، فهذا لا يعني أن "اتفاق باريس للمناخ" قد نُقِض. ويعود ذلك إلى أن ذلك الهدف يشير إلى متوسط درجة الحرارة الأساسية ولا يشتمل على التباين الطبيعي من عام إلى آخر، وفق ستيفن شيروود، من "مركز بحوث تغير المناخ" في "جامعة نيو ساوث ويلز" في أستراليا.

ووفق شيروود، "بكلمات أخرى، يقتضي تجاوز الهدف فعلياً أن نتخطى درجة مئوية حتى في عام "عادي"، ويبدو ذلك مستبعداً"، لكنه أضاف أن التقرير يبين أن العالم يقترب "على مضض" من بلوغ هذا الهدف.

وكذلك أوضح غراهام مادج، المتحدث باسم "مكتب الأرصاد الجوية" بشأن المناخ، إن تجاوز درجة مئوية واحدة يعني أن تجاوزها بانتظام في المستقبل سيكون أكثر احتمالاً، على غرار ما حصل بالنسبة إلى تجاوز درجة مئوية واحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقلت "اندبندنت" عن شيروود أن "الوصول إلى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن ما زال ممكناً، لكن يزداد احتمال تجاوز درجة مئوية واحدة قبل أن ينخفض مرة أخرى. من ثم، ستتطلب العودة إلى درجة مئوية واحدة مع حلول نهاية القرن تخفيفاً بالغاً لاستخدام الوقود الأحفوري من أجل وقفه، وسيقتضي أيضاً استخدام تقنيات لم تخضع بعد للاختبار على نطاق واسع، بغية التخلص من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي".

في تطور متصل، حذرت "اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ" التابعة للأمم المتحدة من أن ارتفاع الحرارة درجة مئوية واحدة، يعتبر حدثاً يتضمن ارتفاعاً شديداً في الحرارة. وقد فسرت ذلك بأن ذلك الارتفاع [بدرجة مئوية واحدة] لم يحصل سوى مرة واحدة كل عشر سنوات حينما لم يكن المناخ عرضة لتأثير أنشطة الإنسان، لكنه سيحدث 4.1 مرّة كل عقد. ويعني ذلك أيضاً أن حوالى 14 في المئة من سكان الأرض سيتعرضون لموجات حر شديدة مرة واحدة كل خمس سنوات في الأقل.

عند هذه المرحلة، لا تزداد الصورة إلا قتامة. إذا ارتفعت حرارة العالم درجة مئوية واحدة، ستضرب الأرض موجة حر شديدة بمعدل 5.6 مرات في العقد بدلاً من مرة واحدة، وسيواجه 37 في المئة من سكان العالم موجات قيظ فائقة مرة واحدة كل خمس سنوات، في أقل تقدير.

ومثلاً، سيفضي ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة أيضاً إلى تدمير 70 في المئة من الشعاب المرجانية في الأقل، لكن عند درجة مئوية ستكون تلك الهياكل البحرية قد فقدت أكثر من 99 في المئة من تكويناتها.

وفي تصريح أدلى به إلى "اندبندنت" مدير قسم "السياسات والاتصالات" في "معهد غرانثام لبحوث تغير المناخ" في "كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية"، بوب وورد، "تكشف هذه التوقعات أننا نشارف بصورة خطيرة على بلوغ الحد الذي تصبح بعده المخاطر المترتبة على تأثيرات (تغير المناخ)، عالية إلى حد غير مقبول، وفق استنتاجات معظم الخبراء والحكومات".

على الرغم من غياب أي دليل يؤكد أن كارثة فورية ستحل في مختلف أنحاء العالم حينما تصل درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، فإن ذلك سيتسبب على الأرجح بأضرار أكبر في حياة الناس وسبل عيشهم ضمن بلاد كثيرة نتيجة الظواهر المناخية المتطرفة الشديدة والمتكررة، من قبيل الفيضانات وموجات الحر"، وفق وورد.

وأضاف وورد، "إن كل زيادة في الاحترار العالمي تفاقم المخاطر التي يواجهها العالم، بما في ذلك تجاوز العتبات المناخية التي تتسارع بعدها التأثيرات أو يصبح وقفها أو تداركها مستحيلين. وينبغي أن تحث هذه النتيجة كل بلاد العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة، على خفض الانبعاثات بسرعة أكبر".

© The Independent

المزيد من بيئة