Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انخفاض الناتج المحلي الإجمالي علامة تحذير كبيرة لبريطانيا

يجادل جيمس مور قائلاً إن افتقار الحكومة المستمر إلى الحركة مذهل للغاية، ولن يساعد مزيد من التهديد حول بروتوكول إيرلندا الشمالية الناس مع التدفق الكبير للفواتير

الناتج المحلي الإجمالي انخفض خلال مارس وفق مكتب الإحصاءات الوطنية مع مخاوف من أن تعاني 1.5 مليون أسرة بريطانية في دفع فواتير الأغذية والطاقة (رويترز)

الشتاء في مايو (أيار)؟ يبدو الأمر حقاً كذلك إلى حد كبير، نظراً إلى الطريقة التي يسير بها اقتصاد المملكة المتحدة.

كانت الأرقام الرسمية الأحدث عن مارس (آذار) قاتمة على غرار ألبوم للمغني ليونارد كوهين، فقد أظهرت انكماشاً بنسبة 0.1 في المئة في مقابل استقرار بواقع صفر في المئة وفق توقعات القلب التجاري للندن، وربما يكون الآتي أسوأ، فهذا الصقيع الاقتصادي سيضرب بشدة، ولا تستجيب البورصة دوماً إلى هذا النوع من الأرقام الصادرة، ويرجع هذا جزئياً إلى أن مؤشر "فايننشال تايمز 100" يمثل سوقاً دولية للغاية، لا سيما الأسهم العالية القيّمة المدرجة فيه.

لكنها استجابت هذه المرة وكان الرقم مؤشراً آخر إلى تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل، وكأن التباطؤ الحاصل بالفعل لم يكن كافياً، وكان المستثمرون قلقين بالفعل بسبب أرقام التضخم الأساس الأسوأ من المتوقع في الولايات المتحدة، لذلك هيمن البيكسل الأحمر على شاشات التعاملات.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام خاضعة إلى مراجعة، فهي تستند إلى بيانات غير مكتملة، لذلك لا يزال ممكناً دفعها إلى الأعلى، لكن من الممكن مراجعتها نزولاً أيضاً.

أما العنصر المقلق حقاً فهو أن تسبق الفترة التي تغطيها الأرقام الارتفاع الحاد الذي سجلته أسعار الوقود المحلية خلال أبريل (نيسان)، وأثر القرار الذي واجه انتقادات شديدة، وعن حق، بزيادة الإسهامات في التأمين الوطني لكل من أصحاب العمل والموظفين، فقد كان للأمرين أثر فوري وسلبي بحدة في موازنات الأسر.

لا يزال الرقم الإجمالي للنمو البالغ 0.8 في المئة في الفصل الأول جيداً، وهناك العديد من البلدان التي قد يسرها رقم كهذا،

لكن أرقام المملكة المتحدة خلال يناير (كانون الثاني) وشباط (فبراير) نفسها رُوجعت نزولاً، وتظل التوقعات قاتمة بلا هوادة، وفجأة بدأت كلمة "ركود" بالظهور في شكل منتظم في الملاحظات التي يصدرها الوسطاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهذا كله يخدم كوسيلة للتأكيد على انعدام المسؤولية المذهل لتهديد الحكومة حول بروتوكول إيرلندا الشمالية الذي وقعته طواعية من ضمن الاتفاق الخاص بـ "بريكست"، فآخر ما يحتاج إليه اقتصاد المملكة المتحدة الآن هو حرب تجارية مع الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري لها، فالشركات تعاني بالفعل تقليص استثماراتها وإعادة النظر في موازناتها ومراجعة توقعاتها إلى مستوى أدنى.

هذا البروتوكول يُطرح من جديد لأغراض سياسية بحتة بواسطة رئيس للوزراء تلقى للتو صفعة من قبل الناخبين، والطرح أيضاً علامة أخرى على عدم ملاءمة بوريس جونسون للوظيفة التي يتولاها، لكن هذا الكلام قيل من قبل وسيقال مرة أخرى.

قد يساعد قليل من الكلام عن "بريكست" في تشجيع صحف الـ "تابلويد" اليمينية، لكن بقية البلاد ضاقت ذرعاً به، وتركز على تجاوز عاصفة كلف المعيشة التي يبدو أن من المقرر أن تتطور إلى إعصار كامل.

في وقت سابق من هذا الأسبوع وقبل ظهور هذه الدفعة الأخيرة من الأرقام، حذر المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية من انكماش خلال النصف الثاني من العام، وفي تقويم غير مسبوق قال أقدم معهد مستقل للبحوث الاقتصادية في بريطانيا إن "السياسات الرديئة" كان من المقرر "أن تترك الأسر في حال أسوأ بشكل دائم"، والأمر الأكثر إزعاجاً هو أن تقديره بأن 1.5 مليون شخص من هذه الأسر في مختلف أنحاء المملكة المتحدة سيواجهون "فواتير في مجال الأغذية والطاقة أكبر من دخلهم المتاح"، وهذا احتمال مخيف حقاً.

ستحصل أعلى معدلات ذلك في لندن، حيث كثيراً ما ننسى وجود جيوب من الفقر المدقع، وفي اسكتلندا.

ويبدو فشل الحكومة في الاستجابة إلى هذا الوضع بعيداً من مواقفها الطفولية في التعامل مع جيران بريطانيا، أمراً مذهلاً، وببساطة لن يفي بالمطلوب كلام جونسون عن "فعل ما يمكننا فعله" لمساعدة الأسر التي تعاني.

يبدو أن بعض نواب المحافظين يرون الخطر، ومن المرجح أن يتعالى صخبهم إذ يشرعون في رؤية الآثار المترتبة على فشل الحكومة في دوائرهم الانتخابية، وهذا ما يجب أن يحصل، فمعظمهم تقريباً سيواجهون أشخاصاً واقعين تحت الحد الاقتصادي الأدنى.

لا بد من معالجة محنتهم بداية بزيادة طارئة في الائتمان الشامل، وبعد ذلك على الحكومة أن تعمل بسرعة على معالجة الأزمة الاقتصادية الأوسع التي تواجهها المملكة المتحدة، فالحكومة لديها من الموارد المالية والمجال المالي العام المساند ما يكفي لدرء الركود الذي يلوح في الأفق. إنها مجرد مسألة إرادة.

© The Independent