قال رئيس الوزراء الليبي المعين من قبل البرلمان، فتحي باشاغا، متحدثاً من مدينة سرت الساحلية بوسط البلاد إنه لن يلجأ للعنف من أجل السيطرة على العاصمة. وأضاف أن حكومته ستعمل انطلاقاً من سرت اعتباراً من اليوم الأربعاء.
وقال البرلمان الأسبوع الماضي إن على باشاغا أن يجعل سرت مقراً لحكومته إذا لم يستطع العمل في طرابلس.
وتصاعد التوتر بين الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، برئاسة فتحي باشاغا، وحكومة منافسه عبد الحميد الدبيبة، بعد محاولة باشاغا دخول العاصمة طرابلس الثلاثاء.
وأعلن مكتب باشاغا أنه غادر العاصمة طرابلس بعد ساعات من محاولته دخول المدينة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين فصائل متنافسة.
وأشار باشاغا إلى أنه دخل طرابلس من دون حراسة مسلحة لكنه تعرض لهجوم من مقاتلين متحالفين مع رئيس الحكومة الموحدة عبد الحميد الدبيبة، لكن الأخير اتهم باشاغا بدخول طرابلس برفقة مقاتلين.
ودوت أصوات أعيرة نارية من أسلحة ثقيلة وأسلحة رشاشة في أنحاء العاصمة طرابلس صباح الثلاثاء. وأُغلقت المدارس وخفت حركة المرور في ساعات الذروة التي عادة ما تكون مزدحمة، لكن الاشتباكات توقفت بعد انسحاب باشاغا.
وقال جلال حرشاوي الخبير في الشأن الليبي "لا أعتقد أن الأمور ستعود هادئة ساكنة"، موضحاً أن الدبيبة سيحاول على الأرجح ممارسة مزيد من الضغط على الفصائل المتحالفة مع باشاغا في طرابلس، بحسب وكالة "رويترز".
ومع عدم قدرة أي من الجانبين في ما يبدو على تحقيق تفوق عسكري حاسم في أنحاء البلاد، يبدو أن ليبيا الآن مهيأة لفترة أطول من الجمود مع تحصن الدبيبة بقوة في طرابلس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء إن الوزارة تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن اشتباكات مسلحة في ليبيا، وتحث المجموعات المسلحة هناك على الامتناع عن العنف.
جمود
وتهدد الأزمة بإعادة ليبيا إلى قتال مطول بعد سلام نسبي استمر عامين أو إعادتها إلى التقسيم بين حكومة باشاغا المدعومة من الشرق وإدارة طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
وأدى الجمود السياسي بالفعل إلى إغلاق جزئي لمنشآت نفط ليبية، مما قلص المصدر الرئيس للإيرادات الأجنبية بمقدار النصف. ولا تحقق الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة أو تمهيد الطريق لإجراء انتخابات جديدة تقدماً يذكر.
يذكر أن خطة لإجراء انتخابات في ديسمبر (كانون الأول) انهارت وسط خلافات بين الفصائل الرئيسة والمرشحين البارزين حول قواعد الانتخابات. وتحرك البرلمان لتعيين حكومة جديدة.
ورفض الدبيبة رئيس حكومة الوحدة تحركات مجلس النواب، قائلاً إن إدارته ما زالت شرعية وإنه لن يسلم السلطة إلا بعد الانتخابات.
ودأب باشاغا، وزير الداخلية السابق الذي ينتمي مثل الدبيبة إلى مدينة مصراتة الساحلية، على القول إنه سيدخل طرابلس من دون عنف. وانتهت محاولاته السابقة للقيام بذلك بعرقلة موكبه من قبل الفصائل المنافسة.
وقال مجلس النواب الأسبوع الماضي إن حكومة باشاغا يمكن أن تعمل الآن من سرت، الواقعة في وسط البلاد قرب خط المواجهة المجمد بين الفصائل الشرقية والغربية.
وتركز الدبلوماسية على المحادثات بين البرلمان وهيئة تشريعية مقرها طرابلس لتمهيد الطريق أمام محاولة أخرى لتسوية الصراع في ليبيا من خلال إجراء انتخابات.