Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتخابات طرابلس: إغلاق الصناديق لا يحسم المعركة

كشفت "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" عن مشكلات عديدة في مراكز الاقتراع

شهد بعض مراكز الاقتراع إقبالاً مفاجئاً مع اقتراب موعد إغلاق الصناديق (اندبندنت عربية)

يصدق وصف "انتخابات ربع الساعة الأخير" على ما جرى في مدينة طرابلس، عاصمة شمال لبنان، ففي مرحلة بعد الظهر عاشت أقلام الاقتراع حالةً من الركود، ولكن مع اقتراب موعد إغلاق الصناديق شهدت بعض الأقلام الانتخابية إقبالاً مفاجئاً، الأمر الذي شكل استفزازاً معنوياً لبعض الأطراف. ففي مدرسة تل الجديدة، شهدت أقلام السويقة قدوم عدد كبير من المقترعين، وأصرّ هؤلاء على الدخول من أجل التصويت. فما كان إلا أن استجاب المسؤولون عن المركز إلى مطلبهم، وسمح لهم بالاقتراع. وبرّر هؤلاء سبب تأخرهم في الإقبال، بأنهم كانوا في عملهم وجاؤوا في اللحظات الأخيرة من أجل تأدية حقهم الانتخابي. 

وأثار هذا الحشد حفيظة حملة لائحة "انتفض للسيادة والعدالة"، التي اتخذت من المبنى المقابل للمدرسة مركزاً لها، حيث بدأ هؤلاء يرفعون الهتافات التي تهاجم أحزاب السلطة وتنادي إلى "الثورة". 

وفي الفترة السابقة لإغلاق مراكز الاقتراع، شهدت مناطق المنية بحنين، وبخعون الضنية بعض المشكلات على خلفيات فردية. كما وقع إطلاق نار عرضي في منطقة التل أمام مكتب النائب محمد عبد اللطيف كبارة، والد المرشح كريم كبارة، فيما كشف مندوبو جمعية "لادي" (الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات) عن مشكلات عديدة في مراكز الاقتراع، إما بسبب وضعية العازل، وإما بسبب ضيق المراكز الانتخابية، وعدم تجهيزها، ناهيك بتدخل بعض المندوبين مع المقترعين. 

 

نسب الاقتراع المتدنية

تراجع نسب الاقتراع على الرغم من محاولات إذكاء الاستقطاب السياسي، يفتح باب التوقعات والتكهنات بشأن بعض المرشحين الذين سعوا إلى تنظيم ماكينات انتخابية قائمة على تشغيل عدد كبير من المندوبين وتوزيعهم في المراكز والطرقات. وفي انتظار النتائج، يمكن ملاحظة إمساك عدد من اللوائح بزمام الأمور من خلال المندوبين. ولم يتوقف هؤلاء عند حدود الثابتين داخل الأقلام، وإنما قاموا بتوظيف المندوبين من أجل كسب أصوات إضافية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الانتخابات عرضة للطعن

لم ترتفع نسب الاقتراع كثيراً، فوفق لعبة الحسابات، فإن حجم "الأكثرية الصامتة" في اتساع مستمر، حيث يمكن قراءة النسب بـ"لا ثقة" عبّر عنها الموقف الممتنع. وبعد انتهاء فترة الصمت الانتخابي، يُعلّق المرشح على "لائحة انتفض"، مصطفى عويك، على التحوّل الذي شهده المشهد الانتخابي من مرحلة الرتابة إلى الازدحام عند أبواب بعض المراكز، ليتحدث عن "خروقات طيلة النهار"، ومتهماً بعض المرشحين بـ"دفع الأموال لشراء ذمم الأفراد الذين ينتظرون المال الانتخابي، وهذا الأمر أثار امتعاض مؤيدي انتفض. وكان لديهم رد فعل طبيعي رداً على المال الانتخابي الذي سيحدد مصير المدينة لـ4 سنوات مقبلة من جهات يدّعي بعضها التغيير". كما يلفت إلى "تطويق لوائح التغييرين من خلال لعبة منح تصاريح المندوبين الثابتين والمتجولين في المحافظة، وهذا الأمر يجب أن يُدرس ربما من أجل الطعن بالنتائج".  

ويشير عويك إلى أن الفريق التغييري فاز بغضّ النظر عن النتيجة، لأنه "كسب ثقة جزء من المجتمع الطرابلسي، وأصبح لاعباً في السياسة المحلية الطرابلسية، وسيتم توسيع هذا التحرك".  

المعركة لم تنتهِ

مع ميل الدفة إلى القوائم المدعومة من قبل الشخصيات السياسية التقليدية، تؤكد لوائح المعارضة عدم إعلان استسلامها. ويشير المرشح عبيدة التكريتي، الناشط في حركة "مواطنون ومواطنات في الدولة"، الذين خاضوا الانتخابات على مختلف المناطق اللبنانية، إلى أن "المواجهة مستمرة، والانتخابات كانت مجرد محطة من أجل التزود بأدوات مختلفة من بينها تقوية التنظيم من أجل المواجهة وعدم الاكتفاء بشخصيات فردية". ويلفت إلى "إنشاء الهيئة التأسيسية للمجلس الوطني المدني"، التي تضم مرشحين وشخصيات تمتلك الثقة لدى المواطنين للمنازعة على شرعية مجلس النواب الجديد، لأن الهدف من العملية كان تجديد شرعية الأحزاب القائمة. 

وتوحي نسب الاقتراع بفشل القوائم الانتخابية الـ11 على خلق منافسة ديمقراطية متوازنة بين الأطراف المتنافسة على ضفتي السلطة و"الانتفاضة". ويقول عبيدة التكريتي، "إننا أمام تعزيز حالة الإحباط لدى الناس بسبب إحساسهم بأنه لا يمكن فعل شيء لوقف الانهيار، كما أنه لا يمكن مواجهة هذا النظام". من هنا، يتحدث التكريتي عن أهمية "وجود مجموعة من الناس تخرج من حالة الإحباط إلى دائرة الفعل، ويكفي القيام ببعض الإنجازات من أجل إخراجهم من دائرة السلبية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير