Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكرون يعين بورن ذات التوجهات اليسارية رئيسة للوزراء

باتت أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ رئاسة فرانسوا ميتران

جانب من التسلم والتسليم بين بورن وسلفها كاستيكس في مقر رئاسة الوزراء في باريس، الإثنين 16 مايو الحالي (أ ف ب)

أعلن قصر الإليزيه في بيان أن الرئيس إيمانويل ماكرون عين الاثنين 16 مايو (أيار) الحالي، وزيرة العمل إليزابيت بورن رئيسة للوزراء، لتكون أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة الفرنسية منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وقدم رئيس الوزراء الفرنسي المنتهية ولايته جان كاستيكس استقالته إلى الرئيس في وقت سابق الاثنين، في إطار خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع لإفساح المجال لتشكيل حكومة جديدة في أعقاب إعادة انتخاب ماكرون لولاية ثانية في أبريل (نيسان) الماضي.
وأتاحت استقالة كاستيكس، الذي شكل اختياره مفاجأة في عام 2020، لماكرون فرصة إعادة تشكيل مجلس الوزراء قبل الانتخابات البرلمانية الحاسمة في يونيو (حزيران) المقبل.
وسيحتاج الرئيس الوسطي إلى أغلبية في البرلمان لدفع أجندته المحلية بعد إعادة انتخابه التي تشكل إثرها تحالف يساري جديد وأعلن اليمين المتطرف أنه سيعمل على عرقلة برنامجه.
وسرت تكهنات في الأسابيع الأخيرة حول خلف كاستيكس، فقد أشار ماكرون إلى أنه يريد منح المنصب لامرأة ذات توجهات يسارية وبيئية.
تعكس تلك المعايير رغبته في التركيز على تحسين المدارس والرعاية الصحية في الجزء الأول من ولايته الرئاسية الثانية، فضلاً عن البحث عن حلول لأزمة المناخ التي وعد بإعطائها الأولوية.
وينظر إلى بورن (61 سنة) على أنها تكنوقراط قادرة على التفاوض بحكمة مع النقابات، مع اعتزام الرئيس الفرنسي وضع حزمة جديدة من الإصلاحات الاجتماعية التي أدت إلى اندلاع احتجاجات.
وقال مسؤول في الرئاسة طلب عدم كشف اسمه إن بورن امرأة "اقتناعات وعمل وإنجاز"، مشيراً إلى "قدرتها على تنفيذ الإصلاحات".

سيرتها العملية

وعملت بورن مع وزراء من الحزب الاشتراكي قبل انضمامها إلى حكومة ماكرون عندما شغلت لفترة وجيزة منصب وزيرة البيئة في عام 2019، ثم تولت وزارة العمل وأشرفت على المفاوضات مع النقابات التي أدت إلى خفض إعانات البطالة لبعض الباحثين عن عمل.
وخلال توليها وزارة العمل، انخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ 15 عاماً، وانخفضت البطالة بين الشباب إلى أدنى مستوى لها منذ 40 عاماً.
وستساعد معرفة بورن العميقة بأساليب عمل الدولة ماكرون على المضي قدماً في إصلاحات أكثر صعوبة. فسيتم تكليفها بالتدقيق في النقابات القوية في فرنسا للإشراف على تعهده الانتخابي الأكثر إثارة للجدل، وهو رفع سن التقاعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الكثير من الشجاعة

وفي حوار مع صحيفة "جورنال دو ديمانش" نشر الأحد (15 مايو)، قالت إديت كريسون، آخر امرأة تولت رئاسة الوزراء في فرنسا، إن السياسة الفرنسية ظلت "ذكورية" بعد أكثر من 30 سنة من ترؤسها الحكومة لفترة وجيزة بين مايو 1991 وأبريل 1992 في عهد الرئيس الراحل فرنسوا ميتران. وأضافت أن على بورن "التحلي بكثير من الشجاعة".
وفي تصريح لقناة "بي أف أم تي في"، قالت كريسون التي تعرف بورن شخصياً، "حان الوقت لوجود امرأة أخرى". وأضافت "لديها خبرة كبيرة في القطاعين العام والخاص... إنها اختيار جيد للغاية لأنها شخصية رائعة وليس لأنها امرأة".
وقالت رئيسة الوزراء السابقة إنها تعجب لمضي كل هذا الزمن حتى تشغل امرأة أخرى المنصب. وأضافت كريسون التي كانت هدفاً للعديد من الهجمات لكونها امرأة، أن "فرنسا متأخرة جداً - ليس الشعب الفرنسي بل الطبقة السياسية".

مواقف سياسية

وحقق ماكرون (44 سنة) انتصاراً قوياً في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 24 أبريل في مواجهة زعيمة أقصى اليمين مارين لوبن، إذ حاز في الدورة الثانية 59 في المئة من الأصوات مقابل 41 في المئة لغريمته.
وأبدى خصوم ماكرون مواقف أقل ترحيباً ببورن، إذ قالت لوبن إن تعيينها يظهر "عدم قدرة الرئيس على الجمع ورغبته في متابعة سياسته القائمة على الاستهتار".
وسخر زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون من فكرة أن بورن يسارية ووصفها بأنها "من بين أقسى وجوه الإضرار الاجتماعي" في النخبة الفرنسية.
ويتطلع كل من لوبن وميلانشون إلى تعويض هزيمتهما الرئاسية في الانتخابات البرلمانية يومي 12 و19 يونيو، على أمل التصدي لخطط إيمانويل ماكرون.
وفي هذا السياق، أقنع ميلانشون أخيراً الأحزاب الاشتراكية والشيوعية وحزب الخضر بتشكيل تحالف بقيادته يوحد اليسار في جبهة مشتركة للمرة الأولى منذ عقود.
وكان جان كاستيكس أبدى اعتزامه الاستقالة فور صدور نتائج الانتخابات الرئاسية تماشياً مع التقاليد السياسية الفرنسية، لكن ماكرون أقنعه بالبقاء في منصبه ريثما يجد بديلاً.
ويتمتع كاستيكس (56 سنة) والمتحدر من منطقة ريفية في جنوب غربي فرنسا بأسلوب صريح ولهجة مميزة لمسقط رأسه جعلته محبوباً لدى كثير من الفرنسيين.
وسيتم تذكر كاستيكس خصوصاً لإدارته المراحل الأخيرة من التصدي لجائحة "كوفيد"، حين قدم إحاطات دورية متلفزة حول عدد الإصابات وتدابير الإغلاق والتباعد الاجتماعي.
وقال ماكرون في تغريدة وداعية لكاستيكس "على مدى عامين تقريباً، عمل بشغف والتزام في خدمة فرنسا".

المزيد من دوليات