Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قتلى في قصف روسي شرق أوكرانيا والموافقة على إجلاء جرحى بالمصنع المحاصر

بوتين: لا تهديد على روسيا من انضمام السويد وفنلندا للأطلسي ويحذر: جاهزون للرد

قتل عشرة أشخاص على الاقل في قصف روسي طاول مدينة سيفيرودونيتسك في شرق أوكرانيا، شبه المحاصرة من جانب القوات الروسية، بحسب ما افاد حاكم المنطقة الاثنين.

وقال سيرغي غايداي عبر تلغرام "قتل عشرة أشخاص على الاقل. من الصعوبة بمكان حاليا التحقق من الوضع الميداني بسبب قصف جديد"، داعيا السكان الذين لم يفروا الى حماية أنفسهم.

وقالت روسيا اليوم الاثنين إنها وافقت على إجلاء الجنود الأوكرانيين الجرحى من المخابئ الموجودة أسفل مصنع آزوفستال المحاصر في ماريوبول إلى منشأة طبية في بلدة نوفوازوفسك التي تسيطر عليها روسيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "تم الاتفاق على نقل الجرحى.

وتستعد أوكرانيا لمواجهة تكثيف للهجمات الروسية في منطقة دونباس في شرق البلاد التي جعلت منها موسكو أولوية، غير أنها تفشل في تحقيق مكاسب ميدانية فيها، في وقت يواصل فيه الجيش الأوكراني هجومه المضاد في منطقة خاركيف.

وأعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي في فيديو نشره، مساء الأحد 15 مايو (أيار)، "نستعد لمحاولات جديدة من روسيا لمهاجمة دونباس لتكثيف تحركها بشكل ما نحو جنوب أوكرانيا"، مؤكداً أن "المحتلين يرفضون حتى الآن الإقرار بأنهم في مأزق".

وأفاد مستشار الرئيس الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش، بأن موسكو تنقل قوات من منطقة خاركيف (شمال) إلى لوغانسك في دونباس بهدف السيطرة على سيفيرودونيتسك، في وقت أكدت فيه رئاسة الأركان الأوكرانية، صباح الاثنين، أن الجيش الروسي يحشد قواته في إيزيوم بين خاركيف وسيفيرودونيتسك.

حلف الأطلسي

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين إن ليس هناك تهديد على روسيا إذا انضمت السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي لكنه حذر من أن موسكو سترد إذا قرر الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة تعزيز البنية العسكرية التحتية في الدولتين.

وكرر بوتين، الذي يقود روسيا منذ عام 1999، مرارا أن توسع حلف شمال الأطلسي شرقا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي صوب الحدود الروسية من أسباب العملية العسكرية على أوكرانيا.

صواريخ "عالية الدقة"

في المقابل، أعلنت موسكو أنها استهدفت بصواريخ "عالية الدقة" مركزي قيادة أوكرانيين وأربعة مستودعات ذخيرة مدفعية بالقرب من زابوريجيا وباراسكوفيفكا وكونستانتينوفكا ونوفوميكايلوفكا في دونيتسك، كما دمرت القوات الجوية الروسية قاذفتي صواريخ من طراز "إس-300" ونظام رادار في منطقة سومي، وفق الوزارة التي أضافت أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

وفي ماريوبول في أقصى جنوب دونباس، يواصل الجيش الروسي القصف على مصنع أزوفستال، آخر جيب لا يزال يقاوم في هذه المدينة الساحلية الاستراتيجية، بحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، لكن قوات موسكو تواجه في الشمال مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية التي تشن هجوماً مضاداً في منطقة خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، وباتت قريبة من بلوغ الحدود الروسية.

شرق أوكرانيا

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها قصفت مواقع في شرق أوكرانيا مع سعيها لتطويق القوات الأوكرانية في معركة تهدف للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية وصد هجوم مضاد حول مدينة إزيوم الاستراتيجية الخاضعة حالياً للسيطرة الروسية.

وقال حلف شمال الأطلسي في اجتماع في ألمانيا إن بمقدور أوكرانيا الانتصار في الحرب ودعا لتقديم المزيد من الدعم العسكري وتسريع وتيرة الموافقة على طلبين متوقعين من السويد وفنلندا للانضمام لعضويته.

وحققت القوات الأوكرانية سلسلة نجاحات منذ الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط)، مما أجبر القادة الروس على التخلي عن هجوم على كييف، كما طردت القوات الروسية من خاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وأدى هجوم موسكو، الذي تصفه بأنه "عملية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من الفاشيين، إلى زعزعة الأمن الأوروبي. وتقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن مزاعم الفاشية ذريعة لا أساس لها لشن حرب غير مبررة.

وأكد رئيس فنلندا، التي تشترك في حدود بطول 1300 كيلو متر مع روسيا، الأحد، أن بلاده ستتقدم بطلب للانضمام لحلف شمال الأطلسي في تغير سياسي كبير بسبب الهجوم روسيا على أوكرانيا. ووافق أيضاً الحزب الحاكم في السويد على أن تحذو بلاده حذو فنلندا.

ومنذ منتصف أبريل (نيسان)، ركزت القوات الروسية الكثير من قوة نيرانها على دونباس بعدما أخفقت في السيطرة على العاصمة.

وذكر تقييم للاستخبارات العسكرية البريطانية صدر، الأحد، أن روسيا فقدت نحو ثلث القوة القتالية البرية التي نشرتها في فبراير. وقال التقييم إن الهجوم الروسي في دونباس تأخر كثيراً عن الجدول الزمني ومن المستبعد أن يحرز تقدماً سريعاً خلال الثلاثين يوماً المقبلة.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، "حرب روسيا في أوكرانيا لا تسير كما خططت لها موسكو". وتلقت أوكرانيا، مساء السبت، دفعة معنوية عندما فازت في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، وهو فوز يُنظر إليه على أنه علامة على قوة الدعم الشعبي لأوكرانيا في جميع أنحاء أوروبا.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالفوز، لكنه قال إن الوضع في دونباس ما زال صعباً جداً، وما زالت القوات الروسية تحاول اقتناص نوع من النصر في منطقة يمزقها الصراع منذ 2014. وأضاف، "إنهم لا يتوقفون عن مساعيهم".

استهداف المناطق المدنية

قالت روسيا، الأحد، إنها ضربت مواقع أوكرانية في الشرق بالصواريخ مستهدفة مراكز للقيادة وترسانات أسلحة مع سعي قواتها لتطويق الوحدات الأوكرانية بين إزيوم ودونيتسك.

وقالت قوة المهام المشتركة الأوكرانية، إن قواتها صدت 17 هجوماً، الأحد، ودمرت 11 قطعة عتاد روسي، بينما أسقطت دفاعاتها الجوية طائرتي هليكوبتر روسيتين وخمس طائرات مسيّرة.

وأضافت أن روسيا واصلت استهداف المناطق المدنية على امتداد خط المواجهة في منطقتي لوغانسك ودونيتسك، حيث قصفت 23 قرية وبلدة.

وتقع إزيوم على نهر دونيتس على بُعد 120 كيلو متراً من خاركيف على الطريق الرئيس المتجه إلى جنوب شرقي البلاد.

ومن شأن استمرار الضغط على إزيوم وخطوط الإمداد الروسية أن يجعل من الصعب على موسكو تطويق القوات الأوكرانية التي صقلتها المعارك على الجبهة الشرقية في دونباس.

وقال الحاكم الإقليمي، أوليه سينجوبوف، في تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي، "تظل أسخن نقطة هي اتجاه إزيوم". وأضاف، "قواتنا المسلحة تحولت إلى هجوم مضاد هناك. العدو يتراجع على بعض الجبهات، وهذا نتيجة لطبيعة قواتنا المسلحة".

وقال الجيش الأوكراني، إن الوحدات الروسية تعمل الآن في بعض المناطق بأقل من 20 في المئة من قدرتها.

وقال فاديم دينيسينكو، مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية، للتلفزيون الأوكراني، إن القوات ربما تتحرك على الحدود في الأيام القليلة المقبلة للضغط على القوات الروسية في شمال شرقي خاركيف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انتكاسات 

وفي روسكا لوزوفا، وهي قرية تقع بين خاركيف والحدود الأوكرانية مع روسيا، قال قادة أوكرانيون إنهم يعتقدون أن موسكو تعيد نشر قواتها للدفاع عن إزيوم، بينما تبقي أعداءها في مواقعهم بقصفهم بالمدفعية.

وقال إيهور أوبولينسكي الذي يقود الحرس الوطني وقوات التطوع التي استعادت روسكا لوزوفا قبل ثمانية أيام، "تم القضاء على الهجوم الروسي على خاركيف، وهم يدركون ذلك... يحتاجون لمحاولة تحقيق نصر جديد ويريدون التمسك بإزيوم".

لكن الجيش الأوكراني أقر أيضاً بحدوث انتكاسات في تحديث، صباح الأحد، جاء فيه "على الرغم من الخسائر، ما زالت القوات الروسية تتقدم في مناطق لايمان وسيفيرودونيتسك وأفديفيكا وكوراخيف في منطقة دونباس الأوسع".

وفي غرب أوكرانيا بالقرب من الحدود البولندية، قال مسؤولون أوكرانيون، إن صواريخ دمرت البنية التحتية العسكرية ليلاً، واستهدفت منطقة لفيف انطلاقاً من البحر الأسود.

وقال سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا في رسالة على تطبيق "تليغرام"، إن تسعة مدنيين أصيبوا في قصف روسي على مستشفى سيفيرودونيتسك مساء السبت.

وذكر المجلس المحلي في ميكولايف، أن عشرة مدنيين آخرين أصيبوا في المنطقة التي تقع جنوب البلاد في الساعات الأربع والعشرين الماضية، لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل. ولم يتم التحقق بشكل مستقل من تلك التقارير.

لا مكان للدفن

كما قال الجيش الأوكراني، إن القصف الروسي لم يتوقف، الأحد، على عمال مصنع الصلب في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، حيث يتحصن بضع مئات من المقاتلين الأوكرانيين بعد أسابيع من سقوط المدينة في يد الروس.

وأظهر تسجيل مصور نشره أحد قادة الانفصاليين الموالين لروسيا، الأحد، ذخائر ينتج عن احتراقها وهج أبيض وهي تنهمر على مصنع "آزوفستال" للصلب في مدينة ماريوبول.

ووصلت قافلة ضخمة من السيارات وعربات فان تقل اللاجئين من أنقاض ماريوبول إلى مدينة زابوريجيا التي تسيطر عليها أوكرانيا مساء السبت بعد الانتظار لأيام حتى تسمح لهم القوات الروسية بالمغادرة.

وقالت إيرينا بيترينكو (63 عاماً) التي كانت في القافلة، إنها بقيت هناك في بادئ الأمر للعناية بأمها التي كانت تبلغ من العمر 92 عاماً، وتوفيت بعد ذلك. وقالت، "دفناها قبالة منزلها لأنه لم يكن هناك مكان لدفن أحد".

مزيد من الأسلحة

قالت فنلندا والسويد إنهما تعتبران عضوية حلف شمال الأطلسي وسيلة لتعزيز أمنهما على الرغم من أن روسيا حذرت من أن ذلك سيشكل خطأً، منذرة هلسنكي من عواقب تخليها عن حيادها.

وقال الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في السويد، الأحد، إنه يؤيد انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي بما يمهد الطريق للتقدم بطلب للانضمام وبما يشكل تخلياً عن سياسة متبعة منذ عقود بعدم الانحياز العسكري.

وعبّر ستولتنبرغ ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن ثقتهما في أن مخاوف تركيا من محاولة الدولتين الانضمام لحلف شمال الأطلسي يمكن تخطيها. وأشار الأمين العام للحلف إلى أن من الممكن تنفيذ عملية ضم سريعة، وكذلك ترتيبات أمنية انتقالية.

وبالإضافة إلى خسارة أعداد كبيرة من الجنود والكثير من المعدات العسكرية، تعرضت روسيا كذلك لعقوبات اقتصادية، بينما زودت دول غربية أوكرانيا بمساعدات عسكرية. 

وتعهدت دول مجموعة السبع السبت "ممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية على روسيا"، وتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة.

وقالت السفارة الأميركية في كييف، إن أوكرانيا نشرت العديد من مدافع "هاوتزر إم-777" الأميركية الجديدة التي حصلت عليها على الجبهات الأمامية، وإن واشنطن سلمت بالفعل كل قطع المدفعية، وعددها 90، باستثناء واحد، والتي أعلنت أنها سترسلها لأوكرانيا.

ويستعد أعضاء الكونغرس الأميركي للموافقة على تقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا هذا الأسبوع.

"إلغاء" اتفاق تعاون مع حلف الأطلسي

قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الأحد، إن سلوك روسيا يصل إلى حد إلغاء اتفاق تعاون مع حلف شمال الأطلسي، يعود لعام 1997، من جانب واحد.

وأضافت بيربوك في مؤتمر صحافي في نهاية اجتماع لوزراء خارجية الحلف، "أوضحت الحكومة الروسية أن القانون التأسيسي لحلف شمال الأطلسي وروسيا لم يعد يعني لها شيئاً. لذا علينا الآن الاعتراف بأن روسيا ألغت هذا القانون الأساسي من جانب واحد وليس حلف شمال الأطلسي".

وصيغ الاتفاق لبناء الثقة والحد من وجود قوات الطرفين في شرق أوروبا، وعلق حلف شمال الأطلسي التعاون العملي مع روسيا في عام 2014 بعد استيلاء موسكو على شبه جزيرة القرم الأوكرانية. 

وعلقت روسيا عمل بعثتها لدى الحلف وأغلقت مكتبه في موسكو في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 رداً على طرد دبلوماسيين روس.

المزيد من دوليات