عينت وزارة المالية السعودية شركة "روتشيلد أند كو" ومقرها باريس للإشراف على عملية إعادة هيكلة مجموعة "بن لادن" العقارية العملاقة وحل مشكلة مديونيتها كي تعاود نشاطها بقوة. وبدأت عملية إعادة هيكلة المجموعة، التي كانت الأكبر في مجالها في السعودية قبل تدهورها، منذ عامين. وفي تقرير لها، نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مصادر مطلعة على الصفقة أن تعيين شركة "روتشيلد" سيعني أن حل مشكلة ديون المجموعة سيأخذ وقتاً أطول.
إعادة الهيكلة
كانت "روتشيلد" تسعى من قبل للفوز بعقد إعادة هيكلة المجموعة، لكن شركة "بن لادن" تعاقدت مع شركة "هوليهان لوكي" ومقرها نيويورك في عام 2020 لتتولى إعادة هيكلة ديون المجموعة البالغة وقتها 15 مليار دولار. وأعدت شركة "هوليهان" خريطة طريق العام الماضي قُدمت لدائني المجموعة، وتستهدف وقف خسائرها وتراكم ديونها "وإعادتها إلى مكانتها مرة أخرى بما يمكنها من بناء المشروعات العملاقة التي تعد أساسية لخطط الإصلاح الاقتصادي الطموحة" في السعودية.
وحذرت شركة "هوليهان" الدائنين من أن تصفية مجموعة "بن لادن" سيكون له "أثر مدمر" على قطاع البناء والتشييد في السعودية، وعلى القوة العاملة كبيرة العدد في المجموعة، وكذا الموردين والبنوك والحكومة السعودية التي تملك نحو ثلث المجموعة العملاقة. وأنه ما لم يدعم الدائنون خريطة الطريق التي قدمتها ستكون الخسائر من نصيب الجميع.
في الوقت ذاته مازلنا بانتظار التعليق من وزارة المالية السعودية على التقرير .
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت مجموعة "بن لادن" أكبر مجموعة تطوير عقاري، ولعبت دوراً أساسياً في بناء معظم البنية التحتية في السعودية منذ نشأتها الحديثة عام 1932. وبدأت مشكلاتها في 2015 بعد حادث سقوط رافعة للشركة في مدينة مكة. وتوالت خسائر المجموعة وتراكمت عليها الديون. وزاد من تعقيد مشكلاتها أنه خلال أزمة وباء كورونا بدأت مدفوعات الحكومة للمجموعة تتأخر كثيراً أو تتوقف.
ديون المجموعة
في إطار خطط إعادة هيكلة ديون المجموعة وإعادتها للنشاط القوي، قدمت الحكومة السعودية قرضاً لها بقيمة 5.3 مليار دولار (20 مليار ريال) لضمان عدم تصفيتها، وتعهدت تقديم المزيد لمساعدة المجموعة على العودة للعمل في المشروعات الحيوية في مكة والمدينة. وحسب تقرير "بلومبيرغ"، لا يتضمن القرض الحكومي أية فوائد أو أرباح لأنه "من دون هذا التمويل الحاسم ستصبح المجموعة عرضة للتصفية". وكانت الحكومة دخلت شريكاً في المجموعة عام 2018 ضمن تسوية لما وصف وقتها بأنه "عمليات فساد" فيها.
وتخطط الحكومة السعودية لإنعاش قطاع التشييد والبناء بالاستثمار في أربع شركات تطوير عقارية كبرى لدعم القطاع العقاري. ويتولى الصندوق السيادي السعودي استثمار مئات ملايين الدولارات في تلك الشركات، حسبما ذكرت "بلومبيرغ". يشار إلى أن مجموعة "روتشيلد أند كو " تعد واحدة من أكبر شركات الخدمات المالية العالمية، ويعمل لديها فريق من 3 آلاف و800 من المتخصصين في الخدمات المالية في أكثر من 40 بلدا حول العالم. وتأسست الشركة في فرانكفورت في ستينيات القرن الثامن عشر، وفي مطلع القرن التاسع عشر توسعت لتؤسس مراكز مالية لها في فرانكفورت ولندن وباريس وفيينا ونابولي لتصبح واحدة من أكبر الشركات المالية.